وأشارت في مقال نشرته في مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، إلى أنّ حروباً ونزاعاتٍ تدور في قرابة 50 منطقة حول العالم، ويتعرّض نحو نصف مليار نسمة للعنف. وفي عدد من تلك المناطق، تتولّى "القبعات الزرقاء" فرض القانون. فمن هايتي إلى مالي، ومن كوسوفو إلى جنوب السودان، توكل إلى تلك القوة مهمة حفظ السلام والأمن وحماية مدنيين وتدريب قوات شرطة ونزع أسلحة الميليشيات، ومراقبة تجاوزات لحقوق الإنسان، وتنظيم انتخابات، وتوفير إغاثات عاجلة، وإعادة تشكيل محاكم، وتفتيش سجون، وإعلاء المساواة بين الجنسين. ويحاول أفرادها تنفيذ كلّ تلك المهام في مناطق منعت فوضى واضطرابات من تطبيق حلول سهلة.
سجل ملطّخ
ووصفت الكاتبة سجلّ قوات حفظ السلام بأنّه "ملطّخ"، رغم مواصلة قادة في العالم النامي المطالبة بتدخّل "أصحاب القبعات الزرقاء"عند اندلاع عنف.
وأثنى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على "قوات حفظ السلام" الدولية بوصفها "إحدى أهم وسائل معالجة نزاع مسلح". وتزعم الولايات المتحدة الأميركية بأنّها "ساعدت على إنهاء صراعات وتعزيز مصالحات عبر تنفيذ عدد من عمليات حفظ السلام الناجحة في عشرات من الدول".
ورغم تلك الإنجازات، تشير وقائع لفشلِ تلك القوات، في عدد من الحالات، في تحقيق أهداف رئيسية. وغالباً ما ينتهي أمر عناصرها بالوقوف عاجزين أمام حروب. وفي بعض المناطق، ينظمون انتخابات ويعلنون فوز مرشحين، لكن دون معالجة الأسباب الجذرية التي استدعت حضورهم، ما يرجح اندلاع القتال من جديد، في تلك المناطق، على حدّ زعم الكاتبة.
عصر جديد
عندما تأسست الأمم المتحدة في 1945، لم يكن القصد أن يكون لها قوّة قتالية، إذ يخلو ميثاق المنظمة الدولية من ذكر لقضية حفظ السلام. لكن سرعان ما تبيّن وجوب امتلاكها بعض القوة لتحقق أبسط الأهداف.
وتقول كاتبة المقال إنّه عند نهاية الحرب الباردة بدأ عصر جديد. وبعدما لم تعد توترات أميركية – سوفيتية كفيلة باستقطاب الأمم المتحدة، أدرك قادتها أنها باتت قادرة على أداء مهمتها. وهكذا في خلال عامين، من نيسان 1991 إلى تشرين الأول 1993، دشنت الأمم المتحدة 15 عملية حفظ سلام جديدة - وبوتيرة أكبر مما كانت عليه خلال 40 عاماً من مسيرتها. ونجحت تلك المهام في عدد من الدول مثل ناميبيا وسلفادور وكمبوديا وموزمبيق.
تبدّد التفاؤل
ولكن، بحسب كاتبة المقال، سرعان ما تلاشى ذلك التفاؤل. وكانت البداية في الصومال، حيث قتل متطرفون في حزيران 1993، 20 جندياً باكستانياً من "قوات حفظ السلام."
وأخذ مراقبون في مهاجمة مهام "حفظ السلام"، كما لم يكن سكان مناطق تواجدت فيها تلك القوات أكثر لطفاً، بل رأوا أن أولئك الأجانب لا يهتمون سوى بعملهم. وهكذا غدت "قوات حفظ السلام" مختلفة عما كانت عليه إبان الحرب الباردة.
وعوضاً عن التركيز على إنهاء حروب بين دول، تعمل "قوات حفظ السلام" على استتباب الأمن والسلام داخل دول. وقد توسّعت واجباتها لتشمل مهمات عدة تبدأ من إعادة تنظيم جيوش وصولاً لحماية سكان وتنظيم انتخابات.
لا تغيير
وترى كاتبة المقال أنّه على رغم كل تلك التطورات، لم يتغيّر شيء، ويبدو الحال اليوم كما كان عليه قبل 20 عاماً، حيث غالباً ما يفشل ذوو "القبعات الزرقاء" في تحقيق توقعات منهم.