أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّه يتعيّن على تل أبيب أن تختار ما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، في الوقت الذي تضغط واشنطن على إسرائيل لتخفيف علاقاتها مع الصين.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ العلاقة ما بين إسرائيل والصين كانت على رأس قائمة المواضيع التي تطرّق اليها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون خلال زيارته لإسرائيل مؤخرًا، مشيرةً الى أنّ هناك الكثير من الفوضى في الشرق الأوسط التي يتعين على الإدارة الأميركية التعامل معها.
وتتمثل مخاوف بولتون في دور الصين ببناء وتشغيل ميناء حيفا الجديد ومخاطر استخدامه للتجسس على سفن البحرية الأميركية التي تزور المنطقة، كما أنّه قلق بشأن إمكانية التنصت الصيني على المتصلين الذين يستخدمون معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية المستوردة من هواوي وZTE.
وإضافةً الى ما تقدّم فإنّ إدارة ترامب غير راضية على ما يُحكى عن نية الشركات الصينيّة نشر التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، ضمن سباق بكين مع أميركا لتصبح القوة التكنولوجية الأولى في العالم، بحسب الصحيفة التي قالت إنّ واشنطن أرسلت خيارين لإسرائيل للاختيار بين واشنطن وبكين.
وتابعت الصحيفة أنّ الصين كانت النقطة الأبرز في استراتيجية نتنياهو لتنويع اعتماد إسرائيل السياسي والاقتصادي بدلاً من الإتكال فقط على الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وتنبع مخاوف واشنطن من أنّ الصين أصبحت بالفعل ثاني أكبر قوة إقتصادية في العالم، ولا يمكن أن تتوقف.
وعن طريقة التعامل الجديدة بين الصين وتل أبيب، أشارت الصحيفة الى أنّ بكين متعطشة للتكنولوجيا كمحفز لتحريك صناعتها وحل التحديات البيئية الخطيرة، وفي المقابل فقد حققت إسرائيل تقدمًا في عالم التكنولوجيا وكانت سعيدة بالعمل مع الشركات الصينية التي بدأت تستثمر في الشركات الإسرائيلية الناشئة.
ولكن من المتوقع أن تواجه الصين قواعد جديدة أكثر صرامة من الغرب، بحيث لا تكون أسواق التصدير مفتوحة بسهولة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ إسرائيل أصبحت في موقف صعب، فهي تمتلك قوة تكنولوجية وعسكرية، إلا أنّها لا تمتلك القدرة على إدارة سياستها الخارجية بشكل مستقل، وهي مرتبطة بواشنطن.