بدا لافتاً دخول الولايات المتحدة على الواقع اللبناني مرة أخرى في وقت قصير، وبعد الحدث المتمثل في نجاح وساطة واشنطن في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عبر باب المساعدات الإنسانية والإنمائية من خلال جرعة تمويل طارئ ناهز بمجموعه الـ80 مليون دولار. واذ جاء الإعلان والكشف عن التمويل الطارئ الجديد الذي ضاعفت عبره واشنطن مساعداتها للبنان من خلال الزيارة التي تقوم بها مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور لبيروت، فان ايحاءات زيادة المساعدات الأميركية للبنان في هذا الظرف الذي يجتازه اكتسبت دلالات مهمة اذ انها تكمل ما تعهدت به واشنطن وقت انجاز اتفاق الترسيم من إيلاء الاستقرار في لبنان أولوية لديها.
وقامت باور امس الأربعاء بجولة واسعة في مناطق بقاعية معلنة ان الولايات المتحدة الأميركية قدمت عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اكثر من 72 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة إلى أكثر من 650 ألف شخص من الأكثر عرضة في لبنان، بمن فيهم اللاجئين من سوريا ودول أخرى.
وأوضحت ان هذا التمويل سيوفر، عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حصصاﹰ غذائية للعائلات اللبنانية، وقسائم إلكترونية للاجئين السوريين لاستخدامها في المتاجر المحلية، مما سيدعم الاقتصاد اللبناني. وأعلنت باور خلال وجودها في البقاع الغربي عن تمويل بقيمة 8.5 ملايين دولار لدعم 22 مشروعًا جديدًا لضخ المياه عبر الطاقة الشمسية في لبنان وهذه المشاريع، التي سيتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، سوف تكون مفيدة لأكثر من 150 بلدة وقرية وأكثر من نصف مليون مواطن لبناني ولاجئ من خلال تأمين المياه بشكل فعال ومتواصل وخفض التكاليف التشغيلية وتقليل الاعتماد على الوقود.
وذكرت پاور في حديث لـ”النهار” التي واكبتها في جولتها بما قالته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أخيراً، عن أنّه “لا شيء يمكن أن نفعله نحن أو أيّ شريك أجنبيّ آخر يُمكن أن يُعوّض ما فشل القادة السياسيّون اللبنانيّون في إنجازه حتى الآن”. الدعوة نفسها يمكن استخلاصها من حديث پاور: “تشكيل حكومة عاجلاً، والاضطلاع بالمهمّة الملحّة والمتمثّلة بإبعاد لبنان عن حافة الهاوية”.