رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام مرتضى أن “المستقبل الذي نطمح اليه على كل المستويات نبنيه معاً يداً بيد، وأنَ الصين هي الشريك المستقبلي الأساسي لدولنا العربية التي تحتاج كل امكانيات وقدرات وطاقات وموارد بلداننا من اجل أبنائنا الساعين إلى تغيير كل هذا الواقع المأزوم وذلك بالتخصص العلمي والتقني والمعرفي واللغوي بانفتاح لغتنا العربية الولَّادة والخلاقة على اللغة الصينية الرائدة”.
وسأل، في الوقت الذي نقبل مساعدة الصين لتشيّد لنا معلماً حضارياً قلّ نظيره في كلّ منطقة الشرق الأوسط هو المعهد العالي للموسيقى من بابه إلى محرابه ونحرم لبنان ونحرم اللبنانيين ونحرم الأجيال القادمة من أن تسهم دولة الصين الشعبية بقدراتها غير العادية في نهضتنا وفي خلاصنا مما نعاني منه سواء في مجالات توليد الكهرباء أو في مجالات النقل العام الداخلي برّاً وبحراً أو في مجالات تشييد الجسور وحفر الأنفاق أو في مجالات صناعة الدواء أو في ايجاد الحلول المستديمة للنفايات وفي مجالات أخرى شتى”. معرباً عن خشيته أن “يكون من يدير ظهره ويرفض ذلك، يرفضه عن وعي وليس عن ذهول لأنّه مأجور لخدمة الخارج ضدّ مصالح شعبنا لكن قوة الحق هي الغالبة وما يحقّق مصالح ابناء هذا الوطن حاصلٌ حتماً ولو بعد حين.”
كلام مرتضى جاء خلال رعايته حفل تخرج للطلاب الجامعة اللبنانية-اللغة الصينية، والمتخرجين من الجامعات الصينية والمتدربين في ورشة العمل حول التجارة الالكترونية عبر الحدود بدعوة من الجمعية العربية -الصينية للتعاون والتنمية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية فرع اللغات والترجمة في مقر غرفة التجارة والصناعة في بيروت وبحضور حشد من الهيئات الثقافية والتربوية والعلمية.
ومما جاء في كلمة مرتضى، “إنَّه من صلبِ تراثنا المأثور بسندٍ أو من دونه أنَّ علينا أن نطلب العلم ولو كان في الصين، الصين، هذا البلد الممتدّ في عراقة التاريخ وأصالته وعلومه وفنونه وتجارته واقتصاده ومعارفه وحضارته الموغلة في حدود العالم والكون، الصين المؤثر في حركيَّة الحياة تنمية واقتصادا وفكرا وفنا وعلما، الصين التي مدَّت اواصر الصداقة وروابط التجارة والحيوية مع العرب منذ فجر التاريخ.”
أضاف، “الصين التي قال فيها بونابرت ” أنها مارد نائم فدعوه نائما لانه اذا استيقظ هز العالم” … ولعلَّه في تلك الأيام لم يعِ الكثيرون ما يقصده نابليون، توقعوا ان منبع هذا الخوف هو الهاجس العسكري، ومع مرور الأيام بدأ هذا المارد يستفيق شيئا فشيئا إلى أن اصبح قوة لا يستهان بها على مختلف الأصعدة الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية والعلميَّة والحضارية”.
لافتاً إلى انه “من جميل ما هز المارد الصيني العالمَ هو التلاقح الثقافي والعلمي والأكاديمي والأدبي اللغويّ ما حفَّز الكثير من أبنائنا في عالمنا العربيّ عامَّةً ولبنان خاصَّةً على الإنكباب للتزوَّد من لغة هذه الحضارة الإنسانية وهذا المارد الذي لا يزال يشغل الدنيا في مختلف الميادين الحياتيَّة شأن طلَّابنا المتخرجين في جامعتنا اللبنانية الوطنية بإختصاص اللغة الصينية أو المتخرِجين من الجامعات الصينية”.
واعتبر انه “من الطبيعي أن ترعى وزارة الثقافة هذا الحفل، تجاوباً منها مع الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، صاحبة الدور المهم في تطوير وتعزيز هذه العلاقات بين الأمتين العربية والصينية.”
وأكد أن المستقبل الذي نطمح اليه على كل المستويات نبنيه معاً يداً بيد، وإنَّ الصين هي الشريك المستقبلي الأساسي لدولنا العربية التي تحتاج كل امكانيات وقدرات وطاقات وموارد بلداننا من اجل أبنائنا الساعين إلى تغيير كل هذا الواقع المأزوم وذلك بالتخصص العلمي والتقني والمعرفي واللغوي بانفتاح لغتنا العربية الولَّادة والخلاقة على اللغة الصينية الرائدة.
وشدد على أن “الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية تلعب الدور المهم من أجل تفعيل وتعزيز دور الصين في العالم العربي، وتأكيد التواصل الدائم بين مختلف الحضارات الإنسانيَّة، لهذا يجب على أجيالنا وأبنائنا الروَّاد أن يعملوا على أن يكونوا الجسور الممتدة بين انفتاح العقول البنَّاءة في سبيل عالمٍ تتكامل فيه كل القدرات والطاقات.. فالمتخرِّجُ يحملُ كل المعارف التي تلقاها وحصّلها وأتقنها ليبني مداميك المستقبل على اساسها شأن طلَّاب التخصص في اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية أو الجامعات الصينية او المتدربين في ورشة العمل حول التجارة الإلكترونيَّة عبر الحدود والذين سيعملون على اختصار المسافات الجغرافية والزمنية من خلال وسائل التواصل المعرفي والإلكتروني ممَّا سيسهِّل حركة هذه التجارة العالمية المتجاوزة للحدود والمتجاوزة للقيود والمرتبطة بآفاق التجارة الإنسانية”.
واستطرد، “إنَّنا في وزارة الثقافة نشدُّ على أيدي كل اصحاب الهمم والمبادرين والساعين والعاملين لإنتاج مجتمع المعرفة والتواصل اللغوي بين لغات العالم كما والتواصل التجاري بين أمم العالم في الزمن الذي تحوَّل فيه هذا العالم إلى قريةٍ صغيرة يجب ان تتكامل فيها الجهود الانسانية لصناعة مجتمع العلم والمعرفة والقوة وتحصين المستقبل الآتي الذي نريده منارة للأجيال كلها لاسيما لأجيالنا وأبنائنا في لبنان وأبنائنا المنتشرين في العالم يحملون لبنان لغة وحضارةً وتجارةً وثقافةً وتواصلًا”.
والصين ايها السادة شريك اساسي بل شريك وحيد لوزارة الثقافة في بناء معلم حضاري استثنائي جارٍ الآن على قدم وساق هو مشروع بناء معهد عالي للموسيقى في منطقة الضبيه على مساحة 16 الف م.م، وأعمال البناء التي شارفت على الانتهاء سوف تمنح لبنان معلما حضارياً ومنارة ثقافية لا نظير لها في كل محيطه، ولو كان لهذا المعلم لسان لنطق وتكلّم بالآتي: يا أيها اللبنانيون، اصطفاكم الله لكي تكونوا على هذه البقعة من الأرض ولكي تؤدّوا دور صلة الوصل بين الشرق والغرب”.
وتساءل، “فلماذا يدير المسؤولون عنكم ظهورهم لخير الشرق وخيراته… ذلك المعلم ايها السيدات والسادة هو ثمرةٌ من ثمرات خير الشرق…. مولّته دولة الصين الشعبية من بابه الى محرابه، وسوف تجهّزه بأحسن وسائل التجهيز من الفه الى يائه… فلماذا نقبل مساعدة الصين لتشيّد لنا معلماً حضارياً قلّ نظيره في كلّ منطقة الشرق الأوسط هو المعهد العالي للموسيقى الكامل المتكامل القائم على كل تلك المساحة الشاسعة الواسعة من الأرض ونحرم لبنان ونحرم اللبنانيين ونحرم الأجيال القادمة من أن تسهم دولة الصين الشعبية بقدراتها غير العادية في نهضتنا وفي خلاصنا مما نعاني منه سواء في مجالات توليد الكهرباء أو في مجالات النقل العام الداخلي برّاً وبحراً أو في مجالات تشييد الجسور وحفر الأنفاق أو في مجالات صناعة الدواء أو في ايجاد الحلول المستديمة للنفايات وفي مجالات أخرى شتى.” معربا عن خشيته من أن “يكون من يدير ظهره ويرفض ذلك يرفضه عن وعي وليس عن ذهول لأنّه مأجور لخدمة الخارج ضدّ مصالح شعبنا لكن قوة الحق هي الغالبة وما يحقّق مصالح ابناء هذا الوطن حاصلٌ حتماً ولو بعد حين.”