أبلغ الرئيس السوداني عمر حسن البشير حشدا ضم الآلاف من أنصاره اليوم الأربعاء (التاسع من كانون الثاني 2019) بأنه سيبقى في السلطة فيما تجمع محتجون على بعد بضعة كيلومترات مطالبين إياه بالتنحي بسبب أزمة اقتصادية. وتحدى البشير معارضيه بأن يهزموه في صندوق الانتخابات وألقى باللوم على قوى أجنبية لم يذكرها بالاسم في تأجيج الاحتجاجات شبه اليومية المستمرة منذ أسابيع بسبب نقص الخبز والعملة. وقال البشير لمناصريه "هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت".
وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 كانون الأول في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير. ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان تظاهرات غاضبة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في وقت تعاني البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%. ووصف محللون الاحتجاجات بأنها أكبر تهديد يواجهه نظام البشير حتى الآن.
وأفادت السلطات أنّ 19 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصراً أمن، إلاّ أنّ منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40 قتيلا.
وعقب انتهاء تجمع الأربعاء، خرجت مجموعات من المناهضين للحكومة إلى الشوارع في أم درمان. وقام نحو 300 متظاهر يهتفون "حرية، سلام، عدالة" بإغلاق طريق رئيسي في أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أضاف الشهود.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين أكدوا أن الوضع استقر الآن. وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين.