أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 9 شباط 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 9 شباط 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 9 شباط 2018

صحيفة النهار:
تبريد على الحدود... ومواجهة في بعبدا!

هل تمكن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد من خلال وساطته المكوكية بين لبنان واسرائيل من ابعاد شبح مواجهة حدودية كانت أخطارها تصاعدت في الفترة الاخيرة على نحو جدي وحقيقي؟...
 
صحيفة المستقبل:
مجلس الوزراء يستأنف نشاطه: قرارات إنمائية وتعيينات إدارية
أميركا داعمة لاستقرار لبنان: إسرائيل لن تُصعّد

على إيقاع الاستنفار اللبناني الرسمي والديبلوماسي والعسكري ذوداً عن «السيادة والكرامة الوطنية» في مواجهة التعديات والتهديدات الإسرائيلية، وبينما تواصل قوات الاحتلال أعمال رصف البلوكات الإسمنتية قبالة الحدود الجنوبية تحت مجهر الأمم المتحدة التي «تتابع عن كثب المجريات على طول الخط الأزرق وتحرص على خفض حدة التوتر بين جانبي الحدود» وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي لـ«المستقبل»، دخلت أميركا بثقلها على خط الوساطة بين لبنان وإسرائيل عبر مبعوث خارجيتها دايفيد ساترفيلد الذي جال على المسؤولين وعاين ميدانياً الوضع على الأرض في الناقورة مستطلعاً آفاق تسوية النزاع الحدودي وفق ركيزة أساسية مفادها أنّ الولايات المتحدة الأميركية حريصة على استمرار الاستقرار في لبنان، وفق ما جاء في فحوى محادثاته اللبنانية، وحسبما تضمنت «الرسالة» التي نقلها إلى بيروت مؤكداً أنّ «إسرائيل لا تنوي التصعيد».

وعشية جولة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون على المنطقة منتصف الجاري ستشمل لبنان حيث يعتزم تجديد التأكيد للرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري على «دعم الولايات المتحدة الأميركية للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية الرسمية» كما أورد بيان الخارجية الأميركية عن جدول أعمال الزيارة، برز أمس ما نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤولين من لبنان وإسرائيل لناحية أنّ ساترفيلد أكد للسلطات اللبنانية أنّ إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد بين البلدين على خلفية النزاع الحدودي البري والبحري بينهما، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين لفتوا إلى أنّ زيارته كلاً من إسرائيل الأسبوع الفائت ولبنان الأسبوع الجاري تأتي في إطار «مهمة وساطة» بين الجانبين.

وفي التفاصيل، أنّ مسؤولاً لبنانياً طلب عدم نشر اسمه قال لـ«رويترز»: «في ما يتعلق بزيارة المبعوث الأميركي فقد أجرى مباحثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل وقال إنه ليس هناك ما يدعو للقلق ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد»، كما أوردت الوكالة عن مسؤول إسرائيلي طلب كذلك عدم نشر اسمه إشارته إلى أنّ ساترفيلد «ينقل رسائل» لبيروت بشأن عدة قضايا خلافية، وأضاف: «موقفنا دائماً أننا لا نريد أن نرى الوضع مشتعلاً»، كاشفاً في الوقت عينه أنّ دولتين أوروبيتين على الأقل تتوسطان في ملف النزاع الحدودي مع لبنان فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية.

وكان ساترفيلد قد استأنف محادثاته اللبنانية لليوم الثاني على التوالي فالتقى أمس كلاً من رئيس الجمهورية وقائد الجيش العماد جوزيف عون مؤكداً دعم واشنطن «لمؤسسات الدولة اللبنانية وبصورة خاصة للقوى العسكرية والأمنية»، ومنوّهاً بالدور الذي تلعبه هذه القوى «لحماية الاستقرار في لبنان»، بينما سمع موقفاً لبنانياً رسمياً وعسكرياً متماسكاً ومتمسكاً برفض محاولة العدو الإسرائيلي إنشاء جدار فاصل يمر في أراضٍ متحفظ عليها، ليقدم المبعوث الأميركي في ضوء ذلك «اقتراحات تهدف إلى المحافظة على الاستقرار والهدوء في المنطقة الحدودية».

مجلس الوزراء
وعلى طاولة مجلس الوزراء، كان تأكيد متجدد من رئيسي الجمهورية والحكومة على قرار المجلس الأعلى للدفاع التصدي للتهديدات والتعديات الإسرائيلية سواءً في ما يتعلق بالجدار الحدودي أو بالبلوك النفطي رقم 9، بحيث أطلع كل من عون والحريري مجلس الوزراء على الاتصالات الجارية لمعالجة هذا الملف «عبر الدول الصديقة لا سيما منها الولايات المتحدة الأميركية» فضلاً عن الأمم المتحدة درءاً لأي تطورات دراماتيكية على الحدود.

أما في إطار استئناف دورة نشاطاته الحيوية تسييراً لشؤون البلد والناس، فقد وصفت مصادر وزارية أجواء جلسة مجلس الوزراء أمس بأنها كانت «توافقية بامتياز» في انعكاس ملحوظ لترجمات التفاهم الرئاسي على ضرورة تدعيم عمل المؤسسات خلال لقاء بعبدا الثلاثاء الفائت. وهو ما بدا واضحاً سواءً في استهلالية عون الذي شدد على أنّ «ما حدث أخيراً في البلاد كان حالة استثنائية تمت معالجتها من خلال الدستور والقوانين حفاظاً على الوحدة الوطنية»، أو في استهلالية الحريري الذي قال: «مهما كانت خلافاتنا السياسية إلا أنّ كل القوى تقف موحدة في مواجهة التحديات الإسرائيلية».

وفي سلة مقرراته الجديدة، برزت سلسلة تعيينات إدارية وازنة فضلاً عن تمويل مشاريع تنموية لا سيما تلك الخاصة بتنفيذ أشغال مشروع أوتوستراد الشمال بين البدواي والعبودية ومشاريع أخرى في عكار وبعلبك والهرمل. أما في الشأن التربوي، فقد قرر مجلس الوزراء تخصيص جلسة له تُعقد للبحث في هذا الشأن والتدارس في مطالب الأساتذة.

صحيفة اللواء:
تيلرسون الخميس في بيروت: وساطة نفطية مقابل تقليص دور «حزب الله»
ساترفيلد عند الخط الأزرق.. وإضراب للثانويات الإثنين احتجاجاً على قمع الأساتذة

ما خلا الحركة المطلبية، لا سيما بالنسبة لأساتذة التعليم الرسمي، في المرحلتين الأساسية والثانوية، المتعاقدين والملحقين بكلية التربية، حيث وقع صدام مع القوى الأمنية عند مفرق قصر بعبدا، أدّى إلى إعلان رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي الإضراب احتجاجاً الاثنين المقبل في سائر الثانويات ودور المعلمين ما خلا هذا التفصيل المطلبي، بدا التفاهم الرئاسي أكثر قدرة وترسخاً في مواجهة التحديات الداخلية وتلك المتعلقة بالاعتداء الإسرائيلي براً وبحراً من خلال بناء الجدار الاسمنتي، واعتبار البلوك رقم 9 لا يملكه لبنان.
وإذا كان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد أمضى بعضاً من يومه أمس، برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بمعاينة الوضع الميداني، والاعتداء الإسرائيلي على الخط الأزرق والقرار 1701 في رأس الناقورة، فإن ما جاء على لسان الرئيس ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء لجهة ان لبنان يجري الاتصالات مع المراجع الدولية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في البر والبحر، ومن زاوية تكليف مجلس الدفاع الأعلى مواجهة أي اعتداء بحزم وتصميم على الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية، أعطى للمسألة بعدها العملي في مواجهة الاعتداءات، وكذلك مع تأكيد الرئيس ان القوى السياسية مهما اختلفت لكنها تتوحد لمواجهة التحدي الإسرائيلي المتمثل بالجدار الاسمنتي وادعاء ملكية البلوك رقم 9.
وهذا الملف، سيكون على طاولة البحث بين كبار المسؤولين ووزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون الذي سيزور بيروت الخميس في 15 الجاري، ضمن جولة في الشرق الأوسط، تشمل العراق ومصر والأردن ولبنان.
وفي معلومات «اللواء» ان الوزير الأميركي الخبير بشؤون النفط والغاز، سيحيي اقتراحاً بالتوسط في موضوع الخلاف مع إسرائيل حول البلوكات النفطية والنقاط 13 التي يتحفظ عليها لبنان على طول «الخط الازرق».
وفي المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية ان الشرط الأميركي الأوّل للتوسط يتعلق بمتابعة الإجراءات المتخذة دولياً ضد حزب الله، واستعداد الدولة لتقليص أي دور لحزب الله في مواجهة التعديات الإسرائيلية، من زاوية القدرة الصاروخية للحزب، في ما خص استهداف المنصات البحرية النفطية.
وتوقع مصدر وزاري ان يشهد الأسبوع المقبل سلسلة من الاجتماعات، أبرزها الاثنين، حيث يعقد اجتماع تمهيدي تحضيري لمؤتمر روما لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية يحضره إلى الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير وزيرا الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصرّاف.
واستبعد المصدر عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل على خلفية الاشغالات ومصادفة الأربعاء 14 شباط الذكرى 13 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وفي المعلومات ان رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافسكي سيزور بيروت الاثنين المقبل لاجراء محادثات مع نظيره الرئيس الحريري وكل من الرئيسين ميشال عون وبري.

توقيع مراسيم الضباط
سياسياً، وفي أوّل ترجمة عملية لثمار لقاء بعبدا الرئاسي، وقع الرئيس عون صباحاً، ومثلما كان متوقعاً، مراسيم ترقية الضباط في الجيش وقوى الأمن والأمن العام وأمن الدولة والجمارك، بناءً على الصيغة التوافقية التي قضت بدمجها ضمن مرسوم موحد للاقدميات والترقيات لمختلف الاسلاك العسكرية والأمنية، بعدما وقعه أمس الأوّل الرئيس سعد الحريري والوزراء الصرّاف والمشنوق والمال علي حسن خليل، لكن المرسوم لن ينشر قبل الأسبوع المقبل في الجريدة الرسمية.
واوضحت مصادر وزارية ان توقيع الرئيس عون مراسيم الترقيات لضباط الجيش والاسلاك العسكرية الثمانية، وتضمين مرسوم الترقيات في الجيش اسماء جميع الضباط الذين وردت اسماؤهم في مرسوم الاقدمية الذي سبق للرئيس ان وقعه وصدر واصبح نافذا، يؤكد على قانونية ودستورية ونفاذ مرسوم الاقدمية الذي وردت الاشارة اليه في حيثيات مرسوم ترقية الضباط الرقم 2316 بعبارة « مرسوم منح القدم للترقية ذي الصلة»، اضافة الى ذلك اكد المرسوم حق ضباط دورة 1994 في الاقدمية بعد 24 سنة من الانتظار والحرمان، لاسيما وان المرسوم تضمن كافة اسماء الضباط من دون استثناء.
واشارت المصادر الوزارية الى ان صدور مراسيم الترقيات ابتداء من 1/1/2018 تم بعدما كان الرئيس عون وقع على حفظ حقوق الضباط بالترقية في الاسلاك كافة.

مجلس وزراء توافقي
اما جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في بعبدا، فلم تخرج بدورها عن سياق أجواء الوفاق الرئاسي، عاكسة حالة من التفاهم على الملفات المطروحة، سواء في ما يتعلق بشؤون إدارة الدولة، أو مواجهة التهديدات الإسرائيلية في بناء الجدار الاسمنتي على الحدود الجنوبية، أو محاولات الاستيلاء على البلوك 9 بموقف واحد وجامع رافدة قرارات المجلس الأعلى للدفاع. ونجح مجلس الوزراء في إصدار بعض التعيينات في التفتيش المركزي (جلال سليمان) والمجلس العدلي، ولم يُعكّر صفو المجلس أي تباين أو وجهة نظر خارج سياق التوافق السائد في البلاد، وبقيت قاعة مجلس الوزراء هادئة دون ان ترصد أي كلام بين وزير الخارجية جبران باسيل والوزير علي حسن خليل، حتى ان بعض الاعتراضات الخفيفة مرّت من دون تشنج وعولجت بالتوافق، على حدّ قول أحد الوزراء بأن «المعادلة قابلة للاهتزاز ولكن غير قابلة للانتحار».
وعلى سبيل المثال، ما حصل في البند الأوّل في جدول الأعمال والمتعلق بمشروع القانون الرامي إلى إجازة جباية الواردات وصرف النفقات اعتباراً من أوّل شباط 2018 ولغاية صدور قانون موازنة 2018 على أساس القاعدة الاثني عشرية، والذي احتل حيزاً من النقاش، حيث أراد الوزير خليل ان يُقرّ هذا البند كما ورد، لكن المجلس ارتأى الإجازة لوزير المال الصرف على أساس القاعدة الاثني عشرية، على اعتبار ان الوقت أصبح داهماً، ولا يمكن الانتظار إلى ان يتم البت بمشروع القانون في مجلس النواب، ما اثار اعتراض خليل انطلاقاً من وجوب ان يتحمل مجلس الوزراء ومجلس النواب مسؤولية هذا الأمر، غير انه لم يتشدد بحجة انه لا يمكن عرقلة شؤون البلاد وتجميدها إلى حين إقرار القانون.
ومثل آخر مرتبط بغياب وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة عن جلسات مجلس الوزراء بسبب عدم ادراج مشاريع وزارته على جدول الأعمال، الا ان ملائكة حمادة كانت حاضرة من خلال زميله الوزير ايمن شقير الذي عرض أسباب مقاطعة زميله على عدم تخصيص جلسة للتربية، علماً ان الرئيس عون طالب بعقد جلسة لهذه الغاية، تحسم مسألة الزيادات للمعلمين والاقساط، وعرض شقير لمطالب حمادة، فتدخل الوزير باسيل مقاطعاً: صار قاطعلوا كذا بند (18 بنداً في الجلسة) وبعدو بيقول نظام رئاسي، داعياً إلى وضع حدّ الكلام الذي قاله استنكاراً لتوقيف الأساتذة الثانويين الذين تظاهروا على مفترق القصر الجمهوري مطالبين بفروقات الست درجات.
ولوحظ ان البند رقم 39 والمتصل بالبطاقة الممغنطة، وهو بند خلافي لم يأخذ جدلاً، لأنه لم يكن واضحاً، إذ تبين انه يتعلق بمشروع مكننة الأحوال الشخصية، وليس تعديلا للمادة 84 من قانون الانتخاب، وأكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق انه تمّ الاتفاق على اقراره بموجب القانون الجديد في الشراكة مع القطاع الخاص، ولا يتصل ببطاقة الهوية فحسب، مشددا على انه ستتم العودة لتحديد المواعيد دون الحاجة إلى مجلس الوزراء لتعديل بطاقة للهوية البيومترية، على ان تستخدم هذه البطاقة في انتخابات العام 2022.
وفي موضوع تسجيل المواليد السوريين على الأراضي اللبنانية الذين تجاوزوا السنة من العمر، أفادت المصادر الوزارية ان مجلس الوزراء أقرّ الآلية القانونية الذي عرضها الوزير المشنوق، مثلما ان الوزير باسيل طرحها منذ أربع سنوات وتقضي بتسجيل الولادات في سجل الأجانب لدى المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية والتي تبلغ وزارة الخارجية التي بدورها تكمل الآلية التسجيل وفق الأصول الدبلوماسية والقنصلية من خلال تسليم لوائح اسمية للجانب السوري عبر القنوات الدبلوماسية أي السفارة السورية.
وعلم ان هذا الأمر كان موضع الاجتماع الذي اثار لغطاً بين الوزير باسيل ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.
والأمر نفسه سرى علىعرض وزارة الاشغال والنقل للمخطط التوجيهي لتطوير وتوسعة مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمباشرة بتنفيذ المرحلة الملحة منه بكلفة تقديرية تبلغ 200 مليون دولار، فأقر هذا المبلغ مبدئياً، لكن تقرر إحالة المشروع على لجنة وزارية برئاسة الرئيس الحريري وعضوية الوزراء: غسّان حاصباني، علي حسن خليل، يوسف فنيانوس ويعقوب الصرّاف لدرس المخطط التوجيهي والاسراع بتنفيذه.
ووصفت مصادر وزارية الجلسة بأنها كانت هادئة، وان المدة الطويلة التي استغرقتها (قرابة 4 ساعات) كان مردها إلى بنود جدول الأعمال الفضفاضة التي تجاوزت الـ93 بنداً، وإلى تقديم كل وزير مداخلة أو ملاحظة حول، ولا سيما في الشق السياسي والمتصل بالتهديدات الإسرائيلية، وجاءت كل هذه المداخلات في الإطار الوفاقي، وان الوزراء قدموا وجهات نظرهم حيال عدد من المواضيع، إنما كانت الرؤى موحدة في مواجهة التهديدات وواجب لبنان في الدفاع عن سيادته.
وعلم ان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصوه سأل إلى متى ستبقى السيادة اللبنانية مستباحة من قبل الطائرات الإسرائيلية لضرب سوريا؟ مؤكدا ان ذلك يُشكّل خرقاً لوثيقة الوفاق الوطني، وسأل أين الموقف الرسمي من ذلك؟ كما سأل عن الموقف تجاه اللبنانيين الذين يدرجون على لوائح الإرهاب؟
وكان الرئيس عون قد استهل الجلسة بالتأكيد على ان ما حصل اخيرا في البلاد حالة استثنائية تمت معالجتها، وان الجميع مدعو إلى ضرورة تفعيل مؤسساتنا الوطنية والارتكاز في عملنا على مرجعي الدستور والقوانين، موضحا بأن لبنان يقوم بالاتصالات مع المراجع الدولية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في بره وبحره، مذكرا بما أكّد عليه المجلس الأعلى للدفاع لجهة مواجهة أي اعتداء بحزم وتصميم على الدفاع عن السيادة الكرامة الوطنية.
ومن جهته، شدّد الرئيس الحريري على انه مهما كانت خلافاتنا السياسية، الا ان كل القوى تقف موحدة في مواجهة التحديات الإسرائيلية، ولفت إلى ان ثمة تجاوباً مع طلب لبنان للوصول إلى حلول إيجابية لمسألتي بناء إسرائيل الجدار الاسمنتي على الحدود الجنوبية وادعائها بملكية الرقعة رقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، ودعا الوزراء إلى التجاوب مع طلب الرئيس عون لتخفيض العجز في الموازنة بنسبة 20 في المائة، حتى يصار إلى البدء بدرس مشروع موازنة 2018.
تحرك ساترفيلد
وفي هذا السياق، علم ان تحرك مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد، يأتي في إطار الوساطة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي في ما خص الرقعة رقم 9 في المياه الاقتصادية الخالصة، وانه حمل معه سلسلة مقترحات بهذا الخصوص بقيت طي الكتمان حفاظاً على مهمة ساترفيلد.
وكان مسؤول لبناني أبلغ وكالة «رويترز» أمس ان مبعوثاً اميركياً يتوسط بين لبنان والكيان الإسرائيلي، مضيفاً بأن المبعوث الأميركي أكّد للبنان بعد محادثات بشأن الجدار الحدودي ان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد التصعيد.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون أبلغ المسؤول الأميركي الذي زاره في بعبدا أمس، موقف لبنان الرافض للتهديدات الاسرائيلية، وحقه في سيادته على أرضه ومياهه، وفهم ان ما تمّ بحثه يُمكن البناء عليه للوصول إلى نتائج إيجابية.
وكانت لافتة للانتباه في هذا السياق الجولة الميدانية التي قام بها ساترفيلد لمعاينة الأوضاع عن كثب على طول الخط الأزرق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والقائد العام لليونيفل الجنرال مايكل بيري والمحادثات التي أجراها أيضاً مع قائد الجيش العماد جوزف عون، حول موضوع الجدار الإسرائيلي مقابل رأس الناقورة وعند الخط البحري للمنطقة المتنازع عليها.
وزار ساترفيلد بعد الظهر ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت برفقة السفيرة اليزابيت ريتشارد، ووضع اكليلاً من الزهر على الضريح، مع كلمة في سجل الشرف عبّر فيها عن «الاحترام العميق الذي تكنه الولايات المتحدة للرئيس الشهيد والذي كانت حياته ومماته في خدمة لبنان».
ويفترض ان يكون الحفل الرسمي الذي سيقام بعد ظهر اليوم لتوقيع اتفاقيتي الغاز والنفط في «البيال» إشارة واضحة إلى الموقف اللبناني الرسمي الموحّد لجهة الاطماع الاسرائيلية بالمياه الإقليمية اللبنانية، وإيصال رسالة الى المجتمع الدولي بتمسك لبنان بحقه في ثروته النفطية.
وستشهد صالة «بافيون رويال» في «البيال» حضوراً لافتاً لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية يتقدمها الرؤساء عون وبري والحريري وعدد كبير من النواب والوزراء وفاعليات، إلى جانب وزير الطاقة سيزار أبي خليل الذي ستكون له الكلمة الرئيسة، وسيتم عرض شريط مصور خاص بالمناسبة اعدته لجنة إدارة قطاع البترول، فضلاً عن حضور ممثلي تحالف الشركات الثلاث: «توتال» الفرنسية «نوفاتيك» الروسية و«ايني» الإيطالية.

صحيفة الشرق:
بركة اللقاء الثلاثي: الرئيس وقع الترقيات والوساطة الاميركية شاملة

 
لأن كل دروب الملفات اللبنانية الخلافية، مهما تعقدت، توصل إلى السيناريو التسووي نفسه، انتهت أزمة «المرسوم» بحل سياسي وليس قانونيا وفق المفترض سالكا دربا اخرجها من عنق زجاجة «التعقيد» وحيّد البلد مرة جديدة عن حقل ألغام الإنقسام الداخلي. ووفق القاعدة نفسها أفضت جلسة مجلس الوزراء إلى مخارج توافقية على مختلف الملفات والبنود.

وفي اول ترجمة عملية لثمار لقاء بعبدا الثلاثي، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباحاً مراسيم ترقية الضباط في الجيش وقوى الامن والامن العام وامن الدولة والجمارك، بناءً على صيغة توافقية قضت بدمجها ضمن مرسوم موحّد للأقدميات والترقيات لمختلف الأسلاك العسكرية والأمنية بعدما وقعه امس وزير المال على حسن خليل.

مجلس الوزراء: رواق!
وانسحابا لاجواء التهدئة، عقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا هي الاولى بعد أزمة «فيديو محمرش» واللقاء الرئاسي الثلاثي وسط أجواء هادئة. واعتبر رئيس الجمهورية أنّ «ما حصل مؤخراً حالة استثنائية تمّت معالجتها حفاظاً على الوحدة الوطنية ومن ضمن الدستور والقوانين»، مشدداً على «ضرورة تفعيل مؤسساتنا الدستورية وتطبيق القوانين والنصوص». وفي وقت استحوذت التهديدات الاسرائيلية على حيز واسع من المباحثات حيث أكد الرئيس عون «أننا نواصل الإتصالات لمنع الأطماع الاسرائيلية في الأرض والمياه وسنواجه اي اعتداء عليهما» وأشار رئيس الحكومة سعد الحريري الى ان «القوى السياسية مهما اختلفت فيما بينها تقف موحدة لمواجهة التحدي الاسرائيلي المتمثل راهنا بالجدار وادعاء ملكية البلوك 9»، وفي وقت كان تشديد رئاسي على ضرورة اقرار الموازنة واستكمال التحضيرات لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان، وافق مجلس الوزراء «على مكننة الهويات والملفات الشخصيّة بالمبدأ على أن تستكمل الإجراءات في جلسات أخرى عوضاً عن إنجاز بطاقة للإنتخابات ممغنطة تستخدم في إطار واحد»، كما شكّل لجنة برئاسة الحريري لدرس المخطط التوجيهي لتوسعة المطار والمباشرة بتنفيذ المرحلة الملحة منه بكلفة تقديرية تبلغ 200 مليون دولار. وعيّن من خارج جدول الاعمال جلال سليمان مفتشا عاما في التفتيش المركزي.
الوساطة شاملة
وفيما تستكمل اسرائيل اعمال بناء الجدار على الحدود مع لبنان في النقاط غير المتنازع عليها، حط مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفد ساترفيلد يرافقه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة، بعدما زار صباحا قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث بحث مع القائد العام لليونفيل اللواء مايكل بيري الذي تفقد الخط الازرق أمس، في المستجدات جنوبا لاسيما موضوع بناء الجدار. وفي هذا المجال، اجمعت اوساط  المسؤولين الذين التقاهم ساترفيلد وفق معلومات «المركزية» على الجو الايجابي الذي ظلل زيارته التي اراد منها تلقي الضوء الاخضر من لبنان من اجل القيام بوساطة بين لبنان واسرائيل بعد قبول الاخيرة بمبدأ التفاوض حول الحدود البحرية. وفي المعلومات، ان الوساطة لن تنحصر فقط بالبلوك 9 بل ستشمل كل النقاط المتنازع عليها من ضمن مناقشة الحدود البحرية اضافة الى الجدار. وتبعا لذلك، يمكن القول ان خلاصة محادثات ساترفيلد التي حملت الطابع الاستكشافي، انتهت الى ان السياسيين اللبنانيين يضعون الحل السلمي اولوية على اي مواجهة عسكرية. وبعد الظهر، عاد ساترفيلد الى بيروت وزار ضريح الرئيس رفيق الحريري. واشارت مصادر مطلعة لـ»المركزية» الى ان المسؤول الاميركي سيبقى في لبنان الى حين وصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون الى المنطقة، لينضم اليه في جولة تشمل تركيا والاردن ومصر ولبنان.

هل يحضر بري؟
وسط هذه الاجواء، اكتملت التحضيرات في كنيسة مار مارون في الجميزة ومحيطها من اجل الاحتفال في العاشرة صباح اليوم بعيد شفيع الطائفة في قداس يرأسه للمرة الاولى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس للراعي. واذ اكدت دوائر القصر الجمهوري مشاركة رئيس الجمهورية وتقبله التهاني بالعيد الى جانب البطريرك عُلم ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتجه الى المشاركة في المناسبة على ما قالت مصادر مقربة لم تستبعد ايضاً عقد لقاء جانبي على هامش المناسبة، قد يسبقها او يليها، بين رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي يتطرقان فيه الى المستجدات المحلية وما يتعلق باللقاء الرئاسي الثلاثي.

توقيع الاتفاقيتين
وبعد ظهر اليوم نفسه، يجمع الحفل الرسمي لتوقيع اتفاقيتيّ النفط والغاز، الشخصيات الرسمية، في إشارة واضحة إلى الموقف اللبناني الرسمي الموحّد لجبه الأطماع الإسرائيلية بالمياه الإقليمية اللبنانية، وإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بتمسّك لبنان بحقه في ثروته النفطية. وستشهد صالة «بافيون رويال» في مجمّع «بيال» في الثالثة بعد ظهر اليوم، حضوراً لافتاً لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية يتقدّمها الرئيس عون، والرئيسان برّي والحريري، وعدد كبير من النواب والوزراء وفاعليات، إلى جانب وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل الذي من المقرر أن يلقي الكلمة الرئيسية، على أن يتم عرض شريط مصوّر خاص بالمناسبة أعدّته «لجنة إدارة قطاع البترول».

صحيفة الجمهورية:
ترحيل الموازنة الى ما بعد الإنتخابات.. ومار مارون يجمع أركان الدولة

بعد تجاوزِ قطوع الخلاف الرئاسي، وانتهاء أزمة مرسوم الأقدمية بتوقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح أمس على مراسيم ترقية الضبّاط في الأسلاك العسكرية كافة، ظلّت الأنظار مشدودة إلى التهديدات الإسرائيلية للثروة النفطية في لبنان، وكذلك إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل التي واصَلت أعمالَ بناء الجدار الإسمنتي. وفي هذه الأجواء، تشخص الأنظار اليوم إلى قداس عيد مار مارون، في كنيسة مار مارون في الجمّيزة والذي يترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس في حضور أركان الدولة يتقدّمهم رئيس الجمهورية.

توقّعت مصادر مواكبة أن يركّز الراعي في عظته على الوضع السياسي «وأن يجدّد مباركته للصلحة الرئاسيّة، ويؤكد مجدّداً على أهمّية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، والحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، ويحذّر من الوضع الاقتصادي الهشّ الذي يتطلب تحرّكاً سريعاً والمبادرة الى طرحِ خطط إنقاذية».

وقالت مصادر كنسية لـ«الجمهورية»:» إنّ عيد مار مارون له رمزيته، وهو عيد لا يقتصر على مذهب، بل يشكّل مناسبة لالتقاء أركان الدولة السياسيين والعسكريين والإداريين كدليل على أنّ الموارنة الذين بنوا لبنان الكبير، لم يفكّروا بوطن قومي للمسيحيين، بل بوطن قابل للحياة، يعيش فيه المسيحي والمسلم جنباً إلى جنب».

وشدّدت على «وجوب أن يكون الموارنة أصحابَ برامج تغييرية وتطويرية، فعندما يستقيلون من هذا الدور أو يتراجعون عنه يفقدون علّة وجودهم، وهذا واجب على من يمثّلهم ويمثّل المسيحيين في السلطة».

ودعَت «أبناء الطائفة أوّلاً، واللبنانيين ثانياً إلى التنبّه للمخاطر التي تعصف بالوطن والتي كادت أن تشعلَ الحرب الأهلية الأسبوع الماضي»، وإلى أن «يعلم الجميع أهمّية عودة التوازن الوطني، إذ لا يجوز أن يشعر أيّ فريق بالغبن أو الانتقاص من حقوقه، لأنّ لبنان وطنٌ للجميع، والدولة هي المرجعية الوحيدة ويجب أن تمارسَ سيادتها على كلّ الأراضي، وتحصر السلاح بيدها».

تتويج التفاهم
سياسياً، أقفَل أسبوع بعبدا السياسي، الذي طوى مرحلةً استثنائية، على جلسة لمجلس الوزراء توَّجت تفاهمَ اللقاء الرئاسي، فلم تخرج فيه قيد أنملة عن أجواء التهدئة والمناخات الإيجابية. وكانت ضرورة التوحّد ضدّ اعتداءات اسرائيل حافزاً إضافياً للترفّعِ عن السجالات الضيّقة.

وحضَرت تهديدات إسرائيل والجدار في لقاءات مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير ديفيد ساترفيلد، امس مع كلّ من رئيس الجمهورية وقائد الجيش العماد جوزف عون وكذلك في زيارته مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى الناقورة حيث اجتمع مع القائد العام لليونفيل اللواء مايكل بيري، وقام الجميع بجولة ميدانية لمعاينة الأوضاع عن كثب على طول الخط الأزرق.

وأبلغَ عون ساترفيلد موقفَ لبنان الذي تمّ التأكيد عليه في جلسة مجلس الوزراء وفي المجلس الاعلى للدفاع، وتطرّقَ البحث الى الجهود الاميركية لمعالجة الوضع الناشئ، و قدّم ساترفيلد اقتراحات تَهدف الى المحافظة على الاستقرار والهدوء في المنطقة الحدودية، وأكّد لعون دعمَ بلادِه لمؤسسات الدولة اللبنانية وبصورة خاصة للجيش والقوى العسكرية والامنية، منوّهاً بالدور الذي تلعبه لحماية الاستقرار في لبنان.

وعرَض قائد الجيش لساترفيلد خروقات اسرائيل لسيادة لبنان، والتطوّراتِ على الحدود الجنوبية، وشدّد»على موقف لبنان الرافض لمحاولة هذا العدوّ إنشاءَ جدارٍ فاصل يمرّ في أراضٍ متحفَّظ عليها لبنانياً».

وكانت وحدات من لواءَي المشاة الخامس والسابع وفوج التدخّل الخامس، قد نفّذت بالاشتراك مع وحدات من قوات «اليونيفيل» في الناقورة، تمريناً قتالياً باسمِ «العاصفة الفولاذية»، استمرّ عدة أيام تخلّلته رمايات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.

برّي
وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ موقف لبنان موحّد من مسألة الجدار.

وقال: «علينا دائماً أن نأخذ بمِثل هذه التهديدات من قبَل اسرائيل، ولكن إذا سُئلت عن حصول حربٍ ما، فأنا لا أراها، وصعبة كتير».

أضاف: «الاميركي يسعى الى تبريد الاجواء، حسب قوله، ناقلاً عن الاسرائيلي أنّه لن يقوم بأيّ خطوة استفزازية للبنان، وهو سبق وأكّد عليه عضوُ الوفد العسكري الاسرائيلي في الاجتماع الثلاثي في الناقورة الذي تمّ التوافق فيه على أنّ أيّ عمل مرتبط بالجدار لا يتمّ إلّا بموافقة لبنان».

وعن الدور الاميركي في ما خصّ حماية المنطقة الاقتصادية قال بري: «هذا الامر يجب ان تتولّاه الامم المتحدة وتحت علمِها، وطبعاً لا مانعَ من وجود الاميركي كعامل مساعد».

الخارجية
وعلمت «الجمهورية» أنّ وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بخطوات لدحضِ زعمِ إسرائيل ملكيتَها البلوك ٩، تحتكم فيها للقانون الدولي ولاتفاقية الامم المتحدة - قانون البحار.

وفي هذا السياق قالت مصادر الوزارة لـ«الجمهورية»: «لبنان ضدّ الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، خصوصاً أنّ اسرائيل تبنيهِ ضِمن النقاط الـ١٣ الخلافية، في انتظار ترسيم الحدود النهائية من قبَل الامم المتحدة، علماً انّ لبنان يتمسّك بكلّ حقوقه في البرّ والبحر».

وذكّرَت المصادر «أنّ الوزارة وجّهت في ٢٠١٧/٣/٢٠ كتاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أعلنَت فيه أنّ البلوك ٩ يقع ضِمن المياه الإقليمية اللبنانية وأنّ لبنان يؤكّد على حقّه في إطلاق عملية التلزيم والتنقيب والاستخراج من دون موافقةِِ مسبَقة من أحد، ولا يحق لإسرائيل التدخّل بممارسة لبنان لدوره وحقوقِه. وعادت الوزارة وأكّدت في كتابها التالي في ٢٠١٨/١/١٨ على ذلك».

وأكّدت المصادر إصرار الخارجية «على كلّ موقف سابق في الموضوع، فلا تخاذلَ ولا تراجعَ أو أيّ موقف تسوَوي، لا بل تصِرّ الخارجية على كلّ الإحداثيات السابقة التي تصحّحت بموجب النقطة ٢٣ وتؤكّد حقّ لبنان في البلوكات ١٠ و ٩ و ٨. لا بل يتطلع لبنان الى حقل كاريش الذي يبعد ٤ كلم عن حدودنا الخالصة الاقتصادية، ولديه شكوك عالية في موضوع التنقيب الأفقي، خصوصاً أنّ التقنيات الحديثة أثبتت انّ هذا النوع من التنقيب يصل الى ١٥ كلم. وفِي هذا الإطار يحتفظ لبنان بحقّ الردّ على ايّ اعتداء إسرائيلي بكلّ الوسائل المتاحة، كما أنّه سيقاضيها في حال ثبتَ لديه أنّها تقوم بالتنقيب الأفقي. وفِي حال ستقوم اسرائيل بأيّ مراجعات لدى الشركات الثلاث، سنقوم نحن بمراجعة دولية ضد الشركة اليونانية التي لها حقّ التنقيب في حقل كاريش».

فنيش
وقال الوزير محمد فنيش لـ«الجمهورية»: «متمسّكون بحقوقنا كدولة، وقواتُنا العسكرية والامنية تمارس حقّها وواجبَها الكامل بالدفاع عن سيادة البلد، لدينا حقوقنا واضحة وسيادتُنا على ارضِنا لا نقاش فيها، وهذا موقفُنا جميعاً في مجلس الوزراء. برأينا كحزب، الاميركيون لا يمكن ان يؤدّوا دوراً إيجابياً لأنّ اسرائيل لا تُقدِم على ايّ فِعل من دون اخذِ ضوءٍ اخضر اميركي».

حمادة وباسيل
ولم يَخرق أجواءَ التهدئة في مجلس الوزراء سوى غيابِ الوزير مروان حمادة عن الجلسة بسبب اعتراضِه على عدم إدراجِ الملف التربوي على جدول الأعمال. ولوحِظ أنّ باسيل انتقَده بقوله عندما وصَل النقاش إلى البنود المتعلقة بوزارة التربية: «يُخوّننا وينتقدنا، وعلى جدول الأعمال 18 بنداً له تتعلّق بوزارته وها نحن نقِرّها».

«التكتّل»
وأكّدت مصادر تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ جدول الأعمال مرَّ بسلاسة، وأنّه تمّ تأجيل بعضِ البنود، منها التربوية، لغياب وزير التربية، في وقتٍ كان الأساتذة يعتصمون على طريق القصر الجمهوري، بحجّة امتعاضِه الدائم لعدمِ إدراج بنود تربوية على جدول أعمال مجلس الوزراء، واتّهامِنا بأنّنا أصبَحنا في نظامٍ رئاسي، ويتّهم بعضَ وزرائنا بأنّهم يحدّدون بنود جدول الاعمال. وبعدما تبيَّن أنّ ١٤ بنداً تربوياً كانت مدرَجة على الجدول طالبَ الوزير باسيل رئيسَ الحكومة بوضعِ حدّ لهذا الأمر، خصوصاً أنّ البنود التربوية واردة وهو يتّهمنا ظلماً وجوراً، عِلماً أنّ رئيس الجمهورية كان قد تمنّى على رئيس الحكومة في وقتٍ سابق وقبل الأزمة الأخيرة تخصيصَ جلسة تربوية».

ولفتت المصادر إلى» أنّ عدم طرحِ مشروع المرسوم المتعلق بقبول إلحاق 207 أساتذة من الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية للتعيين في ملاك التعليم الثانوي في كلّية التربية على جدول أعمال الجلسة هو مِن الأسباب التي استوجَبت غيابَ حمادة، فما كان من رئيس الحكومة وبعضِ الوزراء إلّا عدم موافقتِهم عليه».

ولفتت المصادر من جهة ثانية الى أنه «في موضوع تسجيلِ السوريين أقرّ المجلس الآليّة القانونية التي طرَحها باسيل قبل ٤ سنوات، والتي تقضي بتسجيل الولادات في سجلّ الأجانب لدى المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية والبلديات، التي تُبلغ وزارة الخارجية التي تكمّل آليّة التسجيل وفقَ الأصول الديبلوماسية والقنصلية، من خلال تسليم لوائح إسميّة للجانب السوري عبر القنوات الديبلوماسية أي السفارة السورية.

وعُلِم أنّ هذا الأمر كان موضوعَ الاجتماع الذي أثارَ لغطاً بين باسيل ووزير الخارجية السوري وليد المعلم».

وقالت المصادر أنّ مجلس الوزراء أقرّ اعتماد البطاقة الممغنَطة في الانتخابات النيابية المقبلة بناءً على إصرار باسيل في لجنة قانون الانتخاب.

القاعدة الاثنا عشرية
وأعاد المجلس العملَ بآلية الصرفِ على القاعدة الاثني عشرية لتأخّرِ إقرارِ موازنة 2018، وذلك في إشارة الى احتمال عدمِ إمكانية إقرارها قبل الانتخابات النيابية، فأجاز لوزير المال جبايةَ الواردات وصرفَ النفقات اعتباراً من 1 شباط 2018 ولغاية صدور قانون موازنة 2018 على اساس القاعدة الاثني عشرية.

وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: «خطورة الأوضاع المالية والاقتصادية للدولة لا تعالَج بمزيد من الاستدانة إنّما من خلال إقرار موازنة جديدة تتبنّى قرارات بنيوية تؤدّي الى خفضِ المصاريف من خلال وقفِ الهدر واستباحة المال العام وترشيدِ الإنفاق وتخفيض كلفةِ الدين العام وزيادة النموّ بما يوقِف التدهورَ المتسارع لوضع الخزينة نتيجةً للارتفاع المستمر للدين العام».

واعتبَر «أنّ التأخير في إقرار الحكومة الموازنة العامة للسنة الحالية ليس مجرّدَ مشكلة تقنية وإنّما خرقٌ دستوري جديد وهروب السلطة من تحمّلِ مسؤوليتها تجاه اللبنانيين في إيصال الوضع المالي الى ما هو عليه لتغطية ارتكاباتها وتسهيل الإنفاق العشوائي بعيداً مِن رقابة السلطة التشريعية لأهدافٍ محضِ انتخابية».

وقال: «تخدير اللبنانيين بوعود المؤتمرات الدولية لدعمِ لبنان اقتصادياً ومالياً لا يعدو كونه مسكّنات سرعانَ ما تتلاشى ويَظهر عدم جدواها في ظلّ عدمِ جدّية أركان السلطة في الالتزام بالموجبات الدستورية والقانونية والشفافية المالية وأبرزُها الالتزام بمواعيد وضعِ الموازنة ومناقشتها وإقرارها في مجلس النواب.

إنّ الدعم الدولي للبنان مرتبط بإثبات الدولة جدّيتَها في الإمساك بزمام الأمور سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً، وباحترام لبنان لالتزاماته العربية والدولية وباعتماد معايير الشفافية والإصلاح، وهي كلّها عناصر لا يبدو أنّ أركان السلطة مهتمون بوضعها موضعَ التنفيذ، ممّا يجعل من الانتخابات النيابية موعداً لمحاسبة شعبية للمرتكبين والمتواطئين والمقصّرين من أهلِ السلطة، وتفتح الابوابَ امام التغيير المطلوب لوقفِ الانهيار الاقتصادي الزاحف على لبنان».

كبّارة
وقال وزير العمل محمد كبارة لـ«الجمهورية»: «حذّرتُ من أنّ صندوق الضمان الاجتماعي مهدّد. هناك 2300 مليار ليرة مستحقّات للضمان على الدولة، والمفروض ان تدفَع له 600 مليار ليرة. الضمان لا يستطيع القيامَ بواجباته بدفعِ الفواتير، خصوصاً للمرضى الذين يعانون من امراضٍ مزمنة لا تحتمل التأخير، وهذا يحتاج حلّاً سريعا».

أزمة المرسوم تنتهي
وانتهت أزمة مرسوم الأقدمية بتوقيع رئيس الجمهورية صباح أمس مراسيمَ ترقيةِ الضبّاط في الأسلاك العسكرية كافة. وقالت مصادر وزارية معنية لـ«الجمهورية»: «إنّ هذا التوقيع أنهى الإشكالات السابقة بعدما كرّست هذه المراسيم موضوع مرسوم الأقدمية وتضمّن مرسوم الترقيات في الجيش أسماءَ جميع الضبّاط الذين ورَدت اسماؤهم في مرسوم الأقدمية الذي سبقَ للرئيس أن وقّعه وصَدر وأصبح نافذاً، ما يؤكّد قانونيته ودستوريته، وخصوصاً أنّه تمّت الإشارة إليه في حيثيات مرسوم الترقية للضبّاط الرقم 2316 بعبارة «مرسوم منح القدم للترقية ذي الصلة».

وأضافت المصادر: «أكّد المرسوم على حقّ ضبّاط دورة العام 94 بالأقدمية بعد مرور 24 عاماً من الانتظار لتصويب الخطأ الذي ارتكِبَ في ذلك الوقت واستعادةِ كاملِ حقوقِهم، لا سيّما أنّ المرسوم تضمّنَ اسماءَ كافة الضبّاط من دون استثناء.

وخَتمت: «صدور مرسوم الترقية منذ الأول من العام 2018 قد تمّ بعدما كان الرئيس عون قد وقّع على حفظِ حقوق الضبّاط بالترقية من خلال توقيعِه «جدولَ الترقية» الذي وضَعه وزير الدفاع بناءً لاقتراح قيادة الجيش بالترقية من الأسلاك كافة».

وقال برّي عن مرسوم الأقدميات اللاحقة: «سواء كانت لاحقة أو سابقة، هناك أصول ودستور يجب أن تحكمَ هذه المراسيم».

وهل ما زال الفتور قائماً بينك وبين الحريري، أجاب: «لقد اجتمعنا في القصر الجمهوري». وعندما سُئل ماذا بعد؟ أجاب: «العتب كان بسبب المرسوم، لولا المرسوم ما في شيء بيني وبَينو، ليش شو كان في بيني وبينو.

وعن التحالفات قال: بإمكانو ياخذ الموقف اللي بيريدو ويتحالف مع اللي بدّو ياه، وهو حرّ، وأنا كمان حر».

صحيفة الأنوار:
استنفار الجيش اللبناني في مواجهة الجدار الاسرائيلي... واليونيفيل تراقب

موضوع الجدار الاسرائيلي ومطامع العدو في ثروة لبنان الغازية والنفطية، كان امس مدار اهتمام واسع على اكثر من صعيد. ففي مجلس الوزراء كان تأكيد على مواجهة اي اعتداء اسرائيلي، وفي المنطقة الحدودية الجنوبية، كانت جولة على طول الخط الازرق للمسؤول الاميركي ديفيد ساترفيلد والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. 
وميدانيا، استنفار للجيش في المنطقة، ودوريات لليونيفيل لمراقبة ما يجري، وعمل اسرائيلي متواصل في بناء الجدار الحدودي. 
وقال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل اندريا تيننتي: يمكننا أن نؤكد أن قائد قوة اليونيفيل زار الخط الأزرق امس، كما هي الحال في مرات كثيرة، يرافقه فريق الارتباط باليونيفيل. وأكد أن اليونيفيل تحافظ على تواجد مستمر على الخط الازرق بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية لرصد ورفع تقارير عن اي انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وللمساعدة على ضمان عدم تصعيد التوترات أو سوء الفهم بشأن الخط الأزرق وفي منطقة عمليات اليونيفيل.

جولة ساترفيلد 
وقد زار، نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة امس، حيث عقد اجتماع مع القائد العام لليونفيل اللواء مايكل بيري، للبحث في آخر المستجدات جنوبا ولا سيما موضوع بناء الجدار، بالتزامن مع مواصلة جيش العدو الاسرائيلي ببناء الجدار الاسمنتي مقابل رأس الناقورة وعند الخط البحري للمنطقة المتنازع عليها وسط حركة لافتة لآليات العدو وانتشار واسع لجنوده. 
وقام ساترفيلد وابراهيم برفقة قائد اليونيفيل اللواء بيري بجولة ميدانية لمعاينة الاوضاع عن كثب على طول الخط الازرق. 
وفي مجلس الوزراء حيث استحوذ الموضوع على حيز واسع من المناقشات، اكد الرئيس ميشال عون أننا نواصل الإتصالات لمنع الأطماع الاسرائيلية في الأرض والمياه وسنواجه اي اعتداء عليهما وأشار رئيس الحكومة سعد الحريري الى ان القوى السياسية مهما اختلفت في ما بينها تقف موحدة لمواجهة التحدي الاسرائيلي المتمثل راهنا بالجدار وادعاء ملكية البلوك 9. 
وقد استقبل رئيس الجمهورية مساء امس ساترفيلد، وتطرق البحث الى الجهود الاميركية لمعالجة الوضع الذي نشأ، حيث قدّم السفير ساترفيلد اقتراحات تهدف الى المحافظة على الاستقرار والهدوء في المنطقة الحدودية. وابلغ الرئيس عون السفير ساترفيلد موقف لبنان الذي تم التأكيد عليه في مجلس الوزراء امس، وفي المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه يوم امس الاول. 
كما التقى ساترفيلد قائد الجيش العماد عون الذي عرض خروق العدو الاسرائيلي للسيادة اللبنانية، والتطورات الحاصلة على الحدود الجنوبية، مشددا على الموقف اللبناني الرافض لمحاولة هذا العدو إنشاء جدار فاصل يمر في أراضٍ متحفظ عليها لبنانيا. 
هذا ونسبت وكالة رويترز الى مسؤولين من لبنان وإسرائيل قولهم امس إن مبعوثا أميركيا أكد للبنان أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد بين البلدين في أعقاب حرب كلامية احتدمت بينهما. 
وقال هؤلاء إن ساترفيلد زار إسرائيل الأسبوع الماضي ولبنان هذا الأسبوع في مهمة وساطة. وأكد مسؤولون أميركيون الزيارتين دون أن يذكروا جدول أعماله بالتفصيل. 
وقال مسؤول لبناني بارز طلب عدم نشر اسمه لرويترز في ما يتعلق بزيارة المبعوث الأميركي فقد أجرى مباحثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل، وقال إنه ليس هناك ما يدعو للقلق ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد.

صحيفة الأخبار:
الجيش السوري إلى الغوطة الشرقية
الأسد يرفض الرسائل التركية... وتوقيف تام لعمليات إدلب

تعمل دمشق وفق أجندتها الخاصة بالتنسيق والتشاور مع حلفائها، وبمرونة «تناور» بين الاتفاقات الخارجية الكبرى من دون الاستسلام لها. ورغم أنها تتفهّم وتستوعب مقدار تأثير كل طرف، لكنها في النهاية تضع خططها على الطاولة وتعمل على تنفيذها عندما تستطيع. وفي هذا المجال، يؤكد الرئيس بشار الأسد أن إطلاق عمليات جديدة سيحصل «كلما كانت هناك جاهزية له». ولذلك، مع التقدم الضخم في مثلث حلب ــ حماة ــ إدلب حيث منطقة «خفض التصعيد»، توقفت العمليات، لكن القيادة السورية وضعت أمامها سريعاً «ملفاً مغلقاً» منذ مدة طويلة: قوات إدلب تنتقل إلى الغوطة الشرقية لبدء عمل عسكري.

كلما ضاقت محاور القتال في سوريا يرتفع منسوب التوتر على خطوط التماس في الميدان والسياسة. داخل «مثلث أستانا» التركي ــ الإيراني ــ الروسي تناقضات لم تصل حدّ الطلاق. فالأطراف الثلاثة لديها ما يكفي من المشتركات، أساسها الصراع مع الرؤية الأميركية للحرب (وما بعدها) في سوريا. الغزو التركي لعفرين، المغطّى من موسكو، قوبل بردّ غير متوقع من دمشق، رغم أنها غير قادرة حالياً على منعه، خاصة مع فشل محادثات حميميم في سبيل إقناع «وحدات حماية الشعب» الكردية بدخول الجيش السوري عفرين وتجنيب المنطقة الحرب.

القيادة السورية رفضت أيّ نوع من التواصل مع الجانب التركي. «حاول الأتراك التواصل معنا وأرسلوا عدة رسائل قبل الهجوم على عفرين عبر موسكو، لكن رفضنا ذلك... وأبلغنا الروس أن أيّ تحرك تركي سيعتبر قوات احتلال»، وفق ما قال الرئيس بشار الأسد لزوار قبل أيام. استطاعت دمشق إقناع موسكو برفض استخدام أنقرة لسلاح الجو، «لأن الأجواء المفتوحة للأتراك تعني مستقبلاً فتح شهيتها لضربات في مواقع مختلفة من البلاد»، أضاف الرئيس السوري.
هذا الموقف من استخدام المجال الجوي انعكس على سير عملية «غصن الزيتون»، وهو ما جعلنا نرى بعد أكثر من 20 يوماً على بدء القتال تدمير عدد كبير من المدرعات التركية على يد «الوحدات»، وفشل الأتراك في تحقيق أي خرق كبير في الميدان، اعتماداً على ضربات المدفعية.

ورغم أن قيادة الجيش التركي قد أعلنت في بياناتها، خلال أول أيام العملية، تنفيذ ضربات جويّة، فقد مرّت الأيام الأخيرة من دون ذكر لأي من تلك الضربات، وهو أمر ربطه مراقبون أيضاً بالتوتر الذي ولّده إسقاط القاذفة الروسية «سو 25» فوق ريف إدلب، في منطقة تحسب فصائلها على تركيا، مع تحميل موسكو أنقرة (هذا ما عبّرت عنه لدمشق وطهران) مسؤولية إسقاط الطائرة من قبل «هيئة تحرير الشام»، بسبب رفض الأولى استخدام الأتراك لسلاح الجو في معركة عفرين.
وتزامن ذلك أيضاً مع ما نقلته وكالة «رويترز» عن قائد عسكري من القوات الرديفة للجيش السوري، بشأن نشر الجيش وحدات دفاع جوي جديدة وصواريخ مضادة للطائرات في الخطوط الأمامية في ريفي حلب وإدلب، بشكل «يغطي المجال الجوي في شمال سوريا».
دوائر القرار في دمشق تعمل على مراعاة «الحساسيات الدولية» وعدم الدخول في معارك لا تريدها حالياً «لكنها لا تتشاور سوى مع إيران وروسيا بما يخص الأوضاع لديها»، وفق ما أوضح الأسد لضيوفه. وأضاف أن الجانب السوري يركّز حالياً على إعادة بناء الجيش وتعزيز قدراته، مع بقاء أمر إطلاق عمليات عسكرية جديدة «كلما كانت هناك جاهزية» لها. على الأرض، استطاع الجيش السوري تحرير منطقة ضخمة في مثلت أرياف ادلب ــ حماة ــ حلب منذ إطلاقها المعركة في منتصف كانون الأول من العام الماضي. أكثر من 3500 كيلومتر مربع سيطر عليها، عبر دخول قرى وبلدات شرق وغرب سكة قطار الحجاز، والوصول إلى بعد نحو 14 كيلومتراً عن بلدة سراقب. ومع التقاء القوات المتقدمة من ريف حلب الجنوبي مع تلك في ريف إدلب الشرقي وريف حماه الشمالي الشرقي، تواصلت التحضيرات من جبهة الحاضر (ريف حلب) والتحشدات قرب أبو الضهور، بما وضع بلدات على طريق حلب ــ دمشق الاستراتيحية تحت مرمى النيران وداخل الخطط العسكرية.

سارعت أنقرة إلى تلقّف كرة النار المتدحرجة ومحاولة تثبيت الوضع القائم، مستندة إلى تفاهمات أستانا التي وضعت تلك المنطقة ضمن مناطق خفض التوتر، والأهم أنها «خزانها» الأهم ومكان «الكباش النهائي»، وهي تريد هدوءاً في تلك الجبهة منعاً لمزيد من الارتباك في معركة عفرين حيث تحشد قوات سورية من إدلب. وهي أرادت طمأنة الفصائل المسلحة الموجودة في محور العيس إلى أن الجيش وحلفاءه لن يشنّوا أيّ عملية عسكرية ضدهم، ولذا استعجلت تلك الفصائل وصول الأتراك إلى العيس لمنع الهجوم المحتمل. بلدة العيس مطلة على الطريق الدولي، وهذا يمنحها أهمية كبرى؛ ففي اتفاق أستانا ثمة بنود تتعلق بنشر قوات مراقبة تركية على الطريق نفسه، وإذا سقطت العيس سقط الطريق ومعه تلك النقاط، وبالتالي يسقط جزء مهم من «الاتفاق».
ووفق معلومات «الأخبار»، أبلغ الجانب الروسي دمشق «ضرورة وقف العمليات حفاظاً على مخرجات أستانا»، وأيضاً أفاد القوات السورية العاملة على الأرض هناك بقراره. توقف العمليات في «المثلث» جاء متأخراً بالنسبة إلى تركيا، إذ لم يكن من المتوقع لديها أن تتخطّى القوات السورية خط سكة الحجاز، وعند دخول قواتها نقطة العيس لوضع نقطة مراقبة، ووجهت بإطلاق قذائف عليها، ما أجبرها على الانسحاب (30 كانون الثاني). ثم عاد الضغط الروسي، ليتم إقرار وقف العمليات والعمل على تثبيت الإنجاز، والتوجه نحو تطهير الجيب «الداعشي» في ريف حماه. إذاً، في الخامس من شباط، ثبّتت القوات التركية نقاط مراقبة في العيس، كما من المتوقع أن تنتشر أيضاً في مطار تفتناز وفي سراقب وفي منطقة الشيخ عيسى شمال جسر الشغور. وفي موازاة ذلك، وضع الجانب الإيراني نقاط مراقبة في ريف حلب الشمالي على حدود عفرين. وهو يعمل من هناك على دعم منطقة عفرين بالمواد الغذائية والطبية، وجاء إطلاق النار نحو القوة التركية أول مرة في العيس ضمن هذه الأجواء.
ومع تعزيز أنقرة لوجودها في ريفي حلب وإدلب، وقُرب انعقاد قمّة ثلاثية رئاسية بين روسيا وتركيا وإيران، في اسطنبول، لتعزيز نتائج مساري «سوتشي» و«أستانا»، يتجه الوضع في إدلب ومحيطها نحو ضبط لإيقاع الميدان وتجميد الخطوط العسكرية. وهو ما ركّز عليه اتصالا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيريه الروسي والإيراني، إذ أفاد المصدر في الرئاسة التركية بأن أردوغان ونظيره فلاديمير بوتين اتفقا خلال مباحثاتهما أمس على «تسريع» إقامة مواقع مراقبة جديدة في محافظة إدلب، في إطار إحدى مناطق «تخفيض التصعيد». الحساسية العالية لمنطقة إدلب ومحيطها، وما وصلت إليه نتائج العمليات، جعلا القوات العاملة هناك (الثقل الأساسي بقيادة العميد سهيل حسن) تبدأ التحضيرات للتوجه نحو جبهات الغوطة الشرقية، حيث ستبدأ عمليات تسهم في قضم جزء أكبر من البلدات المحيطة بالعاصمة دمشق، التي لا تزال تستقبل أحياؤها قذائف وصواريخ يومياً. معركة الغوطة هي جزء من خطة مؤجلة، تهدف إلى تشديد حماية العاصمة، وإلى تضييق الخناق أكثر على البقعة الكبيرة الأخيرة التي يسيطر عليها المسلحون من «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن و«هيئة تحرير الشام» وغيرها من الفصائل. وهي معركة حاولت الفصائل التأثير على انطلاقها عبر المعارك المتجددة التي فتحتها على جبهة إدارة المركبات، التي تشكل نقطة متقدمة في محيط حساس ومهم، يضم مدينتي حرستا وعربين، وبلدات أخرى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!