نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصدر في الخارجية “أن الجانب السوري طلب تحديد موعد آخَر غير الذي كان مقرراً الأربعاء، لزيارة الوفد اللبناني عازيا السبب لارتباطات مسبقة على أن يتم الاتفاق على موعد جديد لاحقاً”، فيما ذكر تلفزيون “ال بي سي آي” “أن لا حماسة من الأجهزة الأمنية في كلّ من لبنان وسورية لفتح باب الحوار في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وقد ترجم ذلك عبر رسالة وصلت إلى الخارجية اللبنانية عبر السفارة السورية”.
وجاء هذا التطور بمثابة الصدمة لدوائر الحُكْم في لبنان، رغم الاقتناع بأن في الحيثيات السورية عدم رضا مزدوج عن عون الذي تجنَّب زيارة دمشق طوال مدة ولايته من جهة، كما اختياره من جهة أخرى فتْح ملف الترسيم بعد إنجازه مع إسرائيل وتكليف الشخصية نفسها، أي بو صعب، التي توّلتْ قضية الترسيم مع تل أبيب والتي أنيط بها مهمة الاتصال مع الجانب الأميركي، ترؤس الوفد إلى سورية.
وتم التعاطي مع هذا الملف في بيروت من زاويتيْ: هل تصبح مهمة الوفد «منتهية الصلاحية» حين يُطوى عهد عون أم لا؟ وأن “غض النظر” من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على تفرُّد رئيس الجمهورية بتشكيله من دون مروره بالحكومة والاكتفاء بـ “أخْذ العِلم” وعدم الممانعة، اعتُبر من أوساط سياسية في سياق رغبةٍ في تمرير الأيام الأخيرة من ولاية عون “بالتي هي أحسن” ومن دون “صبّ الزيت على نارٍ” تؤججها تسريباتٌ مستمرة عن «شرور» ستطلّ ما لم تُفْضِ الساعات المقبلة لاستيلاد حكومة بشروط فريق عون.