المحطة الأولى كانت في مطرانية دير الأحمر المارونية، وكان في استقبال الوفد، راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة.
وهنأ الشيخ يزبك المطران رحمة بالعيد، فقال: "بين الله لنا طريق الخير وطريق المحبة، ونهانا عن طريق الشر، ونحن نقول اليوم للسياسيين، أنتم لستم وحدكم في البلد، أنتم مسؤولون أمام الله وأمام الشعب، والذي لا يستطيع تحمل المسؤولية عليه ألا يتصدى لها".
أضاف: "نحن في لبنان، نطمح أن يبقى بلدنا زهرة العالم كله، فهذا البلد كان يصدر العلماء إلى كل أنحاء العالم. لا بد من أن نبحث عن الأسباب، التي أدت باللبنانيين ليعيشوا في هذا الواقع المعيشي والاقتصادي المتردي".
وأكد أن "على الدولة أن توفر للمواطن الأمن والاستقرار، والأمن المعيشي، والضمانات الاجتماعية والصحية، وكل ما يحتاجه لبناء حياة طيبة، وعندما يخرج الإنسان عن النظام والقانون، يكون مخطئا ويجب أن يحاسب. ولكننا للأسف نرى أن البلد غارق في الفساد، لذا علينا أن نتحد لمحاسبة الفاسدين، اعتبارا من رأس الهرم الوظيفي، وصولا إلى القاعدة".
وطالب ب"الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكي تتحمل مسؤولياتها، وتعالج كل الملفات، التي تلامس أوضاع الناس المعيشية والاقتصادية والاجتماعية".
وأمل أن "تكون السنة القادمة، بداية خير لولادة حكومة، تنهض بمسؤولياتها أمام الوطن واتجاه المواطنين".
بدوره، طالب المطران رحمة الحكومة العتيدة ب"اتخاذ قرارات لحماية الصناعة والزراعة والسياحة، التي من شأنها تقوية اقتصاد لبنان".
وقال: "على الرغم من أن بلدنا يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، نجد البعض يتعاطى مع الشأن العام، وكأننا نعيش حالة رفاهية، فقد بقي البلد حوالي السنتين والنصف من دون انتخاب رئيس للجمهورية، والآن مضت أكثر من ثمانية أشهر بانتظار تشكيل الحكومة، متناسين بأن الناس يعانون من الجوع والفقر، ولم يعد بمقدورهم تحمل المزيد، وهناك مؤسسات ومصانع ومصالح تقفل أبوابها أو تشهر إفلاسها".
وختم "الوضع في لبنان صعب، ولكن غير ميؤوس منه، بخاصة إذا تشبث شعبنا بالإيمان وبقيمنا وأخلاقنا وتراثنا، الشاهد على حضارتنا الإنسانية".
وقدم المطران رحمة لزواره، نسخا من رسالته بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
أما المحطة الثانية، فكانت زيارة راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران إلياس رحال، في مبنى المطرانية في بعلبك.
وتحدث الشيخ يزبك فقال: "كل عام نتشرف بتقديم التهاني لسيادة المطران رحال وللبنانيين جميعا، باعتبار أن الميلاد هو يوم مبارك، يحتفل فيه الجميع، للانطلاق نحو المحبة والرحمة، والتعاطي بمنتهى الألفة، والعمل معا لبناء وطن عزيز وكريم، لأننا مطالبون جميعا بالبناء والعمران والعمل الصالح، ولا شك بأن البناء والعمران لا ينطلق إلا ببناء القلوب والنفوس وإعمارها بالخير".
أضاف: "المطران رحال هو شخصية مميزة، ليس كراع للكاثوليك فقط، وإنما كراع لكل من يحبهم ويحبونه في هذا البلد، وهو على الدوام يشاركنا كل احتفالاتنا ولقاءاتنا، وتشهد له مواقفه، عندما تحدث عن المقاومة في بداية تحرير الجرود، لقد وجه رسالة للعالم، مؤكدا وحدة الشعب والمقاومة والجيش في الدفاع عن هذا الوطن وأمنه".
وتابع: "أملنا بأن يتم الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، للقيام بواجبها اتجاه الوطن والمواطنين".
وختم: "إذا التقينا مع بعضنا بعضا، لا يستطيع أحد أن يتغلب علينا، وأتمنى في العام الجديد أن يعم الخير فلسطين والمنطقة وكل العالم، وأن تكون السنة القادمة خالية من الحروب والفتن، وأن تودع الإنسانية جمعاء إلى الرحمة الإلهية وإلى المحبة، التي بشر بها السيد المسيح".
من جهته، قال المطران رحال: "لكم في قلبي محبة كبيرة واحترام كبير، وأشكر لكم هذه الزيارة وتحملكم البرد والمشقة، متمنيا أن تكونوا على الدوام بصحة جيدة".
أضاف: "المعايدة بالميلاد هي للجميع، لأننا عندما نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح نتذكر أنشودة الملائكة: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"، وكم نحن بحاجة إلى المسرة وإلى السلام، لأننا نرى بأن المسرة يبدو أنها سافرت بعيدا مع الأسف، عن منطقة بعلبك الهرمل، وكذلك السلام الذي ننشده من أجل كل أبناء الوطن. نحن من المفترض أن نعيش في وطن يحضن الجميع، ولكن هناك تمييزا بين حضانة وحضانة، فتغيب عنا حضانة الدولة".
وختم "نأمل في العام الجديد، أن تتشكل الحكومة التي تعمل من أجل جميع المواطنين، وليس من أجل فئة معينة، ونحن على الدوام سيبقى شعارنا اليد باليد والقلب بالقلب، يدنا ممدودة للجميع، وقلبنا مفتوح للجميع، وخاصة لسماحة الشيخ محمد يزبك، لما يحمله من قيم وعز ومقاومة، وأنا أفتخر بالمقاومة إلى جانب الجيش اللبناني، التي حررت جرود رأس بعلبك وعرسال والفاكهه والقاع".