أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

بعد تعثّر المفاوضات مع الأميركيين.. ما الذي يريده كيم من قيصر روسيا؟

من المتوقع أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الكوري الشمالي كيم يونغ أون، "قريباً جدّاً". ورغم أنّ موعد القمة التاريخية لم يحدد رسمياً بعدُ، إلّا أنّ تقارير صدرت في الصحافة الروسية ذكرت أنّ اللقاء سيتمّ غداً الخميس. وحتى الساعة إذاً، اكتفت الجهات الرسمية في موسكو وبيونغ يانغ بالتأكيد على قرب انعقاد القمة، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ورغم الغموض الذي يشوب عادة تحركات كيم الخارجية، أو حتى تحركات والده سابقاً، تبدو الجامعة الحكومية في مدنية فلاديفوستوك الشرقية الروسية المكان الأكثر ترجيحاً لانعقاد الإجتماع، خصوصاً أنّ أعلام كوريا الشمالية شوهدت مرفوعة على بعض مباني الحكومية شرق روسيا في الساعات الأخيرة.

ونشرت بعض وسائل الإعلام الأخرى على تويتر صوراً لأعلام كورية داخل حرم الجامعة أيضاً، وفيديوهات لمواكب سيارات زعمت أنها تابعة للرئيس الشيوعي.

ويعزز هذا الاعتقاد قرب فلاديفوستوك من الحدود الكورية الشمالية، حيث من المعروف عن كيم جونغ أون تفضيله السفر بالقطار على الطائرة، وهذا الأمر قد يسهل المهمة اللوجستية.


لمحة تاريخية
كان الاتحاد السوفياتي السابق يتمتع بعلاقات ممتازة مع كوريا الشمالية ويمكن القول إن الطرفين كانا حليفين مقربين. وكان الاتحاد السوفياتي، بطبيعة الحال، أوّل من ورّد التكنولوجيا النووية لكوريا الشمالية، لتتابع الدولة الشيوعية الصغيرة العمل عليها، بطريقة فردية في العقود اللاحقة.

وتتقاسم الدولتان حدوداً جغرافية، وهناك آلاف العمال من كوريا الشمالية يعملون ويعيشون في روسيا، ويأمنون مدخولاً لا يستهان به بالنسبة إلى دولة يواجه اقتصادها صعاباً جمة.

ولكن منذ انهيار الاتحاد في نهاية الثمانينيات، تلقت العلاقات الثنائية ضربة كبيرة. إذ لم تكن بيونغ يانغ ترى في موسكو الحليف الاستراتيجي المناسب لها في ذلك الحين، خصوصاً من الزاوية الاقتصادية. وفي بداية العام 2000، لعبت السياسة الروسية دوراً مهماً في إعادة وضع العلاقات الثنائية بين البلدية "على سكة موسكو الصحيحة"، إن جاز القول.

فموسكو وجدة نفسها في معمعة سياسية أدت إلى حدّ علاقتها بالغرب بشكل عام. وعاد الكرملين الروسي لاتباع نهج في السياسة الدولية، لا يختلف كثيراً عن سياسات الكرملين السوفياتي.

ثمّة في موسكو الآن من يتبع نهج "عدو عدوي صديقي"، ناهيك عن علاقات روسيا المزدهرة مع الصين، والتي لا يمكن فصلها عن شبه الجزيرة الكورية.

أضف إلى ذلك أنّ موسكو كانت من أحد رعاة المفاوضات السداسية المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، إلى جانب كوريا الجنوبية واليابان وكوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة الأميركية.

ماذا تريد بيونغ يانغ؟
انهارت قمة هانوي التي جمعت بين كيم والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في شباط – فبراير الماضي، ولم يتوصل الطرفان إلى وضع خارطة طريق توضح مسار عملية إنهاء البرنامج النووي الكوري.

وانهارت القمة رغم الأجواء الإيجابية التي خيّمت على العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ لمدة أشهر. وكانت كوريا الشمالية تطمح بتخفيف عبء العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة، عنها، ولكن ذلك لم يحصل.

وبناء عليه، دخل قسم من العقوبات الدولية ضدّ بيونغ يانغ حيز التنفيذ، فيما ينتظر القسم الآخر بداية العام الجديد، وهنا يكمن الهدف من لقاء بوتين.

تريد كوريا الشمالية، بأي ثمن، القول للعالم إنها ليست معزولة وإن البيت الأبيض غير قادر على عزلها، وهذا يناسب موسكو كونه يعزز تواجدها على الساحة الدبلوماسية الدولية كقطب لا يمكن تفاديه.

أي "انتباه" من موسكو سيسهم في تعزيز موقف وموقع بيونغ يانغ، فذلك يعنى دعم قوة عظمى للعاصمة الشيوعية، وسيساعدها في مفاوضاتها ليس مع الولايات المتحدة فحسب، بل مع "الشقيق الأكبر" أيضاً، ألا وهي الصين.

والحوار مع موسكو يأتي في مرحلة تعيد فيها كوريا الشمالية الاجتهاد على مشروعها النووي. هذه، بحسب مراقبين، وسيلة كيم لإجبار ترامب على العودة إلى طاولة المفاوضات.

ماذا تريد موسكو؟
في هانوي لم نسمع شيئاً عن روسيا. كانت مهمشة وكان الكرملين مهمشاً وهذا لا يروق لبوتين لأن كوريا الشمالية في نهاية المطاف إحدى الدول التي تتقاسم روسيا معها حدودها الهائلة.

والمسألة لها ارتباط بهيبة روسيا أمام العالم أيضاً. هكذا، يمكن القول إن بوتين سيستغل تعثر مفاوضات هانوي، من أجل إعادة تموضع روسيا على الساحة الدولية وفي صلب الحدث الكوري.

والحال أن روسيا، كما الولايات المتحدة الأميركية والصين، لا توافق على برنامج كيم النووي، فلا أحد من الثلاثة يريد بيونغ يانغ بصواريخ نووية لا يمكن إيقافها.

ولكن السياسة الروسية تبدو أكثر واقعية من نظيرتها الأميركية في المسألة الكورية. فالكرملين يقول إن بيونغ يانغ لن تتخلى عن أسلحتها، ويدعو إلى مفاوضات وحوار مستمر من أجل تعزيز الأمن في المنطقة ولجم التوترات التي يرتفع منسوبها بين الحين والآخر.

وهذه الواقعية قد يثبتها تعليق كوريا الشمالية الأخير التي وصفت من خلاله دعوة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بـ"العبثية". وكان بولتون قد دعا بيونغ يانغ إلى إظهار جديتها بشأن التخلي عن الأسلحة النووية سابقاً.

نتائج القمة؟
يحاول الكرملين من خلال اللقاء تثبيت دوره في المسألة الكورية، ومع ذلك، لا تبدو موسكو موافقة على سياسات بيونغ يانغ. هي واقعية وتقول إن الدولة الشيوعية لن تتخلى عن النووي لأنها، من وجهة نظر الكرملين، تعرف النظام الكوري جيداً.

وتحاول بيونغ يانغ كسب ورقة أخرى في "مناوشاتها" مع ترامب والصين، من خلال اللقاء ببوتين. أي أنّ اللقاء لا يبدو هدفاً بحد ذاته، بل خطوة لها خلفيات أخرى.

ما تمكن إضافته فقط إلى السعي الكوري هو المال، فالدولة الشيوعية بحاجة إليه بسبب ظروفها الاقتصادية. ماذا ستطلب موسكو بالمقابل؟ الشهور المقبلة قد تسهم في توضيح الصورة.

ولذا من غير المتوقع أن تحرز القمة قفزة كبيرة وأن ينتج عنها قرارات ضخمة. ما يحدث الآن بحسب مراقبين أقرب منه إلى محاولة تمتين الروابط الثنائية بين البلدين، من إصدار قرارات مشتركة كبيرة.

إضافة إلى ذلك يعاني الاقتصادان الروسي والكوري من صعاب كبيرة، والعقوبات الغربية تؤثر عليهما بشكل متفاوت، ومن غير المعقول أن يخالف سياسي محنك مثل بوتين القوانين الأممية كرمى عيون كيم.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!