بالمغلي والقلوبات والمبروك والنكات والانتقادات، استقبل اللبنانيون حكومة العهد الأولى، على مواقع التواصل الاجتماعي. ولادة قيصرية كانت أم طبيعية، لا يهمّ. المهم أنّ في لبنان مولوداً جديداً تمنّى له الشعب أن "يربى بدلال" أهله، بعيداً من الفساد والأنانيات والتهوّر و"الأمراض السياسية والمذهبية والطائفية والحزبية".
لكن، وفيما كانت المفرقعات النارية تغزو سماء لبنان وليله الحالك، كان ثمة من يسأل على "السوشيل ميديا":"شو ناطر من شعب بفرقع بس تتشكل الحكومة !!؟". حقاً، لماذا بات إتمام الاستحقاقات الدستورية إنجازاً يستدعي التهليل والتصفيق ونحر رقاب الخواريف؟!
تسعة أشهر استغرق تشكيل الحكومة، وكاد لبنان أن يسقط في هاوية عميقة بعد أن كان شعبه يقع يومياً في حفر الضائقات المعيشية والاقتصادية. مخاضٌ عسير، انتهى بولادة خالية من المفاجآت، ما دفع البعض إلى السؤال عن السبب الذي أعاق تشكيلها منذ لحظة التكليف. هل قلنا "مفاجآت"؟! بلى، وجدت.
المفاجأة المدويّة كانت طبعاً إسناد وزارة الداخلية والبلديات، وهي وزارة سيادية يُناط بها عددٌ من الشؤون البالغة الأهمية بما فيها الأمنية والسياسة الداخلية...، إلى الوزيرة السابقة ريّا الحسن. إنّها سابقة في تاريخ الحكومات اللبنانية، بل العربية. "ضربة معلم"، بهذا الوصف علّق أحد المستخدمين على قرار الرئيس سعد الحريري. فخطوته لاقت استحسان الأغلبية، لا سيّما من قبل جمهور المدافعين والمدافعات عن المساواة والمؤمنين (ات) بدور المرأة في كلّ القطاعات.
لكن جدران مواقع التواصل لم تخل بطبيعة الحال من المزاح والنهفات. "كلّ عمرن المزوجين بيعطو صفة الداخلية لنسوانن، اليوم صار اللقب رسمي"، كتب أحدهم، فيما ذهب آخرون في مخيّلتهم إلى توّقع ازدياد طلب النساء على تراخيص حمل السلاح!
ولعلّ المفاجأة الإيجابية الثانية التي خرج بها تشكيل الحكومة هي توزير أربع سيدات. مي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، ندى البستاني وزيرة الطاقة والمياه، ريا الحسن وزيرة الداخلية وفيوليت الصفدي وزيرة دولة لشؤون "التأهيل الاقتصادي والاجتماعي للشباب والمرأة". يا للهول! هنا، "قامت القيامة ولم تقعد"، وهي ثورة محقة سرعان ما استدعت تصحيح هذا الخطأ الفادح! وزارة "لتأهيل المرأة والشباب"؟! طبعاً، ثار الغضب وتوالت التعليقات على "السوشيل ميديا" باعتبار انّ التسمية تنتقص من دور المرأة ومكانتها وتصوّرها كائناً ضعيفاً بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم وتصحيح.
الضغط الشعبي الافتراضي فعل فعله، وسيصبح للمرأة وزارة لتعزيز دورها!...نأمل ذلك! ففيما كانت الحناجر والأقلام والأيبودات تفرح للمرأة اللبنانية، كان الصحافي جوزف أبو فاضل على شاشة التلفزيون يتناولها بلغة تحمل الاستهزاء والاستضعاف والإهانة. لقد قال حرفياً، متحدثاً عن حسنات وجود نساء في الحكومة: "هني برتبوا وبرطبوا الجوّ...عرفت كيف؟ يعني شو بدو يقعد يحكي الواحد قدام مرة؟ ما فيك تحكي...اذا بدك تفلت حكي ما فيكّ اذا بدك تحكي كلام خارج عن المألوف ما فيك!". يسأله المحاور بلغة مشابهة:" رح يضبوا مجلس الوزراء يعني؟"، فيجيب:"لازم يضبضبو! على كل وحدة منن انو تضب 8 وزرا 7 وزرا بيمشي الحال.. ايه (مع ضحكة عريضة) سبع وزرا.. سبعة بأربعة؟"!
ولعلّ النكتة الأهضم في "حفلة" التعليقات الافتراضية كانت من نصيب الوزير الياس بو صعب الذي توّلى وزارة الدفاع. الرجل اشتهر بمنحه عطلات مجانيّة للطلاب، عند كلّ شتوة، عندما كان وزيراً للتربية. ثمة من كتب: "الياس بو صعب وزيراً للدفاع... عند أوّل شتوة الجيش كلو عالبيت"!
على أي حال، يبدو أن اللبنانيين يستمهلون إطلاق الأحكام على المولود الجديد، رغم قناعة كثيرين منهم أنها لن تحدث فرقاً إيجابياً ملحوظاً. الأكيد أنّ الشعب اللبناني بالمرصاد. الدليل: عودة إلى الأمس حين كانت جدران مواقع التواصل الاجتماعي تعرض "شتلة وزارة البيئة" العظيمة!
لكن، وفيما كانت المفرقعات النارية تغزو سماء لبنان وليله الحالك، كان ثمة من يسأل على "السوشيل ميديا":"شو ناطر من شعب بفرقع بس تتشكل الحكومة !!؟". حقاً، لماذا بات إتمام الاستحقاقات الدستورية إنجازاً يستدعي التهليل والتصفيق ونحر رقاب الخواريف؟!
تسعة أشهر استغرق تشكيل الحكومة، وكاد لبنان أن يسقط في هاوية عميقة بعد أن كان شعبه يقع يومياً في حفر الضائقات المعيشية والاقتصادية. مخاضٌ عسير، انتهى بولادة خالية من المفاجآت، ما دفع البعض إلى السؤال عن السبب الذي أعاق تشكيلها منذ لحظة التكليف. هل قلنا "مفاجآت"؟! بلى، وجدت.
المفاجأة المدويّة كانت طبعاً إسناد وزارة الداخلية والبلديات، وهي وزارة سيادية يُناط بها عددٌ من الشؤون البالغة الأهمية بما فيها الأمنية والسياسة الداخلية...، إلى الوزيرة السابقة ريّا الحسن. إنّها سابقة في تاريخ الحكومات اللبنانية، بل العربية. "ضربة معلم"، بهذا الوصف علّق أحد المستخدمين على قرار الرئيس سعد الحريري. فخطوته لاقت استحسان الأغلبية، لا سيّما من قبل جمهور المدافعين والمدافعات عن المساواة والمؤمنين (ات) بدور المرأة في كلّ القطاعات.
لكن جدران مواقع التواصل لم تخل بطبيعة الحال من المزاح والنهفات. "كلّ عمرن المزوجين بيعطو صفة الداخلية لنسوانن، اليوم صار اللقب رسمي"، كتب أحدهم، فيما ذهب آخرون في مخيّلتهم إلى توّقع ازدياد طلب النساء على تراخيص حمل السلاح!
ولعلّ المفاجأة الإيجابية الثانية التي خرج بها تشكيل الحكومة هي توزير أربع سيدات. مي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، ندى البستاني وزيرة الطاقة والمياه، ريا الحسن وزيرة الداخلية وفيوليت الصفدي وزيرة دولة لشؤون "التأهيل الاقتصادي والاجتماعي للشباب والمرأة". يا للهول! هنا، "قامت القيامة ولم تقعد"، وهي ثورة محقة سرعان ما استدعت تصحيح هذا الخطأ الفادح! وزارة "لتأهيل المرأة والشباب"؟! طبعاً، ثار الغضب وتوالت التعليقات على "السوشيل ميديا" باعتبار انّ التسمية تنتقص من دور المرأة ومكانتها وتصوّرها كائناً ضعيفاً بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم وتصحيح.
الضغط الشعبي الافتراضي فعل فعله، وسيصبح للمرأة وزارة لتعزيز دورها!...نأمل ذلك! ففيما كانت الحناجر والأقلام والأيبودات تفرح للمرأة اللبنانية، كان الصحافي جوزف أبو فاضل على شاشة التلفزيون يتناولها بلغة تحمل الاستهزاء والاستضعاف والإهانة. لقد قال حرفياً، متحدثاً عن حسنات وجود نساء في الحكومة: "هني برتبوا وبرطبوا الجوّ...عرفت كيف؟ يعني شو بدو يقعد يحكي الواحد قدام مرة؟ ما فيك تحكي...اذا بدك تفلت حكي ما فيكّ اذا بدك تحكي كلام خارج عن المألوف ما فيك!". يسأله المحاور بلغة مشابهة:" رح يضبوا مجلس الوزراء يعني؟"، فيجيب:"لازم يضبضبو! على كل وحدة منن انو تضب 8 وزرا 7 وزرا بيمشي الحال.. ايه (مع ضحكة عريضة) سبع وزرا.. سبعة بأربعة؟"!
وفيما كانت هذه القضية تشغل البال، لم ينس روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أنّ وزارة الفساد التي استُحدثت في الحكومة السابقة، قد أزيلت! إنه المضحك المبكي في بلد مثل لبنان ينال دائماً أعلى العلامات في فساده. الظاهر أنّ إلغاء هذه الوزارة لم يُحزن اللبنانيين، فهم ما كانوا يأملون منها خيراً، ولا هي فعلت ما يستحق الذكر!
ولعلّ النكتة الأهضم في "حفلة" التعليقات الافتراضية كانت من نصيب الوزير الياس بو صعب الذي توّلى وزارة الدفاع. الرجل اشتهر بمنحه عطلات مجانيّة للطلاب، عند كلّ شتوة، عندما كان وزيراً للتربية. ثمة من كتب: "الياس بو صعب وزيراً للدفاع... عند أوّل شتوة الجيش كلو عالبيت"!
على أي حال، يبدو أن اللبنانيين يستمهلون إطلاق الأحكام على المولود الجديد، رغم قناعة كثيرين منهم أنها لن تحدث فرقاً إيجابياً ملحوظاً. الأكيد أنّ الشعب اللبناني بالمرصاد. الدليل: عودة إلى الأمس حين كانت جدران مواقع التواصل الاجتماعي تعرض "شتلة وزارة البيئة" العظيمة!