أكدت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب، ان “من يستعجل تشكيل الحكومة، ويريد ولادتها اليوم قبل الغد، هو بكل تأكيد النائب جبران باسيل، لاعتباره ان حكومة كاملة الصلاحيات من رحم شروطه وطموحاته، ستكون الورقة الأخيرة بيده، التي تمكنه من الإمساك بالسلطة خلال فترة الشغور الذي يراهن عليه، وذلك عبر سلة كاملة متكاملة من التعيينات”.
ولفتت أيوب في تصريح لـ”الأنباء الالكترونية”، الى 3 أهداف أساسية في خلفية استعجال باسيل تشكيل الحكومة وفقا لشروطه، وهي: 1 – ضمان إمساكه بالسلطة خلال المرحلة المقبلة، وذلك عبر سلة من التعيينات والتشكيلات الإدارية والقضائية والعسكرية. 2 – استعمال الحكومة بمن فيها من وزراء موالين فعليا له، كمنصة متقدمة تمكنه من تحسين موقعه في معركة الرئاسة. 3 – تظهير خروج رئيس الجمهورية عون من قصر بعبدا بصورة مغايرة للهزيمة، وذلك بالتماهي مع حليفه حزب الله الذي لم يتمكن حتى الساعة من إيجاد البديل عن الغطاء العوني لسلاحه وخروجه عن الشرعية، علما ان العهد العوني انتهى بهزيمة غير مسبوقة في تاريخ رئاسة الجمهورية”.
وعليه، أكدت أيوب ان “من لا يريد تشكيل الحكومة، هو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي انطلاقا من رفضه للشروط الباسيلية، التي يعتبرها شروطا بخلفية التفاوض على رئاسة الجمهورية، وهو ما قد لا يسمح به ميقاتي”، مشيرة في السياق عينه إلى ان “تأكيد الرئيس عون أمام الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، ان الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهنا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن وجود الرئيس اساسي لتأليف حكومة جديدة لا العكس، قد يكون مناورة لتحسين التفاوض مع ميقاتي، عبر تخفيف سقف شروط الصهر، علما ان هذه المناورة تتلاقى مع محاولات حزب الله لتخفيف شروط باسيل وقيام الحكومة، بهدف قطع الطريق أمام احتمال رفض الرئيس عون تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة تصريف أعمال، علما ان الدستور لم يحدد نوع الحكومة التي بإمكانها تسلم صلاحيات الرئاسة”.
أما على صعيد الاستحقاق الرئاسي فأكدت أيوب ان “قوى التغيير ليست بعيدة في قرارة نفسها عن السير بترشيح النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، إلا ان البعض منها لا يزال حتى الساعة يعطي الأولوية لمفهوم المرشح التوافقي، علما ان عبارة التوافقي في المعركة الرئاسية تحديدا، تحمل علامة استفهام كبيرة، إذ ان التوافق على مرشح موحد، يجب ان يكون فقط بين أطراف المعارضة، لا بين الأخيرة ومحور الممانعة ممثلا بحزب الله وحلفائه، لا سيما ان المعارضة ترفض أساسا وبالمطلق، تكرار تجربة الرئيس التوافقي الذي لم ينجز سوى الانهيار والويلات.”
وردا على سؤال، أكدت أيوب ان “معوض ليس مرشحا ليكون رئيس تحدّ ومواجهة، بل منفتحا على الجميع، انما ضمن مبادئ وطنية واضحة تفصل بين خطين نقيضين، الأول سيادي متمسك باتفاق الطائف وبأفضل العلاقات مع الدول العربية، وملتزم بالمواثيق العربية والدولية، والثاني ملتحق بركب الممانعة، جعل من لبنان دولة فاشلة معزولة عربيا ودوليا، وأنزل باللبنانيين الويلات والمصائب، من هنا التأكيد على استحالة الجمع بين الخطين النقيضين، تحت مسمى الرئيس التوافقي”.
وشددت أيوب على ان “المرشح الرئاسي الطبيعي لحزب القوات اللبنانية، هو رئيسها سمير جعجع، إلا انه تنازل عن هذا الحق، لصالح التقاء أطراف المعارضة كافة، حول مرشح موحد ألا وهو النائب ميشال معوض، ما يعني ان الأخير ليس مرشح القوات اللبنانية كحزب، انما هو مرشح توافقت عليه القوى السيادية، ومتمسكة به حتى النهاية”.
وأشارت إلى ان “تكتل الجمهورية القوية سيحضر جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس المقبل، وسينتخب مع نظرائه من الكتل والتكتلات السيادية، ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، متوقعة حصول الأخير على أصوات إضافية خصوصا ان نواب السنة المستقلين صرحوا بأنهم غير بعيدين عن انتخاب معوض، لكنهم بانتظار نضوج الفكرة، على أمل ان تكون هناك صحوة ضمير لدى الفريق الممانع، تؤدي إلى انتخاب رئيس يضع حدا للانهيار، ويخرج لبنان من النفق الأسود”.