وتعود تسمية "سبت النور" إلى رمزية قيامة السيّد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث لصلبه، وبقيامته يفيضُ النُّور في القلوب بعد ظلمةته، ومع فيضان النور تحدث أعجوبة تقوّي أرواح المسيحيين وتبهجها، وهي تحدث في كنيسة ا"لقيامة" المقدسة في مدينة القدس كل عام، حيث ينبثق النور المقدس من قبر السيد المسيح.
وسيكون لبنان على موعد مع وصول شعلة من "النوّر المقدّس" إلى بيروت حيث توجّه وفدٌ لبنانيٌّ ضمّ عضو كتلة "الوسط المستقلّ" النائب نقولا نحّاس وعدداً من رجال الدّين إلى العاصمة الأردنية عمّان ليتسلّم الشّعلة المقدّسة ويأتي بها إلى بيروت مساء اليوم.
وتحدث هذه الأعجوبة في كنيسة قبر القيامة المقدسة في مدينة القدس بشكلٍ سنوي في نفس الوقت والمكان منذ قيامة المسيح، في عيد الفصح الشرقي الأرثوذكسي في كنيسة القيامة حيث يعتقد المسيحيون أنّ المسيح صلب ومات بالجسد ودفن وقام من القبر في اليوم الثالث.
وتزدحم كنيسة القيامة المقدسة بعدد كبير جداً من الزوار، من الجنسيات كافة بالإضافة إلى المسيحيين العرب القاطنين في الأرض المقدسة، وذلك منذ يوم الجمعة العظيمة، بانتظار انبثاق النور المقدس.
أمّا عن كيفية فيض النّور المقدّس، فيقول بطريرك أورشليم الأورثوذكسي ثيوذوروس: "أركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وأواصل الصلاة بخوف وتقوى، وهي صلاة كانت ولا تزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة فيض النور المقدس "النار المقدسة" من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد السيّد المسيح. ويكون هذا النور المقدس أزرق اللون ومن ثمّ يتغيّر إلى ألوان عدة، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأنّ فيضه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، ويظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس. ظهور النور المقدس يكون سنوياً بأشكال مختلفة. وهو يملأ الكنيسة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفاته أنه لا يحرق، وقد استلمت هذا النور المقدس 16 سنة، ولم تحرق لحيتي. يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، ومن ثم أخرج وأعطي النور المقدس لبطريرك الأرمن والأقباط، وجميع الحاضرين".