لحظات قليلة حتى طارت من السيارة المشبوهة حقيبة جلدية سوداء اللون، بداخلها 55 ظرفا شفافا تحتوي على مخدرات من نوع سيلفيا، فيما أوقف كلّ من بداخل السيارة ليتم تفتيشها والعثور بداخلها على 15 ظرف كوكايين موضبة بأكياس شفافة، 50 كيس مع "شليمون" تستخدم في استنشاق المادة المخدرة وسواها ليبلغ مجموع المظاريف المضبوطة نحو 180 ظرفاً، فيما عثر تحت المقعد على مسدس حربي.
بعد نحو أربع سنوات على الحادثة التي حصلت ليل 23
-24 نيسان 2015، أحيل المدعى عليهم اليوم أمام المحكمة العسكرية.
بداية المستجوبين كانت مع "أنطونيوس.ق" الذي زعم أنّه لم يعلم أنّه وجدت في سيارته مضبوطات إلّا أمام قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا فقط ، وأضاف: "المسدس لي أما المخدرات فلا علاقة لي بها".
وبمواجهته بما آلت إليه التحقيقات الأوّلية وهي أنّه يتعاطى حشيشة الكيف والكوكايين، وأنّه بدأ العمل بترويج المخدرات قبل 20 يوماً لصالح "حسين.ز" و"علي.م" من الدكوانة الى بيروت مقابل مبلغ يترواح بين 50 ألف و100 ألف ليرة يومياً، أنكر الأمر وترك تفسير وجود هذا الكم من المخدرات في سيارته لصديقة خال زوجته المدعى عليها "شيراز".
وبسؤاله عن علاقة زوجته بالمخدرات وما هي قضية الرسائل التي المضبوطة على هاتفه والتي تتعلّق بترويج المخدرات قال:" أنا كنت أذهب الى الخدمة وأترك الهاتف مع زوجتي وما في حدا بيعرف شو بصير بغيبتو بالبيت"!
جواب "أنطوني" أثار حفيظة زوجته "راية"، ما دفع العميد لسؤالها:" أريد أن أفهم طبيعة علاقتكما،هل لا زلتما زوجين"؟ فردّت: "نعم ولكننا منفصلين ولا حديث بيننا"، قبل أن تعود وتؤكّد أنّ، الهاتف كانت تتبادله هي وزوجها وانّه يوم الحادث طلب منه زوجها مرافقته الى منزل خالها "حسين.ز" للعشاء عنده فرافقته حيث تناولوا العشاء جميعاً ليغادر بعدها زوجها لمدة ساعتين دون أن تعرف وجهته، وقد شاهدت خلالها الخال يتعاطى الكوكايين مع صديقته "شيراز"، ولمّا عاد الزوج لاصطحابها همّ بالخروج معهما الخال والصديقة لإيصالهما إلى إحدى المحلات، وفي الطريق طاردتهم دورية أمنية وحصل ما حصل مشيرة الى أنّها صدمت مما رأت عيناها، جازمة أنّها لم تكن تعلم أنّ زوجها يقوم بترويج المخدرات أو يتعاطاها.
اقترب الخال بعد مناداته من المنصّة فأكّد أنّه طلب من "أنطونيوس" توصيله لتشريج هاتفه وليس لشراء الكحول (كما قال أنطوني في التحقيق الأولي) وأضاف: "أنا الي بالحشيشة والكوكايين إيه بس ما بشرب الكحول، وهيدا الشاب لو فيه شرف ما كان ورّط زوجته وخليها بالحبس 7 شهور".
سالت دموع الزوجة "راية" وتابع خالها إفادته ليقول بأعلى صوته "أنطوني (انطونيوس) طول عمره حمّال بينزل خط عسكري وبيحمّل بضاعة لـ "علي م." وأنا نصحتو ما يشتغل هالشغلة لأن إلها أربابها".
أمّا "شيراز" فروت كيف أطبقت دورية "المعلومات" على السيارة التي كانوا فيها وذكرت أنّ الغرام الذي ضبط بحذائها كان لإستعمالها الشخصي وقد زوّدها به "حسين" ونفت أن تكون شاهدت كيف رُميت الحقيبة الى خارج السيارة.
وترافع ممثل النيابة العامة القاضي هاني الحجار طالباً إدانة المدعى عليهم وفقا لما تضمنه القرار الإتهامي، فيما طلب الموقوفون لأنفسهم الشفقة والرحمة.
الحكم يصدر الليلة.