أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

لماذا تسعى أميركا الى افشال عملية أستانا في التسوية السورية؟

لماذا تسعى أميركا الى افشال عملية أستانا في التسوية السورية؟
لماذا تسعى أميركا الى افشال عملية أستانا في التسوية السورية؟
اقتربت بالنسبة لسوريا، "ساعة وضع اللمسات الاخيرة فالبلاد تنتقل من مرحلة التسوية الى مرحلة ما بعد الصراع وصياغة دستور جديد. وتأمل الأمم المتحدة في أن يتم عقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية قبل نهاية هذا العام.

وتضغط وتصر الولايات المتحدة، على تسريع العملية، وإلا ستعمل واشنطن الى اجهاض عملية التسوية في أستانا. وبماذا ستهدد؟


فقد يؤدي إلغاء عملية التسوية التي تديرها أستانا إلى عواقب وخيمة. ويجب ألا ننسى أن أستانا هي المكان الذي تم فيه التوصل إلى اتفاقيات ملموسة وكاملة بين أطراف النزاع السوري.
والمرة الاولى التي حاور، وجلس جميع الأطراف السورية المتصارعة على طاولة المفاوضات كانت في استانا. وفي اطار عملية التسوية السورية في استانا، تم إنشاء أربع مناطق لإزالة التوتر والتصعيد. ثلاثة منها في الغوطة الشرقية، المنطقة الواقعة شمال مدينة حمص، وكذلك الأراضي في جنوب سوريا وانجزت عملية إنشاء السلام واعادة الاعمار والمصالحة جارية بالكامل.

وتوسعت مساحات ومناطق جديدة منضوية في عملية المصالحة في سوريا. وحتى الآن قد تجاوز عدد المناطق بالفعل 2200 موقع.

في أستانا، اتفقت أطراف النزاع السوري على تبادل الأسرى، وخلق الظروف اللازمة للعودة الآمنة للاجئين إلى منازلهم، ووضع آلية لتنفيذ وقف إطلاق النار. كل هذا سمح للمنظمات الإنسانية الدولية بالبدء في تقديم المعونات للمحتاجين من السوريين.

ما مدى أهمية هذا الانجاز او التسوية؟

من الضروري الاطلاع عن كثب على الوضع في اليمن، حيث هناك أيضًا تندلع حرب أهلية ونضال موازٍ ضد هيمنة الإرهابيين.

وبسبب عدم وجود منصة تفاوضية كافية في هذا البلد، اندلعت أكبر أزمة إنسانية في تاريخ العالم الحديث. وتبدو صورة الحياة في اليمن الآن كما يلي: المجاعة والوفاة الجماعية للأطفال من سوء التغذية واليأس الكامل للبالغين الذين لا يستطيعون ايجاد الطعام، فيطعمون اطفالهم أوراق الأشجار.

وسوريا أيضا تعاني من أزمة إنسانية، لكن مقارنة بأزمة اليمن هي صغيرة الحجم ولا تقاس بما يجري في اليمن، ويعود السبب بالتحديد هو أن أطراف النزاع في سوريا يتفاوضون وعلى الأقل يحاولون توفير الظروف المؤاتية لبقاء السكان المدنيين. ولولا مسار عميلة التسوية في استانا لما اصبحت هذه الظروف ممكنة و قابلة للتحقيق.

إن الأرضية التفاوضية في أستانا مهمة في مضمونها واطرافها أيضا فهناك مندوبين من أعلى الرتب، ولاسيما وزراء خارجية الدول الضامنة للهدنة السورية (تركيا وإيران وروسيا).

وهذا يعني أن المناقشة في مثل هذه المفاوضات لا تتعلق فقط بالمشاكل الحالية للسوريين، ولكن أيضا، بشكل عام، حول تطوير موقف مشترك من اللاعبين الخارجيين المشاركين في العملية. وهذه الظروف الجيوسياسية الحديثة تعد أكثر أهمية من العلاقة ما بين أطراف النزاع داخل البلاد.

في هذا السياق، ان تصريح وادلاء الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية في سوريا جيمس جيفري بـ "الحاجة إلى تقليص عملية أستانا "، تندرج في خانة "الغير ملائمة".

لماذا و كيف يمكن اسقاط تسوية ناجحة، دون تقديم بدائل؟

تبدو هذه المقترحات كثيرة الغرابة وخاصة اذا عدنا بالذاكرة الى مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تضمن اطلاق مفاوضات وتسوية حول النزاع في غرب أوكرانيا عبر منصة استانا.

إذا كانت الولايات المتحدة لا تؤمن بفعالية عملية أستانا، فلماذا تريد إجراء مفاوضات أخرى في عاصمة كازاخستان؟ و ما تم ذكره مخالف للمنطق، ولكن التفسير المنطقي لهذا التصرف يشير الى المفاوضات السياسية الغير صائبة التي تنتهجها الادارة الاميركية اصبحت من اهم سمات استراتيجية البيت الابيض.

كتهديدات واشنطن بالانسحاب من المنظمات الدولية والتلويح بقطع العلاقات مع حلفائها في مواقف تعتبر اقل من تافهة في تعبير عن عدم رضاها عن شركائها وممارسات واشنطن اصبحت متوقعة وشائعة كتوجيه الانذارات النهائية هو عرف جديد في مبدأ السياسة الحديثة التي تتميز به واشنطن.

أن المسألة السورية هذه المرة باتت موضوعًا لمساومة جيوسياسية جديدة، قد لا تكون المخاطر فيها واضحة المعالم.

أن محاولات تعطيل الحلول السياسية للأزمة في سورية قد تنذر بعواقب وخيمة سيكون ضحيتها الحياة السلمية ووحدة سوريا وسيدفع ثمنها والملايين من مواطنيها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!