صحيفة النهار:
الطائف في الأزمة إلى ما بعد أيار !
اذا كانت عبارة مقتضبة جداً لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمس اختصرت البعد الأخطر من قضية المراسيم العالقة في أزمة رئاستي الجمهورية والمجلس لجهة تلميح بري الى بلوغ الازمة سقف المخاوف على الطائف وهي مخاوف يشاركه فيها رئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط، فان مجمل المشهد السياسي وغير السياسي في البلاد بدا عرضة لتساؤلات كبيرة عن مدى تماسكه فعلاً أمام العد العكسي للانتخابات النيابية. فالامر لا يقتصر على الازمة السياسية التي تتجه نحو مزيد من التعقيد، بل ان ملفات الفضائح والكوارث البيئية والخدماتية بدت مفتوحة على الغارب أيضاً في ظل ما حصل أمس على ساحل كسروان منذراً بـ"ملحق" اشد سوءاً من ازمة النفايات في بيروت والضواحي والمناطق الاخرى. ذلك ان الفضيحة لم تقتصر على استفاقة اهالي كسروان على شاطئ "مفلوش " تماماً بالنفايات بين نهر الكلب وشاطئ زوق مصبح، بل تمددت مع تبادل السجالات التي ضاعت معها الوجهة المسببة لهذه الكارثة.
وفي حين هاجم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي بادر الى معاينة الشاطئ المنكوب بالنفايات الحكومة بعنف مطالباً باستقالة وزير البيئة ومجلس الانماء والاعمار رئيساً وأعضاء، رد هذا المجلس نافياً ان يكون مصدر الكارثة مكب برج حمود. وأبدى رئيس الوزراء سعد الحريري اهتماماً خاصاً بمشكلة انتشار النفايات على شاطئ الزوق في منطقة كسروان، وأعطى توجيهاته للهيئة العليا للإغاثة للتحرك بسرعة لمعالجة هذه المشكلة. وتقرر على الأثر الإيعاز الى فرق التنظيفات المختصة بهذا الموضوع لتباشر ابتداء من السادسة من صباح اليوم اتخاذ الإجراءات المطلوبة ووضع كل الإمكانات اللازمة لإزالة النفايات وتنظيف الشاطئ كلياً وإعادته كما كان.
الهدنة والأزمة
أما على المستوى السياسي، فان البلاد قد تكون مقبلة على "هدنة" اعلامية وسياسية في اطار ازمة الرئاستين بفعل سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في زيارته الرسمية للكويت وسفر رئيس الوزراء سعد الحريري الى دافوس في سويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السنوي. وعلى أهمية هذين التحركين الخارجيين للرئيسين، فانهما لم يحجبا الدلالات القوية التي اختصرت تطور الازمة بين الرئاستين الاولى والثانية من خلال موقف جديد للرئيس بري تمثل في تغريدة له جاء فيها: "ان الذي يطبق اليوم على اللبنانيين هو اللاطائف واللادستور". واسترعى الانتباه ان النائب جنبلاط غرد بدوره عبر "تويتر" قائلاً: "… وخلف كل قرار تقريباً من مجلس الوزراء، يجري تعميق العجز وزيادته بدل الحد منه، لكن الاخطر هو تجويف اتفاق الطائف وتفريغه بدل التمسك به وتطويره".
وعلى رغم استغرابها عبارة بري، لم تعلّق بعبدا عليها لأنها على ما يبدو قررت عدم الدخول في سجال يومي لم يعط أي نتيجة ولم يقدم حلاً لأزمة كانت تتعامل معها على أنها موضعية تقتصر على تباين في الشكل على مرسوم.
ولا يرى زوار بعبدا وعين التينة أي حلّ في الأفق لأزمة يخشى ان تستمر الى ما بعد الانتخابات النيابية، لاسباب كثيرة. والردّ الرئاسي، اذا لم يأت مباشراً على تصعيد عين التينة، كان واضحاً بما قاله الرئيس عون أمس أمام المجلس العام الماروني من حيث أن "بعض ما نشهده اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة قد يكون هدفه الضغط لوقف المسيرة الاصلاحية التي كشفت الكثير من الحقائق حول أسباب الإهدار والعجز وتراكم الديون في موازنة الدولة، وخصوصاً الهيمنة على بعض اداراتها ومؤسساتها". ونقل عن رئيس الجمهورية حديثه عن عوائق توضع أمام مسيرة الإصلاح "لأنهم لا يريدون تقويم الاعوجاج".
ولم يخف عون، وفقاً لزواره، استياءه من التعامل باستنساب مع أحكام القضاء، وتحدّث عن ردود فعل "غب الطلب" في تعليق غير مباشر على ما كان علّق به رئيس مجلس نيابي على قرار هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل بأنه "رأي غب الطلب ويتعلق بموضوع غير مطروح أصلاً".
والمطلعون على مواقف الرئيسين، يتكوٌن لديهم انطباع ان العلاقة بينهما وصلت الى مرحلة قد يكون من الصعب فيها على أي طرف ثالث ان يتدخّل أو يتوسّط لوضع حد للخلاف السائد بينهما. إلا أن هؤلاء المطلعين لا يَرون أي تخوف أقلٌه حتى الآن من استمرار الحكومة، حتى وان كان عملها سيتأثر تلقائياً في الكثير من الملفات، قد تكون الموازنة العامة وأبرز الضحايا. كما لا يَرَوْن خشية لعدم لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وان سقطت الإصلاحات المرجوة في العملية الانتخابية بفعل التجاذبات الحالية، الا ان الخوف يبقى من التأثير السلبي للانقسامات الداخلية على المردود المتوقع من المؤتمرات الدولية التي تنعقد من أجل دعم لبنان ومؤسساته وقواه العسكرية والامنية.
لكن نافذة انفراج فتحت أمس مع توقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى انتخاب اعضاء مجلس النواب واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق هذا التوقيع بأنه أبلغ ردّ على كل الشكوك والشائعات وتأكيد بأن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية وأن لا رجوع عن التزام إجرائها.
بري والجدار
الى ذلك، ومع اقتراب اجتماع اللجنة الثلاثية التي تضم ضباطا لبنانيين واسرائيليين اضافة الى القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان المتوقع عقده في الخامس أو السادس من شباط المقبل، علم ان الرئيس بري تابع تحركه الذي بدأه مع المراجع الدولية والمعنية كما مع قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري من اجل منع أي تلاعب بالحدود البرية المتنازع عليها.
ونقل زوار بري عنه تشديده على عدم التساهل في مسألة الحدود لأنها، أبعد من كونها قضية سيادة وكرامة وطنية، متصلة ومتواصلة بين البر والبحر. فلبنان يتحفظ عن ?? نقطة على الخط الأزرق ويعتبره خط فصل وليس ترسيم حدود، واي تساهل في ترسيم الحدود البرية قد ينسحب على ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين، خصوصاً وأنها موثقة بمراجع لبنانية ودولية منذ ما قبل سايكس - بيكو والانتداب الفرنسي،وأي خرق او خطأ في هذا المجال يعتبر خطاً احمر ممنوع المسّ به.
موفد أميركي
وسط هذه الاجواءوصل مساء امس الى بيروت مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسلي وكان لقاؤه الاول مع الرئيس الحريري في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم التقى ليلا الرئيس عون الذي اكد له ان لبنان يشارك بفاعلية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة. وشدد على ان المؤسسات الامنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة بعد الهزيمة التي الحقها الجيش بتنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية، وان العمليات الامنية الاستباقية اثبتت جدواها. وشكر الرئيس عون الولايات المتحدة الاميركية على الدعم الذي قدمته للجيش اللبناني خلال مواجهته الارهابيين، معربا عن امله في ان يستمر هذا الدعم للمحافظة على الاستقرار والامن في لبنان.
واطلع الموفد الاميركي الرئيس عون، على أهداف زيارته للبنان، منوهاً بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة الاميركية من مصرف لبنان والسلطات المالية اللبنانية، كما اكد التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي اعتبر ان دوره اساسي في المحافظة على الاستقرار في لبنان. وقد حضر اللقاء عن الجانب اللبناني كل من وزيري المال والعدل علي حسن خليل وسليم جريصاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.
صحيفة المستقبل:
لائحة مرشحي جنبلاط «ِشبه مكتملة»: التحالف ثابت مع «المستقبل» والاتجاه إيجابي مع الجميع
موفد «الخزانة» الأميركية: جادون بمكافحة الإرهاب
عشية مغادرة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الكويت ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دافوس اليوم، استهلّ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي محادثاته اللبنانية من قصر بعبدا والسراي الحكومي مساءً، مستعرضاً مع عون والحريري الأوضاع اللبنانية والإقليمية والعلاقات الثنائية، وسط تنويهه بالتعاون الذي تلقاه وزارة «الخزانة» من مصرف لبنان المركزي والسلطات المالية اللبنانية، وتجديده التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي شدد على أنّ دوره أساس في المحافظة على الاستقرار. وكشفت مصادر ديبلوماسية واكبت محادثات الموفد الأميركي في بيروت لـ«المستقبل» أنّ بيلينغسلي أكد أمام رئيسي الجمهورية والحكومة «جدية الإدارة الأميركية في مكافحة أي استعمال للنظام المصرفي العالمي من قبل الإرهابيين»، مع إعرابه عن «تشجيع لبنان على الاستمرار بالدور الفعّال الذي يقوم به في هذا المجال».
وفي السياق عينه، أضاء عون أمام موفد «الخزانة» الأميركية على المشاركة اللبنانية الفعّالة ضمن إطار «الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال من خلال مصرف لبنان المركزي والسلطات المالية المختصة بالاستناد إلى المعايير والقوانين الدولية المعتمدة»، لافتاً انتباه ضيفه إلى أنّ الأجهزة الرسمية المختصة أحبطت الكثير من عمليات تهريب المخدرات على أنواعها رغم أنّ المهربين استخدموا أساليب متطورة في محاولاتهم الفاشلة لتمريرها.
الانتخابات والترشيحات
في الغضون، انطلق أمس رسمياً العد العكسي للاستحقاق الانتخابي مع توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى جانب توقيع كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي غرّد ليلاً معقّباً على الحدث بالقول: «لبنان ينتخب لم يعُد شعاراً بل أصبح منذ اليوم واقعاً وحقيقة، و2018 سيكون عام تجديد الديموقراطية في عروق لبنان»، وأردف: «توقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ ردّ على كل الشكوك والشائعات، وتأكيد على أن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية ولا رجوع عن الالتزام بإجرائها».
وعلى شريط الاستعدادات الحزبية لبلورة خارطة الترشيحات الانتخابية على بُعد نحو 3 أشهر من موعد بدء عملية الاقتراع في لبنان والمهجر، برز أمس تأكيد مصادر قيادية في «الحزب التقدمي الاشتراكي» لـ«المستقبل» أنّ رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط «قطع أشواطاً كبيرة بحسم الترشيحات في مختلف الدوائر بحيث أصبحت لائحة المرشحين «شبه مكتملة»، وباتت تضم حتى الساعة كلاً من: تيمور جنبلاط ونعمة طعمة ومروان حماده (عن دائرة الشوف مع اتجاه للتعاون مع ناجي البستاني)، أكرم شهيب وهنري حلو (عاليه) وائل أبو فاعور (راشيا) وهادي أبو الحسن (بعبدا)».
وبينما آثرت المصادر عدم الخوض في مآل الترشيح الاشتراكي للمقعد الدرزي في العاصمة بيروت، يبقى مقعد الترشيح الخاص بالمقعد السني في إقليم الخروب قيد البحث بين القيادة الاشتراكية التي تعتزم (وفق ما أعلن جنبلاط) ترشيح بلال العبدالله لهذا المقعد، وبين قيادة «تيار المستقبل» الذي تؤكد مصادرها التمسك بإعادة ترشيح النائب محمد الحجار.
أما في إطار التحالفات والتفاهمات الانتخابية، فشددت المصادر الاشتراكية على أنّ «النقاش مع تيار المستقبل إيجابي جداً ومتقدم»، واصفةً التحالف بين الجانبين بأنه «الثابت الوحيد حتى اللحظة». وإذ أشارت في الوقت عينه إلى وجود «اتصالات انتخابية مع قوى أخرى لا تزال قيد البحث»، لفتت إلى أنّ نتائج هذه الاتصالات «يُعلن عنها فور بلورتها»، مع تأكيدها أنّ «الاتجاه إيجابي مع جميع الأطراف».
وعن موعد إعلان ترشيحات «اللقاء الديموقراطي» بصيغتها النهائية، أجابت: «كان الموعد مقرراً في 22 شباط المقبل لكن تبقى التواريخ قابلة للتعديل وفق ما تفرضه التطوارات».
صحيفة اللواء:
برّي وجنبلاط: تنسيق لمواجهة التفرُّد في إدارة الدولة عون يوقِّع دعوة "الهيئات الناخبة".. والنفايات تجتاح شواطئ كسروان
تزاحمت الملفات والمواقف قبل ساعات من زيارة الرئيس ميشال عون التي تبدأ اليوم إلى دولة الكويت وتختتم غداً، وسفر الرئيس سعد الحريري إلى منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا.
فلم يعد الحدث توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، أو البحث عن مخرج لأزمة مرسوم الأقدمية، عبر حركة النائب وائل أبو فاعور بين عين التينة والسراي الكبير، بل ما هو أبعد من الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية، في ظل متابعة أميركية لمزاعم تتهم "حزب الله" بتمويل أنشطة بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، حيث وصل إلى بيروت، على رأس وفد مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا في زيارة تستمر يومين.
وفور وصوله زار برفقة سفيرة بلاده في بيروت اليزابيث ريتشارد قصر بعبدا، والتقى الرئيس عون بحضور وزيري المالية علي حسن خليل والعدل سليم جريصاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وللغاية نفسها زار مارشال الرئيس الحريري، على ان يلتقي سلامة اليوم.
ووفقاً للناطقة باسم السفارة الأميركية في بيروت رايتشل بكيسكا أن زيارة المسؤول الأميركي ترمي إلى تشجيع السلطات اللبنانية والسلطات النقدية التي تعتبر شريكة أساس في مجابهة تمويل الإرهاب، على بذل الجهود لحماية المالية اللبنانية والعالمية من إساءة استخدامها من قبل "ارهابيين" (والتعبير للناطقة الأميركية).
ونفت الناطقة الأميركية ما شاع عن زيارة لوفد أميركي حول التزام لبنان تطبيق عقوبات على "حزب الله".
وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون أبلغ بيلينغسيا أن لبنان يُشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة، وشدّد الرئيس عون على أن المؤسسات الأمنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش بتنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية، وأن العمليات الامنية الاستباقية أثبتت جدواها.
ووسط أجواء الاستحقاقات الانتخابية والدولية والتحضيرات للمؤتمرات، سواء مؤتمر روما أواخر شباط، أو باريس، الأوّل المتعلق بدعم الجيش والثاني دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في ظل تداعيات أعباء النزوح السوري، احتدم الموقف السياسي في البلاد، حيث بدا أن الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط يرفعان الصوت بوجه العهد وفريقه الوزاري والاستشاري.
فرئيس المجلس أعلن على حسابه على الفايسبوك ان "الذي يطبق اليوم على اللبنانيين هو: اللاطائف واللادستور".
ولم يتأخر ليلاً النائب جنبلاط عن التغريد: "كفى تلاعباً بمصير النّاس. أن الفئة الرابعة والثالثة والثانية لا تخضع للتوازن الطائفي. أن قرار مجلس الوزراء عن الخدمة المدنية مخالف للدستور. وكفى تطويعاً انتخابياً في الجيش والأمن الداخلي".
ويأتي موقف جنبلاط بعد زيارة النائب أبو فاعور إلى السراي الكبير، حيث بحث في موضوع مرسوم الاقدمية.
وقال: "حتى اللحظة، يبذل الرئيس الحريري جهوداً مكثفة في هذا الأمر للتوصل إلى نتيجة، وواقع الأمر انه، إلى حدّ ما، إذا توافرت النية السياسية لإيجاد علاج فانه يمكن إيجاد الأفكار الخلاقة التي تخرجنا من هذا المأزق".
على أن الموقف الذي أبلغه الرئيس عون لوفد المجلس الماروني العالمي برئاسة الوزير السابق وديع الخازن أدرج في إطار الرد على ما يحصل من حملات، ووصفته مصادر مقرّبة من رئيس الجمهورية انه واضح (الموقف) ولا يحتاج إلى اجتهاد أو تفسير "وكلام الرئيس يغني عن أي ردّ آخر".
فقد أبلغ عون الوفد الماروني أن بعض ما نشهده اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة، هدفه الضغط لوقف المسيرة الإصلاحية.
ورأى الرئيس عون أن ما من أحد يجب أن يقبل أن يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته وأحكامه، لأن ذلك من شأنه أن يقوّض سلطة الدولة ويقضي على ثقة المواطنين بها وبأحكامها ويصبح اللجوء إلى شريعة الغاب الخيار البديل، وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل، لا سيما تلك التي تتم غب الطلب وكلما دعت الحاجة.
وفي السراي الكبير، تابع الرئيس الحريري التحضيرات للملف الذي سيحمله إلى منتدى دافوس الاقتصادي اليوم.
فهو التقى سفير المانيا مارتن هاث، وعرض معه تحضيرات زيارة الرئيس الالماني إلى لبنان الأسبوع المقبل.
كما استقبل الرئيس الحريري المنسقة الخاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان Pernille Dhler Kardel وبحث معها في الاوضاع العامة واخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
بعد اللقاء قالت كارديل: كان لي لقاء مفيد وبناء مع الرئيس الحريري وقد بحثنا في التحضيرات لمؤتمر روما المقبل الذي يهدف الى تأمين الدعم الدولي للمؤسسات الامنية اللبنانية، واهمية تقويتها. كما تطرقنا الى المتغيرات الاقليمية الجارية حول لبنان والتي تؤثر عليه.
برّي: لا للتفرد
ووصفت مصادر نيابية مقربة من عين التينة كلام برّي حول "اللاطائف واللادستور" بأنه بداية جدية لرفع الصوت، لمواجهة ما يُمكن وصفه بجرس إنذار، من الإصرار على سياسة التفرد وإدارة الظهر، معتبرة ان عهد الرئيس عون بعد مضي أكثر من سنة على بدايته سيكون الخاسر الأكبر.. محذرة من عدم التفاهم على حلول "لا غالب ولا مغلوب".
وكتبت N.B.N (الناطقة بلسان الرئيس بري) ان موقفه يؤسّس إلى مرحلة مواجهة مفتوحة، وهو الأمر الذي بحثه مع النائب أبو فاعور موفداً من جنبلاط، لجهة استسهال القفز فوق الطائف أو الشوائب القانونية التي تعتور مرسوم الاقدمية.
في هذه الاثناء، غمزت قناة "OTV" من قناة عين التينة عندما وصف استدعاء اعلامي إلى قصر العدل بأنه "جريمة ثقافية في حق الحرية".
قمّة الكويت
واليوم، يبدأ الرئيس عون زيارة رسمية إلى الكويت تلبية لدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر على رأس وفد وزاري أمني إنمائي وإداري تستمر يومين يجري خلالها محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات اللبنانية - الكويتية وتطويرها في الجالات كافة. كما ستتاول المحادثات لمواضيع التي تهم البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وإلى المحادثات مع أمير دولة الكويت، ستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الوزير السابق عبد الوهاب احمد البدر ومدير عام الصندوق الكويتي العربي السيّد عبد اللطيف يوسف الحمد.
وسيلتقي الرئيس عون أبناء الجالية اللبنانية في الكويت خلال لقاء حاشد دعا إليه القائم بالأعمال اللبناني.
ووصف الرئيس عون عشية زيارته مواقف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، تجعل الكويت قريبة جداً في الدول الشقيقة والصديقة على حدّ سواء.
ورأت مصادر مقربة من بعبدا أن هناك العلاقات رهانا على لعب الكويت الدور في مجال العلاقات بين لبنان وأشقائه موضحة، أن زيارة الرئيس عون إلى الكويت ستناقش هذه المسألة، متحدثة عن مكانة خاصة للبنان لدى الكويت.
توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة
وقبيل سفره إلى الكويت، وقع الرئيس عون بعد ظهر أمس مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب. وحمل المرسوم الرقم 2219 تاريخ 22 ك2/ 2018، وذلك بعد توقيع الرئيس الحريري والوزير نهاد المشنوق (راجع ص 2).
وتبدأ عمليات الاقتراع للمغتربين في الدول العربية في 27/4/2018 وفي دول العالم الأخرى في 29/4/2018 وفي لبنان في 6/5/2018، على ان يقترع الموظفون المدعون للمشاركة بالعملية الانتخابية في 3/5/2018.
وسارع الوزير المشنوق إلى التعليق مغرداً: لبنان ينتخب لم يعد شعارا بل أصبح منذ اليوم واقعا وحقيقة، والعام 2018 سيكون عام تجديد الديمقراطية في عروق لبنان. توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ رد على كل الشكوك والشائعات، وتأكيد على أن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية، وأن لا رجوع عن الالتزام بإجرائها".
النفايات تجتاح شواطئ كسروان
وفي خضم جرائم "العنف الاسري" التي ضربت بيروت والجنوب، عبر قتل الرجال النساء بدم بارد، تعرّضت شواطئ كسروان لكارثة بيئية، حيث اجتاحت النفايات المنطقة، ضاربة بعرض الحائط الخطط والقرارات المتخذة لمعالجة الأزمات البيئية.
وتسببت العاصفة بهذا المشهد البيئي الكارثي، الذي أعاد فتح كيفية إدارة ملف النفايات.. بعدما اجتاحت النفايات شاطئ كسروان الممتد من نهر الكلب وصولاً إلى معمل ذوق مصبح.. وأعلن الرئيس الحريري توجيهاته للهيئة العليا للاغاثة للتحرك بسرعة لمعالجة المشكلة، وطالب مجلس الإنماء والاعمار بوضع تقرير وتحديد المسؤوليات.
وطالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باستقالة وزير البيئة طارق الخطيب، مهددا بالذهاب إلى القضاء الدولي.
وأوضح مجلس الإنماء والاعمار إلى ان المشكلة سببها المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها قد وصلت إلى مجرى نهر الكلب ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، وقذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصب النهر
صحيفة الشرق:
اليوم الى الكويت مرحبا بنصائحها في مجال النفط
يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم الى دولة الكويت تلبية لدعوة رسمية من اميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات اللبنانية- الكويتية وتطويرها في المجالات كافة. كما ستتناول المحادثات المواضيع التي تهم البلدين، اضافة الى التطورات الاقليمية والدولية الراهنة.
ويرافق الرئيس عون في زيارته وفد رسمي يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الاتصالات جمال الجراح، ووزير الدولة لشؤون حقوق الانسان ايمن شقير، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين، على ان ينضم الى الوفد من الكويت القائم بالاعمال اللبناني ماهر خير. كما يرافقه ايضا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر وعدد من المستشارين والاداريين.
والى المحادثات مع امير دولة الكويت، ستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الوزير السابق عبد الوهاب احمد البدر ومدير عام الصندوق الكويتي العربي السيد عبد اللطيف يوسف الحمد.
وسيلتقي عون ابناء الجالية اللبنانية في الكويت خلال لقاء حاشد دعا اليه القائم بالاعمال اللبناني.
وعشية الزيارة اكد رئيس الجمهورية، في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) نشرت امس ، ان مواقف امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح منذ ان كان وزيرا للخارجية ورئيسا للجنة السداسية العربية في قمة تونس عام 1989 وحتى اليوم تجعل الكويت قريبة جدا من الدول الشقيقة والصديقة على حد سواء. وقال: "صحيح ان زيارتي لدولة الكويت هي الاولى لي كرئيس للجمهورية اللبنانية لكن الكويت ليست غريبة عني فهي تحظى بمكانة مرموقة في قلوب اللبنانيين والعرب". وان "الرسالة التي احملها معي الى الكويت لا تختلف عن تلك التي حملتها للدول التي زرتها منذ انتخابي رئيسا للجمهورية والتي سأزورها ايضا والتي تتضمن رغبة لبنانية صادقة في الانفتاح والتعاون مع الجميع انما ضمن المعايير والمفاهيم المعتمدة التي تحفظ لكل بلد حقوقه واستقلاليته وسيادته واحترام خصوصيته".
وتابع: "انها رسالة قائمة على المودة والاحترام المتبادل وتعكس خصائص لبنان الذي لم يعتد يوما على احد بل غالبا ما كان المعتدى عليه والذي صبر وكافح وناضل ولم يستسلم كي يحافظ على مبادئه وقيمه التي حفظت دوره المميز في الشرق، وان ما احمله معي هو صورة لبنان القوي وعزيمة ابنائه التي وقفت سدا منيعا امام محاولات استهدافه وتقويض استقراره وامنه ووحدته بشتى الوسائل".
واعتبر رئيس الجمهورية: ان "الكويت تتفهم الوضع اللبناني ربما اكثر من غيرها كونها عانت في العام 1990 من غزو لاراضيها وكان لاميرها حين كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت دور اساسي في تحريرها من الاحتلال واعادتها الى دورها الفاعل والاساسي في المنطقة والعالم". واكد ان العلاقات بين لبنان والكويت راسخة وثابتة وتاريخية "وطموحنا دائم تعزيز هذه العلاقات في المجالات كافة كي تعكس حقيقة التقارب اللبناني - الكويتي ليس فقط على مستوى البلدين بل ايضا على مستوى الشعبين". وان العلاقة الاخوية بين لبنان والكويت قد تشكل مدخلا لتحقيق ما تنادي به البلدان من وحدة وتضامن عربي لمواجهة التحديات "وهذا يوجب حصول وفاق سياسي ومقاربة المشاكل السائدة حاليا بنظرة حوارية منفتحة لان الخطر يهدد الجميع".
واكد ان لبنان مدعو مع الكويت الى العمل على عدم استغلال اي طرف للخلافات السائدة بين المجموعة العربية من اجل القضاء على قضية تاريخية وهي القضية الفلسطينية وتهويد مدينة القدس "التي نريد الابقاء على قدسيتها فيما يتم العمل حاليا على تجريدها من هويتها الحقيقية واعطائها هوية مزيفة ومنع الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة ومنها حق العودة".
واشار الى انه لطالما عملت الكويت واميرها من اجل تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتباعدة على الساحة العربية "ونحن نقف الى جانب هذا المسار ونضع يدنا بيد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للوصول الى هذا الهدف".
وحول التطمينات التي يقدمها لبنان لعودة السياحة الكويتية خصوصا والخليجية عموما الى طبيعتها في لبنان، قال عون ان "أمن السياح هو من أمن لبنان ولا حاجة الى الخوف لان الامن ممسوك والاخوة العرب سيجدون ان طبيعة لبنان وطريقة عيش اللبنانيين لا تزال على حالها معززة بوعي تام للاجهزة الامنية وسهر دائم لمنع اي استهداف للاستقرار". وان "الوضع السائد في لبنان والاستقرار الذي يعيشه هو شهادة عملية وميدانية بان الاستقرار فيه خط احمر لا يمكن تجاوزه بارادة لبنانية وبعزيمة الجيش اللبناني والقوى الامنية التي تقوم بدورها على اكمل وجه باعتراف العالم اجمع" مؤكدا ان "لبنان يعتبر حاليا واحة امنية مستقرة وهو امر تحقق نتيجة ارادة لبنانية قوية".
وردا على سؤال حول ما اذا سيطلب لبنان من الكويت باعتبارها دولة نفطية رفده بخبرات بعد دخوله عمليا في التلزيمات النفطية والغازية، اعرب الرئيس عون عن ترحيبه بكل النصائح في هذا المجال نظرا الى الخبرة والتجربة الرائدة التي تملكها الكويت في المجالات النفطية وما يمكن ان تضيء عليه من نواح ومواضيع تفيد لبنان في هذه التجربة الحديثة العهد.
واعتبر ان دخول لبنان نادي الدول النفطية "كان حلما بعيد المنال وها هو يتحول اليوم الى واقع ملموس يتطلع اليه اللبنانيون بكثير من التفاؤل".
اضاف رئيس الجمهورية ان شركات عديدة من مختلف دول العالم قدمت طلباتها من اجل المشاركة في التنقيب عن النفط والغاز وهو امر يعول عليه لبنان من اجل الانتقال من حالة الى اخرى، لافتا الى ان "المسار طويل انما الاصعب قد تحقق ويبقى ان نعبد الطريق امام الاهم وهو استخراج النفط والغاز وبيعه ليستفيد اللبنانيون جميعا من مردوده".
وتطرق عون الى مسألة النازحين السوريين معتبرا انها مسألة حساسة جدا بالنسبة الى لبنان نظرا الى مساحته الجغرافية الصغيرة التي لا تسمح له باستيعاب هذا العدد الهائل والذي يتخطى المليون و820 الف نازح منذ بداية الحرب في سوريا اضافة الى وضعه الاقتصادي الحرج وكذلك التحديات الامنية التي تترافق مع هذا العدد من النازحين. وقال "لقد اثبتت الفترة الاخيرة ان الوعود التي تلقاها لبنان بمساعدته ماديا لم تحترم ومن هنا حملنا دعوتنا بوجوب عودة النازحين الى الاماكن الآمنة في سوريا".
ولفت الى ان هذه الدعوة " نابعة من منطلق انساني اذ من الظلم ان تبقى العائلات مشتتة اذا ما توفرت عوامل اعادة لم شملها من جديد ومن منطلق الحاجة اللبنانية الى تخفيف العبء الكبير الذي يلقي بثقله على اللبنانيين ويهدد ظروف عيشهم ومن منطلق بديهي بعودة النازح الى بلده بشكل آمن وسليم وقطع الطريق بالتالي امام اية افكار خارجية مبيتة لاستغلال وضع هؤلاء النازحين وتوطينهم في الدول التي تستقبلهم".
واكد ان لبنان يعول على دعم دولة الكويت لموقفه في هذا المجال وضم صوتها الى صوته خصوصا وان الكويت لطالما دعمت لبنان في المحافل الاقليمية والدولية وايدت مطالبه المحقة.
واوضح ان لبنان يتحضر لاطلاق خطة اقتصادية تؤمن الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتح، مؤكدا توفير كل اسباب النجاح للخطة عبر تدعيمها بنصائح شركات ومؤسسات دولية معروفة ومكافحة الفساد والهدر وتحسين البنى التحتية كركيزة لهذا العمل الضخم.
ولفت الى ان دولة الكويت لطالما واكبت لبنان في مسيرته الطويلة وعبر مختلف المراحل التي تخطاها، "وانا على يقين انها ستستمر بهذه المواكبة وستقدم كل الدعم اللازم خصوصا وان الرؤية التي وضعناها هي رؤية واعدة ومبشرة." وهي ليست بغريبة عن المنطقة وما تشهده من تطورات واحداث وهي بالتالي تدرك جيدا ان التحديات التي يواجهها لبنان فرضت عليه كما على غيره من الدول"، مؤكدا ان "للكويت دور اساسي نعتمد عليه ونثق به" في المؤتمرات الدولية التي يتم التحضير لها لدعم لبنان خلال الفترة المقبلة.
واعتبر ان "العالم ادرك ان هناك مصلحة له في ابعاد لبنان عن اتون النار المشتعلة من حوله كما ادرك اللبنانيون ان المصائب التي طرقت ابوابهم لم تكن عابرة وقد تكون الاخطر في تاريخ لبنان المعاصر وهي تتزامن مع خطر دائم على الحدود متمثل باطماع اسرائيلية ونواياها الخبيثة تجاه لبنان المتجسدة بتهديدات شبه يومية وخروق دائمة للقرارات الدولية وهي تدرك انها لن تحاسب عليها على الصعيد الدولي".
وختم: ان اللبنانيين اتخذوا بسبب هذه المخاطر القرار التاريخي بالوصول الى قاعدة مشتركة تنهي الازمة السياسية التي كانت سائدة وبمقاربة كل التعقيدات على الصعيد الداخلي عبر الحوار في ما بينهم والالتفاف حول جيشهم والسعي الى تأمين كل الدعم المعنوي واللوجستي له لتمكينه من القيام بواجبه
صحيفة الجمهورية:
واشنطن لدعم الجيش والإقتصاد… وأولوية السلطة تضييع الوقت
مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات بمراحلها الاربع، تنطلق صفارة الانطلاق الفعلي للإنتخابات التي سترسم الخريطة النيابية الجديدة التي ستحكم البلد على مدى السنوات الاربع المقبلة. وسط هذا الجو، وصل الى بيروت مساء امس، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا، وزار عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، منوّهاً بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة الاميركية من مصرف لبنان، والسلطات المالية اللبنانية، واكد التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي اعتبر انّ دوره أساسي في المحافظة على الاستقرار في لبنان. وأكد عون للمسؤول الاميركي أنّ لبنان يشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة. وشدد على انّ المؤسسات الامنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش بتنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية، وانّ العمليات الامنية الاستباقية أثبتت جدواها".
النتيجة الطبيعية لدعوة الهيئات الناخبة هي دخول البلد في عطلة والتفرّغ للانتخابات، الّا أنّ العلامة الفارقة هو انّ الحكومة سبقت الجميع في الدخول في عطلة غابت فيها عن مقاربة كل الاساسيات، ما خلا اجتماعات خجولة تغطي من خلالها سياسة تقطيع الوقت. وطبيعي الّا يسجّل لها اي انجاز ولو متواضع وان تتفاقم الملفات الى حد لا يعود في إمكانها ان تحتويها
فها هي النفايات، ونتيجة العجز والتقصير والمزايدات وانعدام الرؤية السليمة لسبل معالجة هذا الملف تتراكم في مكبّات أصغر من ان تحتويها، وتزحف بحراً في اتجاه اماكن أخرى، وترتفع صرخة المواطن، ولا مَن يجيب. وها هي الكهرباء يعود ملفها الى الدوران في حلقة الاهتراء المزمن والعجز على المعالجة، اضافة الى حبل طويل من الملفات التي لم تجد لها مقاربة سليمة.
مكانك راوح
وراوحت أزمة المرسوم في سلبيتها، وتؤشّر الاجواء السائدة الى انها تزداد تعقيداً، وتحرّك النائب وائل ابو فاعور مجدداً لإحداث ثغرة في جدارها، فزار لهذه الغاية كلّاً من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.
وقال عون: "ما من احد يجب ان يقبل ان يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته واحكامه، لأنّ ذلك من شأنه ان يقوّض سلطة الدولة ويقضي على ثقة المواطنين بها وبأحكامها، ويصبح اللجوء الى شريعة الغاب الخيار البديل، وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل، لا سيما تلك التي تتم غبّ الطلب وكلما دعت الحاجة"
وفيما قال بري: "الذي يطبّق اليوم على اللبنانيين: اللّاطائف واللّادستور"، اكدت اوساط عين التينة لـ"الجمهورية": "لا شيء جديداً حتى الآن، ما زالت الامور في مكانها. واضح انهم لا يريدون الحل، مع انه سهل جداً، سبق للرئيس بري ان طرحه عبر إهمال مرسومي الاقدميات والترقيات والاستعاضة عنهما بمرسوم واحد يوقّعه رئيسا الجمهورية والحكومة ووزراء المال والدفاع والداخلية".
الانتخابات
الى ذلك، لم تجتمع اللجنة الوزارية للبَتّ باقتراح تمديد تسجيل المغتربين. وفيما لم تبرز اي اشارة الى سبب عدم انعقاد الاجتماع او ارجائه الى موعد آخر، قال مصدر وزاري لـ"الجمهورية": "مجرّد توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ألغى كل إمكانية لتعديل قانون الانتخاب، وكذلك الامر بالنسبة الى المغتربين مع تحديد موعد انتخاباتهم اواخر نيسان المقبل. ومعنى ذلك انه لم يعد هناك اي فائدة او طائل من تضييع الوقت في اللجنة حول تعديل سطحي او جوهري للقانون، فالموعد تَحدّد والوقت لم يعد يسمح بذلك".
واذا كان توقيع القانون يعدّ إجراءً طبيعياً، الّا انه ينطوي على أهمية وسط الجو المشكّك بإجراء الانتخابات في موعدها، حيث جاء هذا التوقيع كردّ على ما يُثار في اوساط سياسية حول محاولات خارجية عدة لنسف الانتخابات، مقروناً بتأكيد عون أنّ الانتخابات حاصلة في موعدها، "وهي خطّ أحمر لسلامة الديموقراطية والجمهورية على حد سواء".
بدوره، اكد بري امام زوّاره على اجراء الانتخابات، وقال: "لا مفر من هذه الانتخابات، ولا تعطيل لها على الاطلاق، حتى التفكير بهذا التعطيل ممنوع، قد يكون هناك من لا يريد ان تجري الانتخابات الّا انه لن يتمكن من تعطيلها، نحن مصممون على إجرائها في موعدها المحدد، وستجري في موعدها ولن تتأثر لا برغبات ولا بأمنيات".
وتعليقاً على توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، غَرّد وزير الداخلية نهاد المشنوق بالقول: "لبنان ينتخب" لم يَعُد شعاراً بل أصبح منذ اليوم واقعاً وحقيقة، والعام 2018 سيكون عام تجديد الديمقراطية في عروق لبنان. توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ ردٍّ على كلّ الشكوك والشائعات، وتأكيد على أنّ الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية، وأن لا رجوع عن الالتزام بإجرائها".
مرجع أمني
في الموازاة، تزايد الحديث عن العامل الامني والتحذير من ان يشكّل شرارة التعطيل للانتخابات عبر تطورات امنية قد تطرأ في اي لحظة. الّا انّ مرجعاً أمنياً قال لـ"الجمهورية": "الوضع جيّد وافضل من اي بلد آخر، والحضور الامني مشدّد اكثر من اي وقت مضى، والجهوزية في اعلى درجاتها، ما مَكّن الاجهزة من كشف محاولات عدة للإخلال بالامن".
اضاف: "مختلف الاجهزة تبذل جهداً لترسيخ الوضع الامني وتنقيته من اي توترات لتمرير الاستحقاق الانتخابي في جو هادىء، ولسنا قلقين على الانتخابات، والاجهزة تسخّر أقصى طاقاتها للوصول بهذا الاستحقاق الى بر الأمان".
قنبلة النفايات
من جهة ثانية، وفي ظاهرة ليست غريبة على السلطة الحاكمة وكتعبير واضح عن عجزها، إنفجرت قنبلة النفايات، وقذفَتها العاصفة من مكبَي الكوستابرافا وبرج حمود، واجتاحت باوساخها وكل ما تحمله من أوبئة الشاطئ الممتد من نهر الكلب وصولاً الى معمل الزوق.
وجالَ رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على شاطئ كسروان وتوقف عند "هذا المشهد المقّزز"، وحمّل إدارة مجلس الانماء والاعمار المكلّفة رقابة هذه الاعمال، ووزير البيئة طارق الخطيب، والحكومة كلها مسؤولية هذه الكارثة البيئيّة، وطالب بتحرّك القضاء وباستقالة وزير البيئة الذي جال في المكان من دون اتخاذ اي تدبير.
وقال: "اننا ذاهبون الى القضاء الدولي لأنّ السلطة تعمل ضد الشعب ومن حق الشعب ان يحاسبها"، سائلاً: "هل من المعقول تحويل لبنان مزبلة كبرى؟"
الخطيب
وقال الخطيب لـ"الجمهورية": "لا استطيع ان اجزم ما هو مصدر النفايات. أرسلتُ فريقاً فنياً لإجراء كشف ووضع تقرير، وعندما ينجز هذا التقرير أحدد مصدرها. أمّا بخصوص وضع الكوستابرافا وبرج حمود، فهناك جدار إسمنتي وأرجّح صوابية رأي مجلس الانماء والاعمار.
اضاف: امّا بشأن دعوة النائب سامي الجميّل الى الاستقالة فقد سمعته، وليس بمجرّد ان يدعوني الى الاستقالة سأفعل. كنت أتمنّى على النائب الجميّل الذي وافق من خلال 3 وزراء له على خطة الحكومة التي أقَرّت مطمري برج حمود والكوستابرافا، ان ينضَمّ الى وزراء "التيار الوطني الحر" ويعارض هذه الخطة، لا ان يوافق عليها في الحكومة ويتظاهر بمحاربتها على الارض كسباً لأصوات انتخابية من هنا وهناك.
نحن ضد وجود النفايات على اي بقعة على الارض اللبنانية وعلى الشاطىء اللبناني، لكنني لا استطيع ان اجزم او اجاري النائب سامي الجميّل في انّ هذه النفايات مصدرها برج حمود او الكوستابرافا. غداً، عندما يرفع إلي التقرير نعرف مصدرها ونضع خطة لمعالجتها".
سعيد يكرّم اليعقوب
من جهة ثانية، كان لافتاً الغداء الذي أقامه رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق الدكتور فارس سعيد ظهر امس على شرف السفير السعودي وليد اليعقوب، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والمصرفية والاعلامية.
وقال سعيد لـ"الجمهورية" انه اراد تكريم السفير اليعقوب "لأنه اولاً صديق، وثانياً لشكره على الجهود التي بذلها في سبيل إنجاح زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرياض. وجرى عرض للعلاقات الثنائية وللوضع في لبنان والمنطقة من دون الدخول في اي تفاصيل سياسية داخلية او انتخابية".
وأوضح، ردّاً على سؤال، انه لم يتبلّغ أيّ زيارة مرتقبة لموفد سعودي الى لبنان "وليس عندي أيّ مُعطى بشأن اي زيارة"، نافياً اي زيارة قريبة له الى الرياض، مؤكداً ان لا علم لديه "عن زيارات لبنانية مرتقبة الى المملكة".
وعن موقف السعودية من الاستحقاق النيابي وهل من رسائل محددة؟ اجاب: "لم ندخل في اي تفصيل داخلي. في رأيي الانتخابات ستجري في موعدها، امّا السفير السعودي فلم يُبد اي رأي في شأن هذا الاستحقاق".
وعندما سُئل: لكنّ كلاماً كثيراً قيل عن دخول سعودي مُرتقب على خط الانتخابات لاستنهاض الحلفاء؟ أجاب: "السفير اليعقوب لم يدخل في خصوصيات الشأن اللبناني، كذلك لا اعتقد أنّ السعودية على استعداد للدخول في هذا الشأن
صحيفة الديار:
السعودية "تتريث": التدخل في الانتخابات اللبنانية غير مجد...؟! عون "اطلق" الانتخابات... الحريري "يشتري الوقت" وجنبلاط "قلق"
على الورق انطلق "قطار" الانتخابات النيابية مع توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة امس، فيما اختار رئيس الحكومة سعد الحريري "شراء" المزيد من الوقت من خلال ارجاء "الصدام المحتوم" في جلسة اللجنة الوزارية التي كان من المقرر ان تعقد امس لمناقشة طرح وزير الخارجية جبران باسيل تمديد مهل تسجيل المغتربين في الانتخابات، واذا كانت "النفايات" قد دخلت على خط "التراشق" الانتخابي بعد اجتياحها الشاطئ الممتد من نهر الكلب الى "الذوق"، تواترت معلومات الى بيروت تحدثت عن قرار سعودي بالتريث في الانخراط "بمعمعة" الانتخابات على نحو مباشر لمحاصرة حزب الله، وذلك بعد تقارير اولية سلبية من السفارة السعودية في بيروت، وغياب معطيات اميركية مشجعة يمكن ان تساعد في هذه المواجهة...
ووفقا لاوساط نيابية بارزة، لم يحصل حلفاء السعودية في لبنان، ومنهم المزايدون على رئيس الحكومة سعد الحريري في اقناع المملكة "بالانخراط" الكامل في "متاهة" الانتخابات النيابية "والتورط" بدعم مالي سياسي مفتوح كما حصل في العام 2009، وبحسب ما تبلغه هؤلاء فان الرياض "فرملة"اندفاعتها ولا تزال متريثة في التقدم خطوة الى الامام، بعد تقرير اولي حمل تقويما سلبيا من السفير المعين حديثا وليد اليعقوب الذي تحدث صراحة ودون مواربة عن "تشرذم" قوى 14آذار واستحالة اعادة جمعها في جبهة واحدة لمواجهة الانتصار الاتي لا محالة لحزب الله الذي نجح في "استدراج" الجميع الى قانون انتخابي يعطيه مع حلفاءه اكثرية مريحة في المجلس القادم...
معركة سعودية خاسرة؟
وتشير تلك الاوساط الى ان "المعضلة" الرئيسية التي واجهت مهمة السفير السعودي في بيروت ان تعقيدات القانون الجديد، لا تسمح بحصول مواجهة مريحة مع حزب الله، اذا لم تكن مستحيلة، "والصراع" انتقل الى داخل معسكر حلفاء الرياض، والخلاصات تشير الى ان ما سيتحقق على الساحة السنية، لن يتجاوز الا الحصول على حصة صغيرة من "كتلة" الرئيس الحريري، الذي سيحافظ على تمثيله لاكبر كتلة سنية، القوات اللبنانية التي لا تشترك مع حزب الله في دوائر انتخابية ذات تأثير كبير، تعهدت بان "تقضم" ما تيسر من مقاعد حليف الحزب المتمثل بالتيار الوطني الحر، وهو الانجاز الوحيد الممكن تحقيقه في هذه الانتخابات، لكن المشكلة القديمة -الجديدة لا تزال هي نفسها وعنوانها رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تبين للسعوديين انه يخوض علنا مواجهة سياسية في "الشعارات" مع حزب الله لكن ثمة تنسيقاً من تحت "الطاولة" مع "الثنائي الشيعي" في دوائر عديدة ومنها بيروت... في المقابل سيخوض تيار المستقبل معركته الانتخابية "بالتكافل والتضامن" مع التيار الوطني الحر، وهذا سيعوض له بعض خسائره التي سيتكبدها على "يد" القوات اللبنانية، والحريري مصر في هذا السياق على عدم "فك" تحالفه مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو ابلغ السفير السعودي بهذا الامر صراحة، لان "عينه" على مرحلة ما بعد الانتخابات ومسألة عودته الى رئاسة الوزراء، والتعاون مع الرئاسة الاولى، لتقطيع مرحلة طويلة الامد في عمر حكومة جديدة سيمتد ربما الى الانتخابات النيابية عام 2022. وعند هذه النقطة لم يخف رئيس تيار المستقبل نيته خوض مواجهة مفتوحة مع منافسيه على الساحة السنية، ولم يبد اي ليونة في هذا المجال، وهو ويأمل في تعويض خسائره باستمرار تحالفه الوثيق مع نواب تكتل التغيير والاصلاح في البرلمان المقبل.
ولذلك تؤكد تلك الاوساط ان المهمة السعودية "متعثرة" حتى الان، ولم يتخذ قرار نهائي حتى الان بكيفية التعامل مع الاستحقاق، وحتى قدوم مبعوث خاص الى بيروت، في حال حصوله،لا يعني ان شيئا قد تغير لانه قد يكون في مهمة استطلاعية، لا تنفيذية، فالمملكة المصابة بخيبة امل من "اوراقها" اللبنانية المبعثرة، لم تلق ايضا اي تجاوب من الاميركيين الذين "تواضعوا" في طموحاتهم ويعملون بهدوء على "الاستثمار" في الامن من خلال استمرار الدعم للمؤسسة العسكرية..ولا أي شيء آخر، اقله في هذه المرحلة التي يكثفون فيها جهودهم "لمحاصرة" حزب الله "اقتصاديا"..؟
استراتيجية اميركية "ملتبسة"
وبحسب اوساط دبلوماسية في بيروت، ابلغت واشنطن السعوديين ان رهانها الان ليس على "مواجهة" حزب الله في لبنان، لان هذا سيؤدي الى حرب مع اسرائيل لا يزال الجانب الاسرائيلي غير مستعد لها، وانما التركيز في هذه المرحلة على الحاق الهزيمة بايران في سوريا، وهذا سيؤدي حكما الى اضعاف الحزب على الساحة اللبنانية... لكن هذه المعادلة لا تزال ملتبسة، وغامضة، حيث يتصارع في واشنطن تياران الاول يقوده مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، ويراهن على التواصل مع الروس لتحجيم دور طهران، التيار الثاني ويقوده مستشار الرئيس للأمن القومي هربرت مكماستر وهو لايثق بتعاون موسكو لاضعاف ايران، لكن هذا الفريق يفتقد الخطة لتحقيق ذلك، وهذا ما يجعل الخطط الاميركية دون "انياب" وادى الى انحسار الدور الأميركي الذي بدأ البحث عن حصة من "قالب الحلوى" السوري، ما يجعل من مسالة إخراج إيران من سوريا، امرا سورياليا، وغير واقعي في المدى المنظور، وقد زادت في الساعات القليلة الماضية قناعة القيادة السعودية بعدم امكانية الرهان على الدور الاميركي في ظل تعرض "الذراع" الاميركية الكردية لعملية تحجيم لدورها، وهذا ما يزيد من اضعاف قدرة واشنطن على التأثير... ووفقا للمعلومات سيكون شهر شباط المقبل حاسما لجهة اتخاذ قرار سعودي حاسم في كيفية التعامل مع الاستحقاق اللبناني حيث تميل الكفة لخروجه من الحسابات السعودية...
"توقيع المرسوم"
وعشية زيارته الى الكويت وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب اعضاء مجلس النوّاب وفقا للمواعيد التالية، "6 أيار في لبنان، 3 ايار الموظفين المشاركين في العملية الانتخابية، 27 نيسان اللبنانيين في الدول العربية، 29 نيسان اللبنانيين المسجلين في اميركا واوروبا وافريقيا"، واكد ان اجراء الانتخابات في موعدها "خط احمر" ومسيرة الاصلاح ستستمر على الرغم من الحملات المبرمجة ضدها، وطالب مجدداً الجميع الامتثال للقضاء. وقد جاء كلام رئيس الجمهورية تزامناً مع تصريحات لرئيس مجلس النواب نبيه بري أكد فيها ان البلاد "تعيش" في وضع "اللادستور" "واللا طائف"..!
الحريري "يشتري الوقت"
في غضون ذلك، وعشية مغادرته لحضور المنتدى الاقتصادي في "دافوس"، قرر رئيس الحكومة سعد الحريري "شراء الوقت" هذا الاسبوع من خلال ارجاء "الصدام المحتوم" في جلسة اللجنة الوزارية الخاصة مناقشة قانون الانتخابات، ووفقا لاوساط وزارية فان الحريري لم يحدد اصلا موعدا للجسلة حتى يلغيها، وهو حاول بعيدا عن الاضواء ايجاد تسوية بين طرح وزير الخارجية جبران باسيل تمديد المهل القانونية لتسجيل المغتربين، وبين معارضيه وفي مقدمتهم وزير المال علي حسن خليل، ولكنه اصطدم بتمسك كل طرف بموقفه، فقرر تأجيل الازمة، لمزيد من التشاور، ورغبة منه في عدم حصول مواجهة عشية سفره الى الخارج وغياب جلسات مجلس الوزراء... مع العلم انه بات يميل الى اقناع باسيل بالتراجع عن موقفه لان الامور لن تصل الى نتيجة في ظل قرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عدم طرح هذا الاقتراح على المجلس النيابي.
"مخاوف" جنبلاط جدية...
في غضون ذلك استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر امس النائب وائل ابو فاعور موفدا من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وتم عرض للمستجدات. وتأتي زيارة ابو فاعو مع تأكيد اوساط وزارية بارزة بان الرئيس الحريري "فرمل" مساعيه بشأن مرسوم الاقدمية للضباط وبات اكثر ميلا لتجاوز هذا الملف بأقل "الخسائر" الممكنة بعد ان تأكد بان رئاسة الجمهورية ليست في وارد القبول بأي تسوية، وهذا ما يدركه ايضا النائب وليد جنبلاط الذي يخشى من "صدام" حتمي في المرحلة المقبلة بين الرئاستين الاولى والثانية، ويخشى ان تكون في "الوقت" الخاطئ، وتأخذ مسارات اكثر سوءا، خصوصا ان معرفته العميقة برئيس مجلس النواب نبيه بري تجعله مقتنعا انه لا ينام على "ضيم" وسيرد "الصاع صاعين" في اقرب فرصة ممكنة، ولذلك فهو يتحرك عبر موفديه لاقناع رئيس الحكومة بعدم التخلي عن مسؤولياته وعدم ترك الامور على حالها...
وكان أبو فاعور قد اكد بعد اللقاء انه "للاسف ما زلنا في الدوامة نفسها في ما خص مرسوم الاقدمية لضباط المؤسسة العسكرية، ويبدو ان النقاش في هذا الموضوع بات يستطرد نقاشا آخر حول مسألة الطائف واحترامه نصا وروحية. وردا على مستشار رئيس الجمهورية جان عزيز قال ابو فاعور انه لا يمكن القبول بالمنطق الذي يقول بأن مرسوم الاقدمية أصبح خلفنا وبالتالي يجب تجاوز النقاش في هذا الامر. المرسوم لم يصبح خلفنا ولم يصبح نافذا. لا يزال هناك اشكالية دستورية حول هذا الامر، ولا يزال هناك اشكالية وطنية وسياسية يجب ان تعالج بالاتصالات... واضاف ان الطائف ليس فقط مجرد نص بل هو روحية، وهذه الروحية تعني المشاركة، المشاركة الوطنية في القرارات وفي المؤسسات، ونأمل الا يكون هناك رغبة او استسهال لدى اي من الاطراف للقفز فوق الطائف سواء كان كنص او كروحية"...
"النفايات" على خط السجالات الانتخابية
وبعد ساعات على اجتياح النفايات الشاطئ الممتد من نهر الكلب وصولا الى معمل ذوق مصبح الحراري، انطلق سجال سياسي "انتخابي" بين النائب سامي الجميل ووزير البيئة طارق الخطيب، ودخل مجلس الانماء والاعمار ايضا على خط "المناوشات"، فخلال جولة الجميل على شاطئ كسروان دعى وزير البيئة إلى الاستقالة محملا إياه ومجلس الإنماء والإعمار ومجلس الوزراء والشركة المنفذة لمطمر برج حمود المسؤولية الكاملة، اعتبر الخطيب ان كلام الجميل انتخابي وذكره بان انشاء المطامر اقر في حكومة الرئيس تمام سلام حيث كان للكتائب 3 وزارء، ووحدهم وزراء التيار الوطني الحر عارضوا ذلك... وقد كلف الوزير لجنة للتحقيق زارت الموقع وسترفع تقريرها غداً... من جهته رد مجلس الانماء والاعمار ببيان نفى فيه ان يكون مصدر تلك النفايات هو مطمرا برج حمود او الكوستابرافا، وأكد أن هذه الاخبار مختلقة من أساسها وأن المطمرين محميان بمنشآت خرسانية يستحيل معها أن تدخل مياه البحر إليهما. ودعت وسائل الاعلام والسياسيين "الخبراء" في ملف النفايات إلى معاينة مجرى نهر الكلب وحوضه لمعرفة ما ذا كانت نفايات المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات (وإلى فترة إغلاق مدخل مشروع مطمر برج حمود في شهر نيسان 2017 من قبل بعض المعترضين) والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها قد وصلت إلى مجرى نهر الكلب ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، وقذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصبّ النهر.
صحيفة الأخبار:
ضغط أميركي جديد بذريعة "تمويل حزب الله"
قبل نحو ثلاثة أشهر على الانتخابات النيابية، ترتفِع وتيرة التشنجات السياسية، بعد أن شكّلت المواجهة الشرسة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري حول "مرسوم الأقدمية" أولى شراراتها. ودخلت الأزمة أسبوعها الخامس، ولا شيء يوحي بأن مسارها يتجه نحو التهدئة. ويزيد تعنّت المتخاصمين من عمق الأزمة، ما أوصلها إلى الذروة أمس مع نعي بري للدستور والطائف. ورغم الحديث عن إمكان تسبب هذه الأزمة بتطيير الانتخابات، أتى توقيع رئيس الجمهورية أمس مرسومَ دعوة الهيئات الناخبة، بعد إرساله الأسبوع الماضي من وزارة الداخلية إلى مجلس الوزراء، ليقطع الشك باليقين، ويؤكد تمسّك العهد وحلفائه وخصومه بالاستحقاق في موعده.
وبعيداً عن الأزمة والانتخابات، عاد إلى الظهور التدخل الأميركي الوقح في الشؤون اللبنانية، بذريعة مراقبة القطاع المصرفي للتثبت من عدم استخدامه لتمويل حزب الله. إذ وصل إلى بيروت أمس مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا، بعد أن أعلن القضاء الأميركي إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول حزب الله واتهامه بالإتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب. وكان لافتاً أن زيارة بيلينغسليا الذي من المتوقع أن يزور عدداً من المرجعيات في زيارته التي تستمر يومين، تحديداً من القطاع المصرفي، سبقها اجتماع للسفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب بالرئيس السابق لجمعية المصارف فرنسوا باسيل وعدد من المصرفيين على مائدة غداء في منزل النائب السابق فارس سعيد، حيث قدّم هؤلاء بحسب معلومات "الأخبار" شرحاً مفصلاً عن "أهمية القطاع المصرفي الذي يحمي البلاد من الانهيار".
وقد استقبل رئيس الجمهورية بيلينغسليا والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد مساء أمس بحضور وزيري المالية والعدل علي حسن خليل وسليم جريصاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير.
وضعت مصادر في فريق 8 آذار زيارة الموفد الأميركي في إطار "المتابعة، وإبداء بعض الملاحظات على القطاع"، ولا سيما أن "لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي أقرت قبل أسابيع تعديلات على قانون تجفيف منابع تمويل حزب الله، ووضعته في إطار مكافحة تمويل الإرهاب"، معتبرة أن "الإدارة الأميركية ستذهب إلى فرض إجراءات جديدة بحق الحزب". ورأت المصادر التي أكدت أن لقاءات الموفد الأميركي ستشمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وممثلين عن المصارف والهيئات الإقتصادية، أن هؤلاء "سيحاولون تدوير الزاويا مراعاة لمصالحهم، وسيتبعون أسلوباً رمادياً مع الزائر لأنهم لا يستطيعون تجاهل مكون داخلي أساسي وهو حزب الله". وكان عون قد أبلغ بيلينغسليا خلال لقائه به أنّ "لبنان يشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال"، مشدّداً على أنّ "المؤسسات الأمنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة وعلى مكافحة تهريب المخدرات على أنواعه".
من جهة أخرى، وقبل يوم واحد من مغادرة عون إلى الكويت في زيارة رسمية، وسفر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، بقيت أزمة مرسوم الأقدمية عالقة، رغم تحرّك الوزير السابق وائل أبو فاعور على خط عين التينة وبيت الوسط. إذ زار الأخير أمس الرئيس الحريري لتحريك الملف، وركّز بعد اللقاء على أن "رئيس الحكومة يبذل جهوداً مكثّفة في هذا الأمر للتوصّل إلى نتيجة". وقال: "إذا توافرت النية السياسية لإيجاد علاج، فإنّه يمكن إيجاد الأفكار الخلاقة الّتي تخرجنا من هذا المأزق، ولكن أي أفكار خلّاقة يجب أن تكون من ضمن الدستور واحترام المؤسسات واتفاق الطائف، لأنّنا لا نريد أن يقودنا النقاش حول هذا المرسوم إلى استطرادات لا نحبّذ أن نخوض فيها أو نشكّك فيها أو نقتنع بها، فربما هناك محاولة لتجويف الطائف أو الخروج عليه". والتقى أبو فاعور الرئيس برّي، وأشار إلى أن "الحريري بذل في الأيام القليلة الماضية جهداً بالاستناد إلى المبادرة التي قدمها دولة رئيس المجلس، لكنها فرملت بلحظة معينة".
وكان بري قد اعتبر أمس أن "الذي يطبَّق اليوم على اللبنانيين اللاطائف واللادستور"، وجاء موقفه مطابقاً لما غرّد به النائب وليد جنبلاط على صفحته على "تويتر"، إذ قال إن "خلف كل قرار تقريباً من مجلس الوزراء يجري تعميق العجز وزيادته بدل الحد منه، لكن الأخطر يجري تجويف الطائف وتفريغه بدل التمسك به وتطويره". مصادر في الحزب الاشتراكي لفتت إلى أن كلام جنبلاط هو ردّ على ما حصل في جلسة الحكومة الأخيرة "حين تمّ تمرير البند المتعلق بنقل كلية العلوم البحرية من عكار إلى البترون دون العودة إلى وزير التربية مروان حمادة، ما أثار استياء جنبلاط وحمادة، مؤكدّة أن "الأخير لن يوقّع على القرار". كذلك كتب جنبلاط مغرداً ليل أمس: "كفى تلاعباً بمصير الناس، فالفئة الرابعة والثالثة والثانية لا تخضع للتوازن الطائفي"، لافتاً إلى أن "قرار مجلس الوزراء عن الخدمة المدنية مخالف للدستور". وأضاف: "كفى تطويع انتخابي في الجيش والأمن الداخلي".
من جهة أخرى، حسم الرئيس عون أمس الشكوك في إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها بتوقيعه مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، الأمر الذي اعتبره وزير الداخلية نهاد المشنوق "أبلغ ردّ على كل الشكوك والشائعات، وتأكيد على أن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية ولا رجوع عن الالتزام بإجرائها".
وكان عون قد أكد عشية سفره إلى الكويت، في مقابلة مع وكالة "كونا" الكويتية، أن "الرسالة التي أحملها معي إلى الكويت لا تختلف عن تلك التي حملتها للدول، التي زرتها منذ انتخابي رئيساً للجمهورية، والتي سأزورها أيضاً، تتضمن رغبة لبنانية صادقة في الانفتاح والتعاون مع الجميع، إنما ضمن المعايير والمفاهيم المعتمدة التي تحفظ لكل بلد حقوقه واستقلاليته وسيادته واحترام خصوصيته". ولفت إلى أن "الوضع السائد في لبنان والاستقرار الذي يعيشه هو شهادة عملية وميدانية بأن الاستقرار فيه خط أحمر لا يمكن تجاوزه".