رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر، أن “اللبنانيين ما كانوا ينتظرون من الثلاثي حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، سوى الهروب من تخبطه وواقعه المأزوم، عبر الاقتراع بورقة بيضاء وأسماء وهمية، ومن ثم عبر تعطيل النصاب كخيار يترجم تعطيلهم للبلاد على مدى سنين وعهود خلت، معتبراً بالتالي أن تذرع الفريق المذكور ان الطبخة الرئاسية لم تستو بعد، دليل لا لبس فيه على عدم رغبته بلبننة الاستحقاق الرئاسي.
ولفت الأسمر في تصريح لـ«الأنباء»، الى أن “البعض في فريق المعارضة، الذين انتخبهم الشعب بناء على مشروعهم المعارض لمنظومة السلطة الحاكمة، يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي بمراهقة سياسية، وبعدم خبرة في مقاربة المخاطر المحدقة بلبنان، ويتحمل بالتالي مسؤولية انزلاق البلاد الى الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وذلك نتيجة بحث هؤلاء عن دور يثبت وجودهم كفريق مقرر في المعادلتين السياسية والنيابية، علما أن مرشح أغلبية المعارضة ميشال معوض، أتى من رحم الثورة، يحمل عناوينها، ويمثل طموحاتها وأهدافها”.
واعرب الأسمر عن اعتقاده بان “حجة كتلة التغيير، بان فريق المعارضة مجتمعا لا يستطيع تأمين نصاب 86 نائبا لجلسة انتخاب الرئيس، تخفي رغبة جامحة لإبرام تسوية مع فريق السلطة، الذي كان التغييريون أنفسهم ينتقدون تمسكه بحكومات الوفاق الوطني”، سائلا بالتالي، “ما الذي تغير اليوم لكي يصبح فريق التغيير متمسكا برئيس «وفاق وطني» أي برئيس مناصفة بين الفريقين السيادي والممانع، ما يعني رئيسا ضعيفا يمدد الانهيار، ويبقي القديم على قدمه، أي على الدويلة ضمن الدولة، وعلى السلاح خارج إمرة الشرعية، وعلى الفساد والمحاصصة، وعلى الفوضى في تطبيق الدستور واتفاق الطائف، وذلك خلافا لمبادئ وعناوين ثورة 17 تشرين”.
في سياق متصل وردا على سؤال، اكد الأسمر أن “إقحام حقوق المسيحيين في معركة الرئاسة، هو بحد ذاته جريمة بحق الشعب اللبناني دون استثناء، وذلك لاعتباره ان السفينة اللبنانية تغرق بكل اللبنانيين مسيحيين وسُنة وشيعة ودروز وأقليات، وعلى الجميع العمل على تعويمها وقيادتها الى بر الأمان”.
وأردف أن “زمن فرض التسويات انتهى، فالمعارضة متمسكة بالمرشح ميشال معوض كخيار سيادي لا بديل عنه، وواهم بالتالي من يراهن من فريق السلطة على اخضاع المعارضة لاحقا لتسوية رئاسية تؤدي الى مزيد من الانهيارات والخراب”.