وأشارت دشتي إلى أنّ المراجعات الوطنية الطوعية للدول العربية تظهر تقدّمًا يبعث على التفاؤل حيث أن معظم الدول اعتمدت خططًا تنموية بعيدة المدى ومقاربات أكثر شمولاً للجميع. وشدّدت على أنّ "المنطقة العربية غنية بمئة مليون شاب وشابة قادرين على النهوض بالمجتمع وتحويل عالمنا في حال شاركوا بفعالية أكبر في الاقتصاد والسياسة".
وقالت: "مع كلّ الإنجازات، لا يزال الطريق طويلاً إلى تنمية مستدامة شاملة وعادلة". فتغيُّر المناخ في المنطقة وندرة المياه يهددان استقرار المنطقة والفقر المتعدد الأبعاد يطال 40 بالمئة من السكان. وتشير الإحصاءات إلى أنّ 30 بالمئة من الشباب عاطلون من العمل وهي أعلى نسبة في العالم.
وأعلنت دشتي عن مبادرة "شابات وشباب الإسكوا" التي أطلقت منذ أيام وقالت: "رؤيتنا إشراكهم في إصلاحات داخلية، الهدف منها تجديد الإسكوا وتحديث أساليب عملِها وزيادة فعاليتها وكفاءتها".
وختمت قائلة: "أَدعوكم لنعمل معًا، بجدّ وعزيمة، لِيكون الغد آمنًا وواعِدًا لا يهمل أحدًا. أعلم أنّ التحديات قوية. لكنّ عزيمتنا أقوى. عزيمة تؤجّجها قوّة نسائِنا وحكمة شيوخنا وهمّة شبابنا، وشغف أطفالنا. عزيمة نتسلّح بها لننهض بمجتمعاتنا ونصنع لها مستقبلاً مشرِقًا".
من جهته، أكّد أبو الغيط على محورية إيلاء المزيد من الاهتمام لمعالجة مسألة التفاوت في القدرات العلمية ومستويات التنمية للعلوم والمعرفة والتكنولوجيا والابتكار بين الدول المتقدمة والنامية. وشدّد على أهمية تطوير قطاع الصناعة وعمليات التصنيع باعتبارها من أهم الوسائل فعالية للمساهمة في القضاء على الفقر.
ودعا أبو الغيط كذلك إلى اتخاذ خطوات دولية وإقليمية متقدمة لمكافحة التلوث وتغير المناخ والتصحر والجفاف وأكد على أهمية التفرقة بين تمويل أنشطة مواجهة تغير المناخ وتمويل عمليات التنمية بشكل عام.
وفي كلمته، تحدث الوزير نوري الدليمي عن أهمية تعزيز شعور وطني وإقليمي يتبني أهداف التنمية المستدامة من خلال مشاركة جميع الجهات المعنية وهو أيضًا فرصة للتشاور والتعاون ودعا إلى تعزيز الحماية القانونية للملكية الفكرية لدعم المبتكرين وتمكين النساء من الدخول إلى سوق العمل.
ومن جهتها، قالت أمينة محمّد إن العام 2019 هو عام محوري بالنسبة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وشددت على أهمية عنصر الشباب والتكنولوجيا والابتكار في دفع النمو الاقتصادي قدمًا. وأشارت إلى ارتفاع نسبة مشاركة النساء في الحياة السياسية كما في المغرب ومصر ولبنان وقالت إن العالم مصمم على عدم إهمال أحد. وأضافت أنّ النزاعات في العالم العربي لا تشكل عائقًا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة فحسب، بل تضيف عوائق جديدة.
وعن عملية الإصلاح في منظومة الأمم المتحدة، وعدت محمد بفرق أممية أكثر تناغمًا وتجانسًا ومساءلة بهدف رفع نسبة الاستفادة من عمل الأمم المتحدة إلى أقصاها.
وشارك في المنتدى حشد من كبار المندوبين من الدول العربية على المستوى الوزاري، من بينهم مسؤولون كبار عن التخطيط وعن تنفيذ خطة عام 2030 وممثلون عن المؤسسات الحكومية العاملة في مجالاتٍ عدة منها التنمية الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر والتنمية الاقتصادية والتشغيل والبيئة والموارد الطبيعية والبيانات والإحصاء والتكنولوجيا. كما يشارك ممثلون عن المنظمات الحكومية الإقليمية والدولية وشبكات وهيئات المجتمع المدني وبرلمانيون وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية.
واستعرض المنتدى في يومه الأول التقدم المحرز على الصعيدين العالمي والإقليمي في تنفيذ أهداف محددة وتناول السياسات والآليات اللازمة للحد من عدم المساواة داخل البلدان. كما بحث في ثلاث جلسات متخصصة الشمول والتمكين كسبل نحو السلام والتنمية؛ والنهوض بالعمل المناخي في المنطقة العربية؛ وضمان مشاركة مستدامة للمراهقين والشباب في المنطقة.
والمنتدى العربي للتنمية المستدامة هو الآلية الإقليمية الرئيسية المعنية بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واستعراض التقدّم المحرز في المنطقة العربية على هذا المسار. ويصدر المنتدى العربي تقريرًا يتضمن أهم الرسائل المنبثقة من الحوار الإقليمي حول الفرص والتحديات المتعلقة بتنفيذ خطة عام 2030، ويبيّن التقدم المحرَز باتجاه تحقيق أولويات التنمية المستدامة. وترفع رسائله إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المقرر عقده في نيويورك في شهر تموز من العام الحالي.
وإضافة إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة (تموز 2019) الذي يرعاه المجلس الاقتصادي والاجتماعي في مقرّ الأمم المتحدة، سيُعقد مؤتمر قمة القادة في نيويورك أيضاً، برعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، يومَي 24 و25 أيلول 2019.