ورأت الصحيفة أن ذلك يظهر في رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تلقي أوامر من الولايات المتحدة"، ورفضه بشكل قاطع الاجتماع مع مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون خلال زيارته إلى تركيا التي استغرقت يومين.
انقلاب ناعم
وكانت صحيفة "دايلي صباح" التركية المقربة من الحكومة اتهمت في افتتاحيتها بولتون، بتدبير "انقلاب ناعم" ضدّ ترامب، وذلك من خلال الزعم بالتمهيد للإنسحاب الأميركي من سوريا، عبر الطلب من تركيا بأن تتعهّد بعدم مهاجمة القوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تقاتل "داعش".
في هذا الوقت، ردّ أردوغان على تصريحات بولتون، قائلاً أمام برلمان بلاده أمس: "تصريحات بولتون... غير مقبولة. لا أستطيع أن أبتلع هذا.. بولتون يرتكب خطأ فادحاً إذا كان يعتقد ذلك، هو يرتكب خطأ كبيرا... لن نتساهل".
وشدد أردوغان على أن كلام بولتون يعقّد خطة ترامب لسحب القوات الأميركية من سوريا، رافضاً استقباله.
وتابع الرئيس التركي أن بلاده توصلت لتفاهم مع ترامب بشأن خطط الانسحاب لكن "أصواتا مختلفة بدأت تصدر من قطاعات مختلفة في الإدارة".
وخلصت الصحيفة إلى استنتاج يقول إن إدارة ترامب إذا أصرت على مسعاها في الحصول على ضمانات لحلفائها الأكراد ضد أي عمل عسكري تركي محتمل، فمن المتوقع أن تتصاعد التوترات بين أنقرة وواشنطن.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان كان قد شدد في مقالة نشرت الاثنين الماضي في صحيفة "نيويورك تايمز" على أن تركيا لا تضمر نوايا سيئة للأكراد السوريين، لكنها لن تسمح لوحدات حماية الشعب الكردي السورية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعتبرها إرهابية، بأن تواصل سيطرتها.
صعوبات وتضارب!
ويسلط ذلك الانتقاد الصعوبات التي تواجه تنفيذ هدف ترامب إعادة نحو ألفي جندي أميركي من سوريا. وتتوقف خطة ترامب، التي ألقت رسائل متضاربة من الرئيس وإدارته بظلالها عليها، على التعاون التركي لتأمين مساحة شاسعة من الأرض في شمال شرق سوريا بينما تغادر الولايات المتحدة.
وذكر مسؤول أميركي كبير أن بولتون شدد في محادثاته مع المسؤولين الأتراك على الحاجة لضمانات على أن المقاتلين الأكراد الذين تساندهم الولايات المتحدة في الحملة على تنظيم داعش لن يلحق بهم الضرر بعد الانسحاب الاميركي. لكن لا توجد علامات على اتفاق بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي واللتين توترت علاقتهما بسبب سوريا وقضايا أخرى.
مصير القواعد الاميركية في سوريا
وكان بولتون أبلغ المسؤولين الأتراك أيضا بأن الانسحاب الأميركي سيتم بطريقة منظمة وبأن واشنطن ليس لديها أي خطط في هذه المرحلة بشأن الانسحاب من قاعدة التنف قرب الحدود العراقية.
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة حريت التركية الى أن من المتوقع أن تطلب أنقرة من مسؤولين أميركيين تسليم القواعد العسكرية الأميركية في سوريا لتركيا أو تدميرها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها قولها إن تركيا لن تقبل أن تسلم واشنطن هذه القواعد البالغ عددها 22 إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال مسؤول أمني تركي كبير إن واشنطن يجب أن تسمح لتركيا باستخدام قواعدها في سوريا. وقال كالين إن تركيا تريد إخلاء القواعد وتسليمها "لعناصر محلية".
وأضاف كالين عقب الاجتماع مع بولتون إنه لا يوجد تباطؤ في الانسحاب الأميركي من سوريا وإن تركيا تركز على مصير القواعد الاميركية في سوريا وعلى الأسلحة التي قدمتها واشنطن لوحدات حماية الشعب.