أوضحت مصادر في حزب القوات اللبنانية أنّ موقفها من انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً جاء رداً على سؤال صحفي، وهي لم تعلن ترشيحها له أو ستخوض معركة إيصاله الى الرئاسة، بل إذا توافر إجماع على انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، سنكون جزءاً من هذا الإجماع. أمّا أن تعلن “القوات” ترشيح قائد الجيش أو أي شخصية أخرى فليس وارداً الآن، إذ “سنقع في المشكلة نفسها وهي أنّنا لن نتمكن من تأمين 65 صوتاً له”.
وقالت المصادر “القواتية” لـ”نداء الوطن”، “المرشح الذي نتأكد من أنّنا يمكننا أن نؤمّن له 65 صوتاً سندعمه. فالمسألة ليست بالتسمية والقفز من مرشح الى آخر. ولذلك لا نتخلّى عن ترشيح معوض. فالأساس أن نؤمّن النصف زائداً واحداً وما فوق لهذا المرشح. وإذا لم نكن قادرين على توفير هذا الرقم له، لا جدوى من دعمه، على طريقة نواب التغيير الـ13، فتبديل الأسماء يضرب مصداقيتنا والأسماء في الوقت نفسه، فيما أنّنا تبنينا اسم معوض انطلاقاً من اقتناع بإمكانية تأمين 65 صوتاً له، بمعزل عمّا إذا كنّا سننجح في ذلك أم لا، جرّاء مواقف بقية مكونات المعارضة”.
واعتبرت أنّ تبنّيها أي مرشح غير معوض لا يغيّر في المعادلة الرئاسية، فـ”الاستعصاء في موضوع الاستحقاق الرئاسي سببه موقف الفريق الآخر. وطالما حزب الله لا يريد رئيساً نتيجة خلافاته، لا جدوى من طرح أي أسماء. أمّا وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة الأولى فلن يتحقّق إلّا بإجماع عام كبير، وذلك بعد أن يغادر حزب الله ترشيحه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويبدأ البحث في أسماء أخرى، وعندئذ يحصل تقاطع على هذه الأسماء ومن ضمنها اسم قائد الجيش”.
وحول إذ كان انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية لن يحصل الّا بتسوية مزدوجة داخلية وخارجية، قد تشمل مطالب لـ”حزب الله” أو تضمن له حماية ظهر المقاومة، مع ما يستتبع ذلك من اتجاه هذا العهد الى مجاراة الحزب، وبالتالي تكون القوات ساهمت في إيصال رئيس سيراعي “الحزب” ودوره، أو يكون مقيداً بشروطه، إلّا أنّ “القوات” لا تخشى هذا السيناريو، تقول المصادر، “نحن لا نخاف شيئاً بل ننظر الى الأولوية في البلد، ولا عقدة لدينا لجهة البقاء في المعارضة والحفاظ على تموضعنا السياسي، فالأهم بالنسبة إلينا هو الحد من نفوذ 8 آذار داخل المؤسسات وفي طليعتها رئاسة الجمهورية. هذا الأساس بالنسبة إلينا. ومن المستبعد أن يتغيّر الشخص، انطلاقاً من مسار معيّن سابق، وهذا المسار لا يتغير بتسوية، فضلاً عن أنّ قائد الجيش لا يُمكن أن يصل الى الرئاسة الّا نتيجة توافق عام وكبير”.
واعتبرت “القوات” أنّ حزب الله يكون خسر بمجرد تخلّيه عن مرشحه وبروز وضع جديد يأخذ الجميع الى تقاطع على اسم آخر.