وقال: "دعوني أولا أن أنوه، يا كبار أهل العدل، بفوز سلطنة عمان بالمركز الأول لإستقلال القضاء، وباجتماعكم في بيروت، وأنتم من أنتم أئمة القضاء والقانون في الإمارات وتونس وسلطنة عمان وفلسطين والجزائر والسودان وليبيا وأرض الكنانة (مصر) والمغرب، تناقشون، بعلم متجرد وخبرة متأصلة، مسائل تتعلق بسلطة القضاء، من دون أي تداخل أو تدخل من وزارات العدل المعنية في البلد المضيف والدول الشقيقة. انتهزها مناسبة غالية كي أتقدم بالتهنئة من رئيس مجلس القضاء الأعلى اللبناني الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي جان فهد على درع تقديرية تلقاها من جانب المحكمة العليا المصرية، كما أتوجه بالشكر من القاضي الشاب الدكتور طانيوس صغبيني عن المشاركة الدائمة والفاعلة في اجتماعات المركز كافة، ممثلا وزير العدل".
وأضاف إنّ "استقلال السلطة القضائية إنما هو هدف نرنو إليه جميعا،أو هكذا يجب أن يكون، كي تنهض دولة القانون والمؤسسات، دولة المساءلة والمحاسبة والمساواة أمام القانون وممارسة الحريات العامة بقدر ائتلافها والقوانين المرعية التي تهدف إلى حمايتها من الكبت أو الحرمان أو التعسف. إنّ وطن الأرز، بالرغم من براكين المنطقة ورذاذها عليه، قد حافظ على استقراره الداخلي ووحدة شعبه وعمل سلطاته ومؤسساته، على أن نشهد قريبا ولادة الحكومة العتيدة بمقومات عدالة التمثيل والتآلف والتجانس والفاعلية لجبه التحديات على مختلف المستويات.
كل ذلك لم يكن ممكنا لولا معادلة "حكم الاقوياء" في نظامنا السياسي البرلماني الديموقراطي المرتكز على التعددية والتنوع في الانتماء الطائفي والمذهبي وعلى التلاحم الكامل في الانتماء الوطني، ما يحملني إلى توجيه تحية إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميسشال عون، على الاناة والحكمة والقدرة على تجاوز الصعاب، وهي ميزات يتمتع بها هذا الرئيس المؤتمن بالقسم، على المحافظة على دستور البلاد وانتظام عمل السلطات العامة وسلامة الأرض والشعب.
وختم:"اهلا وسهلاً بكم أحبائي من أمة العرب في بلدكم الثاني لبنان وفي أرضه المعطاء وبين أهلكم ممن قهروا أعداء الأمة وناصروا قضاياها المركزية، ومباركة جهودكم في توحيد تشريعاتنا وقوانيننا بما فيه خير شعوبنا وتقدمها".