عرض النائب اللواء أشرف ريفي في مكتبه بطرابلس، مع سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري خلال خلوة استمرت لنحو ربع ساعة، مختلف المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والعربية، ثم انتقلا الى قاعة الاستقبال إذ اقيم له احتفال بحضور حشد من منسقي القطاعات في مكتب ريفي.
بعد النشيدين اللبناني والسعودي، قال البخاري، “أهلي في طرابلس دائماً كرماء ويفيضون بكرمهم علينا، وأحب أن أؤكد لكم جميعاً حرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار لبنان، خاصة المحبة العميقة التي يحملها الشعب السعودي الى أهلنا في طرابلس والشمال. المملكة العربية السعودية تؤكد على تغليب المصلحة العليا على المصالح المرحلية”.
وقال، “في هذه المرحلة لبنان مقبل على استحقاق رئاسي ونؤكد على أهمية احترام المهل الدستورية، وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا ان نحمل هذه المسؤولية المشتركة باتجاه لبنان”.
بدروه قال ريفي، “بداية لا بد لي من الترحيب بضيف طرابلس الصديق العزيز، سعادة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، أهلا وسهلا بكم وبصحبكم الكريم في طرابلس مدينتكم، بين أهلكم وإخوانكم. سأنطلق في كلمتي من مقدمة الدستور اللبناني التي تنص على أن “لبنان وطن سيد حر مستقل”، “عربي الهوية والإنتماء”. وعندما أصيبت هذه الثوابت الدستورية بخلل اهتز لبنان”.
وأضاف، “باكورة العلاقات اللبنانية السعودية أرسيت مع زيارة الرئيس الراحل كميل شمعون إلى المملكة منذ بداية خمسينات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والمملكة العربية السعودية تلعب دور الأخ والسند للدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وكانت حاضرة في كل المحطات المصيرية التي مر بها لبنان، وصولا إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية، ومن ثم بدأت عملية إطلاق مرحلة البناء الإعمار. واليوم أمام ما يجري نرى كم أن المفارقة مضحكة مبكية بين رؤساء بنوا جسور التواصل بين لبنان والعرب وأدخلونا الجنان، وآخر قطعها وآخذنا واخذ لبنان الى جهنم إيران. ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة الى تمتين هذه العلاقة وتكريس هذه الرعاية، كي لا يقع بلدنا فريسة المشروع الإيراني الذي يعمل على ضرب وجودنا وتهجيرنا وطمس هويتنا، من العراق واليمن مرورا بفلسطين وسوريا وصولا إلى لبنان”.
وتابع، “من هنا باسمي وباسم أهلي في طرابلس والشمال أتوجه بالشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان على احتضانهما للقضايا العربية والإسلامية، وعلى الوقوف دائما إلى جانب لبنان، كما أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لسعادة السفير وليد البخاري على محبته للبنان عامة وطرابلس خاصة، وكلنا نعلم كم سعى سعادة السفير ويسعى لاحتضان طرابلس ودفع الشرور عن أهلها. لا قيامة للبنان من دون إصلاح النظام القائم، ولتحقيق ذلك علينا أن نبدأ بتطبيق بنود اتفاق الطائف بكل مندرجاته، للخروج بوطننا من الحالة الطائفية إلى الوطنية، من خلال إعطاء ضمانات للطوائف كافة عبر انشاء مجلس للشيوخ، وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وحصر السلاح بيد الدولة، ومحاربة الفساد وتعزيز العيش المشترك للحفاظ على بلدنا ووحدتنا، ليعود هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بمقومات شعبه مثالا للحوار والتلاقي بين كل شعوب العالم”.
وقال، “لا يوجد دولة في العالم فيها جيشان، جيش نظامي شرعي وآخر ميليشياوي يأتمر بأجندات خارجية، ويعمل لفرض وصاية إيرانية تسعى لأخذ وطننا رهينة مشاريعها الغريبة عن تاريخنا وتقاليدنا وهويتنا العربية. انظروا إلى الدول الشقيقة التي زرعت إيران ميليشياتها فيها، من اليمن الى العراق وسوريا، ماذا حل بهم؟ عم الاقتتال والجوع والفقر، وحل الخراب والدمار. انطلاقا من ذلك نؤكد أن لا خلاص للبنان إلا بحصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية، وسيتحقق ذلك مهما طال الامد، فقد علمنا التاريخ أن كل الانظمة الفاشية وميليشياتها مصيرها حتماً الى زوال”.
وأضاف، “الانتخابات النيابية فرضت واقعا جديدا في المعادلة السياسية الداخلية، وأهم نتائجها هي قدرتنا كنواب سياديين ومستقلين على منع حزب الله من فرض ميشال عون ثان علينا، وإننا نعمل مع كل زملائنا المؤمنين بوحدة هذا الوطن وسيادته واستقلاله إلى إيصال رئيس إنقاذي عروبي صنع في لبنان، يرفض أن يبقى البلد ساحة صراعات وتجاذبات إقليمية بعيدة عن مصالحه ومصالح ابنائه، لذلك رشحنا النائب ميشال معوض إبن شهيد إتفاق الطائف ووحدة لبنان رينيه معوض، وسنعمل لإيصاله إلى سدة الرئاسة مع كل زملائنا الذين يؤمنون بسيادة واستقلال هذا الوطن”.
وأردف، “نعود إلى طرابلس عرين العروبة وصمام أمان العيش المشترك. نجحنا مع زملائنا في طرابلس بتشكيل فريق عمل متكامل لمتابعة قضايا المدينة وإنمائها بمعزل عن السياسة، وإننا نسعى متحدين لتطوير هذه الصيغة وتعميمها على مستوى كل الشمال، كما أننا نسعى إلى البناء على هذه الصيغة وتشكيل وحدة إنمائية متكاملة، لتطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية الموسعة، مع الحفاظ على وحدتنا الشمالية واللبنانية وتعزيز عشينا المشترك الذي سيبقى نموذجا نعتز ونفتخر به. فالشمال يضم مرافق حيوية عدة، كالمرفأ، وسكة الحديد، ومطار الرئيس رينه معوض، ومعرض رشيد كرامي الدولي، والمصفاة، والمنطقة الاقتصادية الحرة، كلها مرافق مهمة شلت بقرار من الوصاية السورية، ثم استكملت المنظومة الفاسدة المتحالفة مع حزب ولاية الفقيه قرار تعطيلها، لتركيعنا وتجويع اهلنا ومصادرة قرارهم وإرادتهم. أمام هذا الواقع المرير، نؤكد لكم أننا عازمون على مواجهة قرار التعطيل، وسنعمل مع كل الأوفياء في الداخل والخارج من أجل تفعيل هذه المرافق، فلن نقبل باستمرار الوضع على ما هو عليه، ولن نسمح لهذه الطغمة الحاكمة بالاستمرار بضرب وجودنا ودفع شبابنا إلى المخاطرة بأرواح نسائهم واطفالهم وركوب البحر سعيا وراء بصيص أمل في أرض الله الواسعة، هروبا من جمهورية جهنم”.
وقال، “نعتز بكم وبحضوركم في طرابلس والشمال، ونتمنى أن تبقى جسور التواصل ممدودة بين كل مكونات شمالنا ووطننا، وأن نعمل سوية للخروج من هذه الأزمة الصعبة التي تعصف بوطننا الحبيب نحو بر الأمان. إخواني شكرا على مشاركتكم في هذا اللقاء. سعادة السفير نورت طرابلس والشمال ولك منا كل المحبة والتقدير”.