كشفت وثائق أبوت آباد، التي عثر عليها في مخبأ زعيم تنظيم "القاعدة"، وأفرجت عنها المخابرات المركزية الأميركية مؤخرا، عن إصرار أسامة بن لادن، على استخدام الطائرات في هجمات جوية ضد أميركا، حتى بعد عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمي في 11 أيلول من العام 2001.
فلم يكن الخبر الذي أعلنت عنه السلطات الأميركية مؤخراً، بتوجيه تهمة الانضمام إلى تنظيم القاعدة بحق الشاب السعودي نايف عبدالعزيز، الذي درس في كلية للطيران بولاية أوكلاهوما، المرة الأولى التي يرتبط بها تنظيم القاعدة بالطيران والطائرات. حيث أولى زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وحتى بعد تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك بطائرتين مختطفتين، بحسب ما كشفت عنه وثائق أبوت آباد، اهتماماً بالغاً في حث قياداته على تركيز الجهود لتطوير قطاع الهجمات الجوية، ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
ولم يكن المتهم الذي حصل على رخصة الطيران في تشرين الثاني 2016، والذي كشف أمره 15 بصمة له وجدها مكتب التحقيقات الاتحادي على طلب للالتحاق بمعسكر "الفاروق" في عام 2000، سوى جزء يسير من مخططات زعيم القاعدة.
إلا أن الجديد بالموضوع كان ورود اسم إيران ضمن مخطط التحضير للهجمات الجوية كمركز تدريب ودعم لعناصر لجنة العمل الخارجي، التي أوكلت مهامها لـ"أبو يونس الموريتاني"، المكلف بتدريب مجندي القاعدة وابتعاثهم لاختطاف الطائرات.
ووفقاً لما جاء في رسالة مطولة وجهها عطية الله الليبي (محمود)، إلى بن لادن، والمؤرخة في عام 2010، لإطلاعه على مجريات العمل الخارجي قال: "كما اتفق معكم الشيخ سعيد، فإن الشيخ يونس جاهز للتحرك والسفر، والوجهة مبدئياً هي إيران، ومعه حوالي من 6 إلى 8 إخوة اختارهم.. فقلت له: ننتظر التأكيد الكامل والنهائي منكم للتحرك بالفعل والموافقة على هذه الوجهة (إيران) مبدئياً، لأن فكرته هي البقاء حوالي 3 أشهر في إيران لإعطاء الإخوة دورة هناك، ثم البدء في تحريكهم موزعين على الدنيا لمهامهم وتخصصاتهم، التي شرحها لكم في تقاريره ومشروعه، فنحن ننتظر منكم التأكيد الأخير لو أمكن وفقكم الله وسلمكم".
وتبدو موافقة بن لادن على الانطلاق من إيران واضحة، في رسالته التي وجهها بدوره إلى "أبو يونس الموريتاني"، استناداً على تقرير "عطية الله"، قائلاً: "وصلتني رسالتكم الكريمة فاطلعت عليها وسررت بما تضمنته عن أهمية العمل الخارجي ومقترحاتكم القيمة للنهوض به، وكنت أشعر منذ مدة طويلة بما تحدثتم عنه من ضرورة التركيز على هذا القسم وتطويره، إلا أن الإخوة كانوا يشتكون من قلة الكوادر فالحمد لله الذي جاء بكم.. وبخصوص تمويل العمل أرجو أن تكتبوا لي عن مقترحاتكم، ولا بأس من فتح عمل تجاري في المكان الذي اقترحتم العمل فيه يكون غطاء لكم وممولا لأعمالكم".
(العربية)