بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيد حركة "فتح"، ثم قراءة سورة الفاتحة عن أراوح الشهداء، وقدم الخطباء العميد جلال شهاب، الذي تحدث عن الذكرى، وحيا الشهداء.
ثمّ ألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، المسؤول الإعلامي في حركة "أمل" في إقليم جبل عامل صدر داوود، فحيا في مستهلها "شهداء يوم الأرض"، وقال: "إن يوم الأرض، يحفظ ثقافة الأرض والهوية، وإن الأرض تحفظ بدماء الشهداء". وأكد "دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، حتى استعادة أرضه، وإقامة دولته المستقلة، وسنبقى معكم، باسم أبناء الإمام الصدر، من أجل تحرير فلسطين"، منددا ب"صفقة ترامب التي تعطي الأرض لمن لا يملكها".
ثمّ ألقى شناعة كلمة "منظمة التحرير"، فاعتبر أن "يوم الأرض، هو يوم المقدسات والشعب والثورة، وكان مفصلا تاريخيا ووطنيا بامتياز". وأشاد بـ"مسيرات العودة في غزة، التي رفعت الأعلام الفلسطينية، وقدمت الشهداء على مدار عام كامل"، لافتا إلى أن "القيادة الوطنية الفلسطينية، هي التي ترعى المسيرات، والشعب الفلسطيني، عندما يكون موحّداً، يكون أقوى من إسرائيل وأميركا، ونحن شعب لا يقهر، وإن المشروع الصهيوأمريكي، هو مشروع الهيمنة على الوطن العربي، وهو ينشط في غياب الأمة المتماسكة، والصراعات الدائمة، التي افتعلت من أجل إضعاف الأمة وهزيمتها".
وأكّد أنّ "قرارات الصهاينة والأميركيين ليست قدرا، ونحن لسنا من الشعوب التي ترضخ، فقد صمدنا وقاومنا في وجه الاجتياح الصهيوني في لبنان، وعندما خرجنا من بيروت، كانت معنا بنادقنا والعلم الفلسطيني، وشعبنا الفلسطيني في الداخل اليوم، هو بالمرصاد، رغم الحصار الظالم ورغم انتشار الصهاينة في البلدات والمدن والمستوطنات"، موجها التحية إلى "الشهيد عمر أبو ليلى وأهله وأبناء قريته، لأنه تربى في حاضنة وطنية ثورية".
وقال: "إن الشعب الفلسطيني، على استعداد لشن مرحلة جديدة في الصراع مع العدو، والمعركة القادمة ليست سهلة، ونحن شعب لا يستكين، ومن حق شعبنا أن يمارس كل أشكال النضال والمقاومة ضد الاحتلال". وأضاف: "إن حركة فتح ومنذ انطلاقتها استخدمت البندقية وكل أشكال السلاح، واستطاعت أن ترسم الخارطة الفلسطينية من جديد على الخارطة الدولية، وإنها ما زالت حاضرة بإيمانها الراسخ، وستبقى في الخندق الأول ولن تيأس"، مشددا على "الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وتابع: "لا يجوز لنا نحن الفلسطينيين، أن نكون غير موحدين، لأن الشعب الفلسطيني بفطرته يؤمن بالوحدة الوطنية، وإنه لا يمكن لثورة أن تنتصر دون الوحدة الوطنية"، داعيا إلى "إعادة الحساب لمواجهة مشروع ترامب العدواني، الذي أهدى الجولان إلى إسرائيل"، كاشفا أن "هناك مشروعا آخر لإهداء الضفة الغربية، وتحويلها إلى أرض يهودية قومية لإسرائيل، سائلا: "هل هناك أهم من فلسطين والشهداء حتى نكون موحدين؟".
وأردف: "يجب أن نعزز قوانا في الضفة الغربية، لأن المعركة في الضفة قادمة، إنها معركة وجود، لا خيار لنا فيها، إلا التمسك بالوحدة الوطنية والمقاومة، ويجب أن نمتلك الإرادة والقوة، كي نواجه المشروع الصهيوني، كما أن غزة كانت وما زالت ساحة وطنية لكل العمل الوطني، ولكل الفصائل الفلسطينية، ونقول لا للصراعات الداخلية في فلسطين".
وناشد جميع العقلاء والشرفاء والأصدقاء والحلفاء، أن "يعملوا بكل إخلاص على توحيد صفوف الشعب الفلسطيني، فقضية فلسطين تجتمع حولها كل الأمة العربية، لأن فلسطين توحدها، ونحن في فتح قرارنا مستقل، لكن الوحدة الوطنية هي الأساس، ولا نصر إلا بالوحدة".
وأمل من المجتمعين في القمة العربية المنعقدة في تونس أن "يدركوا مسؤولياتهم اتجاه شعبنا وقضيتنا، ولا يجوز أن تجفف مصادر تمويل قضيتنا الفلسطينية، لأنها مقومات ثورتنا، ونحن أمام موقف متقدم لاستكمال طريقنا، الذي هو طريق الثورة والأمة العربية". وختم مؤكّداً أنّ "فلسطين قضية كل الأمة العربية"، متوجها بالتحية إلى "كل القوى والأحزاب في لبنان، التي تقف إلى جانب الثورة الفلسطينية، لنقول لهم إننا في خندق واحد وأمام مصير واحد".