أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أن عهد العماد ميشال عون كان عهد الفشل المطلق، مضيفاً، “لم يجبره احد على الوصول الى سدة الرئاسة وبالتالي متى إرتضى بذلك يتحمل نتائج عهده الذي يتحمل بدوره جزءاً كبيراً من المسؤولية في الوصول الى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي”.
وأشار في حديث عبر “لبنان الحر” الى ان همّ العهد طيلة سنواته الست كان المحاصصة والمحسوبيات وهذه كانت انجازه الوحيد إذ لم ينجز اي شيء كرئيس للجمهورية أو كوزراء للعهد.
واعتبر بو عاصي أن ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً مُعقّد وشائك وكاد يصل لخواتيمه ثم تعرقل، موضحاً: “نحن همنا ان ننتهي من هذا الملف وان يدرك كل طرف ما هي حقوقه. “القوات اللبنانية” اعلنت منذ اليوم الاول لدخول الدولة اللبنانية بمفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط الأميركي انها تصطف وراء الدولة. لكن قلقنا كبير من كيفية دخول “حزب الله” على هذا الملف وتهديده بالحرب من دون ان يأخذ بالاعتبار موقف الدولة اللبنانية ومؤسساته فيما قرار الحرب والسلم سيادي بإمتياز”.
وتابع، “دخول “الحزب” بهذه الطريقة يعقد المعادلة ومرفوض كلياً من قبلنا لأن المفاوضات وقرار الحرب والسلم مناطان فقط بالدولة اللبنانية. وفق ما تنص عليه المادة 52 من الدستور، من المفروض أن يكون النواب على اطلاع على اتفاق الترسيم بشكل رسمي لا عبر وسائل الاعلام.
بو عاصي الذي اكد ألا ارتباط مباشر بين الترسيم وانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، رأى ان “البلاد امام مفهومين السلاح والفساد من جهة والسيادة والاصلاحات من جهة أخرى. هذان الخياران لا يلتقيان وإن حصل ذلك فالغلبة تكون لمنطق السلاح والفساد. هذا ما اكد عليه في عظة هذا الاحد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عبر رفضه “الرئيس التسوية”. لذا لا بد من إيصال “رئيس مواجهة” للمنظومة، رئيس سيادي وإصلاحي بإمتياز”.
رداً على سؤال عن قراءته لنتائج الجلسة الاولى لإنتخاب رئيس للجمهورية، قال، “المشهد واضح في مجلس النواب، هناك افرقاء جديون في السعي لإيصال رئيس كقوى المعارضة حيث صوتنا للنائب ميشال معوض ونسعى لإيصاله او كقوى التغيير التي صوتت للسيد سليم اده. في المقابل، يُختزل مشهد إداء قوى “8 آذار” بتعطيل النصاب وبالورقة البيضاء. هذه الاوراق الـ 63 في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاخيرة تعكس تخبط فريق “8 آذار” وارباك حزب الله”.
وأوضح أنه “لن تتحول الاوراق البيضاء الـ 63 الى 63 إسماً. هي “صمت” وليست “صوتاً”. لا يمكن لأصحاب هذه الاوراق الاجتماع على خيار واحد والسبب الأساسي هو أن النائب جبران باسيل متمسّك بترشيحه ولا يستطيعوا أن يكفلوا ان تنصب كل اصوات فريقهم لمصلحة باسيل، علماً أن “الحزب” بحاجة للوزير جبران باسيل كما كان بحاجة للعماد ميشال عون سابقا كغطاء مسيحي. لذا “الحزب” محرج”.
عن جلسة الخميس المقبل لإنتخاب رئيس، رجّح بو عاصي “أن تكرر قوى “8 آذار” السيناريو في جلسة الخميس المقبل، فإما تعطيل النصاب وإما اللجوء الى ورقة بيضاء وهذا دليل ضعف وتخبط”.
واعتبر أن “لا خيار سوى الاستمرار بالتواصل والحوار مع النواب التغييرين وكتلة “الاعتدال” لإقناعهم بضرورة التماسك للاستفادة من تخبط الخصم أكان “الحزب” أو “التيار الوطني الحر”، مضيفاً: “المعركة ما زالت في بداياتها وهناك مرشح نال 40 صوتا والمنطق أن تلتف الاقلية مع الأكثرية في قوى المعارضة بوجه منظومة “الورقة البيضاء” وتعطيل النصاب”.
وعن تعيين الرئيس نبيه بري جلسات نيابية مرة في 14 أيلول وأخرى في 13 تشرين الاول، قال، “لا يمكنني ان احكم على النوايا. لكن لا يمكن المقارنة بين حدث اغتيال رئيس جمهورية بشير الجميل وبين عملية دخول الجيش السوري إلى المناطق الحرة رغم انها كانت لحظة تعيسة جداً. لذا سنشارك بجلسة الخميس ومرشحنا هو ميشال معوض فهو شخص سيادي وإصلاحي ومتمسك باتفاق الطائف ولديه المواصفات اللازمة ونأمل من “التغيير” و”الاعتدال أن “يمشوا به”.
رأى بو عاصي ان الموقف الدولي الداعي لضرورة اجراء الانتخابات قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي إيجابي لكن تأثيره داخلياً على الكتل النيابية مُبالغ فيه، مضيفاً: “لن يكون هناك تعليب للرئيس من الخارج فاللعبة البرلمانية ستأخذ مداها”.
كذلك، اشار رداً على سؤال الى ان “باريس أخذت الخيار بالمحافظة على قنوات التواصل مع حزب الله وهذا لا يعني اننا ملزمون بهذا الاصطفاف”، مضيفاً، “مشكورة فرنسا، فهي من الدول القليلة المهتمة بلبنان للاسف، لكن ثمة مبالغة في مدى قدرة تأثيرها على توجه الكتلة البرلمانية”.
في ملف تشكيل الحكومة، اعتبر بو عاصي أنه لو أن “الحزب” قادر على أن يفرض معادلات لكان شكّل حكومة، مضيفاً، “أنه لا يستطيع ضبط سقف مطالبات باسيل علماً أن هناك حدود لضغط “الحزب” على “الوطني الحر”. باسيل يلعب ورقته حتى هذه اللحظة مستنداً الى حاجة “الحزب” له. من المؤسف الوصول إلى الفراغ الرئاسي والحكومي، فالخلاف على لعبة محاصصة “ضيّقة” بلا حساب للظروف الاقتصادية والاجتماعية”.
تابع، “نحن كـ”قوات” مع الدخول إلى السلطة التنفيذية وهذا هدف أي فريق سياسي، لكننا لن نشارك بأي حكومة توافقية وسنبقى المعارضة الصارخة على صعيد التشريع والمحاسبة. نحن ضد منطق الحكومات التوافقية لان كل حكومات “الوحدة الوطنية” شكّلت “كارتيل سياسي” وأوصلتنا إلى ما نحن عليه”.
أكد بو عاصي أن “ضبط الحدود هو لأسباب سيادية واقتصادية ودبلوماسية. فلا سيادة لدولة حدودها سائبة والتهريب عبر الحدود يكبد الاقتصاد خسائر كبيرة كما أن تهريب الكابتغون يورط لبنان في مشاكل مع الدول خصوصا الخليجية”.
تابع، “لا تفسير للصمت وعدم إجراء تحقيقات جدية لمعرفة من يقف وراء إنتاج الكابتغون ونقله عبر الحدود السورية – اللبنانية تمهيداً لتصديره للخارج الا بأن حزب الله متواطئ او مسؤول عن ذلك، كونه هو من يمسك بالحدود مع سوريا ويعمل على اقتصاد مواز”ٍ.
ورداً على سؤال، أجاب، “السبب الأساسي لعدم حوارنا مع “الحزب” هو ايديولوجيته وسلاحه وعلاقاته مع الخارج وهو يعرف أننا لن نقبل بسلاحه بأي شكل من الاشكال ولا مساومة على ثوابتنا. فالاساس لديه منظومة السلاح وهو يبني كل سياساته حولها”.
وقال، “نفتقد الى الحدّ الأدنى من الموقف السيادي بملف سلاح “الحزب” ونعوّل على رئيس الجمهورية الجديد. هذا الموقع يغيّر عناصر المعادلة والتوازن والسيادة بكل الملفات ويستطيع إعادة الثقة مع الخارج”.