-ان تكريس مصالحة تامة وشاملة في طرابلس عموماً وبين جبل محسن والتبانة والمناطق المحيطة به، واقفال هذا الجرح بشكل كامل ونهائي والتعويض على كل المتضررين من جولات العنف التي دفعت طرابلس ثمنا غاليا لها، كما والسعي الى مسح صورة الحرب عن وجه التبانة والجبل بشكل خاص وطرابلس بشكل عام، هو من أهم واجبات الدولة التي عليها ايضا ان تتضامن مع تلك المناطق المنكوبة وان تعمل على اعفاء اهلها من الرسوم والضرائب لاسيما المحلات التجارية والمؤسسات التي أفلست وانهارت خلال سنوات الاقتتال والتي تسعى اليوم ورغم الظروف الضاغطة الى الإنتاج وتأمين عمل وقوت للعائلات التي تعمل فيها وكذلك لن يقفل الملف الا بمحاكمة المبعدين والمسجونين ورعاية جرحى الحرب.
-هذه الحكومة وان كنا نستبشر فيها خيرا" ونأمل ونتمنى لها النجاح لان ذلك يصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين ولكن في الوقت نفسه نرى أنها ناقصة لكي لا أقول أكثر من ذلك... ناقصة لأن طيفا" لبنانيا" وطنيا" غاب عنها لأسباب نجهلها ولا نجد لها مبررا"، فالطائفة الاسلامية العلوية أيها الزملاء هي من الطوائف التي أسست لبنان، وأبناؤها يحملون الجنسية اللبنانية بسوادهم الأعظم منذ احصائي 1924 و 1932 وكانت هذه الطائفة تقوم بواجباتها الوطنية على أكمل وجه الى جانب الطوائف الأخرى سواء في النضالات ضد الانتداب الفرنسي او مواجهة الاحتلال الاسرائيلي حيث قدمت خيرة شبابها وفي تحقيق الاستقلال وفي كل المحطات الأخرى. فلماذا تحرم هذه الطائفة من التمثيل الوزاري وما هي الاسباب الموجبة لذلك ولماذا تمثل كل طوائف لبنان باستثناء العلويين؟ من سيجيبنا على هذا السؤال ومن سيجيب 100 الف علوي يشعرون بانتقاص لحقوقهم وتهميش واستهداف وحرمان من عدم تمثيلهم. وهنا نسأل أيضا وأيضا، هل في لبنان مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية ؟؟؟ أعتقد أن هذا الزمن قد ولى الى غير رجعة وبما أن الأمر كذلك، فانّ تمثيل العلويين هو في رقبة السلطة السياسية التي من المفترض أن تعامل اللبنانيين سواسية كأسنان المشط وعند حصول أي خلل في هذا التعامل ، يؤدي ذلك الى شعور شريحة من اللبنانيين بالغبن، ما يؤدّي لتوترات وقلاقل وعدم استقرار، فلا يمكن لوطن ان ينعم بالأمان وشرائح منه تشعر بالظلم. وأطلب من السلطة السياسية ان تحذر غضب الحليم!
هل تعلمون أيها السادة ان 100 الف نسمة لديهم موظف واحد ضمن الفئة الثانية وفقط 3 موظفين في الفئة الثالثة، هل تعلمون ان اللبنانيين العلويين مغيبون في الكثير الكثير من الوزارات والإدارات العامة حيث لا يوجد في بعضها ولا حتى أجير واحد ينتمي لهذا الطيف اللبناني، ولن استفيض اكثر لانني اذا دخلت في التفاصيل فسأحتاج لأيّام.
-أما طرابلس فحدّث عنها ولا حرج فهي شريكة دائماً في الغرم.. وعند الغِنم تستبعد وتهمّش، وهذا أمر لم يعد مقبولاً خصوصاً مع وجود كتلة الوسط المستقل برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، فلهذه المدينة حقوق يجب على الدولة أن تسارع وعاجلاً إلى تلبيتها. فطرابلس إذا كانت بخير، يكون الوطن بخير والتجارب في ذلك كثيرة.
لكن اليوم طرابلس ليست بخير، فالفقر يتوحش والبطالة تكشر عن أنيابها والأزمات الاجتماعية والصحية تتنامى والنسب في ذلك تخطّت الخطوط الحمر وهي الى ارتفاع. ولا أشيع سراً ان قلت ان نسبة الفقر بين العائلات تجاوزت 60% وان 20% منهم يعيشون تحت خط الفقر والبطالة تجاوزت ال40% والتسرب المدرسي يهدد بأمية جيل كامل والدولة تتفرج. مشاريع طرابلس بمعظمها متوقفة والدولة تتفرج. ومرافق طرابلس مقفلة والدولة تتفرج. فالى متى سياسة الاستلشاق بالمدينة؟
هل تعلمون أيها الزملاء أن طرابلس من أكثر المدن التزاما بدفع الرسوم والضرائب؟ هذا يعني أن طرابلس تريد الدولة لكن هل الدولة تريد طرابلس! أترك هذا السؤال في عهدة دولة الرئيس والحكومة العتيدة علنا نجد تعاطياً إيجابياً لم نعتد عليه سابقا، في ظل هذه الحكومة، ونأمل أن تعتمد هذه الحكومة بأن الحكم استمرار فتنفذ كل المشاريع المقررة للمدينة في الحكومات السابقة وأن تفرج عن المئة مليون دولار التي خصصتها حكومة الرئيس ميقاتي بمرسوم لتنفيذ بعض المشاريع في المدينة.
وكلمة أخيرة، مهما أعطيتم طرابلس فأنتم مقصرون بحقها، فهذه المدينة دفعت الأثمان عن كلّ لبنان وآن الأوان لأن تحتضن من كل لبنان".