لا شك أنّ “متلازمة العرقلة والتعطيل” ستكون السمة الأبرز لحيثية استقبال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في باريس، إذ كشفت مصادر “نداء الوطن”، أنّ “المسؤولين الفرنسيين يسعون لإنضاج تسوية رئاسية عاجلة قبل نهاية العام وكان لا بد بالتالي من محاولة إقناع باسيل بالسير بها بوصفه يجسد العقبة الأكبر أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، نظراً لكونه يمنع حتى حلفاءه من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية علناً للرئاسة”، موضحةً أنّه “بحسب تقدير المسؤولين في باريس نتيجة مشاوراتهم الدائمة مع كل الأطراف اللبنانية بما يشمل الثنائي الشيعي فإنّ تقصير عمر الشغور مرتبط عضوياً بتذليل هذه العقبة الأساسية”.
وأوضحت المصادر، أن “باسيل حمل معه إلى باريس طرحاً يقوم على إنتاج سلة متكاملة لإنهاء الشغور الرئاسي، تشمل الاتفاق المسبق على اسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيلتها وأجندة عملها في المرحلة المقبلة”، مؤكدة أن “كون المسؤولين الفرنسيين ليسوا في وارد الخوض في أي مقايضة على رئاسة الجمهورية مع باسيل أو سواه، فالمطلوب اليوم إنهاء الشغور أولاً عبر انتخاب رئيس جديد من ضمن سلة أسماء مطروحة قادرة على إحداث التوافق اللبناني – اللبناني وإعادة التواصل العربي والدولي مع لبنان، ثم تشكيل حكومة جديدة تستطيع الشروع فوراً في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلد”.
وكشفت المصادر أن “الفرنسيين أبلغوا باسيل منذ لحظة وصوله أنّ إطالة أمد الشغور ممكن أن يؤدي الى تفاقم الأزمات وتدهور الأمن الاجتماعي في لبنان ما سيرتد عليه عكسياً من خلال تعزيز حظوظ وصول مرشحين يرفض وصولهم إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي كانت النصيحة الفرنسية له أنّ يقبل بأن يكون ناخباً فاعلاً في الاستحقاق الرئاسي بدل أن يفوته قطار التسوية الرئاسية الذي يجري التحضير جدياً لانطلاقه في وقت قريب”، مشيرةً إلى أنّ “قنوات التواصل الدبلوماسية مستمرة بين باريس وحزب الله في هذا الصدد والأمور تسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء الشغور في أسرع وقت ممكن”.
وعن الظروف المحيطة بالزيارة، لفتت المصادر إلى أنّ “تحديد موعدها أتى بوساطة قطرية نتيجة المحادثات التي أجراها باسيل مع المسؤولين في الدوحة، إذ استفاد من عنصر دخول قطر الفاعل في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل وعملية التنقيب عن النفط والغاز لشبك الملفات ببعضها عبر طلبه من المسؤولين القطريين لعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر بينه وبين الفرنسيين في الملف الرئاسي. لكن وبخلاف ما كان يطمح إليه أتى جدول لقاءاته في باريس تحت سقف هذه الطموحات خصوصاً بعدما لم يتمكن من الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والاكتفاء بتحديد مواعيد له مع عدد من النواب الفرنسيين بالإضافة إلى المستشار الرئاسي باتريك دوريل ومسؤولين آخرين في خلية الأزمة اللبنانية”.