وقد خيمت على الإعتصام أجواء من الحزن والأسى، ورفعت صور الزين ولافتات باسم شباب وشابات آل الزين في الزعرورية وجاء فيها: "واهيثم قتلوك غدرا وأهدروا دمك ظلما، فهنيئا لك الشهادة أيها المظلوم"، "نعاهدك ألا يذهب دمك هدرا"، "لك في كل بيت لمسة، وفي كل قلب همسة". ودعا المعتصمون الى "ضرورة تنفيذ حكم الإعدام بالقاتل ومنع أي تدخل سياسي لتهدئة النفوس، والا يضيع حق الضحية".
وبعد دقيقة صمت حدادا على روح الشهيد، تمت تلاوة سورة الفاتحة، ثم ألقى أنور الزين كلمة بإسم أهالي الزعرورية، حيث وقفت الى جانبه زوجة الشهيد وهي تحمل صورته، فقال: "هيثم الزين ليس رقما يضاف الى قافلة أرقام الضحايا، هيثم الزين شهيد شهيد شهيد. هيثم الزين ما من بيت في بلدتي إلا ورمى من شباكه وردة، وترك فيه همسة، وما من طفل إلا وأطعمه رغيفا من يده. هيثم الزين، هيثم نصر الدين وأبو ضاهر وعثمان "عائلات الزعرورية)، هو ابن الزعرورية وعانوت وداريا، والكل يشهد له بالنزاهة والإستقامة".
وأضاف: "هيثم الزين من بلدة المثقفين، فالزعرورية ليست بلدة هاربة من القانون، ولن تكون، بل هي بلدة المثقفين والشعراء، وفيها مديران عامان في القصر الجمهوري، وفيها اللواء عماد عثمان، والذي نتوجه له بتحية إكبار وإجلال، ومدير عام سابق لقوى الأمن الداخلي. الزعرورية بلدة المثقفين والمهندسين والمحامين والعمداء العسكريين بلا عدد".
وأكّد أنّ الزعرورية "تتبنى كلّ البيانات الصادرة حول الجريمة، وعلى وجه الخصوص بيان بلدية الزعرورية بحرفيته، كما تتبنى بيان جارتنا بلدية مزرعة الضهر حرفا حرفا، وكذلك بيان اتحادي بلديات اقليم الخروب الشمالي والجنوبي"، مشدّداً على أنّه "لن نترك دم هيثم الزين يذهب هدرا، ولن نسكت، فهو شهيد وله في ذمتنا حقوق"، وقال: "ان هيثم الزين بريء ومظلوم، وكل الأمل بالقضاء"، داعيا السياسيين الى "عدم طرح قضية هيثم الزين في بازاراتهم السياسية".
وختم: "ان قاتل الزين معروف، وقد اعترف بجريمته، وهي جريمة داعشية، ومكان وقوع الجريمة معروف، فدمه مازال ينبض، وكل ما نريده ان تعلق مشنقته في المكان نفسه، فحيث قتل، يجب ان يقتل، حتى تسكن النفوس وحتى نطمئن ونترحم عليه ويكون لعائلته حياة حرة وكريمة".