بعض مَن تسلّل إلى المهنة من مِهن أخرى، أو من زواريب وأزقّة غارقة في المياه الآسنة، أحدث في المهنة مدرسة النيّات السيئة، اقتبسها من مدارس الميليشيات، وتقوم على مهاجمة كلّ من لا يردّ على هاتف ولا يبتسم في وجه قبيح. فتشيد عالياً بمَن يردّ أو يداهن، وترمي مَن لا يردّ لأنه خارج السمع بألف حجر وحجر، الأمر الذي أساء إلى المهنة وأصالتها ودورها.
إنّها صحافة آخر زمن، يمتهن البعض فيها فنّ الشتم للابتزاز ماليّاً، في زمن صار المال لدى بعض الصحافيّين هو الهدف الأوّل والأخير على حساب الرسالة والبحث عن متاعب الناس.
إنّها صحافة آخر زمن، حيث يتطاول فيها الصغار على الكبار والوضيع على الكريم، صحافة يتوسّلها البعض للارتزاق على حساب الكرامات، صحافة هدفها تدمير القيَم الأخلاقية والاجتماعية، صحافة ترفع الوضيع إلى المركز الرفيع، طالما إنّه "يدفع أكثر".
... ماذا يمكن أن تفعل إذا شتمك شتّام، أو اختلق عنك رواية مُفترٍ، أو حسدك حسود حاقد، أو تنطّح للكتابة قزم فكّ السباب جوعه المزمن في بيت والديه، لكنّه لم يفكّ عقدة من عقده النفسية المَرَضية، وما أكثرها.
من طفولة معذبة، شبّ غسان سعود حاقداً على كلّ من أنعم الله عليه إيماناً أو فكراً أو روحاً أو مادة. لم يجد سبيلاً إلى إظهار "عبقريته" إلّا في مقالات تفتري وتكذب في كلّ مقطع وسطر وكلمة. إدفع، يكتب عنك، يكتب لك. إدفع، يكتب ضدّ مَن تريد.
وليد جنبلاط، مروان حمادة، سمير جعجع، زياد أسود ونديم الجميّل ونعمة الله أبي نصر وروبير غانم وإبراهيم كنعان وهادي حبيش وسامي الجميّل وميشال حلو وبطرس حرب وإميل رحمة وميشال المر ومحسن دلّول وآل فتّوش وغازي العريضي وجهاد العرب جونيور، كلّهم متّهمون عند غسان سعود، وهو العفيف الهفيف.المهم الدفع والقبض.
فالخطوبة في لندن ومصاريف الأوكرانيّات والخمرة، وقيادة سيارة البورش، صحيح أنّها قد تعوّض في اللاوعي عن حرمان عميق، والجوع لا يرحم، لكنّها تحتاج إلى أكثر من راتب في صحيفة. والحلّ متوافر دائماً، إقبض من فلان واشتم علّان.
"سياسيّو لبنان يبيضون ذهباً"، عنوان مُغرٍ لمقالة عميل مفترض زميل، تختلط فيه تهيّؤات سعود بأحقاده الدفينة التي لا شفاء منها على يد أبرع أطبّاء الأمراض النفسية.
لاسكوت بعد اليوم، لا على قزم ينتحل صفة صحافي ويحتال على بنات الناس والشرفاء، ولا على مَن يعلف مفترياً شتّاماً. والملفّات كثيرة.
أيّها التافه، إستحِمّ، وكُل.
المصدر : الجمهورية