سامي الجميل: الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة

سامي الجميل: الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة
سامي الجميل: الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة
حذّر رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل من أن الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ هو التصرف نفسه الذي اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975، مشدداً على ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان. وقال "اخذوا لبنان الى سياسة خارجية لا علاقة لتاريخنا بها وادخلونا في سياسة المحاور وحولوا الدولة الى دولة بوليسية".

كلام الجميّل جاء في خلال إحياء "يوم الشهيد" وافتتاح "متحف الاستقلال" في ذكرى انطلاقة "المقاومة اللبنانية" في مجمع البلاتيا جونية.

رئيس الكتائب إستهلّ كلمته بالقول "في 19 نيسان 1976 عند السادسة صباحا خرج شاب لبناني من نافذة البيت كي لا يراه اهله وقفز من الطابق الاول ونزل ليلاقي رفاقه لانه علم بخسارة مواقع عدة في الوسط التجاري واعتبر ان وجوده بين الرفاق سيعطيهم الدفع والقوة، وبعد ساعة او ساعتين سمعوا اصوات رصاص وهم يتحدّثون اليه وبعد نصف ساعة ما عاد يجيب بسبب قذيفة ب10 في الغرفة الموجود فيها واستشهد مع 19 رفيقاً كتائبياً، كان شاباً قوياً طالب في مدرسة الجمهور، إنه امين أسود".

وتابع الجميّل "قصة أمين التي كبرنا عليها شكّلت دافعا لي للمقاومة والشهادة للحق واعطتنا الشجاعة للنضال، ولو من شبابنا امثاله لما كنا هنا كما قال سيدنا البطريرك الراعي".

وأكّد أن هؤلاء لم يكونوا هواة حرب انما هدفهم العيش بسلام وكرامة على ارضهم وهدف الكتائب سيبقى ان يعيش الشعب اللبناني بسلام وكرامة على ارضه، مشدداً على ان تجربة الكتائب فريدة فهناك جيل الحرب الذي قاوم وواجه وجيل وُلد بعد الحرب يناضل لتحقيق احلام من استشهد قبله، ومشيراً الى ان هذه التجربة تمكّننا من ان نقيّم ونعطي حلولاً.

وأعلن الجميّل "ان هدفنا باحياء يوم الشهيد ومتحف الاستقلال دعوة الجميع الى التفكير والاتعاظ من تجارب الماضي، كي لا تتكرر، وتكريم الرفاق ومنع تزوير التاريخ وهذا الاهم"، وتابع "لن يزوّر تاريخنا بعد اليوم ولن تزوّر هوية شهدائنا بعد اليوم". واكد ان اسماء الشهداء في متحف الاستقلال حُفرَت وستبقى.

وشدد رئيس الكتائب على ان التاريخ سيؤكد ان اول نقطة دم في 22 تشرين 1937 كانت كتائبية، واول يد حاكت علم الاستقلال واليد الثانية التي وقعت عليه كتائبية، واول شهداء السيادة اللبنانية سنة 1958 كانوا 54 شاباً كتائبياً، وان في 13 نيسان الكتائبي جوزف ابو عاصي الذي تلقى رصاصة بدلاً من الشيخ بيار على باب الكنيسة استشهد وترك وراءه ولدين، وهو الشهيد الاول، وسيؤكد التاريخ ان في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اخذ المكتب السياسي الكتائبي قرار المقاومة وسمى قياداته من وليم حاوي الى فؤاد ابو ناضر مرورا بالشيخ بشير الذي استشهد رئيساً كتائبياً للجمهورية اللبنانية في بيت الكتائب في الاشرفية.

وأكد ان التاريخ سيشهد لأمين الجميّل، الرئيس الكتائبي، بدفاعه عن السيادة اللبنانية عبر الغاء اتفاق القاهرة واتفاق 17 ايار، وقال "كتائبيون كنا عندما دفعنا ثمناً غالياً في حرب الاخوة التي هدرت انتصارات المقاومة وادت الى دخول الجيش السوري قصر بعبدا، وسنبقى نناضل من اجل قضية بطرس خوند الذي خطف على يد النظام السوري مع غيره من الكتائبيين في السجون".

وتابع "كتائبون كنا بمواحهة الاحتلال السوري في التسعينيات واوائل 2000 بتجمّع قرنة شهوان والمقاومة الطالبية وصولاً الى وضع أول خيمة في ساحة الشهداء في انتفاضة الاستقلال، كتائبي كان الوزير والقائد الشهيد بيار امين الجميّل الذي استشهد دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان، وكتائبي كان الرفيق النائب انطوان غانم الذي استشهد حاملاً راية الحرية في لبنان".

وقال "البعض يتذكّر نضال الماضي ليبرر مساومات الحاضر، لكن بالنسبة لنا تاريخ لبنان الحديث يشهد ان في زمن التسويات والتقلبات والمقايضات بقيت الكتائب صامدة مقاومة وفية للبنان وشهدائها، وكما يُظهر تاريخنا الذي سترون كامل تفاصيله في المتحف ان هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها الجميع عزل الكتائب، ولكن التاريخ يظهر كل مرة عاد الكل واعترف بأحقية نضال الكتائب ولو بعد حين".

وأكد الجميّل ان الكتائبيين ما ارادوا يوما الحرب وحمل السلاح والموت، انما احبّوا لبنان وهم ابناء المجتمع،تخلت عنهم دولتهم وارادوا الدفاع عن بيوتهم ودفعوا الثمن غاليا بسبب غياب الدولة.

وقال "اليوم في 13 نيسان 2019 هدفنا الوحيد ان لا يوضع اي لبناني آخر في المستقبل، بالموقع الذي وضعنا فيه في 13 نيسان 1975 عندما تخلت الدولة عنا، والسؤال الاساسي "هل كانت حصلت الحرب لو كانت الدولة قوية سيدة على اراضيها، والجيش الوحيد من يمتلك السلاح، دولة تطبّق القانون وتمنع التعدي على اللبنانيين، الجواب هو طبعا لا".

وتابع "لو كانت الدولة متواجدة في العام 1975 لما وُجد أي تنظيم مسلح على ارض لبنان ولما سُمح لاي لبناني بأن يحمل السلاح بوجه لبناني آخر."

واعتبر الجميّل ان الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة ويضع يده على السلطة بالترهيب واستعمال السلاح في شوارع بيروت واداته الاخيرة الترغيب، وهو فتاك اكثر من التعطيل او السلاحـ فاغراء الاخصام بالحصص والوعود الرئاسية تبيّن انها افعل، وبذلك سيطروا على قرار لبنان الذي يحاولون اليوم تغيير هويته."

واضاف "ادخلوا عبادة السلاح ونسمع اليوم باقتصاد مقاوم وكأنه محكوم علينا ان نعيش بخوف وادخلوا لبنان بلائحة الدول المهددة بالعقوبات، كما ادخلوا البلد في لغة الدولة البوليسية من خلال استدعاء الناشطين وفرضوا علينا رقابة مشددة على الكتب والافلام والفنانين وهذا ليس لبنان الذي نعرفه".

واعلن رئيس الكتائب ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وانطلاقا من 83 سنة نضال ان نكون العامود الفقري لمعارضة سياسية حرة تواجه وضع اليد على لبنان لاعطاء اللبنانيين خياراً بديلاً لقلب المعادلة وتصحيح مسار الامور.

وتابع "مشروعنا سهل ان نعيش بسلام في لبنان ونرد ثقافة السلام الى لبنان ونعيش في بلد ديمقراطي حيادي لا مركزي فيه احترام للنظام وبلد الثقافة والتطوّر، بلد نظيف يحكمه الاوادم والاكفاء، وبلد يخلق فرص عمل ويؤمّن الاسكان. وشدد على ان هدفنا العيش في بلد حضاري حدوده 10452 كلم2.

وقال "كثيرون شوّهوا العمل السياسي في لبنان على حساب مصلحة البلد والكتائب موجودة لتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان".

وأردف الجميّل "علّمنا المؤسس ان الكتائبي لا يساوم ولا يناور ولا يستسلم ولا يخاف ويقول الحقيقة ويواجه ويرفض الامر الواقع ويختار قضيته على مصلحته وهذه الكتائب في 1936 وفي 2019".

وفي الختام قال رئيس الكتائب "الى اصحاب الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ اقول ان هذا التصرف هو نفسه ما اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975 عبر تأجيل حلّ المشاكل وطمر الرؤوس في التراب ما ادى الى دمار لبنان".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!