أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

نيويورك تايمز: 30 ألف داعشي على الحدود السوريّة.. وماذا عن إبعاد ماتيس؟

نيويورك تايمز: 30 ألف داعشي على الحدود السوريّة.. وماذا عن إبعاد ماتيس؟
نيويورك تايمز: 30 ألف داعشي على الحدود السوريّة.. وماذا عن إبعاد ماتيس؟
استقال جيم ماتيس من منصبه وزيراً للدفاع الأميركي، بعد يومٍ من نقض الرئيس دونالد ترامب وجهة نظره، هو ومستشارين أمنيين كبار آخرين حين أَمَرَ بالسحب السريع لكل الجنود الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي من الأراضي السورية. وماتيس هو جنرال متقاعد ذو أربعة نجوم، وقال في خطاب استقالته إنَّ آراءه حول عددٍ من السياسات الخارجية والشؤون الدفاعية كانت متعارضةً بصورة جوهرية مع آراء الرئيس.

لم يذكر ماتيس على وجه التحديد قرار الرئيس الذي يبدو متهوراً بشأن سوريا، لكن من الواضح أنَّه قد فاجأه هو ومساعدين كبار آخرين.
وترى صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنه وبرحيل ماتيس، يكون قد رحل آخر شخصٍ من المجموعة الأصلية من المسؤولين المحترفين الرِصان الذين نجحوا، ولو جزئياً على الأقل، في كبح جماح ترامب على صعيد السياستين الخارجية والدفاعية.
لم تمضِ 3 أشهر بعد على وضع مستشار الأمن القومي جون بولتون مهمةً أشمل للقوات الأميركية في سوريا، فآنذاك، بدا بياناً رسمياً يتناول سياسةً رسمية. لكن، كما هي الحال في أغلب الأحيان مع رئاسة دونالد ترامب الفوضوية، يبدو أنَّه لم يكن كذلك.

القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لماتيس
فيوم الأربعاء 19 كانون الأول، ناقض ترامب بإيجازٍ جون بولتون وسائر فريقه المعنيّ بالأمن القومي بقراره المفاجئ والخطير بسحب القوات. زرعت تلك الخطوة -المنفصلة عن أي سياقٍ استراتيجي أوسع أو أي أساسٍ منطقي- شكوكاً جديدة بشأن التزام أميركا بالشرق الأوسط، واستعدادها لتولِّي الزعامة العالمية، وكذلك بشأن دور ترامب بصفته قائداً أعلى للجيش الأميركي.
يبدو أنَّها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لماتيس، الذي كان حائراً في آخر عامَين بين التدريب الذي تلقَّاه وضميره من جهةٍ، ونزوات رئيسه من جهةٍ أخرى.
من جانبها، تقول نيويورك تايمز: "على الجنود واجب الطاعة وتنفيذ أوامر قائدهم القانونية. لكنَّ النجاح رهنٌ بالثقة في أنَّ القائد يعي ما يفعله وما سيفعله".
وتتابع: "إلا أنَّ إرسال أوامر متعارضة إلى الجنود على ساحة المعركة، كما يفعل ترامب وإدارته، لا يؤدِّي فقط إلى تثبيط الروح المعنوية وتقويض القوات الحليفة كالأكراد السوريين، بل قد يخاطر أيضاً بتعريض الجنود الأميركيين للقتل أو الإصابة بسبب مهمَّات كان قادتهم قد تخلَّوا عنها بالفعل".
كان هذا الأمر بمثابة إنذارٍ حتى لأشدِّ مؤيِّدي ترامب. إذ كتب السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو على تويتر: "إنَّه خطأٌ فادحٌ. إذا لم يُترَاجع عنه، سيطارد هذه الإدارة وأميركا لسنواتٍ قادمةٍ".
كذلك قال السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري الممثل لولاية ساوث كارولينا والذي يؤيِّد في العموم الرئيس ترامب، إنَّه وآخرون من مسؤولي الأمن القومي "صُدِموا" من هذا الإعلان. ودعا إلى عقد جلساتٍ في الكونغرس لمناقشة القرار.

ترامب يتجاهل نصائح مستشاريه
وليست هذه المرة الأولى التي يرسل فيها الرئيس وإدارته إشاراتٍ متناقضةً. فأثناء الحملة الانتخابية عام 2016، وَعَدَ ترامب بسحب القوات من سوريا وكان يبحث عن طريقةٍ لتحقيق هذا منذ ذلك الحين. وفي نيسان الفائت، أعطى البنتاغون مزيداً من الوقت لإتمام المهمة، التي كان هدفها الأساسيُّ منذ عهد الرئيس باراك أوباما هو القضاء على تنظيم "داعش". ثم تولَّى بولتون منصبه وأعلن أنَّ الولايات المتحدة "لن ترحل طالما تواجدت القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية، وهذا يشمل وكلاء إيران".
ويوم الإثنين 17 كانون الأول، قال جيمس جيفري، مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لسوريا، للمجلس الأطلسي، وهو مؤسسة بحثية، إنَّ الولايات المتحدة باقيةٌ في سوريا حتى هزيمة داعش، وكبح النفوذ الإيراني، وإيجاد حلٍّ سياسيٍّ للحرب الأهلية في سوريا.
لكن يوم الأربعاء، تجاهل ترامب نصائح مستشاريه، والمصالح الأميركية، بعَكسِ هذا المسار وأعلن في تغريدةٍ: "لقد هزمنا داعش في سوريا، الذي كان يُمثِّل دافعي الوحيد للوجود هناك أثناء رئاسة ترامب".
ولم تكن هناك أي محاولةٍ لاستغلال ورقة الانسحاب الأميركي لتحقيق أي أهدافٍ سياسيةٍ أو عسكريةٍ.
بجانب أنَّ تأكيد ترامب هزيمة داعش هو أمرٌ مُنافٍ للعقل. إذ تباهى في أحد الفيديوهات قائلاً: "لقد انتصرنا على داعش". صحيحٌ أنَّه جرى الحدُّ بنسبةٍ كبيرةٍ من قدرة الإرهابيين على الهجوم، وتحرير جزءٍ كبيرٍ من الأراضي التي احتلُّوها لإقامة خلافتهم المزعومة، لكنَّ التنظيم لا يزال محتفظاً بجيبٍ من الأرض على الحدود السورية العراقية، ويملك ما يتراوح بين 20 ألف و30 ألف مقاتل، وفقاً لباحثين عسكريين. أي كما قال جيفري يوم الإثنين: "لم تُنجَز المهمة بعد".
تقول الصحيفة الأميركية: "لا أحد يريد إبقاء القوات الأميركية في منطقة حربٍ لمدةٍ أطول من اللازم. لكن لا مؤشرات على أنَّ ترامب درس عواقب هذا الانسحاب المتهور، بما يتضمَّن السماح لقوات داعش بإعادة تنظيم صفوفها وإحداث كارثةٍ أخرى ستستدرج الولايات المتحدة من جديدٍ إلى المنطقة".

وتقول نيويورك تايمز: "إنَّ قراراتٍ لها هذا الحجم من العواقب لا تُتَّخذ عادةً إلا بموافقة مستشاري الرئيس للأمن القومي. ولكن على حدِّ قول مُشَرِّعي الكونغرس، لا توجد مؤشرات على اتِّباع أي عمليةٍ سياسيةٍ في اتِّخاذ القرار"، وقال أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض: "المشكلة هنا هي أنَّ الرئيس اتَّخذ قراراً".

وبناءً على توقيت خطاب استقالة ماتيس ولغته، فإنَّ الرئيس اتَّخذ ذلك القرار بمفرده.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!