برز كلام في أوساط سياسية عن فكرة تطالب بعقد حوار روحي – سياسي يُساهم في دفع الاستحقاق الرئاسي نحو مرحلةٍ جديدة.
وأكّدت المصادر أن دور المرجعيات الروحية كبيرٌ جداً في تقريب وجهات النظر والمساهمة في الاتفاق على خارطة طريق واضحة بين الأطراف، تساهم في إخراج البلاد من المسار المُظلم.
واعتبرت مصادر سياسية قريبة من قوى الثامن من اذار، أن رفع منسوب انتقاد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لحليفه الوحيد حزب الله، على خلفية دعم الأخير لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، لن يؤدي إلى قلب المعادلة لمصلحة باسيل، ويفسح بالمجال امامه، ليكون مرشحا متقدما على سائر المرشحين لرئاسة الجمهورية.
وقالت، “يعلم باسيل قبل غيره، ان هناك صعوبة بالغة في ترشحه لرئاسة الجمهورية، او دعمه من أي كان، لاعتبارات عديدة، أولها رفض معظم اللبنانيين لهذا الترشح وصعوبة تأييده، كونه يملك رصيدا حافلا بالفشل الذريع بتولي المسؤولية، ونهب الأموال العامة بالكهرباء وغيرها وتدمير قطاع الطاقة بالكامل، وثانياً، عدم القدرة على حشد تأييد المجلس النيابي لانتخابه، لان أكثرية المجلس ترفض هذا الخيار رفضاً قاطعاً، وثالثاً، العقوبات الأميركية المفروضة عليه بالفساد، ورابعاً استحالة تجاوز العزلة العربية والدولية ضده بالوقت الحاضر.
وفي اعتقاد المصادر المذكورة، فإن رئيس التيار الوطني الحر يعلم بحقيقة هذه الأسباب، ولكنه يطمح على الأقل، من كل ما يقوله، حجز موقع معين له لدى الرئيس المقبل، ويكون له دور في العهد الجديد، لتفادي أي مساءلة او ملاحقة على الارتكابان التي قام بها، هو وفريقه السياسي، ان كان بالكهرباء او السدود المثقوبة وغيرها.
وشددت المصادر ان طرح هذه المواضيع والمسائل منذ الان، لن يقرب ولا يؤدي إلى تسريع الانتخابات الرئاسية، بل الى تعطيل الانتخابات واطالة امد الفراغ الرئاسي، وفتح البلد على تجاوزات ومشاكل غير محسوبة من وقتها وحتى اليوم وقالت: ان الانتقادات التي يوجهها باسيل بكل الاتجاهات، لن تحرجه مع حزب الله، لان الأخير يعرف ما يرمي اليه، وهو يسعى من كل ذلك، لإبقاء وضعيته التي كانت قائمة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بالحد الأدنى، بعد ان فقد امتيازات الرئاسة ومغانمها بعد انتهاء العهد.
وقالت، “باسيل هو آخر من يحق له ان يحرتق على حليفه، لأنه لم يتبنَ ترشحه للرئاسة، ويعرف ان التوجه بات اقرب لتأييد فرنجية، استنادا الى وعد سابق. ولكن عليه ان يعرف ان الحزب سلفه كما سلف عمه العماد ميشال عون انتخابه للرئاسة الأولى، ودعمه ومنع سقوط في الهجمة الشرسة ضده قبل سنوات، كما دعم باسيل بالانتخابات النيابية الأخيرة في مواجهة خصومه، ليفوز بالكتلة التي يرأسها الان، ولذلك فاذا كان الهدف حرق ترشيح خصمه اللدود فرنجية، فإن تحقيقه يعود بالضرر على التحالف الذي يضمه مع الحزب، أي على الجميع، ويعود بالفائدة على مرشح توافقي من خارج التحالف.