قال وزير الاتصالات جمال الجرّاح "ان اقتصاد القرن الحالي هو رقمي بامتياز حيث يتمتع بامكانيات واسعة للنمو وخلق قيم مضافة، كما أنه يساهم في رفع الناتج القومي للدولة وايضا في ايجاد فرص عمل لجيل من الشباب المتعلم والمثقف، بعد ان تسلح بالعلم والمعرفة في مجال جديد من مجالات العمل الاقتصادي المبني في جله على عقول بشرية تتطور كلما أنفقت عليها عاليا فتسمو".
وأشار الجراح في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة التاسعة لـ"عرب نت بيروت 2018"، في فندق "الحبتور" الى ان "خدمات وزارة الاتصالات وخصوصا الانترنت هي قلب هذا الاقتصاد الرقمي الذي له تأثير مباشر على الأنشطة الاقتصادية، كما كشف تحليل للاقتصاد الكلي (macro economy)ان الانترنت اصبح بالفعل عنصرا رئيسيا في اي دولة، حيث ان استخدام الانترنت ورقمنة الاقتصاد التقليدي يحفزان النمو الاقتصادي في اي دولة".
وأوضح ان "وزارة الاتصالات تقوم حاليا بعدة مشاريع، من شأنها تأمين نقلة نوعية لقطاع الاتصالات ليكون قاطرة لاقتصادالمعرفة، خصوصا للجيل الشاب والشركات الناشئة"، مشيرا الى مبادرة الوزارة في إطلاق صندوق دعم للشركات الناشئة من السراي الحكومي قبل أيام.
وقال: "إن خطة الوزارة تشمل الشبكة الثابتة والخلوية وتعزيز التغطية على الاراضي اللبنانية كافة، حيث قسم هذا المشروع الى مرحلتين: مرحلة إصلاح وتطوير وتحديث ما هو قائم من شبكات الهاتف الأرضي الى تغطية ممتازة بقطاع الخليوي، لذلك قمنا بوصل جميع سنترالات لبنان على شبكة (الالياف الضوئية ) وكذلك أطلقنا مشروع شبكة (الالياف الضوئية على كل الاراضي اللبنانية ) حيث سيبدأ العمل بها الشهر المقبل".
ولفت الجراح الى ان الوزارة "قامت بتأمين المعدات والاجهزة اللازمة لتطوير الشبكة الارضية لتكون قادرة على إستيعاب وتحمل كل ما هو جديد ويمكن ان يضاف في قطاع الاتصالات. وايضا تحديث السنترالات بأحدث التقنيات لنكون قادرين على خدمة كل المواطنين وتزويدهم بالارقام الهاتفيةالتي يريدون الحصول عليها دون اي عائق".
وقال: "كان هناك 100 الف طلب لخطوط ارضية لم تكن الوزارة سابقا قادرة على توفيره، ما استدعى زيادة قدرة نقل الإنترنت من قبرص الى لبنان، فقمنا بتوسعة الخط البحري (أليكساندر ) بالاتفاق مع شركة (سيتا ) القبرصية، وبالتالي زيادة السعة من 120 Gbps الى 720 Gbps مما حول لبنان الى مركز إقليمي لخدمة الانترنت على صعيد الانترنت وجميع الدول التي يمكن ان تتصل بلبنان عبر خطوط ارضية".
وأعلن "ان العائق الوحيد هو الوقت"، لافتا الى "ان الوزارة انجزت في العام 2017 المنصرم الكثير في قطاع الاتصالات".
وعلى صعيد الهاتف الخليوي، قال: "ان الوزارة بالتعاون مع شركتي (touch ) و(alfa) ستقوم بوضع 942 برجا إضافيا على كل الاراضي اللبنانية للحصول على تغطية ممتازة وتغطية 95 % من الاراضي اللبنانية بحلول نهاية 2018.
واشار الى "اننا قمنا بتخفيض الأسعار"، وقال: "بعض الأسعار تم تخفيضها بنسبة 300 % ولا يمكننا التخفيض اكثر من ذلك، حيث ان الوزارة ملتزمة للحكومة اللبنانية بمبلغ حوالي مليار ونصف مليار، يجب عليها ان تدفعها سنويا الى وزارة المالية، كما قمنا بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري بإطلاق مشروع يرعى المؤسسات الناشئة ودعمها وتدريبها في مراكز في الخارج. وسنساعدهم على تطوير أعمالهم وتسويقها، وبالتالي ضمان بقائهم في البلد".
وقال: "لم تنس وزارة الاتصالات الطلبة الجامعيين حيث وفرت لهم خطوطا بسعر تشجيعي وسعات اعلى لتمكينهم من التواصل وإجراء البحوث الدراسية من دون تكلفة كبيرة".
واشار الى ان المرحلة الثانية هي بناء (data center ) ليتحمل كل البيانات التي تحتاجها الدولة اللبنانية والقطاع الخاص، وقال: "لا يمكن ان نتحول الى حكومة رقمية بدون ال ( data center) وسيتم ذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، كما سيتم انشاء خط بحري جديد بين أوروبا ولبنان لنضمن تعدد مصادر الانترنت لتلافي الأعطال بالمستقبل كما حدث الأسبوع الماضي".
وختم الجراح: "ان العالم القادم هو عالم متطور ولدية إمكانية تطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل وإعطاء فرصة لشبابنا المبدعين، وسبق ان أرسلنا ثلاث بعثات الى أميركا والصين، وكان الفريق اللبناني الذي احرز المركز الاول في كل مرة بين 105 دول، وهذا فخر لنا ويجب ان نسعى الى تطويره ودعمه دائما".