وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن هذه الوثيقة تُعد مهمةً لـ3 أسباب: أولاً، بسبب محتواها؛ وثانياً، لأنَّها سريةٌ؛ وثالثاً، بسبب العلاقة بين السببين الأول والثاني، والتي تقدم درساً بشأن العلاقة التبادلية بين الإفراج عن الوثائق التاريخية من الأرشيف والاعتراف بالتاريخ.
تفاصيل الخطاب
يعود تاريخ الخطاب "السري" إلى 4 كانون الأول 1949. وكان كاتب الخطاب هو والتر إيتان، أول مدير عام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وكان الخطاب موجهاً إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت، الذي كان في مدينة نيويورك حينها. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، كان إيتان يبلغ رئيسه تفاصيل خطة لـ"طرد السكان العرب من مناطق كثيرة" في الجليل ومناطق أخرى شمال البلاد.
وأدرج إيتان قائمة القرى المُراد إجلاء السكان العرب منها، وهي: فسوطة، وترشيحا، والجش (وهي البلدة التي قصدها معظم السكان الذين طُرِدوا من قرية بيرم قبلها بعامٍ)، وحرفيش، وريحانة، ومجدل، وزكريا. وأشار إلى أنَّ الخطة تهدف إلى طرد أكثر من 10 آلاف عربي، معظمهم من المسيحيين، لكنَّ بعضهم دروز (في حرفيش)، أو شركس (في ريحانة). وكان الطرد سيُنفَّذ "لأسبابٍ أمنية"، ولم تُحدَّد وجهة المُرَحَّلين.
وكتب إيتان في الخطاب، أنَّ ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد وافق بالفعل على نقل السكان "بالقوة إلى مناطق أخرى"، لكنَّه أراد أن يحصل على موافقة شاريت، ووزير المالية إليعازر كابلان، لأن تكلفة العملية تبلغ نحو مليون ليرة إسرائيلية (وضمن ذلك إعادة توطين السكان المُبعدين عن مناطقهم)، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. واطَّلع إيتان على تفاصيل الخطة عن طريق زلمان ليف، وهو خبير في شؤون الأراضي والحدود وكان مستشاراً لـ"بن غوريون" في هذه الملفات.
وأشار ليف إلى إمكانية تطبيق هذه الخطة "بدون اللجوء إلى وحشيةٍ غير ضرورية". وأكَّد إيتان لشاريت أنَّ موافقة وزير الخارجية ضرورية لإقرار الخطة، وأدلى برأيه. فكتب لشاريت: "عبَّرتُ عن رد فعلٍ سلبي حاد لأسباب سياسية. اعتقدتُ أنَّه من الصواب أن تعرف بالخطة الآن، حتى لو لم يكن سيُبَتُّ في مصيرها على الفور".
وفي هذه الفترة، كان بن غوريون وزملاؤه يتعمَّدون إخفاء المعلومات عن شاريت، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
محاولات الطرد تمت؟
وفي السنوات التالية للخطاب، نُفِّذت عدة محاولات لنقل عشرات الآلاف من المسيحيين العرب من الجليل إلى خارج البلاد للأرجنتين والبرازيل (وُصِفَت الفكرة بأنَّها نقلٌ بالاتفاق بعلامات الاقتباس أو من دونها). وسُميت إحدى هذه الخطط "عملية يوحنان" (تيمناً بيوحنان من بلدة جوش حلف -الذي يُعرَف بـ"جون من جيسكالا"- وهو أحد قادة ثورة اليهود ضد الرومان في القرن الأول الميلادي)، وفكَّرت القيادة الإسرائيلية في هذه الخطة فترة قصيرة بين عامي 1952-1953، قبل أن تتخلّى عنها، لعدم جدواها. وفي السنوات التالية للحرب، كان هناك نزاع حاد بين القيادة الإسرائيلية بشأن "هجرة" العرب من البلاد. على سبيل المثال، كان موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، يعتقد أنَّه "ينبغي أن يكون البلد متجانساً"، وأيَّد مقترح إبعاد العرب من أراضيهم بالقوة، كما تقول هآرتس.
لقراءة المقال كاملاً، إضغط هنا.