افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 17 شباط 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 17 شباط 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 17 شباط 2018

افتتاحية صحيفة النهار

إسقاط “خط هوف”… ونصرالله يهدّد

هل أسقط لبنان “خط هوف” واقعياً أمس، وأي تداعيات لهذا الاسقاط، وأي بديل من تسوية النزاع البحري مع اسرائيل اذا استمرت الاخيرة في تعنتها حيال حقوق لبنان الحدودية البحرية والبرية؟

الواقع ان بقاء مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد في بيروت أمس، غداة زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لبيروت، عكس بعدين ديبلوماسيين بارزين: الأول ايجابي يتمثل في جدية الادارة الاميركية في استكمال لعب دور الوساطة بين لبنان واسرائيل في شأن النزاع الحدودي ولا سيما منه الشق البحري. أما البعد الثاني فسلبي ويعكس على الارجح تخوفاً أميركياً من اتجاه هذا النزاع نحو تسخين الوضع على الحدود وهو ما يفسر بقاء ساترفيلد وتحركه المكوكي المرتقب بين لبنان واسرائيل اذ سيتوجه في الساعات المقبلة الى تل ابيب.

وكان التطور الأبرز الذي سجل غداة زيارة تيلرسون ومع التحرك الديبلوماسي الذي استكمله ساترفيلد أمس مع المسؤولين اللبنانيين، الاعلان شبه الرسمي عن رفض لبنان “خط هوف” الذي تطرحه المبادرة الاميركية كحل وسطي للنزاع الحدودي البحري. واكتسب اعلان الرفض بعدا داخليا لافتا اذ جاء أولا على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله ساترفيلد، ثم جاء الرفض “الميداني” الاثقل على لسان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي لوح بكل وضوح باستعداد حزبه لضرب منصات النفط والغاز الاسرائيلية. وبينما كان موقف الدولة يرفض تقاسم الثروة النفطية في البلوك 9 مع اسرائيل، وكذلك أي تفأوض في شأن، كما يرفض “خط هوف” ضمنا أي الاقتراح الاميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 60% من ثرواتها مقابل 40% لاسرائيل، تقدم موقف “حزب الله” بلسان السيد نصرالله في “ذكرى القادة الشهداء”، ليرسم خطوطاً حمراً وسقفاً في الموضوع النفطي لا يمكن القفز فوقه. وقد اعتبر أن حزبه هو “القوة الوحيدة” للبنان في “معركة” الغاز والنفط في المتوسط ضد إسرائيل. وقال: “القوة الوحيدة لديكم أيها اللبنانيون هي المقأومة”، داعياً الحكومة اللبنانية إلى التفأوض من موقع القوة. وأضاف: “نحن أقوياء، ويجب ان نتفأوض كأقوياء… إسرائيل التي تهددكم انتم تستطيعون ان تهددوها. اذا جاء الاميركيون وقالوا لكم يجب ان تتجأوبوا معي لأرد إسرائيل عنكم، قولوا للأميركيين: يجب أن تتجأوبوا مع مطالبنا لنرد حزب الله عن إسرائيل”.

وشدد نصرالله على أن “أي لبناني يستطيع ان يقف ويقول: تمنعوننا نمنعكم، وتقصفونا نقصفكم، وتضربوننا نضربكم (…) هذا ليس تهديداً بالهواء”.

وتابع “اذا اتخذ مجلس الدفاع اللبناني قراراً بأن منشآت النفط داخل فلسطين لا يجب ان تعمل، فأنا اعدكم أنها خلال ساعات قليلة ستتوقف عن العمل”.

ورأى أيضاً أن “أميركا ليست وسيطاً نزيهاً… جاءوا للإبلاغ وللإملاء وللتهديد.

ولفت الى أن “المنطقة كلها أصبحت أو دخلت علناً في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس موضوعاً منفصلاً”، مشيراً إلى سوريا والعراق ودول نفطية أخرى.

الخطوط التي رسمها نصرالله، لم تعد معها الوساطة الأميركية مجدية نظريا، علماً أن الدولة اللبنانية لا تزال، وفق مصادر سياسية، تأمل من الاميركيين في بلورة طرح يتعلق بالمنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقاً فيها، بعد رفض “خط هوف”. وقالت المصادر إن لا حل قريباً في الأفق لتسوية في هذا المجال، بعدما ابلغ الرئيس بري ساترفيلد، رفض الطرح الأميركي، مصراً على ترسيم الحدود البحرية بواسطة اللجنة الثلاثية المنبثقة من تفاهم نيسان 1996. ومن الاقتراحات الأميركية إجراء مفأوضات مباشرة شبيهة بمفأوضات الناقورة، وهو أمر رفضه لبنان كذلك، أما التوجه الى الجهات الدولية والذهاب الى خيار التحكيم فيستبعده لبنان، لأنه يحمل أخطاراً على استغلال الثروة النفطية والبدء بالاستكشاف والتنقيب، على رغم أن التحكيم قد يعطي لبنان حقوقاً متقدمة جداً عن الطرح الأميركي.

والتقى ساترفيلد ايضا رئيس الوزراء الذي قالت أوساطه إن الاميركيين لا يزالون يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقاً فيها. ولم تر أوساط الحريري حلاً قريباً لهذه المشكلة. كما زار ساترفيلد وزير الخارجية جبران باسيل وأوضحت أوساط وزارة الخارجية ان ما يحكى عن تقاسم المنطقة التي تطالب بها اسرائيل غير دقيق والمسألة اكثر تعقيدا من ذلك.

سبحة الترشيحات 

وسط هذه الاجواء، بدأت المناخات الانتخابية الداخلية تشهد ارتفاعا ملحوظا في سخونتها في ظل بدء اعلان بعض القوى الترشيحات واستعداد البعض الاخر لاعلانها تباعاً. وأبرز ما سجل في الساعات الاخيرة تسجيل الحزب التقدمي الاشتراكي جميع ترشيحات “اللقاء الديموقراطي ” في كل المناطق التي سيخوض فيها الانتخابات من دوائر جبل لبنان الى بيروت والبقاع الغربي راشيا. كما ان الرئيس بري سيعلن اسماء مرشحي حركة “أمل ” في مؤتمر صحافي الاثنين المقبل، بينما يعلن “حزب الله” اسماء مرشحيه الاثنين. أما “التيار الوطني الحر” فيعلن أسماء مرشحيه في 24 آذار.

وتنأول السيد نصر الله الاستحقاق الانتخابي امس فاشار الى ان قانون الانتخاب “ليس قانون حزب الله كما يشاع وإن كان الحزب شريكاً فاعلاً ومؤثراً في صنع هذا القانون”، الذي وصفه بأنه “مفخرة سياسية وهو أهم انجاز سياسي في لبنان لأنه فتح المجلس النيابي أمام كل من يريد أن يتمثل في البرلمان”. واكد “ان المعركة لن تكون معركة كسر عظم وان أي فريق لن يستطيع وحده ان يحظى بالاكثرية “. واضاف ” القول ان حزب الله يريد الحصول على غالبية في مجلس النواب غير صحيح وهذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم”.

اعتصام اعلامي 

الى ذلك، اتخذ الاعتصام الاعلامي والصحافي الذي نفذ أمس أمام قصر العدل في بعبدا تزامناً مع مثول الزميلين مارسيل غانم وجان فغالي امام قاضي التحقيق الأول في جبل الأول نقولا منصور طابعا بارزا نظرا الى اتساع حجم الحركة الاعتراضية والاحتجاجية على ملاحقة غانم قضائيا في قضية تعتبر مساً بالحرية التعبير. وبدت مجريات القضية متجهة نحو فصل جديد اذ اعلن وكيل غانم النائب بطرس حرب ان القاضي ترك غانم وفغالي بسند اقامة في انتظار القرار الظني.

****************************************

افتتاحية صحيفة الحياة

لبنان يردّ تسوية أميركية لحقل الغاز ونصرالله يحض على رفض «التهويل»

رفض كبار المسؤولين اللبنانيين مجدداً أمس، الاقتراح الأميركي باقتسام مساحة 860 كيلومتراً مربعاً، متنازع عليها في المنطقة الاقتصادية الخالصة في عرض البحر، والتي كلف لبنان شركات دولية المباشرة في استكشافها. وقضى الاقتراح الاميركي بتقاسم نسبته 60 في المئة للبنان و40 في المئة لإسرائيل.

ودخل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على خط الجدل داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى التهديد بقوة الحزب في تفاوضهم مع الجانب الأميركي. وقال: «ليتخذ مجلس الدفاع الأعلى في لبنان قراراً بأن محطات الغاز والنفط الإسرائيلية في البحر ممنوع أن تعمل، وأنا أعدكم بأنها خلال ساعات لن تشتغل».

وغداة زيارة زير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بيروت، استأنف مساعده السفير دايفيد ساترفيلد مساعيه بين لبنان وإسرائيل لإيجاد حل للخلاف على الحدود البحرية وعلى «البلوك9»، والتقى ساترفيلد مجدداً أمس، رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، مكرراً طرح تصور السفير السابق فريدريك هوف الذي سمي عام 2012 بـ «خط هوف» لاقتسام المنطقة المتنازع عليها وتشمل إلى جزء قليل من «البلوك 9»، أجزاء واسعة من «البلوكين 8 و10».

وأعلن المكتب الإعلامي لبري أنه بعد أن استمع إلى اقتراحات ساترفيلد، «أصر على ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة من تفاهم نيسان 1996 (تضم قوات يونيفيل وضباطاً من الجيشين اللبناني والإسرائيلي وتجتمع في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة اللبنانية) على غرار ما حصل بالنسبة إلى الخط الأزرق»، معتبراً أن المطروح «غير مقبول».

أتى ذلك بعد تحفظ الجانب اللبناني عن «خط هوف» في المحادثات مع تيلرسون الذي قال إن هناك أفكاراً مبتكرة ستبحث. وأبلغ الرئيس ميشال عون مجلس الوزراء الذي انعقد بعد مغادرة الوزير الأميركي، بأن الموقف اللبناني كان واضحاً وموحداً لجهة عدم توفير أي جهود للوصول إلى حلول من خلال عدة اقتراحات تم التداول فيها. وقال عون إن الوزير تيلرسون «كان مصغياً ومتفهماً للوضع اللبناني من جوانبه كافة، لا سيما مواقف الأطراف اللبنانيين من المواضيع المطروحة». وجدد ساترفيلد مسعاه أمس إثر محادثات تيلرسون، بعد أن كان أبلغ المسؤولين اللبنانيين في لقاءاته معهم نهاية الأسبوع الماضي، أنه «لن يكون لديه عرض آخر». وذكرت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن ساترفيلد عاد فأدخل تعديلات طفيفة على مقترح هوف القديم، وهو ما وصف بالأفكار «الابتكارية»، لكنها لم تكن مرضية للجانب اللبناني الذي تكتم على مضمونها.

وقالت مصادر رسمية متعددة لـ «الحياة»، إن ساترفيلد سيزور إسرائيل خلال ساعات لمواصلة مسعاه بتشجيع من تيلرسون.

وكانت مصادر عسكرية أبلغت «الحياة» أن مطلب لبنان القديم بأن تتولى الأمم المتحدة ترسيم الحدود البحرية على غرار ترسيمها الخط الأزرق البري عند الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، واجه صعوبة، لأن قيادة «يونيفيل» تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن في هذا الخصوص لأن هذه المهمة ليست مشمولة بولايتها وفق القرار 1701. وهذا ما دفع لبنان إلى اقتراح ترسيم الحدود عبر اللجنة الثلاثية الدولية- الإسرائيلية- اللبنانية. وتردد أن الجانب اللبناني طالب بأن يشارك الجانب الأميركي في اللجنة الثلاثية أيضاً.

وقال نصرالله في خطاب له أمس، متوجهاً إلى المسؤولين اللبنانيين:» إذا كان هناك إحساس بالخوف من الضغط الأميركي والإسرائيلي في ملف النفط والغاز فهذا طريق الخسارة». واعتبر أنه «يجب أن نفاوض كأقوياء وإسرائيل التي تهددكم تستطيعون أن تهددوها، وأميركا إذا طلبت التجاوب لرد إسرائيل عنا، قولوا لها يجب أن تقبل بمطلبنا حتى نرد حزب الله عن إسرائيل. فالإسرائيلي والأميركي يعلمان أن القوة الوحيدة التي لديكم هي المقاومة لأن الجيش اللبناني ممنوع عليه أن يمتلك صواريخ أرض- أرض وصواريخ أرض- بحر وأرض- جو… ونحن في هذا الموضوع «تحت الأمر». وأضاف: «يستطيع أي لبناني أن يقول لهم. تمنعوننا نمنعكم، وتقصفوننا نقصفكم والإسرائيلي يعرف ذلك… ولنجرب». وتابع: «استقبلتم الأميركيين لكن الوسيط الأميركي ليس وسيطاً نزيهاً وتريدون الدليل، اسمعوا ما تقوله السلطة الفلسطينية». واعتبر أن «الأميركي جاء للإبلاغ والإملاء والتهديد بأنْ يا لبنان إذا لم تقبل لا حدود ولا نفط ولا شركات (التنقيب) تأتي، فهل هذا وسيط؟ ويجب أن نتصرف موحدين بقوتنا، ولا نؤخذ بالتهديد والتهويل».

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

مانشيت:الترشيحات تتوالى والموازنة على الرفّ ولبنان يرفض الحلّ الأميركي للنفط

حضرت الولايات المتحدة الاميركية على الخط البحري، وغادرت من دون أن يجد النفط اللبناني منفذاً للخروج من قعر الازمة الغارق فيها بين لبنان واسرائيل، فلا حل وسطاً أمكن الوصول اليه، ما أبقى الافق مسدودا ومصير هذه الثروة اللبنانية في عالم الغيب، وبالتالي الاحتمالات مفتوحة في ظل لغة التصعيد المتبادلة عبر الحدود الجنوبية. فيما برز موقف للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس من ميونيخ، أشار فيه الى «أنّ إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان الحرب لكنّ خطر المواجهة موجود». يأتي ذلك، فيما لبنان غارق من جهة ثانية في بحر الانتخابات االنيابية والتحضيرات الجارية على قدم وساق من قبل مختلف الاطراف السياسية استعداداً لهذا الاستحقاق الآتي بعد 77 يوماً، والاسبوع المقبل يبدو حافلاً بجملة خطوات على هذا الصعيد، تتمثّل بشكل اساسي في مبادرة الثنائي الشيعي الى إعلان مرشحيهما في المناطق المشتركة بينهما، الى جانب موضوع الموازنة العامة للعام الحالي، في ظل الحديث عن توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري للدعوة الى جلسات متتالية حولها خلال الاسبوع المقبل بدءاً من يوم الاثنين. الّا انّ هذا لا يعني انّ الدخان الابيض قد يتصاعد من المدخنة الحكومية، مع تزايد التأكيدات حتى من قبل المعنيين بالموازنة بأنّ أفقها مسدود هي الاخرى، واحتمال إقرارها في الفترة المتبقية من ولاية المجلس النيابي الحالي بات في حكم المستحيل.

غادر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بيروت بخفيّ حنين، حيال الاشتباك النفطي بين لبنان واسرائيل، وبقيت صواعق هذا الاشتباك مشتعلة، وبقي مساعده دايفيد ساترفيلد على خط التواصل مع المستويات الرسمية، فتنقّل بالأمس بين عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والسراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، وقصر بسترس حيث كان له لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل وكذلك مع اعضاء هيئة ادارة قطاع النفط، ولكن من دون ان ينجح في انتزاع موافقة على ما سمّي «حل الوسط» الاميركي، الذي يقول إنّ الحل الوحيد لأزمة الحدود البحرية النفطية يكون بالعودة الى خط فريديريك هوف، الذي رسمَ في العام 2012 خطاً بحرياً يمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المختلف عليها بين لبنان واسرائيل، ويمنح اسرائيل 40 في المئة منها.

واللافت للانتباه في هذا السياق، وكما تؤكد مصادر مواكبة لهذا الملف لـ»الجمهورية»، انّ الطرح الاميركي الذي سعى ساترفيلد الى تسويقه، أربك الموقف الرسمي اللبناني، إذ بَدا انّ بعض المستويات السياسية تعاطت بليونة مع هذا الطرح مع ميل الى الموافقة عليه، فيما كانت مستويات اخرى ترفع البطاقة الحمراء امام الطرح الاميركي على اعتباره طرحاً خبيثاً مغايراً لم يأخذ من خط هوف سوى الاسم فقط، ذلك انّ ما اقترحه هوف ليس التقاسم بنسبة 60 % للبنان من المنطقة المختلف عليها و40 % لإسرائيل، بل هو اقترح ان يمنح لبنان 60 الى 65 % من المنطقة المختلف عليها، وامّا المساحة المتبقية، فيعتمد حولها خياران، الاول: ابقاء المنطقة كما هي من دون ان يستثمر فيها لا لبنان ولا اسرائيل الى حين التوصّل الى اتفاق حولها بينهما. والثاني: أن يُصار الى الاستثمار فيها، على ان توضَع الاموال المحصّلة في صندوق حيادي الى حين حصول اتفاق بين الطرفين.

وبحسب المصادر انّ الموقف الاميركي انطوى على لغة ترغيبية عَبّر عنها الموفد الاميركي بقوله ما مفاده، انّ موافقة لبنان على الالتزام بخط هوف يفتح الباب أمامه للشروع في استثمار نفطه البحري الذي كلما تأخّر لا يجني لبنان من ذلك ايّ فائدة، حتى انّ الموفد الاميركي حاول إحراج مَن التقاهم بسؤال: هل يريد لبنان نفطه ام لا»؟

الّا ان صورة الموقف اللبناني، كما تؤكد المصادر، عادت الى الثبات، بعد سلسلة اتصالات جرت في الايام الاخيرة على الخطوط السياسية والرئاسية كلها، وخصوصا بين بعبدا وعين التينة والسراي وكذلك مع «حزب الله»، خلاصتها «اذا تراخى لبنان في هذه المسألة سيخسر حتماً، والطرح الاميركي، كما يجري تسويقه، يعطي 60 % للبنان و40 % لإسرائيل، والمكامن النفطية موجودة بشكل اساسي في مساحة الـ40 % التي تكتنز ثروة من النفط والغاز بعشرات المليارات من الدولارات، وفق تقديرات الخبراء. فإذا قَبل لبنان بهذا الطرح فَرّطَ بسيادته من جهة، وهو لن يجني من الثروة النفطية الموعودة سوى الفتات، من جهة ثانية.

بري يرفض

وعلمت «الجمهورية» انّ حركة الاتصالات صاغت موقفا نهائيا فحواه رفض ما سُمّي «التحايل الاميركي على الخط»، وانّ القبول بهذا الطرح معناه التفريط، ليس بالثروة النفطية والغازية، بل بالسيادة الوطنية.

وتبعاً لذلك، جاء موقف الرئيس بري الذي أبلغه الى ساترفيلد امس. حيث انّ رئيس المجلس استمع الى مقترحات المسؤول الاميركي، وردّ عليه مؤكداً «انّ المطروح غير مقبول»، مُصرّاً على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996، على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق.

واكد بري امام زوّاره انّ موقفنا ثابت ونهائي بأننا لا يمكن ان نقبل بما يمسّ سيادتنا وثروتنا الوطنية في البر والبحر. وهذا ما ابلغناه بالإصرار عليه لكل من يأتي الينا، وقلنا هذا الامر لوزير الخارجية الاميركية وكذلك لساترفيلد: لبنان يرفض الطرح المتعلق بخط هوف، هذه هي خلاصة موقفنا ولا رجعة عنه. واشار برّي الى انّ ساترفيلد سينتقل الى اسرائيل، وبالتأكيد سيبلّغ الاسرائيليين موقفنا.

نصرالله

وفي السياق نفسه، جاء موقف الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه خلال مهرجان «القادة الشهداء» امس، حيث قال: «ليس هناك وساطة اميركية بل هناك إملاءات وتهديدات للبنان».

واعتبر انّ الثروة النفطية الموجودة في الجنوب هي للبنانيين جميعاً، وهذا استحقاق يمكن ان يضع الاقتصاد اللبناني على طريق واعد، مشدداً على انّ البلوك رقم 9 هو معركة كلّ لبنان. وقال: إنّ وحدة الموقف اللبناني هي أهم عامل للإنتصار في هذه المعركة، موضِحاً انّ الموضوع الاساسي للنزاع اليوم هو الحدود البحرية وليس الحدود البرية.

ولفت نصرالله الى «انّ حقوق لبنان تُحدّدها الدولة ومؤسساتها التي عليها ان تكون بمستوى الثقة وعلى درجة عالية من الشجاعة، قائلاً: «على الدولة في لبنان ان تتعامل مع ملف الحدود من مستوى اننا اقوياء، فالقوة الوحيدة في معركة النفط والغاز هي المقاومة، يجب الّا نُخدَع وألّا نؤخَذ بالتهويل والتهديد. واقول انه في حال اتّخذ مجلس الدفاع الأعلى قراراً بأنّ محطات النفط الاسرائيلية ممنوعة من العمل «فإنا أعدكم أنها خلال ساعات ستتوقّف عن العمل».

وفيما اعتبر بري «انّ خطاب السيّد نصرالله في محله»، قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» انّ سفيراً غربياً نقل اليه تطمينات بعدم وجود نيّة لدى اسرائيل بتصعيد الموقف مع لبنان. وهو أمر عكسه ايضاً وزير الخارجية الاميركية خلال وجوده في بيروت.

وكشف السفير المذكور انّ نقاشاً جرى في اسرائيل في الفترة الاخيرة، وعقب اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مواقف تصعيدية ضد لبنان ربطاً بالبلوك رقم 9، أمّا سبب هذا النقاش فهو انّ الشركات العاملة في مجال النفط البحري في اسرائيل بعثت بإشارات تحذيرية للسلطات الاسرائيلية تبلغها فيها بأنّ اي تصعيد للموقف من شأنه ان يؤثر في عمل هذه الشركات ويدفعها الى الانسحاب.

وتصدّرت هذا التحذير الشركة اليونانية التي تتولى العمل في الحقل القريب من المنطقة المختلف عليها مع لبنان، الأمر الذي دفع سريعاً الى تَبدّل في النبرة التهديدية الاسرائيلية وخفض سقف التصعيد.

الإنتخابات

من جهة ثانية، وفي وقت يتوالى تقديم الترشيحات للانتخابات في وزارة الداخلية، يستعد الرئيس بري لعقد مؤتمر صحافي ظهر الاثنين المقبل لإعلان مرشحي حركة أمل للانتخابات، حيث علم في هذا المجال انّ تغييرات طفيفة قد طرأت في بعض الاسماء، فيما تمّ التشارُك مع «حزب الله» على المرشحين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية، وتقرّر ترشيح حركي في البقاع الغربي.

وفيما يعلن «حزب الله» مرشحيه مطلع الاسبوع المقبل خلال اطلالة جديدة للسيد نصرالله، علمت «الجمهورية» أنّ الحزب أجرى بعض التغييرات في صفوف مرشحيه في البقاع والجنوب، واعتمد خيار الفصل بين النيابة والوزارة، وعاد بمرشّح الى بيروت وآخر الى زحلة، وتشارَك مع حركة أمل على المقعدين الشيعيين في بعبدا.

يأتي ذلك في وقت قالت مصادر تيار المستقبل لـ»الجمهورية انّ اعلان ترشيحات المستقبل لن تتأخر كثيراً، وستضمّ ما وَصفتها «وجوهاً معروفة، إضافة الى وجوه واعدة». وفيما تجري التحضيرات لدى «التيار الوطني الحر» لتظهير صورة مرشحيه، أشار النائب الان عون، في تغريدة له، الى انّ اجتماع المجلس السياسي بحث البرنامج الإنتخابي للتيار والتحالفات والترشيحات، على أن «تُعلن اللوائح الإنتخابية النهائية في مؤتمر 24 آذار».

خليل

على صعيد الموازنة، لا مؤشرات توحي بأنّ الموازنة ستوضع على نار جدية لإنضاجها في الفترة المتبقية من عمر المجلس النيابي الحالي، ومع ذلك انّ الامور سائرة نحو الوقوع مجدداً في أزمة ما قبل إقرار موازنة الـ2017، ومعمعة قطع الحساب والجدل حول إقرار الموازنة قبله او بعده.

وفيما أفيد عن إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل، قال وزير المال علي حسن خليل لـ»الجمهورية»، انّ رئيس الحكومة وعد بعقد جلسات متتالية الاسبوع المقبل حول الموازنة.

وأشار خليل الى ضرورة إقرار الموازنة في هذه الفترة، ونكون بذلك نعطي قبل الانتخابات النيابية اشارة ايجابية جداً لكل العالم بأننا جادّون في هذا المنحى. وكشف انّ نقاشا واسعا يجري حول مضمون الموازنة، ولكن لا اتفاق حتى الآن. هناك زيادة في الانفاق وفي العجز، وبرأيي انه ما لم تكن هناك إجراءات كبيرة نتخذها فمعنى ذلك أننا ذاهبون الى مشكل. وقال: نحن جميعاً امام تحدٍ كبير، والمسؤولية تقع على كل القوى السياسية لتصحيح الوضع المالي الذي لا يمكن ان يعالج الّا بإجراءات إصلاحية حقيقية.

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

«معركة النفط» بين تعثُّر مهمة ساترفيلد.. وتهديدات حزب الله

سُبحة الترشيحات تكرّ.. جنبلاط أولاً والثنائي الشيعي و«الحر» الأسبوع المقبل

قفزت ترشيحات اللوائح الكبرى، العائدة للكتل والتيارات الحزبية والطائفية إلى الواجهة، في سباق محفوف بتنافسات غير مسبوقة، وحسابات تضع يد الجميع على قلوبهم من مفاجآت النسبي والتفضيلي، والتحالفات فوق الطاولة وتحتها للظفر، هذه الدورة، ليس بمقعد نيابي أو كتلة وازنة، بل بقوة نيابية، ضمّن استقطاب قديم، جديد، يتعلق بخيارات البلد وموقعه ودوره المستقبلي في بحر متلاطم من المتغيّرات.

مقترحات ساترفيلد

وخلافاً لما تردّد بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعاد التذكير بخط الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف بما يتصل بالنزاع مع إسرائيل على البلوك 9 ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، تبين من خلال الجولة التي اجراها أمس مساعده لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، على المسؤولين اللبنانيين لمتابعة محادثات تيلرسون في بيروت، ان للدبلوماسية الأميركية مقترحات أخرى غير خط هوف الذي يرفضه المسؤولون اللبنانيون، الا ان هؤلاء رفضوا الكشف عن طبيعة هذه المقترحات، أو التأكيد عمّا إذا كانت تتصل باجراء مفاوضات رباعية مباشرة يُشارك فيها لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة على مستوى دبلوماسي لا عسكري، أو الذهاب إلى خيار التحكيم الدولي لبت النزاع مع إسرائيل حول الأراضي لصالحه.

غير ان مصدراً مطلعاً مقرباً من الرئيس نبيه برّي في عين التينة التي زارها ساترفيلد بصحبة السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد، بعد لقائهما وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس، وقبل لقاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في «بيت الوسط»، أوضح لـ«اللواء» ان ساترفيلد طرح تعديلات على «خط هوف» الا ان الرئيس برّي أبلغه بأن هذا الطرح مرفوض وغير قابل للدرس.

ورفض المصدر الكشف عن طبيعة الطرح الأميركي الجديد، واكتفى بالتأكيد ان ساترفيلد تبلغ الموقف نفسه من الرئيس الحريري والوزير باسيل.

اما مصادر الخارجية فقد اشارت لـ«اللواء» إلى ان ساترفيلد الذي يتوقع ان يتوجه إلى إسرائيل في الساعات المقبلة لاستكمال وساطته بين الطرفين، نقل أجواء إيجابية عن زيارة تيلرسون إلى بيروت بمحطاتها الثلاث، وتحديداً مع الرئيس ميشال عون.

وأضافت ان اللقاء جاء تكملة لاجتماع باسيل مع تيلرسون والذي تركز حول المبادرة الأميركية لحل مشكلة الحدود وترسيمها والنقاط الخلافية مع اسرائيل، وان ساترفيلد قدم مقترحات سوف يدرسها باسيل على ان لا تتناقض مع ثوابت المواقف اللبنانية التي اتخذت سابقاً، وان باسيل أصرّ على ان يكون القرار اللبناني متخذاً تحت مظلة الوحدة الوطنية والإجماع الوطني بعيداً من التفرد.

وكانت مصادر اطلعت على محادثات تيلرسون مع المسؤولين اللبنانيين أوضحت ان المسؤول الأميركي ابلغهم بأن الاقتراح الذي أشار إليه مساعده ساترفيلد يعطي مكاسب للبنان قد لا تكون مضمونة في حالات أخرى، الا انه لم يسم «خط هوف».

وقالت ان تيلرسون أكّد على ضرورة معالجة الخط الأزرق مع الخط الأبيض لكي يكون ذلك مدخلاً لحلحلة الوضع في الجنوب، مشيراً إلى ان ما قدم من مقترحات في هذا المجال مناسب لحلحلة الوضع، لافتاً إلى ان مصلحة لبنان يمكن ان تتأمن بمثل هذا الحل، مع انفتاح على اقتراحات يمكن ان تكون مشجعة على تسوية يتم التوصّل إليها.

وأفادت المصادر ان الرئيس عون أكّد على أهمية ان تمارس الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل كي لا تعتدي على لبنان مستذكرا معاناة أهالي الجنوب مع الاعتداءات الإسرائيلية.

وكشفت المصادر ذاتها أن تيلرسون أوضح للمسؤولين اللبنانيين أن بلاده ترغب بإنجاح المؤتمرات الدولية للبنان، ومن مصلحة لبنان ألا تكون هناك ملاحظات للدول المشاركة في المؤتمرات في ما خص الوضع المتعلق بحزب الله، إذ أن وجود السلاح خارج إطار الدولة يمكن أن يكون سببا لملاحظات تخفف من اندفاع الدول مساعدة لبنان فهي تريد دعمه مادياً ومعنوياً، باعتباره بلداً ديمقراطياً، كما تريد لبنان خاليا من أي نفوذ خارجي.

وأفادت أن أميركا تقف إلى جانب لبنان وقواه الأمنية وستطلب من الدول المانحة المساهمة في ذلك.

وأكدت المصادر أنها تشجع لبنان على اعتماد سياسة الناي بالنفس ويجب أن يبقى بعيدا عن التجاذبات في المنطقة لأن للبنان دورا وحضورا ولا يجوز لأي شيء أن يؤثر عليهما.

ولفتت إلى أن تيلرسون رأى أن دور إيران في لبنان وسوريا يقلقه، أما الرئيس عون فقال أمام ضيفه «لا يجب أن تحملوا لبنان أكثر مما يحتمل».

وعلم أن رئيس الدبلوماسية الأميركية كرر أكثر من مرة أن لبنان والولايات المتحدة الأميركية يلتقيان على قيم واحدة وهناك قلق على الوضع، ومن مصلحة لبنان أن يبدد هذا القلق لا سيما انه مقبل على رغبة في الانطلاق نحو مستقبل مزدهر، أن الرئيس عون ردّ على ضيفه قائلاً: «انه عندما تحصل تطورات إيجابية على صعيد الحل السوري في المنطقة تزول المخاوف وتنتفي الحاجة إلى حيازة السلاح».

وأشارت المصادر إلى أن تيلرسون أكد انخراط بلاده في الحرب ضد داعش في الوقت الذي تستمر فيه المشاورات في جنيف بين عدد من الفرقاء للوصول إلى حل ومؤتمر جنيف هو الحل. واكد أن بلاده تستمر في دعم لبنان اقتصاديا وتريد لمستقبله أن يشرق من جديد، مشيرا إلى أن الشركات الأميركية و الأوروبية تساهم في الاستثمار في لبنان.

نصر الله

وبطبيعة الحال، لم تغب محادثات تيلرسون عن خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء للحزب، والذي رأى ان المنطقة كلها دخلت علناً في معركة النفط والغاز، معتبراً ان ما يحصل في لبنان من محاولات إسرائيلية للاستيلاء على البلوك 9 ليس منفصلاً عن هذه المعركة التي فتحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال جشعه وطمعه بالثروات العربية، واصفاً الوسيط الأميركي بأنه «غير نزيه ولا يريد مصلحة لبنان بل مصلحة العدو الإسرائيلي ويريد ان يأخذ نفطنا ويعطيه للصهاينة».

وأكد نصر الله ان الثروة النفطية في جنوب لبنان هي للبنانيين جميعاً، وان المعركة على البلوك 9 هي معركة كل لبنان، مشدداً على ان «حزب الله» لا يتدخل في مسألة الحدود البرية أو البحرية، باعتبارها من مسؤولية الدولة، لكنه كشف بأن الجدار ما زال يُبنى خارج الأراضي اللبنانية، معتبراً ان المسألة تتغير عندما يصبح البناء على الأراضي اللبنانية المتنازع عليها، وان الحدود البحرية ومسألة النفط أهم من الحدود البرية.

وقال: ان الدفاع عن لبنان أيضاً هو من مسؤولية الدولة وان على الدولة أن يكون لديها موقف شجاع وراسخ وقوي ونحن ندعمها، مشدداً على انه يجب أن يتحدث لبنان اليوم من موقف قوي ان لديه القدرة وليس من موقف ضعف لأن ذلك يؤدي إلى الهزيمة.

أضاف: «نحن أقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء و«اسرائيل» التي تُهدّد بامكاننا ان نهددها، وإذا أتى الأميركي ليقول عليكم أن تسمعوا لي لأردّ إسرائيل، قولوا عليك ان تقبل مطالبنا لنرد حزب الله عن «اسرائيل». وأشار انه في حال أخذ مجلس الدفاع اللبناني قرارا بأن تتوقف محطات استخراج النفط «الاسرائيلية» عن العمل نحن جاهزون لنوقفها خلال ساعات.

جلسة الموازنة

وعلى صعيد آخر، وفي خطوة يؤمل ان تكون مساعدة على طريق تحضير لبنان لمؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة في الشهرين المقبلين، سواء في روما أو باريس أو بروكسل، تقرر ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر الاثنين المقبل في بعبدا، للبدء في بحث مشروع موازنة العام 2018، بعد ان تمّ تعديله من قبل وزارة المالية لجهة تخفيض النفقات بنسبة 20 في المائة.

وعلم ان الوزير علي خليل قد أعاد مشروع الموازنة إلى رئاسة الحكومة، بعد أن كان استرده قبل ذلك.

يُشار إلى ان موضوع المؤتمرات الثلاثة كانت موضع بحث بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اشيم شتاينر والمنسق العام للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني.

ولفت شتاينر إلى ان هذه المؤتمرات فرصة لابراز دعم هذه الدول للبنان، في حين شدّد المشنوق على ان كل الفرقاء في لبنان يعملون لإنجاح هذه المؤتمرات، وان الوزارة تعمل ليلاً نهاراً لإنجاز التحضيرات اللوجستية والإدارية لاجراء الانتخابات.

وخلال افتتاحه مساء في فندق «فينيسيا» المؤتمر الذي نظمته أندية «الروتاري» لعام 2018 بعنوان: «المياه، النظافة الصحية والسلام»، دعا الرئيس عون المؤسسات والتنظيمات الفاعلة دولياً ومنها أندية «الروتاري» في العالم إلى المساعدة في معالجة معاناة النازحين السوريين «لان عبء النزوح صار مرهقاً علينا، كما على النازحين أنفسهم، والحاجة للحل اضحت ملحة أكثر من أي وقت مضى».

موسم اللوائح

وبالتزامن مع احتدام النشاط الحكومي، تبدأ لوائح المرشحين الكبرى بالظهور تباعاً.

فيعقد الرئيس برّي في عين التينة عند الساعة 12،30 مؤتمرا صحفيا، يعلن فيه على الارجح مرشحي حركة «امل» عن المقاعد الشيعية في كل لبنان، بعد تقاسم هذه المقاعد مع الطرف الآخر في «الثنائي الشيعي»، حزب الله.. على ان يعلن السيّد نصر الله على الشاشة مساء الثلاثاء مرشحي الحزب في كل المناطق اللبنانية.

وكان السيّد نصر الله قد أعلن، في مهرجان القادة الشهداء الذي أقامه الحزب في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية، انه ينوي إعلان أسماء مرشحي الحزب الاثنين، لكنه استدرك بعدما تذكر عزم الرئيس برّي تقديم مرشحيه الاثنين، فأرجأ ذلك إلى السادسة مساء الثلاثاء، مؤكدا بأن هناك فريقين حسما خيارهما الانتخابي في كل لبنان منذ أشهر وهما حزب الله وحركة امل».

واستحوذ موضوع الانتخابات على معظم الشق الثاني من خطاب نصر الله الذي نفى ان يكون قانون الانتخاب الجديد هو قانون «حزب الله» وان كان الحزب شريكا فاعلا ومؤثرا في صنع هذا القانون الذي وصفه بأنه «مفخرة سياسية» وانه «اهم إنجاز سياسي في لبنان لأنه فتح المجلس النيابي امام كل من يريد ان يتمثل في البرلمان.

ونفى نصر الله ايضا ان يكون الحزب يفرض لوائح ومرشحين على قوى سياسية معينة، أو انه يريد الحصول على أغلبية في المجلس النيابي، معتبرا هذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم أو الضغط لتعديل قانون الانتخاب أو الضغط على الحزب، موضحا ان لا حزب سياسيا يستطيع الحصول على أغلبية في مجلس النواب.

ورد على إعلان الرئيس الحريري، من دون ان يسميه، بأنه لن يتحالف مع الحزب في الانتخابات، مؤكدا انه لا معركة لديه مع أحد، وانه يجب حسم التحالفات في المرحلة المقبلة، بعد ان حسمنا الأمر مع حركة «امل»، ولا تحالف مع القوات اللبنانية وتيار «المستقبل»، اما التحالف السياسي مع «التيار الوطني الحر» فهو متين وصامد، لكننا على المستوى الانتخابي سنأخذ راحتنا، إذ يُمكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في أخرى، ومع التقدمي الاشتراكي الأمر مفتوح للنقاش.

ومن جهته، أعلن المجلس السياسي «للتيار الحر» انه سيكون لديه تباعاً ترشيحات وفقا لجهوزها، وان الإعلان النهائي للوائح الانتخابية سيكون في 24 آذار، أي قبل يومين من سقوط أسماء المرشحين خارج اللوائح.

وقدم الحزب التقدمي الاشتراكي أمس طلبات الترشيح للانتخابات النيابية لأعضاء اللقاء الديمقراطي، حيث ترشح تيمور جنبلاط بدل والده عن دائرة عاليه – الشوف، وبلال عبد الله بدل النائب الحالي علاء ترو، وهادي أبو الحسن عن منطقة بعبدا، وفيصل الصايغ عن بيروت الثانية، بدل النائب غازي العريضي واكرم شهيب عن عاليه ومروان حمادة عن عاليه – الشوف، ووائل أبو فاعور عن البقاع الغربي – راشيا.

وسيكون للنائب وليد جنبلاط اليوم، مواقف انتخابية، في كلمة له في مؤتمر يعقد في فندق الريفيرا حول «رؤية إصلاحية علمية لقطاع الكهرباء».

اما الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، فقد شدّد خلال جولة قام بها في منطقة البقاع الأوسط، على ان أسماء مرشحيه ستعلن قبل مرور 24 ساعة على اقفال باب الترشيحات.

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

معركة المنطقة نفطيّة غازيّة لكن نقول الدولة تقرّر والمقاومة جاهزة للدعم والردع

 
الثلثاء أُعلن أسماء مُرشّحي حزب الله ولسنا بوارد معارك كسر عضم والتحالفات لاحقاً

شارل أيوب

وجه سماحة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله وقائد المقاومة خطابا بمناسبة ذكرى استشهاد  القادة لحزب الله وعلى رأسهم السيد عباس الموسوي الشهيد وهو كان الامين العام السابق لحزب الله والى الشيخ الشهيد راغب حرب والى الشهيد القائد عماد مغنية اضافة الى الاحتفال بكافة ذكرى شهداء المقاومة، وقال في كلمة ذات معاني عميقة شارحا فيها موضوع المنطقة كلها وموضوع لبنان، وكان خطابه معتدلا عشية الانتخابات النيابية ليس فيه اي تعبئة من اجل الحصول على اصوات انتخابية انما تحدث عن ان المنطقة كلها تعيش حرباً نفطية وحرب غاز على كامل مدى البحر الابيض المتوسط وصولا الى ساحل لبنان وساحل فلسطين المحتلة وان حزب الله ليس معنياً بترسيم حدود مع عدو اسرائيلي وهذا الامر متروك للدولة، اما المقاومة فغير معنية وان القرار هو في يد الدولة اللبنانية واشاد بوحدة المسؤولين اللبنانيين وقال: اذا اعلنت الدولة موقفا وخاضت ضد العدو الاسرائيلي رفضا او حربا فتوجه السيد نصرالله بالكلام الى المسؤولين اللبنانيين كي يقولوا لاميركا واسرائيل ان المقاومة ستضربكم ونحن لا نستطيع منعها وان المقاومة جاهزة لضرب الكيان الصهيوني بكامله.

واضاف انه في حرب تحرير الجنوب ربما كان لبنانيون لا يهمهم عودة مرجعيون او الخيام او بنت جبيل من الاحتلال الى السيادة اللبنانية لكن لبنان الذي عليه 80 مليار دولار وخلال سنوات سيفوق هذا الدين العام اكثر من 100 مليار دولار وليس لدى لبنان الا مدخول يستطيع فيه دفع هذه المبالغ الضخمة من الديون العامة سوى النفط والغاز ولذلك فالمنطقة الخالصة الاقتصادية هي ملك لبنان وعلى الدولة الا تسمح بالتنازل عن قطرة مياه او شبر ارض، وقال السيد نصرالله للمسؤولين عليكم ان تقولوا لاميركا ان المشكلة ليست في رد اسرائيل او اقناعها بل المشكلة ان تقولوا لاميركا واسرائيل من قبل الدولة اللبنانية اننا لا نستطيع منع حزب الله من قصف العدو الاسرائيلي بكامل مدنه ومراكزه والبنية التحتية فيه ومطاراته وقواعده وكامل مراكزه الهامة الصناعية والزراعية والمطارات والمرافئ البحرية اضافة الى تجمعات المستوطنين الاسرائيليين على ارض فلسطين المحتلة والمقاومة جاهزة لهذه المهمة وستجعل العدو الاسرائيلي في موقع الضعف وسوف نستطيع الحفاظ على كامل حقوقنا.

ثم حذر السيد نصرالله من اللعبة الاميركية في لبنان لاعادة انقسام الساحة اللبنانية عاموديا الى فريقين وقال عن الاميركيين انهم «شياطين»، ثم انتقل الى موضوع التصريحات الاميركية والوزير تيلرسون عن ان ايران تتدخل في الشؤون اللبنانية فتحدى كل دول العالم ان تقول ان ايران تدخلت في انتخابات رئاسة جمهورية او رئاسة مجلس او رئاسة حكومة او وضعت فيتو على شخصية او ان حزب الله قام بتنفيذ عملية لصالح ايران او اتخذ قرارا لصالح ايران وان ايران تريد مساعدة لبنان جيشا وبالكهرباء وكافة المساعدة لكن الدولة اللبنانية لا تريد. واضاف هنالك دول تضع فيتو على اسماء رؤساء جمهوريات مرشحين حتى ان هنالك دولة اجبرت رئيس وزراء على الاستقالة واحتجزته لديها وتدخلت في الشأن الحكومي الداخلي اللبناني ومع ذلك اميركا لم تذكر شيئا عن الموضوع. ثم انتقل الى الانتخابات النيابية واعلن ان التحالف الثابت السياسي والنيابي هو بين حزب الله وحركة امل وان حزب الله لا يسعى ابدا الى الحصول على الاكثرية في مجلس النواب وان هذا الكلام هو وهم، لان قانون انتخابات النسبية لا يسمح لاي حزب او كتلة او فعالية سياسية بالحصول على اكثرية نيابية في المجلس المقبل واننا سنتحالف مع التيار الوطني الحر لكن قانون الانتخابات النسبية يسمح بالتحالف معهم في اماكن والمنافسة في اماكن اخرى، كذلك الامر مع الحزب التقدمي الاشتراكي وبقية الاطراف ثم اشار الى انه سيتم استعمال المحكمة الدولية التي قال عنها انها محكمة سياسية ولغايات سياسية في المعركة الانتخابية المقبلة كذلك من الان وحتى الانتخابات تقوم اميركا بفرض اقسى العقوبات ووضع اسماء على لائحة الارهاب.

ثم انتقل سماحة السيد نصرالله الى خطة اسرائيل بالقيام باغتيالات في لبنان واشاد بالقوى الامنية التي كشفت مخطط الموساد واعتقلت عناصر منهم بعدما اتت بهم من تركيا وهم خططوا لاغتيال احد كوادر حماس في مدينة صيدا واعتبر محاولة الاغتيال هي عملية قتل واعتداء على السيادة اللبنانية والاستقرار اللبناني والشعب اللبناني وان على الدولة اللبنانية ان تتخذ موقفا في هذا المجال من مخطط اسرائيل للقيام باغتيال مواطنين يسكنون الاراضي اللبنانية او من الشعب اللبناني.

خطاب السيد نصرالله شرح فيه وضع المنطقة كلها من الدائرة الكبرى في الصراع الاميركي والصراع الاسرائيلي ضد الدول العربية وضد الشعب الفلسطيني واشاد بتصدي الدفاع الجوي السوري لطائرات العدو الاسرائيلي وقال لا ايران ولا روسيا ولا حزب الله له علاقة باسقاط الطائرة الاسرائيلية واصابة ثانية بل ان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد اتخذ القرار منذ 3 اشهر وابلغ الحلفاء ان سوريا ستبدأ بالتصدي لاي طائرة اسرائيلية تغير على سوريا او ضد اي صاروخ ينطلق على سوريا وهنا لفت النظر الى ان اسرائيل تخرق الاجواء اللبنانية يوميا وكل ساعة وتقوم بقصف الاراضي السورية من لبنان وهذا الامر يجب ان تقوم الدولة اللبنانية بمسؤوليتها بمنع اعتداء واختراق العدو الاسرائيلي لاجواء لبنان.

واخيرا اعلن السيد حسن نصرالله ان يوم الاثنين او الثلثاء سيعلن هو شخصيا على شاشة التلفزيون اسماء مرشحي حزب الله للانتخابات النيابية اما التحالفات فيتم الاعلان عنها لاحقا ويمكن اعتبار خطاب سماحة السيد حسن نصرالله خطابا ذو مستوى معنوي عالي وخطاب الواثق من نفسه ومن قدرة المقاومة ومن جعل المقاومة قوة اقليمية ضاربة قادرة على ضرب الكيان الصهيوني واسرائيل وردعها عن اي اعتداء في لبنان اضافة الى قوة حزب الله في الحرب ضد التكفيريين والاهم ان العدو الاسرائيلي يعرف ان المقاومة وحزب الله وخاصة حزب الله قادر على الحاق الخسائر الكبيرة بالكيان الصهيوني والعدو الاسرائيلي خسائر لم تشهد مثلها اسرائيل منذ اغتصاب فلسطين ويمكن الاستنتاج من كلام سماحة السيد حسن نصرالله ان اي مواجهة او حرب بين حزب الله واسرائيل ستحمل مفاجآت ضد الجيش الاسرائيلي وضد الكيان الصهيوني بشكل يلحق خسائر كبيرة بدولة اسرائيل وكيانها ووجودها وتصدع الكيان الصهيوني من جذوره وقد قال هذا الكلام بطريقة غير مباشرة لكنه كان يعني ذلك وبدا مرتاحا جدا الى المواجهة سواء في وجه اميركا ام في وجه العدو الاسرائيلي وان حزب الله قام بتطوير قدراته بشكل ان الحرب مع اسرائيل هذه المرة ستكون مدمرة بشكل كبير لكامل مؤسسات ووجود والبنى التحتية والمدن الاسرائيلية المغتصبة في فلسطين المحتلة.

اكد السيد نصر الله  من مجمع سيد الشهداء «اننا حفظنا الوصية هو عنوان احتفالنا بقادتنا الشهداء لهذا العام ، حفظنا الوصية ونحن نكاد نخرج من اقسى حرب اقليمية على المقاومة قضية المقاومة وحفظنا المقاومة بعد انتصار حرب تموز، مشيراً إلى أن «المقاومة بكل تفاصيلها كانت وصية قادتنا الشهداء ، وكما صنعتم هذه المقاومة جاء من بعدكم من يحفظ الوصية من قادة شهداء مضوا على طريقكم انتم».

وقال: «يا قادتنا الكبار هذه مسيرتكم اليوم في العام 2018 اكثر من اي يوم مضى تضج بالروح والحياة والأمل والمعنويات والقوة وبالرجال والنساء والامال والاحلام العظيمة، وفي ذكرى قادتنا نستحضر فكرهم واهدافهم ونقول هذا هو حزبكم ما زال يحمل نفس الفكر والاهداف ولقادتنا نقول «انتم رسمتم الطريق الذي نسير فيه وانتم اعلنتم الاهداف التي نسعى اليها»، مشدداً على «انني سوف نبقى نحفظ الوصية ، ونحن احوج ما نكون الى ما تركتموه لنا لان التحديات بعدكم كبرت وتعاظمت».

ولفت إلى أنه «في قضية الصراع مع اسرائيل فيما يتعلق بقضية الحدود البرية والبحرية والثروات النفطية للبنان في مياه الجنوب ويبدو ان المنطقة كلها اصبحت علنا في قلب معركة النفط والغاز وموضوعنا ليس منفصلا واسباب الصراع على النفط والغاز في المنطقة معروفة»، مشيراً إلى ان «المعركة التي فتحتها اسرائيل على البلوك 9 : في اسرائيل احاديث وتقارير عن كميات هائلة من النفط في الجولان المحتل والموضوع مع اسرائيل غير قابل للنقاش وهي تستغل فترة وجود ترامب برئاسة اميركا للحصول على قرار اممي بضم الجولان الى اسرائيل وموضوع الجولان دخل في معركة النفط والغاز ، وايضا هناك اسباب عديدة».

وأضاف السيد نصرالله «صدرت تقارير عديدة ان ما في سوريا من ثروة نفطية امر هائل وكبير وهذا من احد اسباب الصراع في سوريا»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الاميركي لشرق سوريا حيث توجد قواعد اميركية، قالوا هم انه بعد انتهاء تنظيم «داعش» الارهابي سيغادرون ولم يغادروا بل يحمون من تبقى من «داعش».

 البلوك 9 معركة كل لبنان

واشار الى انه «في ميزانية البنتاغون، كما قرأنا، فوق الـ500 مليون دولار الى 750 مليون دولا تحت عنوان الحماية الكردية وعلى الاكراد ان يتعظوا من التجارب السابقة واميركا تستخدمكم كأدوات وفي نهاية المطاف سيبيعونكم في سوق النخاسة واهم حقول النفط في سوريا موجودة شرق الفرات ، وادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ترى العراق اليوم بعيون نفطية وترامب يرى العراق حقولاً نفطية وعلى الشعب العراقي الانتباه جيدا بوجود مثل هذا الرجل وهو ينفذ وعوده الانتخابية»، مشيراً إلى أن «ادارة ترامب تقول انها لن تعيد اخطاء ادارة اوباما في العراق».

واكد «ان تركيا وقبرص مختلفان على النفط ، ويقال ان الازمة الخليجية هي بسبب محاولة بعض الدولة السيطرة على غاز قطر واميركا تدير معركة النفط والغاز في المنطقة وكل العالم ان المشكلة في الخليج مع قطر تقف وراءها اميركا»، متوجهاً للبنانيين بالقول: «نحن امام معركة يجب ان نقاربها بشكل مختلف».

وأوضح السيد نصرالله أنه «عندما احتلت اسرائيل الجنوب بعض اللبنانيين اعتبروا انها ليست معركتهم»، مشيراً إلى أن «اليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبقية الثروة في لبنان هي ملك اللبنانيين جميعا وستدخل في صندوق لكل لبنان والشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد ولعل الامل الوحيد هو في الثروة النقطية الموجودة في مياهنا وفي ارضنا ايضا».

وتابع «هذه الثروة للبنان وامل له وطريق خلاص له وهذا الاستحقاق يمكن ان يضع حياة الشعب على طريق واعد»، مشيراً إلى أن «البلوك 9 هو معركة كل لبنان ، والمنطقة الاقتصادية هي معركة كل لبنان ويجب ان نعرف ان الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه.

ولفت السيد نصرالله إلى أن «اميركا تريد اعطائنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منا حقنا الصعب في المياه»، مشيراً إلى أن «اسرائيل تبني الجدار في الارض الفلسطينية وهذا جزء من اعمال الاحتلال وحتى الان لم تقترب من الاراضي اللبنانية والجدار يبنى خارج الاراضي اللبناني وعندما يبدأ البناء على اراضي لبنان تبدأ المسألة ولبنان اخد القرار بأنه سيواجه والمسألة اليوم هي في الحدود البحرية»، مؤكداً أن «اللبنانيين موحدون في هذه المعركة ، وموحدون في الدعوة للمحافظة على الحقوق ويجحب ان نبقى كذلك».

كما أكد أن «وحدة الموقف هي اهم عامل لتحقيق الانجاز في هذه المعركة ويجب ان لا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف واقصد اميركا بكلمة الشياطين»، مشيراً إلى «أنني قلت سابقا اننا ملتزمون من موقع المقاومة ان الدولة مسؤولة عن ترسيم الحدود البرية».

وأضاف السيد نصرالله «اليوم نجدد قولنا أن الحدود البرية والبحرية تحددها الدولة ، المقاومة جاءت لتلبي الفراغ بغياب الدولة»، مشيراً إلى أنه «على مؤسسات الدولة في هذا الملف التاريخي والاقتصادي ان تكون بمستوى الثقة والامانة وعلى درحة عالية من الشجاعة والشعب اللبناني يتطلع الى الدولة ونحن معنيون بدعمها وهي ايضا يجب ان يكون موقفها راسخاً»، مشدداً على أنه «يجب ان تتعامل الدولة والشعب بهذا الملف من موقع اننا اقوياء ولسنا ضعفاء ، اول الوهن ان نعتبر أنفسنا ضعفاء».

وتابع «اذا في احساس بالخوف من الضغط الدولي علينا هذا اول الوهن وطرق الخسارة»، مؤكداً «اننا نحن في لبنان اذا كنا موحدين وبما نملك من قدرات نحن اقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء واسرائيل التي تهددكم تستطيعون ان تهددوها واميركا اذا طلبت التجاوب لرد اسرائيل عنا قولوا لها يجب ان تقبل بمطلبنا حتى نرد «حزب الله» عن اسرائيل».

 القوة الوحيدة ايها اللبنانيون هي المقاومة

وأكد أن «القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة ايها اللبنانيون هي المقاومة لان الجيش ممنوع ان يمتلك الصواريخ واميركا هي من تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني، معتبراً أن «اليوم يستطيع اي لبناني ان يقف ويقول «على مهلكم» اذا قصفتمونا سنقصفكم ونملك الشجاعة ونملك القدرة وعدونا يعلم ذلك وهذا ليس تهديدا في الهواء والاسرائيلي يعلم ذلك ونأمل ان تفاوض الدولة من موقع القوة ونحن في هذا الموضوع تحت الامر واذا مجلس الدفاع الاعلى اخذ قراراً بان محطات النفط ببحر اسرائيل ممنوعة من العمل فانا اعدكم انها خلال ساعات تقف عن العمل»، مشيراً إلى أن «الوسيط الحالي نحن لن نضع فيتو على هذا الامر ولكن نريد ان نلفت ان اميركا ليست وسيطا نزيها خصوصا اذا كانت الطرف الاخر هي اسرائيل».

وقال: «الاميركي هو محامي اسرائيل، فلا تعولوا على هذه الوساطة وهم يريدون مصلحة اسرائيل وليس مصلحة لبنان وبهذه الخلفية يجب ان ننتبه عندما نفاوض هؤلاء الاميركيين، بل اكثر من ذلك كلكم تعرفون ان ليس هناك وساطة اميركية بل هناك املاءات وتهديدات للبنان واميركيا اوصلت رسائل تهديد للبنان ولم تحافظ حتى على شكليات الوساطة».

وشدد السيد نصرالله على أنه «يجب ان نتصرف بشكل موحد وبشجاعة وان نؤمن بحقنا وقوتنا وان لا نخدع وان لا نؤخذ بالتهديد والوعيد واننا لمنتصرون باذن الله ويجب ان نبقى في الموضوع الاسرائيلي يقظيين في اكثر من خط ، في موضوع الحرب كله قابل للنقاش ولكن بناء الجدار له دلالات وهو من علامات الضعف»، مشيراً إلى أن «هناك مسارات خطرة ، اشرت في خطاب سابق الى العمليات الامنية لاسرائيل في لبنان وما حصل في صيدا من محاولة اغتيال لكادر من «حماس» امر خطير جدا والاجهزة اللبنانية ثبتت بالادلة الحسية ان اسرائيل هي من نفذت هذه العملية».

وأشار إلى أن «اسرائيل نفذت عملية على الارض اللبنانية وهذا اعتداء على السيادة اللبنانية ، ماذا ستفعل الدولة اللبنانية؟ وهذا مسار خطر بحاجة الى موقف وخطة ولا يمكن التغاضي عنه ولو نفذت الاغتيالات الاسرائيلية التي تحدث عنها القضاء والاجهزة لاخذت لبنان الى الفتنة وهذا المسار لا يحسن السكوت عنه».

وأضاف «في الادبيات اللبنانية لا يحسن الحديث عن الارض والبحر وهل نحن دولة لا تملك سماء؟ استباحة اسرائيل لسمائنا والاعتداء على سوريا من سمائنا بحاجة لعلاج»، مشيراً إلى أن «سوريا تدافع عن نفسها وما حصل الاسبوع الماضي انجاز عسكري نوعي كبير جدا وما بعد ليس كما قبله ودلالاته بالنسبة لاسرائيل لم يعد يعمل براحة وفي الحركة الجوبة ترك اثاراً سلبية على حركة سلاح الجو الاسرائيلي».

 قرار اسقاط الطائرة اخذته القيادة السورية

واشار أن «القيادة السورية ومنذ مدة اخذت قراراً ان اي طائرات اسرائيلية تدخل الاجواء السورية على وزارة الدفاع ان تواجهها وهذا القرار ينفذ منذ عدة اشهر وما حصل الاسبوع الماضي من اسقاط للطائرة ونتيجة التشويه الذي حصل منذ اسبوع حول التوهين لكل ما يحصل في سوريا، القول ان اسقاط الطائرة كان بعمل روسي او ايراني هو كلام فاضي».

وأوضح السيد نصرالله أن «قرار اسقاط الطائرة اخذته القيادة السورية والرئيس السوري بشار الاسد، والحلفاء اخذوا علما بذلك وفي التنفيذ الذي اسقط الطائرة هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل وفي السبع سنوات اختلطنا معهم اكثر ووجدنا لدى الضباط والجنود السوريين من العلم والدقة والشجاعة ما يضعهم في مستوى راق جدا»، مشدداً على أنه «يجب ان نفخر بهذا الامر وهذا العمل البطولي الذي قام به الجيش السوري بقرار من قيادته»، مشيراً إلى أن «3 مليار دولار هي قيمة المساعدة المرصودة لاسرائيل من قبل «البنتاغون» ويعطي اهم طائرات لاسرائيل ولبنان ممنوع من الدفاع الجوي».

ولفت السيد نصرالله إلى أنه «في هذه المرحلة الموضوع الاسرائيلي لا نقاش به في لبنان واليوم بعد الذي يحصل هل هناك لبنان يناقش في اطماع اسرائيل بلبنان؟ لا اعتقد والاميركي بدل علاج الاسباب يريد علاج النتيجة ويريد ان ينزع من لبنان عناصر القوة ويجب ان نبقى حذرين ويقظين ، لا اقول اننا ذاهبون الى الحرب ولكن ادعو لليقظة»، مؤكداً أن «الذي يمنع اسرائيل من الحرب هو عدم يقينه بالنصر».

وفي موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، أفاد السيد نصرالله أنه « لدينا استحقاق انتخابي وقانون على اساس النسبية وهو عادل وكان يمكن ان يكون افضل»، مؤكداً أن «هذا القانون افضل قانون بتاريخ لبنان وهذا القانون الذي يحاول ان يقول البعض انه قانون «حزب الله» وهذا غير صحيح، نحن شركاء في صنعه وتم التوافق عليه».

وأكد أن «هذا القانون الانتخابي هو مفخرة سياسية واهم انجاز سياسي في العقود الماضية»، معتبراً أن «اهمية هذا القانون انه فتح المجال لكل من له حجم شعبي بان يتمثل في مجلس النواب ومن نتائج هذا القانون ان الانتخابات هذه السنة ليست كسر عظم والقانون النسبي يعطي لكل شخص حجمه ولا احد يمكنه كسر الاخر».

 لا يستطيع اي حزب الحصول على اغلبية نيابية

وشدد السيد نصرالله على «اننا ذاهبون الى انتخابات لا يوجد فيها فريقان اليوم هناك قوى سياسية ستشكل لوائح وستكون المنافسة والمعركة الانتخابية في العام 2018 ليست مكاسرة بين فريقين»، مشيراً إلى أنه «ممكن ان نجد تحالف قوى سياسية متحالفة في دائرة ويتواجهون في دائرة اخرى ونحن لا نفرض لوائح او مرشحين ولا نفرض مرشحين على قوى سياسية معينة».

وأوضح ان «هناك اثنين حسما خيارهما الانتخابي في كل لبنان منذ اشهر وهما «حزب الله» وحركة «امل» وبناء على ما تقدم اللغة التي نسمعها منذ اسابيع وتحاول ان تسعى لعنوان انتخابي»، معتبراً أن «القول ان «حزب الله» يريد الحصول على اغلبية في مجلس النواب غير صحيح وهذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم ومن الممكن ان يكون السبب هو الضغط لتعديل القانون الانتخابي او للحصول على المزيد من الضغط على «حزب الله».

وأكد السيد نصرالله أنه «لا يوجد حزب سياسي في لبنان يستطيع الحصول على اغلبية في مجلس النواب وقد يخرج احد بعد الانتخابات ويقول نحن منعنا حزب الله من الحصول على اغلبية نيابية وهذا كلام فارغ»، مشدداً على «أننا ذاهبون الى الانتخابات وفي موضوع التحالفات يجب حسمها ونحن حسمنا الامر مع حركة «امل» مع «القوات اللبنانية» لا تحالف ابدا، أما مع تيار «المستقبل»، في كل مناسبة يقولون سنتحالف الا مع «حزب الله»، يا شباب مين طالب منكم التحالف؟ وهذا الامر ليس مطروحا وندعو المستقبل لاراحة نفسه ونحن ليس لدينا معركة مع احد».

أما عن التحالفات مع «التيار الوطني الحر»، أوضح السيد نصرالله أن «التحالف السياسي مع الوطني الحر متين وصامد والعلاقة لا تهتز ، وعلى المستوى الانتخابي نحن وهم نأخذ راحتنا ومن الممكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في دوائر اخرى، ومع التقدمي الاشتراكي الامر مفتوح للنقاش ، واختم بالقول أنه آن للبنانيين ان يعلموا انه لا يوجد اغلبية من فريق واحد».

وأشار السيد نصرالله إلى أن «هذا البلد تركيبته مبنية على الشراكة ، في خصوص ترشيحاتنا سنحسمها خلال يومين واللوائح نحسمها فيما بعد ويوم الاثنين او الثلاثاء ساعلن اسماء مرشحي حزب الله في تمام السادسة مساء».

 الوضع الاقليمي

وعن الوضع الاقليمي، اعتبر السيد نصرالله أن «الاجماع الفلسطيني برفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبنى عليه امال كبيرة والشهيد احمد جرار نموذج يجب ان تقف عنده كل الامة وعهد التميمي صاحبة موقف شجاع جريء وشجاع وهي تصفع الجنود الاسرائيليين، بالاضافة إلى عمر العبد الذي حوكم بالامس بـ4 مؤبدات وبقي مبتسما مما اغصب وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان وهذا هو الامل الذي نبني عليه».

وأضاف «الشعب الايراني بارادته اوجد نظام الجمهورية الاسلامية و39 سنة والشعب يبني هذه الجمهورية ويدافع عن استقلالها الحقيقي ونوجه التحية للسيد الخامنئي وللشعب الايراني العزيز ونحن نقول للجميع نريد مثلاً واحداً للتدخل الايراني في لبنان؟»، مؤكداً «اننا حلفاء ايران ونفتخر بهذا العلاقة ونقول ايران لا تتدخل بلبنان على الاطلاق وايران قدمت للبنان وتقدم ولكن الحكومة رفضت التقديمات في موضوع التسليح للجيش والكهرباء وغيرها».

وعن انتفاضة البحرين، أشار السيد نصرالله إلى أن «7سنوات مضت على الثورة في البحرين والمظاهرات لم تتوقف رغم كل ما حصل ، هذا الشعب لن يتوقف وهو مصر على مطالبه المحقة»، معتبراً أن «هناك امراً خطيراً في البحرين ، هناك تغيير ديمغرافي في البحرين وحكومة البحرين توزع الجنسيات لكل شعوب العالم وتسحب الجنسية من اهل البحرين الاصليين».

وعن الأزمة اليمنية، لفت السيد نصرالله إلى أنه «في اليمن لا شيء جديداً ولكن امام السكوت العالمي الملفت يا اخوان، في العالم العربي اصوات قليلة تتحدث عن مظلومية الشعب اليمني ويراد لهذا الصوت ان يسكت ويهدد لبنان لان هناك من يقول ان ما يحصل في اليمن جرائم قتل وحشية والمطلوب من هذا الصوت ان يصمت وانا اقول صوتنا لن يصمت».

 **************************************** افتتاحية صحيفة الأنوار لبنان يرفض رسميا المقترحات الأميركية حول الحدود البحرية

ظل الاهتمام الرسمي منصبا امس على النزاع حول الحدود البحرية وتهديدات اسرائيل بشأنها، وسجلت جولة لمساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد على قصر بسترس وعين التينة والسراي، تبلغ خلالها رفض لبنان للمقترحات الاميركية بشأن التسوية مع اسرائيل.

واعلن رسميا ان الرئيس نبيه بري، بعد ان استمع الى المقترحات التي طرحها ساترفيلد، اصر على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق، معتبرا ان المطروح غير مقبول.

وقالت مصادر بيت الوسط ان الاميركيين ما زالوا يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدعي اسرائيل ان لديها حقوقا فيها، وأنها لا ترى حلا قريبا لهذه المشكلة.

كما أشارت مصادر الخارجية الى ان ما يحكى عن اقتراح اميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على ٦٠% من ثرواتها مقابل ٤٠% لاسرائيل، وفقا لما بات يعرف بطرح هوف، غير دقيق، والمسألة معقّدة اكثر من ذلك، وكشفت ان الجانب الاميركي يحاول اليوم بلورة طرح جديد يتعلق بالمنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقا فيها، بعدما اقتنع ان لبنان متمسّك برفض خط هوف.

وعلى الخط الحدودي – النفطي، تتحدث مصادر دبلوماسية عن خيارين يتجاذبان معالجة الكباش الدائر حاليا: الاول تدفع نحوه واشنطن وهو اجراء مفاوضات رباعية مباشرة يشارك فيها لبنان واسرائيل والولايات المتحدة والامم المتحدة، على غرار مفاوضات الناقورة لكن على مستوى دبلوماسي لا عسكري، وهو خيار ترفضه بيروت تماما. أما الثاني، فيتمثل في الذهاب الى خيار التحكيم الدولي فيحمل لبنان ملفه وأوراقه ومستنداته كاملة الى الجهات الاممية والدولية المعنية، لبت النزاع حول الاراضي، لصالحه.

نصرالله

وقد تطرق الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة وجهها عبر شاشة الى احتفال بذكرى الشهداء القادة، الى موضوع الخلاف، وقال نحن امام معركة يجب ان نقاربها بشكل مختلف، عندما احتلت اسرائيل الجنوب بعض اللبنانيين اعتبروا انها ليست معركتهم، اليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبقية الثروة في لبنان هي ملك اللبنانيين جميعا، وستدخل في صندوق لكل لبنان. الشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد ولعل الامل الوحيد هو في الثروة النفطية الموجودة في مياهنا وفي ارضنا ايضا. هذه الثروة للبنان وامل له وطريق خلاص له، وهذا الاستحقاق يمكن ان يضع حياة الشعب على طريق واعد، البلوك 9 هو معركة كل لبنان، والمنطقة الاقتصادية هي معركة كل لبنان، يجب ان نعرف ان الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه، اميركا تريد اعطاءنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منا حقنا الصعب في المياه.

واضاف يقول: المسألة اليوم هي في الحدود البحرية.اللبنانيون موحدون في هذه المعركة، وموحدون في الدعوة للمحافظة على الحقوق ويجب ان نبقى كذلك، وحدة الموقف هي اهم عامل لتحقيق الانجاز في هذه المعركة، ويجب ان لا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف، واقصد اميركا بكلمة الشياطين.

وتابع: الشعب اللبناني يتطلع الى الدولة ونحن معنيون بدعمها وهي ايضا يجب ان يكون موقفها راسخا، يجب ان تتعامل الدولة والشعب بهذا الملف من موقع اننا اقوياء ولسنا ضعفاء، اول الوهن ان نعتبر أنفسنا ضعفاء. نحن في لبنان اذا كنا موحدين، وبما نملك من قدرات نحن اقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء، واسرائيل التي تهددكم تستطيعون ان تهددوها، القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة ايها اللبنانيون هي المقاومة، لان الجيش ممنوع ان يمتلك الصواريخ، اميركا تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني. هذا ليس تهديدا في الهواء والاسرائيلي يعلم ذلك ونأمل ان تفاوض الدولة من موقع القوة.

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

نصرالله: ليأخذ الحلفاء والاصدقاء راحتهم في التحالفات الانتخابية

تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، عصر أمس، في حفل أقامه الحزب في مجمع «سيد الشهداء» لمناسبة ذكرى الشهداء القادة الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي، وعماد مغنية، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب ناجي غاريوس، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، سفراء ايران محمد فتحعلي، سوريا الدكتور علي عبد الكريم علي، فلسطين اشرف دبور، رئيس كتلة «الوفاء والمقاومة» النائب محمد رعد، عدد من الوزراء والنواب وعلماء الدين، وممثلين عن الاجهزة الامنية والعسكرية وممثلين عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية.

بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، كانت كلمة تقديم للشاعر علي عباس، ثم عرض فيلم وثائقي تضمن أحد خطب السيد عباس الموسوي، وألقى الشاعر المصري احمد بخيت قصيدة، وعرض فيلم وثائقي عن الشهيد عماد مغنية.

وأطل  السيد  نصر الله عبر شاشة، وقال: «إن عنوان احتفالنا بقادتنا الشهداء لهذا العام هو حفظنا الوصية، ونحن حفظنا الوصية ونكاد نخرج من اقسى حرب اقليمية على المقاومة. يا قادتنا الكبار هذه مسيرتكم اليوم في العام 2018 اكثر من اي يوم مضى تضج بالروح والحياة والأمل والمعنويات والقوة وبالرجال والنساء والامال والاحلام العظيمة.المقاومة بكل تفاصيلها كانت وصية قادتنا الشهداء، وكما صنعتم هذه المقاومة جاء من بعدكم من يحفظ الوصية من قادة شهداء مضوا على طريقكم انتم، سوف نبقى نحفظ الوصية، ونحن احوج ما نكون الى ما تركتموه لنا، لان التحديات بعدكم كبرت وتعاظمت».

اضاف: «هذه الذكرى تأتي وامامنا استحقاقات مهمة، ساتحدث بموضوع صراعنا مع اسرائيل وساتكلم عن موضوع الانتخابات، في قضية الصراع مع اسرائيل. ففي ما يتعلق بقضية الحدود البرية والبحرية والثروات النفطية للبنان في مياه الجنوب يبدو ان المنطقة كلها اصبحت علنا في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس منفصلا، فاسباب الصراع على النفط والغاز في المنطقة معروفة، فالمعركة فتحتها اسرائيل على البلوك 9، وفي اسرائيل احاديث وتقارير عن كميات هائلة من النفط في الجولان المحتل، والموضوع مع اسرائيل غير قابل للنقاش، وهي تستغل فترة وجود ترامب برئاسة اميركا للحصول على قرار اممي بضم الجولان الى اسرائيل، فالجولان دخل في معركة النفط والغاز»

وتابع: «اهم حقول النفط في سوريا موجود شرق الفرات ، وادارة ترامب ترى العراق اليوم بعيون نفطية، وادارة ترامب تقول انها لن تعيد اخطاء ادارة اوباما في العراق، اميركا تدير معركة النفط والغاز في المنطقة. وعلى الاكراد ان يتعظوا من التجارب السابقة واميركا تستخدمهم كادوات، وفي نهاية المطاف اقول لكم سيبيعونكم في سوق النخاسة».

وتوجه نصرالله الى اللبنانيين قائلا: «نحن امام معركة يجب ان نقاربها بشكل مختلف، عندما احتلت اسرائيل الجنوب بعض اللبنانيين اعتبروا انها ليست معركتهم، اليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبيقية الثروة في لبنان هي ملك اللبنانيين جميعا وستدخل في صندوق لكل لبنان، الشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد ولعل الامل الوحيد هو في الثروة النقطية الموجودة في مياهنا وفي ارضنا ايضا، هذه الثروة للبنان وامل له وطريق خلاص له، وهذا الاستحقاق يمكن ان يضع حياة الشعب على طريق واعد، البلوك 9 هو معركة كل لبنان، والمنطقة الاقتصادية هي معركة كل لبنان، يجب ان نعرف ان الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه، اميركا تريد اعطاءنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منا حقنا الصعب في المياه. اسرائيل تبني الجدار في الارض الفلسطينية وهذا جزء من اعمال الاحتلال وحتى الان لم تقترب من الاراضي اللبنانية، الجدار يبنى خارج الاراضي اللبنانية، وعندما يبدأ البناء على اراضي لبنان تبدا المسألة ولبنان اخد القرار بانه سيواجه، المسألة اليوم هي في الحدود البحرية.اللبنانيون موحدون في هذه المعركة، وموحدون في الدعوة للمحافظة على الحقوق ويجب ان نبقى كذلك، وحدة الموقف هي اهم عامل لتحقيق الانجاز في هذه المعركة، ويجب األا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف، واقصد اميركا بكلمة الشياطين».

وتابع: «قلت سابقا اننا ملتزمون من موقع المقاومة ان الدولة مسؤولة عن ترسيم الحدود البرية، واليوم نجدد قولنا، ان الحدود البرية والبحرية تحددها الدولة، والمقاومة جاءت لتلبي الفراغ في غياب الدولة، الشعب اللبناني يتطلع الى الدولة ونحن معنيون بدعمها وهي ايضا يجب ان يكون موقفها راسخا، يجب ان تتعامل الدولة والشعب بهذا الملف من موقع اننا اقوياء ولسنا ضعفاء، اول الوهن ان نعتبر نفسنا ضعفاء. نحن في لبنان اذا كنا موحدين، وبما نملك من قدرات نحن اقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء، واسرائيل التي تهددكم تستطيعون ان تهددوها،القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة ايها اللبنانيون هي المقاومة، لان الجيش ممنوع ان يمتلك الصواريخ، اميركا تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني. هذا ليس تهديدا في الهواء والاسرائيلي يعلم ذلك ونأمل ان تفاوض الدولة من موقع القوة».

واردف: «الاميركي هو محامي اسرائيل ، فلا تعولو على هذه الوساطة وهم يريدون مصلحة اسرائيل وليس مصلحة لبنان، اميركيا اوصلت رسائل تهديد للبنان ولم تحافظ حتى على شكليات الوساطة، بهذه الخلفية يجب ان ننتبه عندما نفاوض هؤلاء الاميركيين، بل اكثر من ذلك كلكم تعرفون ان ليس هناك وساطة اميركية بل هناك املاءات وتهديدات للبنان. ويجب ان نتصرف بشكل موحد وبشجاعة وان نؤمن بحقنا وقوتنا والا نخدع والا نؤخذ بالتهديد والوعيد وانا لمنتصرون باذن الله»

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال نصر الله: «لدينا استحقاق انتخابي وقانون على أساس النسبية، وهو عادل، وكان يمكن أن يكون أفضل، لكنه أفضل قانون بتاريخ لبنان، وهذا القانون يحاول أن يقول البعض إنه قانون حزب الله، وهذا غير صحيح، نحن شركاء في صنعه، وتم التوافق عليه».

وأكد أن «هذا القانون الانتخابي هو مفخرة سياسية وأهم انجاز سياسي في العقود الماضية»، وقال: «إن أهميته أنه فتح المجال أمام كل من له حجم شعبي بأن يتمثل في مجلس النواب، ومن نتائجه أن الانتخابات هذه السنة ليست كسر عظم، لا سيما أن القانون النسبي يعطي لكل شخص حجمه، ولا أحد يمكنه كسر الآخر. نحن ذاهبون الى انتخابات لا يوجد فيها فريقان اليوم، بل قوى سياسية ستشكل لوائح، وستكون المنافسة والمعركة الانتخابية في عام 2018 ليست مكاسرة بين فريقين. من الممكن أن نجد تحالف قوى سياسية في دائرة، ويتواجهون في دائرة أخرى، فنحن لا نفرض لوائح او مرشحين، ولا نفرض مرشحين على قوى سياسية معينة. هناك فريقان حسما خيارهما الانتخابي في كل لبنان منذ أشهر، هما «حزب الله» وحركة أمل».

أضاف: «القول إن حزب الله يريد الحصول على أغلبية في مجلس النواب غير صحيح، فهذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم، ويمكن ان يكون السبب هو الضغط لتعديل القانون الانتخابي أو للحصول على المزيد من الضغط على حزب الله. لا حزب سياسيا في لبنان يستطيع الحصول على اغلبية في مجلس النواب».

وعن التحالفات، قال: «يجب حسم التحالفات، ونحن حسمنا الامر مع حركة امل، ولا تحالف مع القوات اللبنانية. وبالنسبة إلى تيار المستقبل، في كل مناسبة يقولون سنتحالف، الا مع «حزب الله، ونحن ندعوهم إلى إراحة نفسهم، فنحن لا معركة لدينا مع احد».

وعن «التيار الوطني الحر»، قال: «إن التحالف السياسي مع التيار الوطني الحر متين وصامد، والعلاقة لا تهتز. وعلى المستوى الانتخابي، نحن وهم نأخذ راحتنا، ويمكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في أخرى، ومع التقدمي الاشتراكي الامر مفتوح للنقاش».

أضاف: «هذا البلد تركيبته مبنية على الشراكة، ففي خصوص ترشيحاتنا سنحسمها خلال يومين، والاثنين او الثلاثاء سأعلن اسماء مرشحي حزب الله عند السادسة مساء».

**************************************** افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط ساترفيلد يغادر بيروت باقتراحات لحل «النزاع النفطي» مع إسرائيل

لبنان ينتظر نتيجة الوساطة الأميركية بعد رفضه «خط هوف»

أكمل مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة السفير دايفيد ساترفيلد في بيروت الجهود التي بدأها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، لحل النزاع المتجدد للبنان مع الجانب الإسرائيلي، فيما يخص الحدود البحرية.

وغادر ساترفيلد بيروت، أمس، حاملاً في جعبته اقتراحات لبنانية حول النزاع الحدودي البحري والبري مع إسرائيل، بعد الرفض الجامع الذي سمعه من المسؤولين اللبنانيين حول اقتراح ما يعرف بـ«خط هوف»، الذي سمي كذلك تيمناً بمقترحِه السفير فريدريك هوف الذي قاد مفاوضات مماثلة خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما.

وقبل مغادرته أمس، جال ساترفيلد على رئيسي الحكومة سعد الحريري ومجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، مستكملاً المباحثات التي كان بدأها منذ مجيئه إلى لبنان قبل نحو أسبوع، وممهداً كذلك لزيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون. وما سمعه الأخير في لقاءاته أول من أمس عاد وسمعه ساترفيلد أمس لجهة رفض اقتراح «هوف»، لكنه اطلع في المقابل على اقتراحات طرحها الجانب اللبناني، الذي لا يزال مرحباً ومتجاوباً مع الوساطة الأميركية، بحسب ما أوضحت مصادر وزارية مطلّعة لـ«الشرق الأوسط»، وهي: «انضمام ممثل أميركي إلى اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً لبحث الحدود البرية، وتضم الجانبين اللبناني والإسرائيلي عبر وسيط من الأمم المتحدة، أو تشكيل لجنة رباعية سياسية مع مندوب للولايات المتحدة الأميركية، وإما اللجوء إلى التحكيم الدولي أو العودة إلى خرائط قديمة موجودة في بريطانيا».

في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر الخارجية اللبنانية قولها، «إن ما يحكى عن اقتراح أميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 60 في المائة من ثرواتها مقابل 40 في المائة لإسرائيل، وفقاً لما بات يعرف بـ(طرح هوف)، غير دقيق والمسألة معقّدة أكثر من ذلك»، كاشفةً أن «الجانب الأميركي يحاول اليوم بلورة طرح جديد يتعلق بالمنطقة التي تدعي إسرائيل أن لها حقوقاً فيها، بعدما اقتنع أن لبنان متمسّك برفض (خط هوف)».

ويقضي «خط هوف» بخسارة لبنان 310 كيلومترات مربعة من أصل 860 كيلومتراً من المنطقة الاقتصادية، التي تدّعي إسرائيل امتلاكها ويؤكد لبنان أحقيته بها.

وبعدما كانت أجواء لقاءات تيلرسون قد عكست نوعاً من التفاؤل اللبناني لجهة إيجاد تسوية للقضية، اعتبرت المصادر أنه لا يمكن الحسم في هذا الموضوع قبل معرفة ردة فعل الجانب الإسرائيلي على الاقتراحات التي يفترض أن يحملها إليه ساترفيلد، الذي أشارت معلومات إلى أنه توجّه إلى تل أبيب بعد بيروت.

وفي حين لم يدل كل من ساترفيلد ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بعد اللقاء الذي جمعها بأي تصريح، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الدبلوماسي الأميركي، عدم قبوله المقترحات، وإصراره على ترسيم الحدود البحرية عبر لجنة تفاهم «نيسان 1996» بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، مشيرة إلى أنه «وبعدما استمع إلى مقترحات الوفد الأميركي، أصر الرئيس بري خلال اللقاء على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم (نيسان 1996) على غرار ما حصل بالنسبة للخط الأزرق»، معتبراً «أن المطروح غير مقبول».

وفي الإطار نفسه، قال وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، ممثل «حزب القوات اللبنانية» في الحكومة: «لدينا الحدود البرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وبلوكات النفط، والملفات الثلاثة مترابطة. ونحن متمسكون بحقوق لبنان، وبالتالي إذا كانت هناك أي إشكاليات حول هذه الملفات فلتطرح الأمور وفق الأطر القانونية والدولية المعنية، ولكن المبدأ هو التمسك بالسيادة وبالثروات الوطنية. الطرف الأميركي قد يلعب دور الوسيط في حل هذه الإشكاليات، ولكنه لا يستطيع أن يقرر عنا».

ودخل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله على خط الجدل الدائر، فرأى أن «الموضوع الأساسي للنزاع مع إسرائيل اليوم ليس الحدود البرية، بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية، فالأميركيون وغيرهم يريدون إعطاءنا حقنا السهل براً ليأخدوا منا حقنا الصعب في المياه».

وفي حين لفت إلى أن «اللبنانيين حتى الآن موحدون في هذه المعركة»، قال: «يجب أن تتعامل الدولة ومعها الشعب اللبناني في هذا الملف من موقع أننا أقوياء ويجب أن نفاوض كأقوياء».

وتوجه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول: «إذا جاء الأميركي وقال اقبلوا بمطالبي لنرد إسرائيل عنكم قولوا له يجب أن تقبل بمطالبنا لنرد (حزب الله) عن إسرائيل»، مضيفاً: «القوة الوحيدة لكم أيها اللبنانيون في معركة النفط والغاز هي قوة المقاومة، لأن الجيش ممنوع عليه الحصول على الصواريخ».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!