وأشار في مقابلة لإذاعة "لبنان الحر" الى أنّه "لا يوجد تعارض أو تناقض بين إيمانه العميق ومشاركته في الحرب والمعارك، أو بين صوت يسوع "لا تقتل" وصوت القائد وواجب الدفاع عن شعبه. ففي أحيان كثيرة تقوم مغالطات و"لخبطة" في المستويات والأطر والمفاهيم".
وأضاف: "طبعا يسوع قال "لا تقتل"، بمعنى ليس إن اختلفت مع جارك على "مكسر المي"، أو كنت طامعا بماله، تذهب وتقتله. هذا هو إطار وصية "لا تقتل". لكن أهم ما قاله يسوع، والأهم إن كان المرء مؤمنا، فهو الإيمان بالحياة وضرورة حماية الحياة على وجه الأرض".
واعتبر جعجع أن "كل الذين شاركوا بشكل من الأشكال في الحرب، أي الذين صمدوا في بيوتهم أثناءها رغم الظروف الصعبة لكن بإيمانهم، هؤلاء عملوا كما يجب أن يعملوا. الباقون لم يقوموا بما كان واجباً عليهم. والذين أتيح لهم أن يحملوا بندقية للدفاع عن المجتمع، هؤلاء هم أكثر من استطاعوا عيش إيمانهم، لأنهم جسدوا إيمانهم فعلا".
وقال: "إن الذي يحمل السلاح لأمور شخصية، هذا تصح فيه وصية يسوع "لا تقتل"، وليس الذين يحملون السلاح لقضية عامة، للدفاع عن الحياة وعن مجتمعهم. لذا فإن أول عمل يقوم به الإنسان دفاعا عن الحياة هو الدفاع عن عائلته وعن وطنه، لا كما يقول البعض نحن لا نحمل سلاحا بالمطلق".
ولفت إلى أنه "لو كان من يقولون هذا الكلام موجودين في زمن الحرب، ليروا كيف كانت المناطق والبلدات اللبنانية تسقط الواحدة تلو الأخرى، والناس يموتون ويُهجَّرون، لما قالوا هذا الكلام. وفي الحقيقة، أعتبر أن حمل البندقية في زمن الحرب للدفاع عن الحياة وعن المجتمع وعن الوطن، وأن يضع الانسان نفسه في خطر لكي يحمي مجتمعه، كان أبرز وجه من أوجه ترجمة الإيمان".
وعاد جعجع بالذاكرة إلى فترة الاضطهاد والاعتقال، وقال: "حين علمنا أنهم آتون لاعتقالي عام 1994 تكوّنَت حلقات عدة للتفكير بالموضوع، وجلسنا نفكر بما هو الأفضل. لكن ليس حلقات التفكير هذه التي دفعتني الى اتخاذ القرار بالاتجاه الذي أخذته. انما بعدها، جلست ساعات وحدي لأرى ما يجب فعله، وكان واضحا بالنسبة الي ما يجب أن أقوم به، لأنه بعد ذلك، كثر ممن حولي نصحوني بالرحيل وخصوصا أن السفارة البابوية قريبة، وبعدها إلى الفاتيكان ثم أقيم في إيطاليا أو فرنسا أو في أي مكان آخر".
وتابع سرد وقائع من "المرحلة الصعبة التي عاشها وحضور الروح" فيه، وقال: "لم أقبل على الإطلاق بالسفر، لأنه كان هناك شيء ما يدلني على ما يجب فعله، بغض النظر عن الحسابات المادية الصغيرة، هذا الشعور وعيته أكثر مما كنت مدركا له في زمن الحرب"، مؤكداً أنّ "خياره بالدخول إلى السجن والصمود كان من أهم مراحل حياته، "هم كان بإمكانهم أن يطلبوني، لكن في الوقت عينه، كان في إمكاني أن أرحل. وللإجابة عن أسئلة البعض حول ما كنت أقوم به كل هذا الوقت في السجن، أجيب أنها كانت مرحلة غنية جدا، وأيامي كانت مليئة كثيرا".
وروى طرفة ليشرح انشغالاته: "زوجتي وحبيبتي ستريدا طلبت مني، في إحدى الزيارات، أن أفكر بحل ما لإشكالية معينة كانت مطروحة، ثم في الزيارة التالية بعد أيام سألت إذا ما وجدت حلا للمشكلة، فأجبتها: "في الحقيقة لا، ما فضيت". وأضاف: "طبعا لم يكن لدي لقاءات أو استقبالات أو وضع خطط أو خلاف ذلك، لكن كان لدي أشياء أخرى تأخذ كل وقتي، إلى حد كنت أتمنى أحيانا ألا يكون لدي زيارات كي أبقى في الجو الذي أنا فيه".
وأكد أن "العمل السياسي اليومي والانشغالات الحزبية، خصوصا مع توسع حزب "القوات اللبنانية" وتمدده بشكل كبير في القواعد والنواب والوزراء، لا يأخذ من حياته الروحية والصفاء الذي بلغه". وهو يؤمن بأن" لدى الانسان بعدا آخر أهم وأوسع وأكبر بكثير من بعده المادي. ففي البعد المادي يمكنه أن يعرف بقدر ما يتعلم، أما في البعد الروحي يمكنه أن يعرف كل شيء وأن يكون متصلا بوجدان الانسانية كلها، وهذا ما يساعده على اتخاذ القرارات الصائبة في حياته العادية المادية".
وأوضح أن "استخدامه لبعض العبارات الدينية في مناسبات حزبية والحرص في ما يتعلق بالسلوك المتميز لوزراء "القوات" ونوابها في السياسة وممارسة السلطة والشأن العام، أو أخيرا بنشره مقتطفات من وثيقة الأخوة الانسانية على "تويتر"، يعبر عن رأيه ونظرته الى الأمور".
وتابع: "لكل موقع في هذه الدنيا عمله، وعملي ليس التبشير ولا أهدف اليه، ولا أجتهد في سبيل ذلك. انما أجتهد لأعبر عن نفسي فقط بالطريقة التي أراها مناسبة. لن أعبر عن نفسي مثلا باستخدام عبارات من كارل ماركس لأنها لا تعبر عني، بل أستعين أحيانا بعبارات مما أؤمن به ومتأثر به. وحين أستخدم آيات من الإنجيل، لكونها تصب في محلها تماما في واقعة معينة أو إطار أو مناسبة معينة بالذات".
أما في ما يتعلق بوثيقة الأخوة الانسانية، فوجد أنها "ليست قصة دينية بقدر ما هي قضية إنسانية كبيرة جدا، وبمناسبة تاريخية".