التحية إلى من سيبقى نابضاً في قلبنا، حاضراً في وعينا، راسخاً في ضميرنا، وحيّاً في ذاكرتنا. التحية لمن غفت عيناه ليسهر علينا من فوق. التحية لحارس الحراس.
إن القوات اللبنانية تخسر بخسارة البطريرك أقنوما من اقانيم تراثها النضالي، وأخسر شخصيا أبا ثانيا رافقني بالصلاة والدعاء وكان خير راع للرعية عندما حاولوا تشتيتها والملجأ الحنون لستريدا جعجع ومجموعة يسوع الملك والشباب الملاحق في زمن الإعتقال والقمع الذين كانوا يطرقون بابه حتى في الليالي، وكان يقطع نومه ويستقبلهم كأب حنون عطوف. لقد أصر على ضم القوات اللبنانية الى لقاء قرنة شهوان بالوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة ليل نهار لاستبعادها من كل شيء وصولا الى محو أثرها كليا من الساحة السياسية.
لقد ترك مار نصرالله بطرس صفير أمثولة نادرة في الصمود والثبات على المبادئ، ولم يمالئ ولم يساوم، وعرف كيف يرد بالحجة على كل من حاول استدراجه إلى حيث لا يريد.
أيّها البطريرك، يا ذخيرة ايامنا الآتية وذخر كتاب نضالنا، يا من كنت المشجع والمعزي والمثال للرفاق وأهلنا المقاومين، إنّ مسيرتك تشبه في بعض جوانبها مسيرة القوات اللبنانية، ثباتا في المبادئ، مقاومة للضغوط، وصبراً على التجني ورفضاً للافتئات على الحق ولتزوير الحقيقة.
تغادرنا إلى جوار الآب وما زالت أيّامنا بائسة كما وصفتها، تغادرنا ولبنان الذي أحببته موئلا للحرية العدالة والانسان يعاني ويكابد. تغادرنا إلى حيث اردت ان تكون حتى في مماتك كما في حياتك بعدما رفضت ان تذهب الى حيث أرادوا ان تكون. معك ينطوي قرن، فعمرك من عمر لبنان الكبير الذي رسم حدوده البطريرك الياس الحويك وبارك استقلاله البطريرك أنطون عريضة وكنت انت رأس حربة استقلاله الثاني، مع النداء التاريخي في ايلول الـ2000 ومصالحة الجبل ورعاية لقاء قرنة شهوان والمساهمة الجليلة في احياء ثورة الأرز. وكما كنت البركة الأبوية على الارض ستبقى دائما الشفيع والحارس الذي لا ينعس في سمائك.
وأنّنا إذ نعزي أنفسنا بالمصاب الجلل، نعزي أيضاً جميع أبناء أبينا الفقيد الكبير والكنيسة المارونية وعلى رأسها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وجميع المسيحيين واللبنانيين في الوطن والإنتشار. المسيح قام". وقد حضر المؤتمر الصحافي وزير الشؤون الإجتماعيّة ريشار قيوموجيان، عضو تكل "الجمهوريّة القويّة" أنيس نصار وعدد من أعضاء المجلس المركزي في حزب "القوّات اللبنانيّة".