رعى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لقاء في السراي الحكومي، مساء الجمعة، بمناسبة “اليوم العالمي للوقاية من السرطان”، أقامه “صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين” بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت.
حضر اللقاء عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة مي ، وزير الصحة فراس الابيض، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير البيئة ناصر ياسين، النائب نقولا نحاس، وسفراء الاردن، الولايات المتحدة الاميركية، كندا، النروج، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون، نقيب الأطباء شرف أبو شرف، رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري، مدير “مركز نايف باسيل للسرطان” البروفسور علي طاهر، رئيسة صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين هلا دحداح ابو جابر وعدد من الأطباء والعاملين في المجال الصحي.
بداية النشيد الوطني اللبناني وقدمت الحفل الاعلامية رولا معوض.
وقال ميقاتي: “لم تعد مكافحة مرض السرطان مجرد يوم نلتقي فيه مرة في السنة، بل باتت تشكل تحديا يوميا نواجهه مسؤولين ومواطنين ، لأن السرطان لم يعد يوفر بيتا ولا منطقة ولا فئة عمرية. إذا راجعنا الاحصاءات الدولية والصحية التي تظهر لبنان على خارطة الدول الاكثر اصابة بالسرطان، لأدركنا حجم التحديات التي توازي كل التحديات الاخرى ، وليس في هذا القول اي مبالغة. من هنا اقول، ومن موقعي المسؤول، أن الدولة لم يعد بامكانها وحدها مواجهة هذا التحدي الانساني الكبير، كما فعلت في حقبات سابقة وما زالت، بسبب الوضع المالي الدقيق الذي تمر به البلاد”.
وأضاف: “ما استطعنا فعله خلال هذه الفترة، أننا أبقينا كل ما يتعلق بهذا الأمر في دائرة الدعم، ولو حصل تأخير في بعض الاحيان ، لكنني اصارحكم القول ان الدولة لم تعد وحدها قادرة على هذا الحمل في الفترة المقبلة لتزايد الحاجات وضآلة الامكانات. من هنا نطلق اليوم نداء الى الجميع، من مسؤولين وقطاع خاص ومجتمع اهلي محلي، والى المنظمات والهيئات الدولية والدول المانحة، لمد يد العون لنا في هذا الظرف الدقيق، لأن المريض لا يمكنه انتظار انجاز الموازنة او بلورة خطة التعافي”.
وناشد ميقاتي: “نستصرخ ضمائر الجميع في هذا الظرف العصيب، أن نكون معا في مواجهة هذا الخبيث الذي يفتك بجسم الانسان كما فتكت الامراض بجسم الوطن على مدى سنوات ، ونحن جميعا في صدد انقاذه”.
وتابع: ” في هذا اللقاء اتوجه بالتحية الى الجنود المجهولين في هذا القطاع الذين يواظبون على العناية بمرضى السرطان ودعمهم في المراحل الصعبة التي يمرون بها. وأخص بالتحية القيمين والعاملين في “صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين” برئاسة الدكتور علي طاهر والسيدة هلا دحداح أبو جابر، فلهم كل الاحترام والتقدير على الجهود التي يقومون بها لاعانة جميع مرضى السرطان في لبنان واتمام الرسالة الانسانية بنجاح وفاعلية . كما أتوجه بالشكر الى رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري الذي وضع امكانات الجامعة الاميركية في بيروت في خدمة هذه الرسالة الانسانية النبيلة. شفى الله كل مريض وبارك جهودكم في خدمة الانسانية”.
كما شكرت دحداح الرئيس ميقاتي “لانه كان من اول داعمين الصندوق منذ تأسيسه عام 2018 ، وهو الآن يرحب بالمبادرة هذه .واعلنت ان الصندوق تمكن من مؤازرة ومعالجة اكثر من 2500 مريض، ولن ندع أحدا يطفىء الشعلة ولن نقف مكتوفي الايدي امام هول التحديات، لذلك ندعو الجميع الى مساعدتنا ومد اليد لنا”.
من جهته، قال البروفسور طاهر: “نعمل لرفع الضيم عن هذه الشريحة من المرضى في وطننا وعن أهلنا لان هناك من يقصر بالقيام بالحد الأدنى لمعالجة مرضى السرطان، نحن بحاجة للمؤازرة والتكاتف والعمل كفريق واحد، واليد التي تعطي ليست كاليد التي تأخذ”.
واعتبر الدكتور فضلو خوري كلمة ان “الكثيرين في لبنان يفقدون الامل والرجاء، والمبادرة التي اطلقها الصندوق ستسمح لنا بالمحافظة على الامل، بالرغم من هجرة كبيرة للأطباء والممرضين ، والباحثين والمفكرين، لكن لا يزال هناك امل من خلال توفير فرص المعالجة للاقل حظوة. واشاد بعودة اهم جراحي السرطان الى لبنان الدكتور ريمون صوايا واطباء اخرين، هذه كلها بوادر امل، اضافة الى دعم دولة الرئيس لهذا الحدث”.
ورأى الابيض أنّ “هناك هما كبيرا للمرضى في لبنان وهو ايجاد الدواء وهم الاستشفاء والفواتير التي تأتي اكبر من طاقتهم”. واعلن ان “مصرف لبنان قد وقع الموافقات اللازمة مما سيؤدي الى توفير الادوية خلال الاسبوعين المقبلين”.
واشار الى انه “بدعم الرئيس ميقاتي تضاعفت موازنة وزارة الصحة خمسة اضعاف الامر الذي يساعدنا على رفع عبء كبير عن مرضى السرطان”.
وحيا “مبادرات المجتمع الاهلي للمساعدة في معالجة اعداد كبيرة من المرضى وكذلك المجتمع الدولي الذي يقف الى جانبنا ما يساعدنا على الاستمرار بانتظار ظروف افضل”.
وفي الختام تمت إضاءة قاعة من السراي ب “شعلة الامل” التي هي بمثابة الالتفاتة لمرضى السرطان ولوجعهم ولإيجاد الحلول السريعة لهم.