حالة ترقب في عفرين.. خيارات سياسية وعسكرية معقّدة

حالة ترقب في عفرين.. خيارات سياسية وعسكرية معقّدة
حالة ترقب في عفرين.. خيارات سياسية وعسكرية معقّدة

بعد ساعات من تداول الأخبار المتضاربة بشأن اتفاق بين وحدات حماية الشعب والحكومة السورية يقضي بانتشار قطعات من الجيش السوري في عفرين والمناطق الحدودية مع تركيا، دخل الاتفاق أو ما يمكن أن يطلق عليه "التفاهم" حيز التطبيق، حيث أظهر مقطع فيديو قواتٍ شعبيةً تحمل العلم السوري وهي تعبر أحد المداخل الشرقية لعفرين، الذي علقت فيه صورة لعبدالله أوجلان، متجهةً صوب المدينة، وفق ما أشارت وكالة "رووداو الكردية للأنباء".

وتشير الوكالة الى أن دخول القوات الشعبية الى عفرين يعتبر "خطوة جديدة قد تحمل معها بوادر مرحلة مغايرة للتحالفات المتشابكة بالمنطقة، على الرغم من أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يقلل من شأن الاتفاقية ويرفضها".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إنه "اتفق مع الرئيسين الروسي والايراني على عدم دخول قوات موالية للنظام السوري الى عفرين وأن الملف قد أقفل، مهدداً بحصار المدينة، في وقت أعلنت وسائل اعلام تركية استقدام 1200 عنصر من القوات الخاصة التركية الى منطقة عمليات "غصن الزيتون".

وقبل يومين من تصريحات أردوغان هذه، حذر المتحدث باسم الحكومة التركية أن المنطقة ستتعرض لمخاطر جمة إذا ما أرسلت قواتٌ إلى عفرين، مؤكداً تمسك بلاده بمواصلة عملية "غصن الزيتون" حتى القضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بالكامل على حد قوله.

بدوره، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من موسكو دعوة إلى أنقرة لتسوية خلافاتها مع دمشق من خلال الحوار المباشر مع الحكومة السورية.

وقال لافروف: "أعتقد أن المصالح المشروعة لضمان أمن تركيا يمكن أن تتحقق بشكل كامل من خلال الحوار المباشر مع الحكومة السورية، نحن ندرك مخاوف تركيا مما يحدث في سوريا. وبطبيعة الحال، ندرك تطلعات الكورد. ولكن ما لا نعترف به وما نعارضه هو محاولات التكهن بشأن هذه التطلعات.. وأعني بذلك محاولات بعض القوى الخارجية التكهن بهذه التطلعات للتحرك في سوريا وفي المنطقة ككل، وفقاً لأهداف لا تمت بصلة لتطلعات الشعب الكردي، وإنما تهدف إلى تحقيق أهدافهم الجيوسياسية".

وبناء على ما تقدّم، تلفت الوكالة الى أن "سوريا تمر الآن بحالة ترقب سياسي وعسكري حاسم وخطير".

ففي حين أن لافروف شن هجوماً مبطناً على الولايات المتحدة متهماً إياها بتقسيم المنطقة، أكدت واشنطن إصرارها على البقاء في سوريا لحين دحر مسلحي داعش، فيما صرحت تركيا رغم كل التحذيرات بأنه ما من قوة يمكنها إيقاف زحف قواتها إلى عفرين، وفي تلك الأثناء تساور إيران مخاوف من تقوية تركيا مواقعها في شمال سوريا، وكل الخيارات السياسية والعسكرية غير مستبعدة في هذا الصراع المفتوح ومتعدد الأطراف الذي تتحكم فيه شتى المصالح المتعارضة.

(رووداو الكردية)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!