أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن “المواجهة مع حزب الله هي بالسياسة”، ودعاه إلى “التخلي عن مشروعه وايديولوجيته”. واختصر جعجع مواصفات رئيس الجمهورية العتيد بالـ “الانقاذ”، محذراً من ان “انتخاب رئيس من فريق الحزب هو تمديد للازمة وتعميقها أكثر، رافضاً “معادلة رئيس جمهورية قريب من حزب الله، ورئيس حكومة قريب من الفريق الآخر”.
وقال جعجع في مقابلة مع وكالة “أخبار اليوم”، اليوم الأربعاء، أنني “في كل مرحلة من المراحل أحاول القيام بما هو الافضل للبلد أو أحياناً ما هو الاقل سوءاً له”، موضحاً أنه “حين يخرج الشخص من اللعبة يتجنب الخطأ أو أن يبقى محشوراً في الزاوية، وبالتالي لا يتنازل عن مبادئه، لكن في الوقت نفسه يقدم الافضل للمصلحة العامة”.
وفي تعليقه على الترويج لمعادلة رئيس جمهورية قريب من حزب الله ورئيس حكومة قريب من الفريق الخصم للحزب، بما يشبه تكرار تجربة الرئيسين ميشال عون – سعد الحريري، لفت جعجع إلى أن “فريق حزب الله وفريقنا يشكلان خطين متوازيين لا يلتقيان حتى إشعار آخر”، آملاً أن “يقدم حزب الله غداً على تغيير مشروعه السياسي ويتخلى عن ايديولوجيته فعندها نلتقي خلال خمس دقائق، اما كما هي الامور راهناً، فهناك مشروعان سياسيان متناقضان تماماً”.
وشدد جعجع على أن “مشروع حزب الله وحلفائه أخذ لبنان إلى المكان الذي نحن فيه راهناً وبالتالي المساومات بهذا الخصوص تعد نوعاً من التواطؤ لإبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، لذلك، وبعيداً عن تصنيفات 14 آذار أو 8 آذار، نحن نؤيد وصول رئيس للجمهورية قادر على خوض عملية الانقاذ المطلوبة ومع رئيس حكومة قادر على خوضها ايضا وبالتالي حكومة في الاتجاه عينه”.
وأردف جعجع، أنه “بعيداً من التوصيفات السياسية والعقائدية أو الفكرية المطلوب اليوم رئيس انقاذ، لأننا في وضعية استثنائية جداً تحتاج إلى انقاذ سريع وعاجل، ولا بد من اختيار رئيس جمهورية ورئيس حكومة على هذا الاساس، فلا يمكن ان يكون رئيس الجمهورية على اساس ورئيس الحكومة على اساس مختلف كليا، فعندها لا يمكن بلوغ الحل.”
من جهة اخرى، وردا على سؤال، حول تمسّك حزب الله برئيس من صفوفه على الرغم من ترسانة الأسلحة التي يملكها، وهل هذا دليل ضعف، وخشية من المواقع الدستورية التي لا تخضع لشروطه؟ قال جعجع، “هذه نقطة أساسية وحيوية، فمنذ ثلاثين سنة ولغاية اليوم، الممارسات الخاطئة التي قام بها الكثير من النخب السياسية التي تولت المواقع الشرعية، جعلت الناس تفقد تقديرها لهذه المواقع، في حين ان حزب الله يدرك تلك القيمة”.
ولفت إلى أن “مخطئ من يعتقد أن حزب الله كونه مسلح يجب أن تكون المعركة أو المواجهة معه بالسلاح، بل على العكس المواجهة مع الحزب هي سياسية وبالسياسة فقط، لذلك نجد راهنا ان حزب الله ترك كل شيء وتفرغ لخوض المعركة السياسية في لبنان”. وتابع، “حين تستقيم المواقع الشرعية في لبنان أو أن يستقيم من يستلمها ويتحمل مسؤولياته كمسؤول شرعي، يبدأ حل لكل أزمات لبنان، وعندها تنتفي كل المشاكل في البلد.”
وأكد جعجع أن “حزب الله يعطي الأهمية للرئاسة، وهذا ما يؤكد نظرياً بأن المعركة مع الحزب ليست عسكرية بل هي سياسية بامتياز، والاهم أن يشد السياسيون حالهم، كي تكون هذه المعركة بالأشخاص المناسبين الذين يستطيعون مواجهة الوضع القائم، والا ستبقى الأمور على ما هي عليه.” وحذر، “اذا لا سمح الله، تمكّن حزب الله من الاتيان برئيس حسب مواصفاته فهذا يعني بكل بساطة تمديد وتعميق للازمة الحالية اكثر فاكثر”.
وعن دعوة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الى مؤتمر دولي بشأن لبنان الذي جاء الرد عليها على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالتمسك بالحل السيادي (كما يسميه) والذي يمرّ بالمجلس النيابي لا غير، أوضح جعجع، أنه “على سبيل المثال، النمسا وهي دولة محايدة بامتياز، هي أهم دولة في ممارسة سيادتها على أرضها، في المقابل نجد أن الشعب الاوكراني يؤكد على سيادته لحظة بلحظة، لكنه دخل في توليفة دولية لم يسبق لها مثيل، كي يدافع عن نفسه ويحرر بلاده ويكون لديه سيادة كاملة. وبالتالي السيادة شيء والاستعانة بالدول الصديقة شيء آخر مختلف تماماً”.
وأشار جعجع، ألى أنه “لو أن رئيس الجمهورية لا يتمتّع بما يكفي من الصلاحيات، على قدر ما أعطاه إيّاها الدستور الحالي واتفاق الطائف لتغيير الوضع، لما كان حزب اللّه يعطي هذه الأهميّة لانتخاب رئيس جديد، الى احد الاختلاف مع حلفائه. وبالتالي نعم، الرئيس يتمتّع بموقع محوري وأساسي جدًّا لحسن سير العملية السياسية بلبنان بمعناها الوطني الكبير. وتابع: المهم أن نعلم بهذا، والأهم أن يعلم النواب المعنيون أن المسؤوليّة تقع عليهم في الوقت الحاضر لانتخاب رئيس- في أسرع وقت- قادر على انتشال لبنان من وضعه الحالي، وليس رئيس تسوية”.
وعن موقف “القوات” من الاجتماعات النيابية “المعارضة” كالتي حصلت أمس، لفت جعجع إلى أن “أي اجتماع يحصل بين مكونَيْن أو أكثر من أفرقاء المعارضة يكون فيه خير، شرط ألّا يعجّزون المناقشات بين بعضهم لنصل إلى القرار المطلوب فيما يتعلّق برئاسة الجمهورية، لأنّه حتى الآن، مضى أكثر من أسبوعين على الفراغ الرئاسي”. وقال، لا يعتقد أحد أن الأمل مفقود، ولا إمكانيّة، فكثر يعتقدون أن قضيتنا متعلّقة بالقوى الخارجيّة، وهو أمر خاطئ”.
وتابع، “ببساطة، قضيتنا متعلّقة بموقف يتّخذه 15 إلى 18 نائبًا في المجلس النيابي، حتى الأمس، استطاع النائب ميشال معوض الحصول على 49 صوتاً أي أنّه على بعد خطوات بسيطة من حصد 65 صوتًا وبالتالي يصبح لدينا رئيساً، فبغض النظر عن كلّ ما يقال حول النصاب، مع هذا العدد من الأصوات لا يستطيع أحد أن يعطّل النصاب كما يحصل في الوقت الحاضر”.
وأضاف، “سبب هذا التعطيل الوقح هو غموض الصورة من الطرف الآخر، لذا فحوى الحديث هو أن خلاص لبنان يتعلّق بموقف النواب الذين لم يتخذوا موقفهم بعد، أو يحرقون أسماء سدًى. فغداً يمكننا البدء بعمليّة الإنقاذ من خلال اتفاقنا على مرشح واحد، وإلّا فإن هؤلاء وإذا استمرّوا هكذا، فهم يساعدون حزب الله وحلفاءه بالتعطيل الحالي حتى تمكينهم- لا سمح الله- بالإتيان برئيس لهم من جديد”.