أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، أن “أي نهاية هي بداية فكيف الحال بنهاية مرحلة سيئة أظهرت استحالة إعادة تصليحها، فنهاية عهد الرئيس ميشال عون هي بداية لأمل جديد، والفراغ الاتي يشكّل للبنانيين أملاً لا قلقاً وذلك لأول مرة بتاريخ لبنان، وبات انتظار انتهاء هذه المرحلة لبداية جديدة وأصبحت هذه النهاية مطلباً ومدخلاً للتغيير لان إدارة السلطة كانت عاجزة عن إخراج لبنان من أزمته”.
وأضاف، ضمن برنامج “الجمهورية القوية” مع الإعلامية كارلا قهوجي، عبر “لبنان الحر”، اليوم الاثنين، أن “رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، حذر في 2 أيلول 2019، في بعبدا، وطالب بحكومة اختصاصيين كي لا نصل إلى ما نحن عليه ولو مشى عون بهذا المطلب لكان حصل التغيير، بالتالي، الفراغ المقبلون عليه اليوم يُحتّم على جميع القوى السياسية إعادة لبنان، وبمجرّد نهاية هذا العهد تبدأ مرحلة وفرصة إعادة إنتاج السلطة”.
وقال جبور إن “الفراغ يجب أن يحثّ القوى السياسية على إنتاج المطلوب، و(مش مزحة) الإجماع الذي حصل مع معظم القوى اللبنانية السياسية والرأي العام على كارثية عهد عون وارتياحها لنهايته”.
وأشار إلى أنه “لا يوجد قوى واحدة داخل البرلمان ليكون لها التأثير للإتيان برئيس جمهورية وميشال عون وصل نتيجة الفراغ المفتوح ليس عبر ميزان قوى برلمانية، واليوم حزب الله لن يُعيد تجربة العام 2016 ولم يتبنّ جبران باسيل حتى الآن إثر الصراع بين سليمان فرنجية وباسيل والحزب يُدرك أن ميزان القوى الداخلي لا يسمح له بتبنّي باسيل”، مؤكداً أنه “لا يمكن لأحد أن يصل إلى بعبدا إلاّ عبر إرادة داخلية، والخارج يتدخّل عندما يصل لمصلحة كبرى استراتيجية، بالتالي التدخّل الأميركي بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لا يعني التدخّل بملف رئاسة الجمهورية”.
وقال جبور، إن “حزب الله بحاجة إلى مرحلة هدوء داخلي لا تشنج، وهذا الهدوء يسمح له بوهم المجتمع الدولي أنه حريص على الاستقرار في لبنان من خلال وصول رئيس توافقي لكن بالوقت نفسه لا يُشكّل تحدياً لسلاحه ومكانته، والحزب يدرك أن الفراغ اليوم على وقع انهيار تام، فلا مصلحة له بالشغب الداخلي لأنه يُحتّم عليه مطالبة دولية لسحب سلاحه، لذلك كان الحزب مُصرّاً على حكومة قبل نهاية عهد عون خوفاً من الفوضى الدستورية لكنه يُدرك أننا لم نعد في العام 1988 ولم يعد رئيس الجمهورية يُكلّف رئيس حكومة ويُمسك بالمؤسسة العسكرية”.
ولفت إلى أن “الفريق المُصرّ على عدم إجراء الانتخابات الرئاسية وعلى الورقة البيضاء هو المسؤول عن فراغ موقع الرئاسة الأولى والتيار الوطني الحر هو المسؤول الأول، والمُزايدة في انتقاص الصلاحيات هو من يدفع نحو الفراغ”.
وأضاف، أن “التفاصيل تسقط مع الوقت، وهناك عنوانان لا يمكن أن ينساهما اللبنانيون أن الاستلام العسكري لميشال عون الذي دمّر لبنان، واستلام عون سدة الرئاسة والذي ذهب بلبنان إلى قعر جهنم، وهذه ليست صدفة، بل يعني أن هذا الرجل لا يُجيد الحكم وهاجسه أن يُثّبت وضعيته ببعبدا وتوريث باسيل”.
وأردف، “تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله عبارة عن نفوذ وسلطة وغطاء للسلاح غير الشرعي، وحرب ميشال عون مع القوات اللبنانية كانت بحسب قوله لإنهاء الميليشيات وإقامة الدولة، فكيف يتحالف اليوم مع ميليشيا مثل حزب الله؟، فهمّ عون سُلطوي بحت وليس له أي إرادة لإدارة السلطة ولا يختلف عون عن الحكم الشيعي ـ الإيراني في العراق بالقتال وضرب الاستقرار والعقل التخريبي”.
وسأل “هل يعقل لرئيس جمهورية أن يشنّ هجوماً على حاكم مصرف لبنان وعلى قاضي تحقيق؟” قائلاً “القاضي سهيل عبود يواجه منظومة لا تحترم القضاء”. وتابع جبور، أن “ميشال عون رجى القوات اللبنانية لتأتي به رئيساً للجمهورية وزار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فهذه المنظومة الذي يتحدث عنها هي من أتت به رئيساً، وكان غطاء لحزب الله خوفاً من الاغتيال”. وأضاف، “بتاريخ لبنان لم يشهد تخلّي الدول الخليجية عنه وهذا دليل على فشله بإدارة الحكم”.
وأوضح أن “الانطباع العام اليوم هو أن لبنان قبل عون هو أفضل من لبنان مع عون، وبالطبع لبنان بعد عون سيكون أفضل، وصورة الخلاص عبر ميشال عون هزُلت أمام الممارسات عند وصوله للحكم”. وقال جبور “لو قُدّر الحكم للرئيس الشهيد بشير الجميل لكان أنقذ الجمهورية، فعبر 21 يوماً رجّف الموظفين ووحّد الشعب إثر الشعور بقدرة الرئيس على المحاسبة وإدارة البلد”.
وأشار جبور إلى أن “هناك أوزاناً للشخصيات الحاكمة عبر ممارساتهم وطاقاتهم وأدائهم، وحجّة الصلاحيات لا تعني عدم القدرة على العمل المطلوب، وكان يجب على عون أن يُسلّم أفضل مما استلم، وقوة أي رئيس بالموقف لا التوريث وهذا التناقض بين الموقف والتوريث أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم”. وأضاف، أن “القوات اللبنانية ملتزمة بالدستور ورئيس الحزب سمير جعجع واضح بملف رئاسة الجمهورية، لذلك على رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يدعو لجلسات انتخابية مفتوحة للضغط على النواب أمام الرأي العام”.