الظاهر أن "تيار المستقبل" يحرص على إظهار نفسه منتصراً، بما يتناسب مع خطابه السياسي. وبحسب السيناريو المعد للخروج من أزمة التشكيل، من المتوقع أن يجمع لقاء بين الحريري والنواب الستة، ما يعني اعترافاً بهم وبحيثيتهم، في وقت يرى "المستقبل" في اللقاء "مجرد تفصيل لا يستحق التوقف عنده".
وتتحدث مصادر "المستقبل" عن إفتعال "عقدة" سنية أرادها "حزب الله"، وعلى الرغم من ذلك "لم يتراجع الحريري عن لاءاته، رغم كل الضغوط السياسية والإعلامية التي مورست ضده، وهو تعاطى بإيجابية مع مبادرة رئيس الجمهورية التي أعادت الأمور الى مربع التأليف، بعدما شطح النواب الستة بعيداً في مطالبهم، وظنوا انهم في موقع الفرض بقوة "حزب الله"، وإذ بهم بين ليلة وضحاها، خارج دائرة الوهم".
وبحسب المصادر المستقبلية، "الحل المطروح تم برضا الحريري وليس على حسابه، وشروط الحريري تم الالتزام بها، فأي من هؤلاء النواب الستة لن يتمثل في الحكومة، والحل لم يتم على حساب حصته"، "وتضيف المصادر: "الحريري لم يستقبل النواب الستة، في بيت الوسط كما كانوا يطالبون طوال الأسابيع الماضية، بل على العكس، "هم من تراجعوا، ومعهم "حزب الله" الذي ارتضى الحل من حصة رئيس الجمهورية بعد أن كان يريده من حصة الحريري، وأجبرهم على القبول بإسم جواد عدرا".
في البازار نفسه بعدما حُلت "العقدة السنية"، تُطرح فرضيات حول "عقد" من النوع الشخصي والمعنوي برزت لدى "اللقاء التشاوري"، حيث بات من المفيد التساؤل عن مصيره بعد تشكيل الحكومة، وهنا تتحدث مصادر "التشاوري" عما تسميه "كسر الاحتكار السني، حيث تم الإعتراف من قبل الحريري باللقاء التشاوري وبوجود قوة سنية، وهذا هو مطلبنا منذ اللحظة الاولى لبدء تشكيل الحكومة، أي كسر إحتكار المستقبل للطائفة السنية في الحكومة والإرتكاز على نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة. وحصول النواب السنة المستقلين على وزير يمثلهم"، حسبما تفيد مصادرهم.
وأياً كانت الإعتبارات، فإنّ "العيدية" التي وُعد بها اللبنانيون ستبقى على مقاس الكتل والأحزاب، فالجميع يحاول إظهار إنتصاره، على الرغم من أنّ هؤلاء كلهم يعلمون بأنّ "طبخة" الحكومة والمخارج الاخيرة، ما كانت لتكون بعيداً عن التطورات الاقليمية والدولية، وبأنّ مفاتيح الحلول دائماً بيد الخارج، وأنّه لا يمكن الحديث عن ولادة حكومة بمعزل عن الإقليم. وبإنتظار الإتفاق على الحصة المارونية الاخيرة، فإنّ الساعات القليلة المقبلة والربع الساعة الأخيرة على الطريقة اللبنانية، هي التي ستحدد ولادة الحكومة قبل عيد الميلاد أم لا؟.
( زينب زعيتر)