وألقى الخازن كلمة قال فيها: "إني آمل في أن يستمر التعاون بيننا لما فيه خير هذه المؤسسة الإنسانية والخيرية والوطنية، وتقدمها على طريق الخدمة والعطاء. على عهدنا ككل سنة، نجتمع اليوم لإجراء جردة بحصيلة أعمال المجلس، ونتطلع إلى أن تحمل السنة الجديدة معها بشائر إنفراج على وطننا العزيز بعد التقلبات التي تشهدها البلاد على الصعيد الحكومي. ولقد أحدث هذا الأمر موجة قلق عارم على الأوضاع الإقتصادية المأزومة، والتي ستؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الإجتماعي في البلاد، في حال لم يتداركها المسؤولون بأقرب وقت".
وأضاف: "ولئن كانت أوضاع لبنان ليست بمنأى عن تحولات المنطقة، والتي لم تتضح معالمها بعد، فلا بد من توخي الحذر وتحصين وضعنا داخليا بالحد الأدنى من التفاهم على كيفية تجنب الفراغ في السلطة التنفيذية، في ظل التحديات الماثلة بثقلها على كل الدول المحيطة بنا. فلبنان لم يعد يحتمل أي إهتزازات داخلية، وهو لم يتعاف من نكساته السابقة التي مرت وتجاوزت الأخطار، إلا أنها لم تنته فصولها بعد، لأن حل مشكلة النازحين يشكل عبئا خطيرا علينا، وما يحاك على صعيد القضية الفلسطينية بعيد عن مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، الذي توصل إلى تصور للسلام على قاعدة انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ولأن هذه التوصيات بقيت يتيمة حتى اليوم، وجاء من يدفنها بصفقة العصر، فإن ناقوس التوطين عاد لطرق بابنا من جديد، وأملنا أن ننجو من هذه المصيبة حرصا على صورة لبنان الذي نعرفه".
وتابع: "إنّ الاتصالات جارية بين الرؤساء، وهذا أمر مهم جدا من أجل الوصول إلى حكومة وحدة وطنية تحارب الفساد وتوقف الهدر وتنظم عمل المؤسسات".
وحيا "المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على جهوده من أجل تأليف حكومة". كما حيا "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري في حلحلة هده العقد التي ستكون نتائجها إيجابية".
وختم: "إن الظروف التي يمر فيها لبنان تتطلب منا تعبئة مستمرة بروح الحماس والحيوية، التي تميز التزامنا وتفانينا لتقديم المساعدات إلى أبناء الرعية وكل اللبنانيين".
مطر
بعدها، ألقى المطران مطر عظة قال فيها: "نجتمع وإياكم في عيد الميلاد لنرفع الصلاة معا، شاكرين الله على سنة مضت، وكانت لنا فرصة لتجديد إيماننا بالرب يسوع. يشرفني في هذه المناسبة أن أنقل إليكم الحديث الذي جرى مع البابا فرنسيس، عندما قمنا بالزيارة التقليدية التي يقوم بها الأساقفة في العالم إلى الفاتيكان، حيث قال لنا البابا: نحن كنيسة لسنا شعبا قبليا أو جماعة عرقية. في هذا الشرق، لدينا إخوة وأولاد عم، وهذه الكنيسة ارتبطت تاريخيا بلبنان، وكان لها دور أساسي مع إخواننا في إعطاء الهوية إلى هذا الوطن، هوية الحرية لجميع الناس والعيش المشترك في ما بينهم. وكذلك، طلب منا أن نبقى متمسكين بإيمان أجدادنا وبتراثهم الروحي والصلوات والمحبة، وأن نلتف حول البطريرك، وأن نبقى حاضرين لقيم الإنجيل المقدس والكنيسة الجامعة الحاضرة في العالم. إن الكنيسة مسؤولة عن مصير الإنسانية كلها، فلنزرع فينا روح الوحدة والسلام والغفران والتعاون وقبول الآخر وحقوق الإنسان. وقال لنا البابا أيضا إن الحرية الدينية للجميع، وأن يكون كل إنسان مرتاح لضميره وألا يحاسب أحد على أساس دينه".
أضاف: "في بيروت لدينا 14 رعية تساعد الناس من دون تمييز، فنحن نعيش مسيحيين ومسلمين هذا العيش المشترك القائم على المحبة والتلاقي. وأنتم في المجلس العام الماروني برئاسة الشيخ وديع لكم دور أساسي في بناء الوطن ومساعدة الفقراء من دون استثناء، أخي الشيخ وديع اهنئك على هذا التجدد الدائم لهذه الجمعيات في خدمة أهل الوطن، وإن عملكم أساسي ومقدس".