وفي كنيسة الصليب في بلدة شدرا الحدودية ترأس قداس أحد الشعانين رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جاورجيوس ضاهر يعاونه لفيف من الكهنة، بحضور رئيس البلدية سيمون حنا وحشد كبير من المصلين.
بعد الانجيل المقدس ألقى المطران ضاهر عظة قال فيها: "يعود الينا عيد الشعانين كل سنة ليحدثنا عن دخول يسوع الى أورشليم بصحبة تلاميذه وجمهور كبير من الحجاج القادمين من الجليل لزيارة المدينة المقدسة. هذا الصعود أراده يسوع أن يكون مقدمة وإعلانا لصعوده الى الجلجلة وأن يكون صعودا نحو الهيكل الذي "اختاره الرب ليحل فيه اسمه" (تثنية 14/23). أراد يسوع أن يكون مرة أخرى بيننا في الهيكل وأن يكون هو الهيكل الذي ندخل اليه".
وأضاف: "في عجيج الأحداث الخلاصية، يقترب يسوع من أورشليم. وتتأزم في بيت عنيا مواجهته مع العالم، وتأخذ الأحداث الطريق إلى نهايتها. ويوضح الإنجيل لنا استقبالين ليسوع في تلك اللحظات الحاسمة.
الاستقبال الأول تم في بيت "عنيا" حيث صنعوا له عشاء، والاستقبال الثاني تم في "الغد"، على أبواب أورشليم حيث استقبله الشعب بسعف النخل هاتفين: "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل".
وتابع: "وعيد الشعانين لا بد أنه أبعد من البهجة بالثياب، وأن فرحه لا يأتي من السعف والزهور والشموع وحسب، فهذه كلها تعابير. لكن ما هو هذا العيد؟ وكيف نستقبل يسوع فيه؟ أحد الشعانين هو مدخلنا إلى أسبوع الآلام. إنه اليوم الذي نقبل فيه سيدنا كمصلوب وندخله إلى حياتنا لنشاركه آلامه. إنه اليوم الذي نسير فيه مع الملك الآتي على درب القيامة التي رسمها هو لنمشي فيها معه، أي درب الصليب. يوم الشعانين عيد نعلن فيه عن قبولنا بمثل هذا الملك الذي لم يعدنا بالراحة لكن بالشهادة. نقبل هذا السيد الذي يمر بنا بالموت أولا ومن ثم يهبنا القيامة. عيد الشعانين دعوة نخرج على أثرها من مصاف الناس المتأرجحين إلى مصاف مريم. دعوة نتحول عند سماعها من تلاميذ يحبون أنفسهم إلى تلاميذ يحبون سيدهم فقط. المسيح يأتي ويدخل لتتم النبوءة على لسان سمعان الصديق أنه جاء لقيام وسقوط كثيرين". وختم بالقول: "لذلك تقول الترانيم علنا: إننا نحمل صليبك ونرفعه ونقول: مبارك الآتي باسم الرب، آمين".