وفي هذا الإطار، إستقبل الرئيس عون، وفدا من رجال الأعمال الروس، زأبدى الوفد الاقتصادي الروسي "استعدادا للمساهمة في خطة النهوض الاقتصادي في لبنان، من خلال المشاركة في عدد من المشاريع الإنمائية والاقتصادية، التي تعدها الحكومة اللبنانية، في هذه المرحلة، وخصوصا في مجالات الطاقة والغاز والنفط والمياه والإعمار والبنى التحتية"، مشددا على "أهمية العلاقات اللبنانية الروسية وأهمية تطويرها".
بدوره، رحب الرئيس عون، بوفد رجال الأعمال الروس، مؤكدا أن "التعاون الذي كان نشأ بين لبنان وشركات روسية مثل "نوفاتك"، العضو في الكونسرسيوم الإيطالي والفرنسي، الذي يعمل في التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، يمكن أن يستمر في مجالات أخرى ومتنوعة، وفقا للحاجة التي يحددها لبنان، الذي يستعد لتطبيق خطة نهوض اقتصادية. كذلك فإن للبنان دورا أساسيا في مرحلة إعادة إعمار سوريا، حيث يمكن أن يكون المنطلق، لمثل هذه العملية، نظرا لموقعه الجغرافي، ولخبرة رجال الأعمال اللبنانيين القادرين على تنسيق عملية الإعمار هذه، والمساهمة فيها".
وتم الاتفاق خلال اللقاء، على استمرار التواصل بين الجانبين اللبناني والروسي، لاستكمال البحث في النقاط، التي تم التطرق إليها في مجال التعاون بين البلدين.
ثم استقبل الرئيس عون، في حضور أعضاء الوفد المرافق، رئيس قسم العلاقات الخارجية، في بطريركية موسكو وكل الروسيا، المتروبوليت هيلاريون، على رأس وفد، بمشاركة المعتمد البطريركي للروم الأرثوذكس في موسكو، المطران نيفون صيقلي، وعدد من الكهنة.
ونقل الوفد إلى رئيس الجمهورية تحيات البطريرك كيريل، الموجود خارج روسيا، وتمنياته له بالتوفيق في زيارته الى موسكو ولقاءاته مع المسؤولين الروس.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وركز على "أهمية ما يجمع الكنائس بين بعضها بعضا، بصرف النظر عن الفوارق المذهبية".
وقال: "إن منطقة الشرق الأوسط واجهت، ولا تزال، تواجه ظروفا دقيقة زادت المسيحيين وحدة بالفكر والسلوك، وأنا من خلال تعاطي مع مختلف الطوائف، وهم يعيشون ظلما ويحتاجون إلى من يساعدهم، وهذا الأمر لا يحل إلا بمرجعية مسيحية في الشرق الأوسط، يكونون هم أساسها، وليس عدة أشخاص أو جهات، وذلك حتى يتعزز الوجود المسيحي في الشرق، لا سيما بعدما أعلنت إسرائيل يهودية القدس، وتعمل على تهويدها، حيث معالم المسيحية والأرض المقدسة".
أضاف: "لا يمكن تخيل المسيحية، من دون كنيسة المهد والقبر المقدس وكنيسة القيامة، والجلجلة والرسل. إذا تركنا هذه المعالم المقدسة، فإن المسيحية تخسر النبع، وهذه مشكلة لكل المسيحيين خارج الأراضي المقدسة، ونحن خصوصا، لأننا بقينا على صلة مادية مع الأراضي المقدسة وليس فقط على صلة روحية"، مستطردا: "أشعر أن الكنيسة الروسية، يمكن أن تلعب دورا مهما، بالنسبة إلى مسيحيي الشرق، وهي متعلقة بهم".
بدوره، تحدث المتروبوليت هيلاريون عن "قلق الكنيسة الروسية من الأوضاع، التي يعيش فيها المسيحيون في الشرق الأوسط راهنا، لا سيما بعد ما سمي بالربيع العربي"، لافتا إلى أن "الكنيسة الروسية، رفعت صوتها في وجه ما حصل للمسيحيين، وأبرزت خطورة إخراج المسيحيين من الشرق الأوسط".
وقال: "كنا ولا نزال نتحدث عن هذه المخاطر، في كل المحافل الإقليمية والدولية، والبطريرك كيريل، يصر على الإضاءة على هذا الموضوع، وهو ما أثاره أيضا مع البابا فرنسيس والرئيس فلاديمير بوتين، حيث كان يركز على أهمية حماية المسيحيين في الشرق الأوسط، ويستمر بالمطالبة بدعم المسيحيين".
وخلال اللقاء، عرض الرئيس عون التحرك، الذي يقوم به من أجل إنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، وردود الفعل الدولية الإيجابية عليها، مؤكدا "أهمية حصول تقارب ثقافي بين مسيحيي روسيا ومسيحيي الشرق الأوسط، من خلال عودة نشاطات مثل السياحة الدينية والمدارس والمؤسسات الاجتماعية".