بعد النشيد الوطني وكلمة لعريفة الحفل إليان بريدي، تحدث رئيس جمعية طاقة الإيمان اللبناني المحامي لوران عون الذي أشار إلى "أن من خلال مذكرّة التعاون هذه ستطلق أنشطة روحية وثقافية لتعزيز البعد الإيماني في حياة الشباب وتنمية ثقافة قبول الآخر وتشجيعهم على المحافظة على دور ورسالة لبنان، إضافة الى نفض الغبار عن تاريخنا الديني والإيماني، من خلال إعادة ترميم مقرات دينية اثرية وتاريخية والعمل على وضع لبنان على الخريطة السياحية الدينية العالمية".
وأكد "أنّ اول نشاط مشترك بين جامعة الروح القدس - الكسليك وجمعية طاقة الايمان اللبناني سيتمثل في ترميم وإعادة تأهيل 33 كنيسة ومعبد ذات طابع ارثي على كامل الأراضي اللبنانية بفضل هبة من الدولة الهنغارّية مشكورة وبفضل متابعة وزير الخارجية جبران باسيل وهو عضو ومؤسس في جمعيّة LFE كما هو داعم اساسي لنشاطاتها".
وشكر قدس الاباتي الهاشم ورئيس الجامعة البروفسور جورج حبيقة على الرعاية واللفتة المميزة في دعم مشاريعنا الايمانية المشتركة، كما شكر كلية الفنون الجميلة في جامعة الروح القدس - الكسليك على جهودها والحاضر الدائم الدكتور خالد نخلة.
كما أكد "أن هدف الجمعية لن يكون فقط ترميم مقرات دينية تاريخية بل ستساهم في دراسة وتطوير البنى التحتية المحيطة بها المقرات كي تصبح عنصر جذب للسياحة الدينية، وفي هذا الاطار سنتعاون مع رابطة أصدقاء وادي قنوبين كما سنقوم بمشاريع مشتركة معا، كما بدأنا بتنفيذ مسار "درب رفقا" مع جمعية أصدقاء وادي حربا وهو مسار حج ديني يمّر من وادي المدفون صعودا الى دير القديسة رفقا وسنطلق مسارات حج ديني أخرى مثل درب القديسين في حردين و درب القديس شربل. ولن ننسى مطلب أهلنا في بعلبك بالمباشرة بمشروع ترميم دير مار مارون بعلبك الذي سكن فيه مار مارون".
وشدد على "أن السياحة الدينية يمكن ان تكون داعما أساسيا للاقتصاد اللبناني، اذ يبلغ عدد السياح الايمانيين (او الدينيين) حسب منظمة السياحة العالمية ما بين 300 و350 مليون سائحا سنوياً، والباب مفتوح امام لبنان، ليصبح مقصدا أساسيا للسياحة الدينيّة خاصة مع وضع لبنان من قبل الفاتيكان على القائمة الرسمية لدول الحج، كما نلمس اهتماما كبيرا من قبل الدول الأوروبية.
ثم كانت كلمة رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، وقال فيها: "ما يجمعنا اليوم في حرم جامعتنا، تحت راية "المحافظة على ذاكرة المعالم المقدسة"، إنما هو الماضي بتراثاته الماورائية والروحية، من أجل حاضر يستمد طاقته من سالف الأيام المجيدة وينحو إلى أفق مستقبلية أكثر روحانية وإنسانية وسلامية، زاهرة ومتألقة".
وبعد تقديم درع لسفير هنغاريا في لبنان جيزا ميهاليي، ألقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كلمة قال فيها: "انقل اليكم تحيات فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي يكن لهذا الصرح الجامعي محبة خاصة، ويتمنى أن يكون توقيع الاتفاقية بين الجامعة وجمعية طاقة الايمان اللبناني LFE بداية مسار لحماية الإرث والتراث اللذين يتمتع بهما لبنان في ما يخص المعالم الدينية المتنوعة".
وأضاف: "لبنان هو ملتقى حضارات وثقافات واديان وهذا واقع يمتد في التاريخ. لبنان ارض عبادات وآلهة ومقامات منذ زمن الكنعانيين وهو ارض قداسة منذ انتشار الديانات السماوية. لبنان الذي ورد ذكره في العهد القديم انتشرت في ربوعه الديانة اليهودية فتوزعت معابدها من جنوبه الى شماله ولا يزال بعضها قائماً حتى الآن في بيروت وصيدا ودير القمر".
وتابع: "مع مجيء السيد المسيح، كانت ارض لبنان مركزاً لانتشار تعاليمه. فبشّر هو في صيدا وصور وصنع العجائب فيهما. خليفته سمعان المدعو بطرس له مقام في بلدة شمع الجنوبية وشمع هي تحريف لاسم شمعون اي سمعان".
وأكد الوزير باسيل: "هذا هو لبنان «قلب الله» الآتي من اسم كلمة لبنان: لب: وهي تعني قلب و«نون» وهو اسم الله. فيصبح اسم لبنان، قلب الله. وهو ايضاً يعني الجبل الابيض. ان اسم لبنان يتردد 71 مرة في الكتاب المقدس. وكل مرة يتكلم الكتاب المقدس عن جمال الله يشبهه بجمال ارز لبنان وهذا الارز هو ارز الرب. لبنان المقدس هو مصدر جذب سياحي ومالي واقتصادي . فلن تبقى السياحة الدينية في لبنان منسية ومهملة فهي مصدر ثروة حقيقية ومصدر تنمية مستدامة".
ودعا رجال الدين المسيحيين والمسلمين في لبنان وفي العالم "الى تشجيع اللبنانيين في بلدان الانتشار كما في الداخل على زيارة المعالم الدينية، ليتعرفوا الى كنوز بلادهم ولكي يتبادلوا المعرفة في ما بينهم ويعززوا اكتشافهم لذاتهم ولثروة بلادهم الحضارية".
كما دعا الاعلام اللبناني "الى تظهير هذه الثروة الوطنية واعطاء العالم صورة عن هذه الحقيقة المغمورة في لبنان، بدلا من تناقل الأخبار البشعة عنه، لإظهار مدى جماله والاضاءة على الأماكن المقدسة فيه. ولبنان الذي يناضل شعبه لبناء الدولة يمتلك الكثير من مقومات الطبيعة والتاريخ والانسان ما يجعله قادراً على النهوض والتميز في محيطه وفي العالم".
وفي الختام وقّع الأب حبيقة والمحامي عون على مذكرة التفاهم وأقيم بعدها حفل استقبال بالمناسبة.