ويرافق الراعي مدير البروتوكول والاعلام في البطريركية المارونية وليد غياض.
وأقيمت على شرف البطريركين مراسم وداع رسمية في المطار، حيث كان في وداعهما ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب سيزار ابي خليل، رئيس مكتب جبل لبنان في المخابرات العميد كليمون سعد وعدد من المطارنة.
وكان للراعي كلمة في صالون الشرف، جاء فيها: "يسعدنا ان نلبي دعوة الامارات العربية المتحدة للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي تنظمه، وموضوعه الجميل عن "الاخوة الانسانية" الذي نحن بأمس الحاجة اليه، كما يسعدنا حضور قداسة البابا فرنسيس وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب". ووجه "تحية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشخص ممثله النائب سيزار ابي خليل".
وحمل الراعي والعبسي، أبي خليل، التهنئة "من كل القلب للحكومة الجديدة، وهذه الفرحة ليست فقط لفخامة الرئيس ودولة الرئيس الحريري، ولكن هي فرحة لكل الشعب اللبناني وكل الاسرة العربية والدولية، لأن الجميع كان ينتظرها، ونتمنى من الحكومة الجديدة الانطلاق لأن التحديات امامها كثيرة، خاصة بعد تسعة اشهر من الانتظار، حيث تراكمت على لبنان خسائر وحاجات كثيرة، وطبعا نحن سنرافقها بالصلاة".
كما وجه الراعي "تحية كبيرة لدولة الامارات العربية المتحدة التي تنظم هذا المؤتمر، حيث سيشرف عليه قداسة البابا فرنسيس الذي سيكون اول بابا يزور منطقة الخليج ويحمل شعار "اجعلني أداة لسلامك"، وهذه من كلمات صلاة شفيعه مار فرنسيس. ونحن كلنا نقول اجعلني اداة لسلامك، ونحن بالنسبة لنا وللبطريرك يوسف العبسي نشارك بدعوة رسمية وسنشارك بمداخلات سنقدمها حسب الطلب الذي وجهوه لنا، والموضوع الذي سأقدمه شخصيا هو "الاخوة الانسانية- تحديات وفرص"، ونحن سعداء جدا بهذا الموضوع لأن الناس وكأنهم فقدوا روح الاخوة ونسوا اننا جميعا ابناء الله الواحد مهما تنوعت ادياننا وثقافتنا والواننا وعرقنا، ولكن نحن جميعا عائلة بشرية واحدة وقيمتها اننا متنوعون، وقيمتنا اننا في لبنان يسعدنا ان يكون نظامنا السياسي نظاما منفتحا بهذا الموضوع".
وقال: "البطريرك العبسي وأنا نهنئ دولة الامارات العربية على اختيار هذا الموضوع، لأن الحروب والنزاعات والفتن ازدادت كثيرا، ونتأمل ان يكون النداء الذي سيصدر عن قداسة البابا بشكل خاص وعن شيخ الازهر والحاضرين، بأن يمس ضمائر المسؤولين عن الحروب الذين لا يزالون يخططون للحروب، ويمس كذلك ضمائر المنظمات الارهابية والتكفيرية التي تشوه مفهوم الدين، بينما الديانات كلها تدعو الى الاخوة والسلام، وبهذه الروح، البطريرك العبسي وأنا ذاهبان مع كل الذين سبقونا الى الامارات، ولاسيما المفتي الجعفري والمفتي دريان".
وردا على سؤال عن التحدي الاساسي امام الحكومة الجديدة، قال الراعي: "التحدي الكبير هو الدعوة الى الاخوة. اما في ما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط، فماذا يوجد فيها بعد من الانسانية؟ عندما نرى دولا في الشرق الاوسط والغرب تذكي الحروب وتفرضها من دون أن يهمها الملايين من الناس الذين تشردوا على الطرقات وباتوا في الخيم ومنهم من مات في البحار وكأن هؤلاء ليسوا بكائنات بشرية".
أضاف: "ان النداء القوي الذي سيصدر هو "كفى حروبا" لأننا نريد السلام، وكل انسان يحق له ان يعيش بسلام، ولا احد خلق حتى يعيش مقهورا او مشردا او مهجرا خارج ارضه ووطنه، فكل الذين تركوا ارضهم سواء في سوريا او العراق او فلسطين، أرغموا على ذلك، وهم جماعة مسالمين كانوا يعيشون في بيوتهم آمنين، واعتقد ان هذا هو التحدي الكبير، والنداءات التي سيرفعها قداسة الباب في وجه كل اسياد الحروب الذين من اجل مصالحهم ومن اجل تجارة السلاح ومن اجل استراتيجياتهم، يعبثون بكل الناس، والعالم بحاجة الى اخوة".
من جهته قال العبسي: "نحن نعتبر ان الاخوة تكمن في وجود الكنائس المسيحية في الخليج، وفي تلك المنطقة ليس عندهم فكرة عن وجود الكنائس المشرقية المسيحية في منطقتنا، وحضورنا الى جانب قداسة البابا يعطي حقيقة الواقع الديمغرافي في بلادنا المشرقية هنا، وحضورنا كمسيحيين فاعلين في منطقتنا، ومن هنا اهمية حضورنا لهذا المؤتمر الذي سنكون فيه الى جانب قداسة الباب ككنائس مشرقية".