أزمة نفق شكا، والطريق المقطوعة، فرضا حِملاً جديداً على كاهل ابن الشمال المتجه إلى بيروت، وكأنّ هذا المواطن لا يكفيه تحمّل العناء اليومي جرّاء زحمة جونية وجل الديب، حتى يتكبّد مزيداً من العبء والضغط، إذ أصبحت الطريق إلى بيروت تعد بالساعات "الميتة"، وبات الشمالي المرغم على هذا المشوار اليومي بحكم العمل أو الدراسة، يترحم على الزحمة العادية التي تقتطع من وقته ساعتين أو ثلاثة!
وفيما لا أفق حتى الآن لحل نهائي للأزمة التي بدأت بوادرها مع العاصفة "نورما" التي سبقت "ميريام"، والتي لم تقترن بأي حلول سريعة تقي من الإنهيار الترابي المستمر، بقيت تصريحات نواب المنطقة والمسؤولين التي أطلقت من المنطقة "المشلولة"، كلاماً في الهواء.
إلى ذلك، وفي ظلّ التلكؤ السياسي والوزاري حيال الأزمة "المفتوحة"، أقدمت القوى الأمنية اليوم الجمعة، على فتح النفق بشكل جزئي بعدما كان أغلق بشكل تام لمدّة 11 يوماً، ليعود ضغط السير على مسلك واحد ذهاباً وإياباً، حتى بات اجتياز النفق يستغرف أكثر من نصف الساعة، فيما لا يتطلب الأمر في الأيّام العادية أكثر من 30 ثانية.
أما في ما يتعلق بالمسلك الثاني للنفق، فيبدو أن لا مؤشرات توحي بإعادة تفعيله في الوقت القريب، مع الإشارة إلى أنّ اعتماد مسلك واحد لخطين، لم يحُل دون اللجوء إلى الطريق البحرية أو حامات، وذلك نظراً لزحمة السير الضاغطة.
إزاء هذا الواقع، ترتفع الأصوات المنددة بالتقاعس حيال حلّ أزمة حياتية، فيما يسأل المواطن الطرابلسي عن سبب غياب وزارة الأشغال وتغييب الجهات القادرة على رفع الردم.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر وزارة الأشغال لـ"لبنان 24"، أنّ هناك اجتماعات يومية يعقدها وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس في هذا الشأن، بعيداً من الإعلام، بهدف اختيار الشركات المناسبة التي سيتمّ تلزيمها أعمال النفق. وشدّدت المصادر على أنّ دوائر الوزارة ليست غائبة عن المشكلة، موضحةً أنّها تتابع الأمر عن كثب، مع إشارتها إلى تفهّم صرخات المواطنين في هذا الإطار.
أزمة "جبل شكا"، لم تغب أيضاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أقدم أحدهم على توصيف المشهد ساخراً، فكتب عبر حسابه الخاص على "فيسبوك": "مشوار بيروت: عجقة لتطلع من طرابلس وتستلم الاوتوستراد، عجقة عند نفق شكا، عجقة عالمدفون، عجقة من الكازينو بجونية ولغاية مفرق كسروان، عجقة من الضبية مرورا بانطلياس وجل الديب والزلقا والدورا لغاية الكرنتينا، عجقة اشارات داخل بيروت.
الرجعة: عجقة لتطلع من بيروت وتستلم اوتوستراد الدورة، اذا استلمت اوتوستراد الدورة عجقة لغاية غزير، عجقة المدفون، عجقة شكا؟
اذا رحت طريق بحري: عجقة لتستلم الطريق البحري ، عجقة بالكسليك، عجقة بجونية من جوا، عجقة المدفون، عجقة شكا.
كللو عجقة بعجقة .....هيدا كللو من دون اي حوادث تذكر عالطريق... او كوارث طبيعية اضافية".
وفي مقابل هذا التوصيف تساءل مواطن آخر، إن كان نواب المنطقة، قد لاحظوا قطع طريق شكا!
يبقى أنّ أهالي طرابلس، يصلّون اليوم وبكل تأكيد، أن لا تضرب عاصفة ثالثة موطنهم، وهم الذين باتوا بمناخ الثانية وطناً خارج حدود الوطن.