ويضيف كوبيرن أن بعض الكتاب يصورون للقارئ أن القرار خاطئ وأنه يمثل استسلاماً لكل من تركيا وروسيا وإيران من جانب، وخيانة للأكراد من جانب آخر، أو أنه بمثابة النصر المنتظر لتنظيم داعش.
ويقول كوبيرن إن "القرار ربما كان أحد هذه الأمور أو كلها معا لكن قبل كل شيء فإن قرار الانسحاب يعترف بما يجري على الأرض بالفعل في سوريا وفي الشرق الأوسط بشكل عام".
ويعتبر كوبيرن أن الإعلام الغربي منساق وراء مجموعة من الأفكار التي تنظر لقرار ترامب من منظور السياسات الاستعمارية القديمة في واشنطن ومجموعة من الأكراد المذعورين في شمال سوريا من تعرضهم لمذابح عرقية على أيدي الأتراك الذين يستعدون للغزو.
ويخلص كوبيرن إلى أن الالتزام الأميركي في سوريا كان التزاما مفتوحا بلا نهاية ودون هدف حقيقي واضح وسط منطقة ملتهبة وغير مستقرة من العالم، وهو ما كان بمثابة لعبة خاسرة.
ويشير كوبيرن إلى أن الاتهام الموجه لترامب بأنه يهدي انتصارا كبيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد غير واقعي، موضحا أن الرجلين بالفعل حققا انتصارا هاما وهو أمر واقع لم يكن ليغير فيه القرار شيئا.
ويواصل كوبيرن قائلا إن الدولة السورية تشهد نفوذا إيرانيا وروسيا بالفعل، لكن مع مرور الوقت واشتداد عود الدولة مرة أخرى سيقل احتياجها لحلفاء خارجيين، كما أن التحالف بين تركيا وروسيا كان على أشده لمواجهة التحالف الأميركي مع الأكراد، وبالطبع ستقل الحاجة إليه مع سحب القوات الاميركية، وهو الأمر الذي سيساعد في عودة تركيا إلى الجانب الاميركي مرة أخرى.