أعلنت شبكة التلفزيون الأميركية "CBS" أنّ السلطات المصرية طلبت منها عدم بث مقابلة أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يتحدّث فيها عن التعاون بين مصر وإسرائيل في سيناء. وأكّدت الشبكة أنّها رغم ذلك، ستبث في برنامج "60 دقيقة" يوم الأحد المقبل "المقابلة التي لا تريد الحكومة المصرية رؤيتها على التلفزيون". وأوضحت الشبكة أنّ "السفير المصري في الولايات المتحدة اتصل بفريق برنامج 60 دقيقة بعد فترة وجيزة من إجراء المقابلة، وقال إنّه لا يمكن بثها".
ونشرت القناة الأمريكية اليوم الجمعة مقتطفات من المقابلة التي أجراها الصحافي سكوت بيللي مع السيسي، الذي أكّد فيها أنّ "جيشه يعمل مع إسرائيل ضدّ الإرهابيين في شمال سيناء".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان هذا التعاون مع إسرائيل هو الأقرب بين عدوين كانا في حالة حرب في وقت من الأوقات، أجاب السيسي: "هذا صحيح... لدينا تعاون مع الإسرائيليين على نطاق واسع".
Sunday, the interview Egyptian President Abdel Fattah El-Sisi didn’t want you to see https://t.co/yvj3i3qC28 pic.twitter.com/mtTwJ5t5bk
وكان الجيش المصري أطلق في شباط الماضي العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، بالمشاركة مع قوات الشرطة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة. وفي الشهر نفسه صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "تل أبيب ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها، بعدما قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل قامت بضربات جوية ضد الجهاديين في سيناء".
وجاء شنّ العملية "سيناء 2018" بتكليف من السيسي بعد هجوم يعد الأكبر من حيث أعداد الضحايا، نفذه مسلحون يُعتقد على نطاق واسع أنّهم ينتمون لتنظيم "داعش"، وأسفر عن سقوط 311 قتيلاً وإصابة العشرات خلال آداء صلاة الجمعة في مسجد الروضة بمركز بئر العبد شمال سيناء في تشرين ثان عام 2017.
وفي مقطع المقابلة، الذي بثته المحطة الأميركية على موقعها، قال السيسي من جانب آخر، إنّه لا يوجد في مصر "سجناء سياسيين". وأضاف: "في كلّ مرّة تسعى فيها أقلية لفرض أيديولوجيتها المتطرفة على الآخرين، يجب أن نتدخل"، موضحاً أنّ جميع المشتبه فيهم "سيكون لديهم محاكمة عادلة" يمكن أن تستغرق سنوات، حسب قوله.
يذكر أن المنظمات الحقوقية الدولية تتهم بانتظام نظام السيسي بارتكاب انتهاكات خطيرة. وتقول تقديرات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنّ عدد الموقوفين لأسباب سياسية في مصر وصل إلى 60 ألف.
وكان تقرير للخارجية الأميركية صدر في ربيع العام الماضي بشأن حقوق الإنسان، تناول مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان في مصر، منها التعذيب والقيود على حرية التعبير وسيطرة الحكومة على المنظمات غير الحكومية ومحاكمة المدنيين عسكرياً. وتنفي مصر هذه المزاعم مؤكدة أنها تخوض حربا ضد الإرهاب.