صحيفة النهار:
النهار في دائرة الضوء: الطبقة السادسة ضاقت بالجموع واتسعت للجميع
كان الوطن في قلب "النهار"، الكل فيها. تاريخ سيؤرخ: 7 شباط 2018. اجتمع السياسي والاقتصادي والفنان والاعلامي في جريدة واحدة. كادت الطبقة السادسة في الجريدة ألا تتنفس. ضاقت المكاتب والممرات بالجموع، إلا أنها اتسعت للجميع. هكذا هي "النهار"، جامعة دائما، في الايام الحلوة كما المرّة.
ساعات حلوة عاشتها اسرة "النهار". الجميع متأهب، يستقبل. رئيسة مجلس ادارة الجريدة رئيسة التحرير نايلة تويني تستقبل الضيوف. ها هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يصل. هو رئيس تحرير "النهار" لهذه الليلة. يدخل مكاتب الجريدة. يصافح الجميع. يلقي التحية على الزملاء. يجلس وراء المكتب. يستقبل المحررين، فالضيوف. يناقش بعضهم. صحيح ان كلام الحاكم قليل، لكنه معبرّ. يحاكي الهموم الوطنية والاقتصادية والمشاكل السياسية.
منذ الرابعة بعد الظهر، بدأ وصول الشخصيات. الكل هنا. سياسيون، ابرزهم الرئيس حسين الحسيني، الوزير غطاس خوري ممثلا الرئيس سعد الحريري، الوزراء نهاد المشنوق وملحم رياشي وجمال الجراح وعناية عز الدين، النواب ياسين جابر وروبير غانم ودوري شمعون وسرج طورسركيسيان ونديم الجميل والمحامي سليمان فرنجيه ممثلا رئيس "تيار المردة"، وشخصيات وأصدقاء.
رجال اعمال واقتصاديون، ابرزهم رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس، رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر سعد ازهري، الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس جمعية تجار منشئي الابنية مارون الحلو ومصرفيون ومبدعون وآخرون.
فنانون، في مقدمهم المصمم العالمي ايلي صعب، الفنان راغب علامة والممثلة ندى بو فرحات والممثل بديع ابو شقرا، العازف الموسيقي غي مانوكيان والمزّين بسام فتوح وغيرهم.
تربويون، منهم رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور جلال العدوي، رئيس الجامعة الانطونية الاب الدكتور ميشال الجلخ، مدير دار المشرق الاب الدكتور صلاح ابو جودة.
وجوه اعلامية، في مقدمها مدير مكتب الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا وناشر "السفير" سابقا طلال سلمان، رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر والاعلاميون راغدة ضرغام، مارسيل غانم، وليد عبود، جورج صليبي، مي شدياق، ديما صادق، عماد مرمل، بيار رباط، نديم قطيش ونيشان وغيرهم. كذلك حضرت عضو هيئة الاشراف على الانتخابات رئيسة اتحاد المقعدين في لبنان سيلفانا اللقيس، مديرة منظمة "كفى" زويا روحانا.
ومن الوجوه الرياضية، رئيس نادي النجمة اسعد السقال وعضو اللجنة الاولمبية اللبنانية جاسم قانصوه والرياضي الاولمبي جان كلود رباط.
عدد كبير من هؤلاء اضطلعوا بدور الصحافي. تعرفوا الى هموم المهنة ومشاكلها. البعض كتب مقالته في العدد الاستثنائي الذي يصدر غدا، وآخرون تواصلوا مع صحافيي "النهار". جلسوا الى مكاتبهم. هكذا هم "النهاريون"، كانوا دوما يركضون خلف الحدث، يغطونه، يواكبون ادق تفاصيله، واليوم كانوا هم الحدث. كان الحدث عندهم، في قلب الجريدة، ليطلقوا معا "الكل في جريدة".
تويني
ما هي إلا ثوان، حتى أعلنت تويني ان "اليوم، مش بس حدث استثنائي، مش بس عدد استثنائي، بدّي إعلن "النهار" Media Corp ، مجموعة إعلامية هويتها لبنان وحدودها العالم.
اليوم مبادرة جديدة جامعة، كل أطياف وقطاعات المجتمع اللبناني، وبعض الاصدقاء العرب لتشجع على الوحدة ضمن التعدد، وعلى توحيد الجهود لصنع وطن دفعنا ثمنو كتير غالي، واملنا انو نقدر نكفي معكن هالمسيرة".
بكلمة عامية محببة، توجهت تويني الى الحضور لتؤكد ان "النهار رح تبقى الصوت يللي ما بخاف، يللي ما بيسكت، يللي بيزعج بعض الاحيان، "النهار" رح تبقى، مغامِرة ومشاغبة وصوتها عالي، وما في شي بيوقفا، "النهار" للكل لانها على صورة لبنان، المتعدد والمتنوع سياسيا. "النهار" ما كانت ولا يوم الا صوت الحق في وجه الظلم، والحقيقة في وجه التضليل، الحرية في وجه اشكال الوصاية والاحتلال، وهي مستمرة بنقل الحقيقة، والدفاع عن الحريات العامة، وتحديدا حرية التعبير، وهي ما بتستمر لحالها، بتستمر مع كل واحد منكن، الحاضرين والغايبين".
سلامة
وتلاها سلامة: "ثروة لبنان الحقيقية هي ثروته البشرية القادرة على الابتكار والابداع والمبادرة. لذا خيار اقتصاد السوق هو الافضل للبنان، وقد طبقنا هذا المفهوم ومارسناه في القطاع المصرفي والمالي. اقتصاد السوق هو الكفيل ايضا بتحفيز النمو وتأمين فرص العمل، وهو ايضا الكفيل بتأمين التمويل من اجل الاستقرار الاجتماعي من دون توليد التضخم. لقد سعى مصرف لبنان، من خلال تشجيع القروض السكنية والاستهلاكية، الى تأمين التمويل الذي سيعيد تكوين الطبقة الوسطى، وهو اساس الاستقرار الذي يحتاج اليه الاقتصاد اللبناني".
وأضاف: "سعينا في مصرف لبنان، ضمن ما يجيزه لنا القانون، الى تأسيس البيئة الصحيحة التي تسمح للبنان بان يكون مواكبا للتكورات العالمية، وتسمح للبناني بالاستفادة من قطاعه المالي في اعماله وحياته اليومية في آن واحد. لا يمكن الاقتصاد ان ينمو من دون قطاع مالي سليم يؤمن التسليف، ومن دون ليرة لبنانية مستقرة تؤمن الثقة، وتؤدي باستقرارها الى التعاطي المالي بفوائد مقبولة".
وفي الختام، ترأس سلامة اجتماع التحرير مع اسرة "النهار"، وكتب معها مانشيت العدد الاستثنائي. وغادر الجميع، وبقيت " النهار" نهاراً، مضاءة ومفتوحة الابواب.…
صحيفة المستقبل:
مجلس الوزراء اليوم: تعليق "البطاقة الممغنطة" ومعالجة "المكبات العشوائية" لبنان يتصدى للعدوان برّاً وبحراً.. وإسرائيل تقبل
بموقف رسمي صارم وصوت سيادي حازم لا يقبل الهوادة والهوان في الدفاع عن أرض الوطن وثرواته النفطية، قالت الدولة اللبنانية كلمتها بالأمس معلنةً التأهب سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً والاستنفار "على مختلف المستويات الإقليمية والدولية للمحافظة على حقوق لبنان والتصدي للعدوان الإسرائيلي" البري والبحري على السيادة الوطنية، سواءً في مقابل شروع العدو في بناء "جدار فاصل" على الأراضي اللبنانية أو إزاء محاولته قرصنة الثروة القومية الكامنة في المياه الإقليمية اللبنانية. بينما أعلنت السلطات الإسرائيلية قبولها الاحتكام إلى "وساطة دولية" للتفاوض مع لبنان حول مصير بلوك "9" للغاز، مع تمسكها من ناحية عدوانية أخرى باستكمال بناء الجدار الحدودي الفاصل مع جنوب لبنان لاعتبارها أنه يقع ضمن نطاق الأراضي الإسرائيلية المرسّمة من قبل الأمم المتحدة.
وفي وقائع الموقف اللبناني الذي عبّر عنه المجلس الأعلى للدفاع أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بمشاركة الوزراء المعنيين والقيادات العسكرية والأمنية، أوضحت مصادر المجتمعين لـ"المستقبل" أنّ الاجتماع استُهلّ بعرض مفصّل قدّمه مفوض الحكومة لدى قوات "اليونيفيل" العميد مالك شمص حول اجتماعات ومداولات اللجنة العسكرية الثلاثية في رأس الناقورة تلاه تقديم العميد الركن جورج يوسف تقريراً عن الخط الأزرق والنقاط الـ13 المُتنازع عليها مع إسرائيل على امتداد نحو 485 ألف متر مربع من الناقورة حتى حدود مزارع شبعا. ونقلت المصادر عن عون تشديده على أنّ "كل منشأة إسرائيلية على الأراضي اللبنانية هي اعتداء على لبنان"، وعن الحريري تأكيده أنّ "لبنان ليس في وارد التخلي عن أي جزء من أرضه" واضعاً مسألة بناء الجدار الإسرائيلي في خانة "العدوان الواضح الذي سيواجه بالطرق المناسبة"، مع الإشارة إلى مروحة الاتصالات التي تُجرى بهذا الصدد والضغط الدولي الذي يُمارس على العدو الإسرائيلي.
وفي محصّلة المداولات، أعطى "الأعلى للدفاع" توجيهاته "للتصدي لهذا التعدي من قبل إسرائيل لمنعها من بناء ما يُسمى بالجدار الفاصل على الأراضي اللبنانية"، مشدداً على كونه "خرقاً واضحاً للقرار 1701"، بالتوازي مع رفض الادعاءات الإسرائيلية المتعلقة بالثروة النفطية والغازية في المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية اللبنانية.
أما على ضفة الاحتلال، وفي رصد للتقارير السياسية والعسكرية والإعلامية (أمال شحادة - الناصرة)، فقد رفع سلاح البحرية الإسرائيلية درجة تدريباته واستعداداته في عرض البحر الأبيض المتوسط وأدخل منظومات حديثة ومتطورة لحماية آبار الغاز، تحسباً لاحتمال أن تكون هذه المنطقة الاستراتيجية "الشعلة" التي توقد الحرب المقبلة مع لبنان. في وقت أعلنت إسرائيل قبولها بوساطة دولية (أميركية - أممية) للتفاوض مع لبنان حول مصير بلوك "9" للغاز الذي تدعي سلطات الاحتلال أنه يتواجد داخل منطقة نفوذها الإقليمية، مع اشتراطها في المقابل عدم قيام الدولة اللبنانية بتنفيذ أي عمل ضمن نطاق المنطقة المائية وفق ما تضمنته المناقصة المعلنة حول هذه الرقعة النفطية.
وفي ما خصّ الجدار الحدودي الفاصل، جدد الإسرائيليون رفض الاعتراف بتجاوز النقاط البرية المُتنازع عليها مع لبنان، انطلاقاً من اعتبار أنّ هذا الجدار "يُبنى فقط على الأراضي الإسرائيلية بحسب ترسيم الحدود الذي قامت به الأمم المتحدة قبل سنوات عدة في ما بات يُعرف بالخط الأزرق".
توازياً، لفت الانتباه في التقارير الإسرائيلية عن الصراع الحدودي مع لبنان ما نُقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي لناحية زعمه أنّ "آية الله إبراهيم رئيسي، الوريث المتوقع للمرشد الإيراني علي خامنئي، قام في نهاية الشهر الماضي بزيارة الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان بمرافقة مقاتلين من "حزب الله" في واحدة من زيارات عدة قام بهاً مؤخراً مسؤولون إيرانيون كبار إلى القطاع الشمالي"، مع الإضاءة في الوقت عينه على "تقارير تُفيد بأن كتائب شيعية عراقية تخضع للقيادة الإيرانية باتت منتشرة على طول الحدود".
وفي الغضون، أكد الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أنّ "الجانب الإسرائيلي بدأ فعلاً تنفيذ أشغال جنوب الخط الأزرق"، وقال: "نحن نتابع ما يجري ونتواصل مع الأطراف على جانبي الحدود وحريصون على حل هذه القضية ومنع حصول أي توتر أو تصعيد". بينما أوضحت مصادر أمنية "المستقبل" أنّ جيش الاحتلال قام حتى الساعة بتركيب "15 بلوك إسمنتي" في سياق مباشرته أعمال بناء الجدار الفاصل في منطقة الناقورة بعدما كان قد استكمل حفر الأساسات اللازمة لذلك.
وأمام التوتر الحاصل على ضفتي "الخط الأزرق"، برز أمس تحذير أممي من خطورة "التداعيات الأمنية للنزاع بين لبنان وإسرائيل بشأن حقوق التنقيب عن آبار الغاز البحرية"، حسبما جاء على لسان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق الذي دعا الطرفين إلى "اتباع الحوار والوساطة الديبلوماسية من أجل فض هذا النزاع البحري"، مضيفاً: "نحن ندعم حق كل من لبنان وإسرائيل في استغلال ثرواتهما البحرية بموجب القانون الدولي للبحار (...) والأمم المتحدة تشجع الدولتين على زيادة الجهود من أجل تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة والتنقيب عن الثروات الطبيعية بأسلوب لا يسمح بتصعيد النزاع".
مجلس الوزراء
في سياق وطني منفصل، وعلى إيقاع الانفراجات السياسية والمؤسساتية التي أحدثها الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا الثلاثاء الفائت وبدأت تجلياتها بالظهور من خلال حل إشكالية مرسوم الأقدمية عبر صيغة توافقية قضت بدمجه ضمن مرسوم موحّد للأقدميات والترقيات لمختلف الأسلاك العسكرية والأمنية على أن يوقّعه اليوم رئيس الجمهورية بعدما وقعه أمس وزير المالية على حسن خليل، يلتئم مجلس الوزراء وعلى جدول أعماله سلسلة بنود حيوية أبرزها بندان متعلقان بالانتخابات النيابية الأول ينصّ على تعديل المادة 84 من القانون بهدف تعليق العمل بالبطاقة الممغنطة لمرة واحدة، والثاني مخصص لاتخاذ قرار حول مكننة الأحوال الشخصية، وفق ما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
أما في الملف البيئي، فكشف الوزير طارق الخطيب أنه بصدد الطلب من مجلس الوزراء اليوم تخصيص مبلغ 20 مليون دولار لتكليف مجلس الإنماء والإعمار معالجة مكبات النفايات العشوائية، استناداً إلى ملخص السياسة المستدامة للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، الذي كان قد وافق عليه مجلس الوزراء لا سيما في ما يتعلق بالجانب الإجرائي الخاص بالإقفال التدريجي للمكبات العشوائية.
صحيفة اللواء:
لمصلحة مَنْ افتعال أزمة جديدة مع السعودية؟ خليل يوقّع مرسوم الأقدميات والترقيات الموحَّد.. ولبنان يبلغ واشنطن عزمه على منع الجدار الإسمنتي
تقدّم خطر الاحتكاك اللبناني - الإسرائيلي على خلفية اقدام إسرائيل فعلياً على الشروع في بناء الجدار الاسمنتي ضمن الأراضي اللبنانية، في خرق مفضوح للقرار 1701، في وقت يحضر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد لزيارة وزير خارجية بلاده ريكس تيلرسون إلى بيروت الخميس المقبل، ضمن جولة شرق أوسطية.
على ان المثير للاهتمام كان مسارعة القضاء اللبناني لتلقف دعوى عادية، قدّمت بوجه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، ليضعها بعد أقل من أسبوع، على جدول التحقيقات، من دون الأخذ بعين الاعتبار التداعيات السياسية لمثل هذه الخطوة، ولمصلحة مَن إفتعال أزمة جديدة مع المملكة العربية السعودية؟
وبالتزامن، وفي الوقت الذي كان مجلس الدفاع الأعلى يعطي أوامره لمنع إسرائيل من بناء الجدار الاسمنتي، من زاوية انه "اعتداء على الأراضي اللبنانية" دعت إسرائيل، على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاتيز إلى التفاوض عبر الوسيط الأميركي لمعالجة النزاع دبلوماسياً.
ومع التقدم في لملمة خلافات الأسابيع الماضية، وقع ليل أمس الرئيس سعد الحريري المرسوم الواحد للاقدميات والترقيات لمصلحة لبنان والمؤسسة العسكرية، بعد ان كان وقعه الوزراء يعقوب الصرّاف والداخلية نهاد المشنوق والمال علي حسن خليل، على ان يوقعه الرئيس ميشال عون اليوم، وينشر في الجريدة الرسمية، ليأخذ طريقه إلى التنفيذ.
لا غالب ولا مغلوب
وفيما لم يرصد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد أمس في بعبدا، أي سلام أو كلام أو غيره بين الوزيرين جبران باسيل وخليل، رغم انهما كانا متجاورين في المقاعد، فإن الاجتماع الذي انعقد في أعقاب اجتماع مجلس الدفاع، والذي جمع الرئيس الحريري ووزراء العدل سليم جريصاتي والدفاع الصرّاف والمال خليل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في قاعة مجلس الوزراء، جاء لترجمة التوافق بين الرؤساء الثلاثة حول معالجة مرسوم الاقدمية لضباط دورة العام 1994.
وأمكن في هذا الاجتماع حل أزمة مرسوم الضباط على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، ووفق الاقتراح التسوية الذي سبق واقترحه الرئيس نبيه برّي، بدمج مرسوم الترقيات مع مرسوم الاقدمية، علماً ان 9 من الضباط الواردة اسماؤهم في مرسوم الاقدمية موجودون في مرسوم الترقيات.
واستناداً إلى هذا الحل، فقد اعد مرسوم جوال واحد للاقدمية والترقيات وقعه وزراء الداخلية والدفاع والمالية ومن ثم الرئيس الحريري، على ان يوقعه اليوم الرئيس عون بحسب ما علمت "اللواء".
وفيما أعلن خليل انه وقع المرسوم الجديد لمصلحة لبنان ومؤسسته العسكرية ولمصلحة الجميع، أوضح الوزير جريصاتي ان أزمة مرسوم الضباط كانت الملف الأوّل الذي اتفق عليه في اجتماع بعبدا بين الرؤساء الثلاثة، وهو نص على "عطف" مراسيم الترقيات على مرسوم الاقدمية الذي سيبقى ساري المفعول، نافياً ان تكون هناك عملية دمج أو تسوية سياسية لمرسوم الاقدمية بل إعادة صياغة وقوننة.
واوضحت مصادر رسمية مسؤولة ان مرسوم الترقيات الذي تم التوقيع عليه تضمن في حيثياته اشارة الى مرسوم الاقدمية، ولم يكن دمجاً للمرسومين بالمعنى الحرفي للكلمة، وبذلك تكون قد طويت صفحة الخلاف بين الرؤساء لتبقى عالقة مشكلة الخلاف بين حركة امل وبين التيار الوطني الحر بعد كلام الوزير باسيل بحق الرئيس بري.
وقالت المصادر ان المشكلة لو بقيت عالقة فلن تشكل ازمة خطيرة تعرقل عمل المؤسسات الدستورية لأنه مشكل بين تيارين سياسيين سبق وشهد لبنان مثله كثيراً بين قيادات وقامات وزعامات سياسية كبيرة عبر تاريخه السياسي واستخدمت فيه عبارات نابية او قاسية ولكنها لم تنعكس سلبا على عمل المؤسسات الدستورية.وهوما يفسر الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة قبل يومين على انعقاد مجلس الوزراء اليوم لمناقشة جدول اعمال من 93 بندا فيه العديد من المواضيع المهمة والعادية.
مجلس الدفاع
اما بالنسبة لاجتماع المجلس الأعلى للدفاع، فهو قرّر الاستمرار في التحرّك على مختلف المستويات الإقليمية والدولية للمحافظة على حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة بمساحة تبلغ 860 كلم2، لاسيما في ما خص الرقعة رقم 9 في المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية اللبنانية" وأعطى المجلس توجيهاته للتصدي لهذا التعدي من قبل اسرائيل "لمنعها من بناء ما يسمى الجدار الفاصل على الأراضي اللبنانية"، معتبرا تشييده قبالة الحدود الجنوبية وضمن الأراضي اللبنانية، "اعتداء منها على لبنان سيكون بمثابة خرق واضح للقرار 1701". كما قرر المجلس "رفض التصريحات والادعاءات الاسرائيلية المتعلقة بالثروة النفطية والغازية في المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية اللبنانية".
وفي المعلومات، ان الرئيس عون استهل الاجتماع بالاشارة إلى أهمية انعقاد المجلس في ضوء التطورات الحاصلة، سواء على الأرض بالنسبة للجدار أو بالنسبة للموقف الإسرائيلي من الثروة النفطية اللبنانية، ثم قدم مُنسّق الحكومة لدى القوات الدولية "اليونيفل" العميد الركن مالك شمص عرضا للاجتماعات العسكرية الثلاثية اللبنانية - الدولية -الإسرائيلية في الناقورة حيث أكد لبنان في خلالها موقفه الثابت في موضوع بناء الجدار الاسمنتي في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل وهذا الموقف يرفض أي إنشاءات على أي جزء من الأراضي اللبنانية .وهو أبلغ إلى الجانب الإسرائيلي في هذه الاجتماعات من خلال قائد القوات الدولية الذي ترأسها.
كما قدم أن المعاون العملاني في قطاع جنوب الليطاني العميد الركن جورج يوسف عرضا تاريخيا عن الخط الأزرق والنقاط المتنازع عليها وأشار إلى أن لبنان يتحفظ على 13 نقطة ولان مساحة الاراضي التي خسرها لبنان نتيجة هذا الخط تبلغ 485 ألف متر مربع تمتد من الناقورة إلى حدود مزارع شبعا.
وعرض لمواصفات الجدار وان المعطيات حتى الساعة تدل على أن إسرائيل ماضية في بنائه.
واعتبر الرئيس عون في مداخلة له أن كل ما تبنيه إسرائيل على أرض متنازع عليها على الحدود الجنوبية يعتبر اعتداء على الأرض اللبنانية ككل ولا يمكن القبول به أو تبربره ومن حق لبنان العمل بكل الوسائل المتاحة لاستعادة كل شبر من أرضه المحتلة . أما الرئيس الحريري فقال إن لبنان ليس بوارد أن يتخلى عن أي جزء من أرضه وبناء إسرائيل لهذا الجدار هو اعتداء واضح على لبنان الذي سيواجهه بالطرق المناسبة مشيرا إلى الاتصالات مع الدول الفاعلة التي من شأنها أن تعمد إلى ممارسة الضغط الدولي على إسرائيل.
وعلم ان إجراءات ستتخذها قيادة الجيش لمواجهة كل الاحتمالات على الأرض، لكن لن يعلن عنها وستبقى سرية.
وفي موضوع البلوك 9، أفادت المصادر ان الرئيس عون أكّد أنه يقع ضمن المياه البحرية اللبنانية وهو جزء من ثروتنا الوطنية وسيادتنا وان التهديدات الإسرائيلية مرفوضة. وهذه حالة عدائية. المياه جزء من الأراضي اللبنانية والسيادة عليها واحدة فكما هي واحدة على أرض كذلك على المياه.
ولفت إلى اتصالات تجري عبر القنوات الديبلوماسية من أجل معالجة الموضوع بالتزامن مع جهوزية لبنان لمواجهة اي عدوان على أرضه.
وجرى نقاش حول الإجراءات الواجب اتخاذها والتي تعرض على مجلس الوزراء اليوم.
لقاءات ساترفيلد
وإلى ذلك، كشفت المصادر المطلعة، ان الاتصالات الديبلوماسية، تجري اساسا مع الجانب الأميركي، عبر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير دافيد ساترفيلد الذي يقوم حاليا بزيارة للبنان تمهيدا للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون في 15 شباط الحالي ضمن جولة في المنطقة، تشمل إلى بيروت كلا من القاهرة وعمان وانقرة.
وزار ساترفيلد أمس الرئيس برّي في حضور السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد. وتم عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، وتحديدا ما يتعلق بالحدود البرية وبناء الجدار الفاصل، ومحاولة اسرائيل وضع اليد على الثروات النفطية في بلوك رقم 9 ، حيث اكد بري تمسك لبنان بثرواته الطبيعية، ورفض اي تعد على النقاط المختلف عليها عند الحدود، وتخوف من اندراج اي اعتداء في البر على البحر.
في حين بقي ساترفيلد متكتماً عن أي تصريح، تحدثت المعلومات ان مهمة الموفد الأميركي تتركز على التوصّل لحل المشكلات العالقة حاليا مع إسرائيل على الحدود اللبنانية برا وبحرا، وهو اسمع وزير الخارجية جبران باسيل الذي التقاه ايضا قبل ان يلتقي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، استعدادا لوساطة أميركية لدى إسرائيل بما يتعلق بموضوع الجدار والبلوك 9.
وأكدت المصادر ان الجانب الأميركي لم يطلب من الجانب اللبناني عدم البدء بالعمل بالاستكشاف في البلوك المذكور، لافتا النظر إلى استعداد تل أبيب لقبول أي وساطة مع لبنان حول حدود مياهه الاقتصادية، بحسب ما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي.
وشدّد الجانب اللبناني على ان مسألة الحدود البحرية مرتبطة بالحدود البرية التاريخية بين لبنان وفلسطين المحتلة، مما يبقى البلوك 9 داخل المياه الإقليمية اللبنانية، وانه من هذه الزاوية يتم التشديد على ضرورة إزالة النقاط الـ13التي يتحفظ عليها لبنان على الخط الأزرق، مؤكدا على ان الموقف اللبناني موحد تجاه التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية اكان بالنسبة للجدار أو بالنسبة للنفط والغاز، بحسب ما أشار الرئيس بري لنواب الأربعاء.
واليوم، يضع ساترفيلد اكليلا من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسط بيروت.
أزمة جديدة
وفي خطوة من شأنها ان تعيد تأزيم العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وفي قرار يحمل أكثر من علامة استفهام بتوقيته، قرّر قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسّان عويدات قبول الشكوى المقدمة من أحد الأشخاص، بوكالة المحامي حسن بزي، بوجه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، بجرم إثارة النعرات الطائفية وحضّ اللبنانيين على القتال في ما بينهم.
وفي المعلومات التي جرى الكشف عنها ان الدعوة التي قدمت بتاريخ 31ك2 لم يمضِ عليها أسبوع، لاقت قبولا من قاضي التحقيق على ان يُحدّد موعد لاستدعاء الوزير السبهان واستجوابه في مضمون الدعوى.
وفي خطوة تضامنية مع السبهان، أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة "أن على الدولة اللبنانية ان تكف عن استهداف الدول ومسؤوليها وان يوجه التهم ويقبل الشكوى ضد من يمارس الارهاب ويخرّج الإرهابيين من مدرسته في بيروت". مضيفاًَ: "كلنا ثامر السبهان".
وقال ابن أحمد في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر تويتر، امس الأربعاء: "على القضاء اللبناني أن يوجه التهم ويقبل الشكوى ضد من يمارس الاٍرهاب ويخرّج الإرهابيين من مدرسته في بيروت".
وطالب وزير الخارجية البحريني، لبنان بأن يكف عن استهداف الدول ومسؤوليها، كما أرفق تغريدته بهاشتاج كان قد انتشر مؤخرًا "كلنا ثامر السبهان".
على القضاء اللبناني أن يوجه التهم ويقبل الشكوى ضد من يمارس الاٍرهاب ويخرّج الإرهابيين من مدرسته في بيروت، وأن يكف عن استهداف الدول ومسؤوليها #كلنا_ثامر_السبهان.
وعاد الوزير السبهان، بعد غيبة من 27 كانون الأوّل 2017، إلى التغريد عبر "تويتر" فقال: وأنا التاركون إذا سخطنا وأنا الآخذون إذا رضينا وأنا العاصمون إذا اطعنا وأنا العازمون إذا عصينا ونشرب ان وردنا الماء صفو أو يشرب غيرنا كدراً وطيناً".
فمن قصد السبهان في كلامه بعد طول غياب؟
وتساءلت الأوساط السياسية عن سر التوقيت المشبوه، بفتح الأزمة وقالت لمصلحة من إثارة مشكلة جديدة في وجه العلاقات اللبنانية- السعودية وعشية التحضيرات الجارية للقمة العربية، التي تعقد في الرياض، ويشارك فيها لبنان.
صحيفة الشرق:
دمج مرسوم الترقيات ومجلس الوزراء يعود بتعيينات في وزارة الطاقة
لم يتمكن اجتماع مجلس الدفاع الاعلى الذي عقد أمس في قصر بعبدا برئاسة العماد ميشال عون ان يجمع الوزيرين "المتخاصمين" (وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل) على الرغم من جلوسهما الى جانب بعضهما، كما يقتضي البرتوكول، فلا كلام ولا سلام. فما فرقهما لن يجمعهما الا "اعتذار الوزير جبران باسيل من اللبنانيين"، كما يقول مقربون من الرئيس نبيه بري، فالخلاف مع الرئيس ميشال عون تخطيناه وأصبح وراءنا، إلا أن ما صرح به وزير الخارجية في حق الرئيس بري مازال راسخاً في ضمير كل لبناني، ولن تمحوه كلمة من هنا او اجتماع من هناك..
أما باكورة المصالحة بين الرئيسين عون وبري فتمثلت في الاتفاق على صيغة مخرج لمرسوم الاقدمية والذي أشعل شرارة الخلافات قبل نهاية العام الماضي.
وعلم ان اجتماعاً عقد بعد الانتهاء من اجتماع المجلس الاعلى بين رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير العدل سليم جريصاتي، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، ووزير المالية علي حسن خليل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير تم خلاله الاتفاق على صيغة صدور مرسوم الترقيات الذي صدر في 1-1-2018 وفق صيغة تسوية تقضي بدمج تحفظ حق دورة ضباط 1994 بالاقدمية.
وبالعودة الى مضمون اجتماع مجلس الدفاع الاعلى، فقد أشارت مصادر سياسية ان الحديث تركز بشكل مباشر حول البلوك 9، وأحقية لبنان في استخدام مياهه البحرية، اضافة الى بناء إسرائيل الجدار الفاصل مع لبنان.
وأشارت المصادر ان الاجتماع استهل بعرض مفصل قدمه منسق الحكومة لدى قوات الامم المتحدة العميد الركن مالك شمص في اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية، والتي اجتمعت خلال الأيام الماضية، وتم البحث في المداولات التي جرت، والتي أكد لبنان خلالها موقفه الثابت من موضوع بناء الجدار الاسمنتي في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل لاسيما النقاط الـ13، وقد تبلغت إسرائيل عبر الامم المتحدة موقف لبنان الرافض لبناء الجدار الاسمنتي.
بعدها تحدث المعاون العملاني في قطاع جنوب الليطاني العميد الركن جورج يوسف عن موضوع الخط الازرق تاريخه وعدد النقاط فيه والمناطق المتنازع عليها، لافتاً الى ان لبنان يتحفظ على 13 نقطة وتبلغ مساحة الاراضي التي خسرها لبنان نتيجة الخط الازرق 485 الف متر مربع تمتد من الناقورة حتى حدود مزارع شبعا. وفي هذا الموضوع، أكد الرئيس عون على ان كل ما تقيمه إسرائيل على أرض متنازع عليها على الحدود هو اعتداء على الاراضي اللبنانية، ولا يمكن القبول بها او تبريرها، ومن حق لبنان العمل بكل الوسائل المتاحة لاستعادة كل شبر من أرضه المحتلة.
بدوره أكد الرئيس الحريري "أنه ليس في الوارد ان يتخلى لبنان عن أي جزء من أرضه، وان بناء الجدار الفاصل هو اعتداء وعدوان واضح على لبنان سنواجهه بالطرق المناسبة، عارضاً للاتصالات التي تجري في هذا الاطار، كما للضغوط الدولية التي تمارس على إسرائيل".
وهنا لفت الرئيس عون الى ان موقف لبنان الرافض تم ابلاغه الى قائد القوات الدولية، والى مساعد الامين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، وان وزارة الخارجية وجهت رسائل الى الجهات الديبلوماسية والدولية تتناول هذا المضمون.
أما بالنسبة الى البلوك 9، فقد أكد رئيس الجمهورية ان هذا البلوك يقع ضمن المياه البحرية اللبنانية، وهو جزء من ثروتنا ومن سيادتنا، والتهديدات الاسرائيلية مرفوضة وهي حالة عدائية، فالمياه هي جزء من الاراضي اللبنانية والسيادة عليها واحدة. ولفت عون الى الاتصالات التي تجري عبر الاقنية الديبلوماسية بالتزامن مع جهوزية لبنان لمواجهة أي عدوان على أرضه.
هذا وعلمت "الشرق" ان مجلس الدفاع الاعلى ليس من صلاحياته اتخاذ قرار بتقديم شكوى الى مجلس الامن، إنما هذا الامر منوط بمجلس الوزراء، الذي وحده له الحق في اتخاذ القرار المناسب بعد مناقشته خلال الجلسة، والمتوقع ان يبحث اليوم في جلسة مجلس الوزراء وفقاً للمعطيات والتطورات الميدانية على الارض.
تعيينات في وزارة الطاقة اليوم
يعود مجلس الوزراء اليوم، الى الانعقاد بعد غياب غير قصير، وتدرج هذه العودة في النتيجة الايجابية للقاء بعبدا الثلاثي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري.
وعلى جدول أعمال المجلس مجموعة ضخمة من المشاريع والتي ستصدر بشأنها قرارات بينها تعيينات في وزارة الطاقة والمياه، خصوصاً في مجالس ادارة مصالح المياه (بيروت - جبل لبنان، والشمال، والجنوب).. علماً أن بعض المدراء مضى عليهم أكثر من 20 سنة في مواقعهم، وهو أمر مخالف للقانون.
صحيفة الجمهورية:
واشنطن للتعاطي مع النفط بجدِّية.. وغطاء سيـاسي لمواجهة إسرائيل
ما كاد المجلس الأعلى للدفاع ينهي اجتماعه، وفيما يستعد لبنان لاستقبال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في ?? الجاري في زيارة يمهّد لها مساعده ديفيد ساترفيلد، الذي تابع أمس محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين باحثاً معهم في شؤون المنطقة وقضايا لبنان، باشرت اسرائيل بناء هذا الجدار على "الخط الازرق" جنوباً بدءاً من الناقورة وسط استنفار امني اسرائيلي كثيف قابله استنفار الجيش اللبناني لمنع تمدّد هذا الجدار الى النقاط المتنازع عليها في هذا الخط، وهو ما سيكون من ابرز مواضيع البحث في جلسة مجلس الوزراء اليوم.
جال ساترفيلد أمس على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ووزير الخارجية جبران باسيل، وعلمت "الجمهورية" انه كان صريحاً خلال المحادثات معهم وابلغ اليهم انّ الولايات المتحدة الاميركية "لا تريد إحراج لبنان وانها تدرك جيداً وضعه الداخلي ومحيطه، ولكن عليه ان يعطي رسالة ليس اليها وإنما للعالم مفادها انه ملتزم حقيقة "النأي بالنفس".
وقال ساترفيلد انّ بلاده "دخلت الآن في مرحلة جديدة في المنطقة تقوم على فرز قوى الخير من قوى الشر، وهي تتمنّى ان يكون لبنان في هذا الاطار قوة مساعدة في عمليات السلام المطروحة في المنطقة بالتزام عدم تدخل "حزب الله" في الحرب، وأن يسهّل مشروع بناء الدولة في لبنان ووقف كل العمليات التي تسيء الى الدول الخارجية".
واكد عزم واشنطن على "السير في مشروع العقوبات ضد "حزب الله" حتى النهاية"، مشدداً على "انّ هذه العقوبات غير موجهة ضد الشعب اللبناني ولا ضد الدولة اللبنانية، لكنها ضد الحزب الموجود خارج الدولة اللبنانية وفي اكثر من دولة في المنطقة، ويقف في الجهة التي تخاصم اميركا في منطقة الشرق الاوسط، وإذا كانت واشنطن تأخذ وضع لبنان في الاعتبار، لكنّ ذلك ليس على حساب الاستراتيجية الاميركية الجديدة".
ودعا الحكومة اللبنانية الى "تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة، وان تعطي دوراً اكبر للمؤسسة العسكرية في أمن لبنان الاستراتيجي وفي صون الحدود وفي تطبيق القرارين 1559 و1701".
وفي ملف النفط، أبدى ساترفيلد "سرور" بلاده "لأن يصبح لبنان دولة نفطية، فهذا امر يساعده على امتصاص ديونه الخارجية وتأمين فرص للاجيال المقبلة وتأمين استقرار اقتصادي ومالي".
لكنه دعا الى "درس اكثر للتعاطي مع ملف النفط لأنه ليس ملفاً عادياً، بل هو استراتيجي ويدخل في اطار الامن والسلام في المنطقة". ووعد بأن تُجري بلاده اتصالات مع اسرائيل "لكي لا تؤذي لبنان في هذه المرحلة"، مشيراً الى "انّ فريقاً اميركياً يدرس مدى صحة مزاعم اسرائيل بأنّ البلوك 9 ليس لبنانياً".
وتحدث ساترفيلد عن "انطلاق عملية السلام العربي ـ الاسرائيلي في المرحلة المقبلة في حال نجحت التسويات في المنطقة"، وطلب "ان يكون لبنان عنصراً فعالاً إنطلاقاً من مبادرة الملك عبد الله للسلام في قمة بيروت عام 2002". كذلك اكد استمرار بلاده في "دعم الجيش اللبناني وضرورة ان يكون العامل الوحيد في الاستقرار". وأبدى "انزعاج الادارة الاميركية من الاحداث الاخيرة"، معتبراً "انها مؤشر على هشاشة الاستقرار اللبناني وضعف الدولة امام قوى الامر الواقع".
الحريري والسعودية
من جهة أخرى وبعد يومين على نشر موقع "إيلاف" الالكتروني كلاماً منسوباً الى من وصفه بأنه "مصدر سعودي كبير"، ومفاده أنّ "مسؤولاً سعودياً اتصل بوزير لبناني أخيراً، وأبلغ اليه أنّ "هرولة" الحريري الى تركيا ستكلّفه ثمناً باهظاً، لأنّ المملكة لم تقصّر معه ومع لبنان بكل أطيافه في شيء"، نَفت الخارجية السعودية أمس "الأخبار التي تتحدث عن انزعاج المملكة من زيارة الحريري الاخيرة إلى تركيا جملة وتفصيلاً". وأكدت عبر "تويتر" أنه لم يصدر عن أيّ مصدر سعودي أي تصريحات في شأن زيارة الحريري لتركيا.
من جهته، أكّد القائم السابق بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري أنّ بلاده ليست منزعجة من زيارة الحريري لتركيا. ونقل البخاري عبر "تويتر" كلام المصدر المسؤول في الخارجية السعودية، الذي أشار إلى أن "لا صحة حول انزعاج المملكة من زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى تركيا".
"المستقبل"
واكدت مصادر تيار "المستقبل" لـ"الجمهورية" انّ علاقة الحريري مع السعودية "جيدة وطبيعية، شأنها شأن اي علاقة مع اي دولة شقيقة". واشارت الى ان "لا شيء يمنع الحريري من زيارة المملكة وعائلته، لكنّ الزيارة تحصل عندما تكون هناك اسباب لها وحتى الآن لا سبب رسمياً للزيارة".
وقالت المصادر: "بغضّ النظر عن هوية صاحب الكلام المنسوب اليه استياء السعودية من زيارة الحريري لتركيا وتوعّدها بتدفيعه الثمن، فإنّ هذا الكلام تم تداوله في الاعلام وبنيت عليه تعليقات وآراء عدة، فنَفت المملكة اولاً ان يكون أي مسؤول سعودي قال هذا الكلام، واكدت ثانياً انها غير مستاءة من زيارة الحريري لتركيا، ونقطة على السطر".
وعمّا يحكى عن تدخل سعودي في الانتخابات النيابية وفرض المملكة على الحريري التحالف مع قوى معينة، قالت المصادر: "المملكة لم ولن تتدخل في الانتخابات، وهي تعتبر هذا الاستحقاق شأناً لبنانياً داخلياً. فمثلما ترفض ان يتدخّل اللبنانيون في شأنها، ترفض بدورها ان تتدخل في شؤون لبنان".
من جهتها، أكدت مصادر ديبلوماسية "انّ المملكة كانت مضطرة الى نفي هذه الأخبار لأنها تتعلق بمرجعين مهمين بالنسبة اليها: رئيس حكومة لبنان، وتركيا. فعندما ينقل عنها كلام بأنها ستُدفّعه ثمن زيارته لتركيا فمعناه انّ تركيا عدوتها، وهذا غير صحيح فالتصريحات السعودية الاخيرة تتحدث عن علاقات مميزة مع تركيا على كافة الأصعدة".
حلّ للمرسوم
وفيما لم يسجل لا كلام ولا سلام بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المال علي حسن خليل، في إشارة الى استمرار الازمة بينهما، وعدم شمولها بالحل الرئاسي الذي أنتجه لقاء بعبدا أمس الاول، علمت "الجمهورية" انّ اجتماعاً جانبياً عقد في الجناح الرئاسي في قصر بعبدا بعد انتهاء جلسة المجلس الاعلى للدفاع، وضمّ عون والحريري ووزراء المال والعدل والدفاع والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وغاب باسيل عنه، على رغم أنه كان موجوداً في قصر بعبدا، وعقد على هامشه لقاء جانبي بين وزيري العدل والدفاع.
وتم خلال الاجتماع عرض صيغة خلّاقة لحل قضية مرسومي الاقدمية والترقيات للضباط، نَصّت على اساس حفظ حقوق ضباط دورة 1994 مع تسهيل صدور مرسوم الترقيات ومن بينهم العمداء التسعة الذين منحوا الاقدمية إبتداء من 1/ 1 /2018. وعلمت "الجمهورية" انّ عون سيوقّع اليوم مرسوم الترقيات المعطوف على مرسوم الاقدمية الذي وقّعه رئيس الجمهورية أخيراً.
"الكتائب"
الى ذلك، إستغرب مصدر كتائبي مسؤول ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة لجهة الاتفاق على الاحتكام للمؤسسات الدستورية لحل الخلافات، وسأل: "أين كنتم تتخذون القرارات قبل ذلك؟". وقال لـ"الجمهورية": "في هذا البيان اعتراف السلطة بأنها لا تلتزم بالدستور ومؤسساته وإنما تلجأ الى الصفقات السياسية والمحاصصات، وهو ما حذّر منه حزب الكتائب ولا يزال.
لقد أكد الرؤساء في اتفاقهم على ما ركّز عليه النائب سامي الجميّل في افتتاح الحملة الانتخابية الاحد الماضي، واضافوا على المعادلات التي طرحها "مرسوم لي ومرسوم لك"، لجهة دمج مرسومي الاقدمية والترقيات للضبّاط وفق ما يطالب به الرئيس بري في مقابل طرح تعديل قانون الانتخاب على مجلس الوزراء تمهيداً لإقراره في مجلس النواب وفقاً لِما يطالب به "التيار الوطني الحر". وختم: "الحل الوحيد للخروج من هذا النهج هو الانتخابات المقبلة للتخلّص من منطق الصفقات على حساب الدستور".
مجلس الدفاع
في هذه الاجواء أعلن المجلس الاعلى للدفاع، الذي اجتمع برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة وبقية الاعضاء، أنه "يعطي الغطاء السياسي للقوى العسكرية لمواجهة اي اعتداء إسرائيلي على الحدود في البر والبحر".
واكد "انّ الجدار الإسرائيلي في حال تشييده على حدودنا يعتبر اعتداء على سيادتنا وخرقاً للقرار 1701". ورفض تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان حول ملكية اسرائيل البلوك 9 الغازي في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة.
وقرّر "الاستمرار في التحرك على كافة المستويات الاقليمية والدولية للتصدي ومنع اسرائيل من بناء الجدار الفاصل". وشدد على "انّ "إسرائيل" معتدية أيضاً على المنطقة الاقتصادية الخالصة بمساحة تبلغ 860 كلم2".
محضر
وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" اّن عون استهلّ الإجتماع بالتشديد على الظروف الإستثنائية التي املت الدعوة اليه، لافتاً الى "انّ البحث سيتركّز على حجم الأخطار الاسرائيلية التي تواجه لبنان براً وبحراً حيث الثروة النفطية الوطنية".
ثم قدّم منسق الحكومة لدى قوات "اليونيفيل" العميد الركن مالك شمص تقريراً عن نتائج الإجتماع الثلاثي اللبناني ـ الإسرائيلي - الدولي في مقر الأمم المتحدة في الناقورة أمس الاول برئاسة قائد "اليونيفيل".
واكد انّ الوفد اللبناني ابلغ الى الجانب الإسرائيلي، عبر القيادة الدولية، موقف لبنان الثابت الرافض شمول الجدار الثابت الذي يبنيه، النقاط الـ 13 التي يتحفّظ عنها لبنان منذ ترسيم "الخط الأزرق". واكد رفض اي انشاءات على الجزء المختلف عليه من الأراضي، وان لبنان متمسّك باتخاذ كل الوسائل التي تحول دون ذلك.
وتحدث المعاون العملاني في قطاع جنوب الليطاني العميد الركن جورج يوسف، فعرض لموضوع الجدار على الخط الأزرق وحدّد النقاط الـ 13 التي يتحفّظ عنها لبنان من الناقورة الى مثلث الأراضي في مزارع شبعا، لافتاً الى انّ الخط المتحفّظ عنه أدى الى انتقاص ما قيمته 485000 م2 من الأراضي اللبنانية.
وبعدما شرح يوسف للمواصفات التي اعتمدها الجانب الإسرائيلي في بناء الجدار، قال: ما هو ثابت انّ إسرائيل ماضية في بنائه باستثناء النقاط المتحفّظ عنها بعد الاعتراض اللبناني على شموله هذه النقاط.
وعقّب عون على التقريرين فأكد "رفض لبنان كل ما تنشئه اسرائيل على الأراضي اللبنانية لأنه يعتبر اعتداء مفضوحاً على لبنان، وأن من حقه اللجوء الى كل الإجراءات التي تكفل استعادة كل شبر من الأراضي اللبنانية". وقال انه ابلغ الى قائد "اليونيفيل" ومعاونيه هذا الموقف المتشدد الذي يؤكد رفض المس بالأراضي اللبنانية من خلال الجدار، وانّ الموضوع كان مضمون رسالة خاصة وجّهها وزير الخارجية الى الأمم المتحدة.
وتحدث الحريري فأكد انه "ليس وارداً ان يتخلى لبنان عن اي جزء من اراضيه، وانّ بناء الجدار يشكّل عدواناً عليه ومن حقه السعي بكل الوسائل المناسبة لمواجهة هذا العدوان". وشدّد على "أهمية استمرار الحملة الديبلوماسية لزيادة الضغوط على كل من في يده الأمر لحماية المصالح اللبنانية".
وكذلك شدد المجتمعون على موقف لبنان الثابت من كل ما هو مطروح، وترجمته بسلسلة من القرارات السرية التي على الجيش والأجهزة الحكومية والديبلوماسية تنفيذها.
عون: علينا الإستعداد للمواجهة
وفي ملف الإدعاء الإسرائيلي بملكية "البلوك 9" رفض رئيس الجمهورية هذا الادعاء، مؤكداً انّ هذا البلوك ضمن الأراضي اللبنانية وهو جزء من الثروة الوطنية". وقال: "السيادة على المياه هي كما على الأرض واحدة لا تتجزأ"، لافتاً الى "أهمية استمرار الحراك الديبلوماسي والسياسي في موازاة الإستعداد لمواجهة اي عدوان اسرائيلي".
وفي نهاية الإجتماع عرضت مجموعة القرارات التي تمّ اتخاذها، والخطوات التي ستتخذ لتنفيذها على أن يرفع الضروري منها الى مجلس الوزراء لوضعها قيد التنفيذ.
الجدار الاسرائيلي
وبعد ساعات من انتهاء الاجتماع أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل"، اندريا تيننتي، انّ "الجانب الإسرائيلي بدأ فعلاً تنفيذ اشغال جنوب الخط الأزرق". وقال: "نحن نتابع ما يجري ونتواصل مع الأطراف على جانبي الحدود، وحريصون على حل هذه القضية ومنع حصول اي توتر او تصعيد".
من جهته، قال مصدر أمني لـ"الجمهورية" انّ "الاسرائيليين باشروا بناء الجدار في منطقة الناقورة، وقد انجزوا نحو 30 متراً منه، هي عبارة عن بلوكات من الاسمنت المسلّح بارتفاع 5 امتار، إلّا أن الاعمال الجارية ليست في منطقة متنازع عليها او حولها اشكالات وهي داخل الاراضي الفاسطينية المحتلة، وإنّ الجيش هو في حالة استنفار للرد على اي خرق او اعتداء تنفيذاً لتعليمات القيادة وتوجيهات المجلس الاعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية".
صحيفة الأخبار:
الحريري لقائد الجيش: قرارُنا مواجهة إسرائيل
في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، في القصر الجمهوري، أمس، الذي واكبه مجلس النواب باجتماع للجنة الأشغال العامة، كان القرار واضحاً: "غطاء سياسي للقوى العسكرية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على حدود لبنان في البر والبحر"، والتأكيد أن "الجدار الإسرائيلي في حال تشييده على حدودنا يعتبر اعتداءً على سيادتنا وخرقاً للقرار 1701".
ومقابل الموقف الرسمي الموحد الرافض لتصريحات وزير حرب العدو التي يدّعي فيها أن البلوك رقم 9 يعود لإسرائيل، برز موقف لوزير النفط الإسرائيلي يعيد الأمور إلى نصاب التهدئة، إذ أعلن أن إسرائيل تسعى إلى حل مع لبنان عبر وساطة أجنبية بشأن البلوك رقم 9، مبدياً استعداد الحكومة الإسرائيلية للمضي قدماً من أجل حل ديبلوماسي للمسألة. إلا أن هذا التصريح لم يلقَ صداه في لبنان، خاصة بعد أن أفشلت إسرائيل سابقاً كل المساعي الدولية لإيجاد حل لمسألة الحدود البحرية. وأكثر من ذلك، ذهبت لجنة الأشغال العامة إلى إعلان استعداد عدد من النواب للرد على الأطماع الإسرائيلية باقتراح قانون يهدف إلى تحديد الحدود البحرية وفق إحداثيات جغرافية تجعل حقل كاريش الإسرائيلي داخل الحدود اللبنانية، استناداً إلى دراسة قانونية وفنية تظهر أن الحدود اللبنانية الجنوبية البحرية يدخل من ضمنها حقل كاريش.
وسط هذه الأجواء، تابع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، زيارته لبيروت، في مسعى إلى احتواء التوتر الحدودي، حيث التقى أمس الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ووزير الخارجية جبران باسيل، على أن يزور اليوم رئيس الجمهورية، قبل أن يجول على الحدود الجنوبية برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وبحسب المعلومات، لم يحمل ساترفيلد أي حل منصف للبنان في موضوع الحدود البرية أو البحرية.
وقال الرئيس بري لـ"الأخبار" إن "الإجماع اللبناني هو ما يضمن حقّنا في حماية أرضنا ومياهنا". وأكّد أنه سبق له بعد مفاوضات شاقة مع الأمم المتحدة امتدت لأكثر من عامين، أن تمّ الاتفاق على دور الأمم المتّحدة في مراقبة الحدود البحرية كما البريّة، وما يحصل الآن هو فذلكات تقنية لإراحة العدو الإسرائيلي.
وذكّر بأنه لولا المقاومة، لما كان أحد يأتي إلينا. أضاف: نحن لا نريد أخذ كوب ماء من مياه فلسطين المحتلة، ولن نسمح بأن يأخذ أحد منّا كوب ماء. وأشار إلى أن لبنان لن يتنازل عن حقّه في الـ 860 كلم2 البحرية، وأن ما نريده هو خطّ بحري كما الخطّ البَري الذي يحفظ حقوقنا.
إلى ذلك، استمرت إسرائيل في بناء الجدار الإسمنتي الفاصل عند الحدود الجنوبية، وأضافت أمس نحو عشرة أمتار من البلوكات الإسمنتية في منطقة الناقورة. وأبلغ ضباط من جيش الاحتلال قوات اليونيفيل أن النقاط المتحفظ عليها هي ثلاث وليست 13، ولمّحت إلى إمكان البحث بها، وهو الأمر الذي فسره الجانب اللبناني بأنه فخ يستدرجنا إليه العدو، لأن أي تعديل في أيٍّ من النقاط البرية الثلاث التي حددها الإسرائيليون من شأنه أن يؤدي إلى تعديل الحدود البحرية، علماً أن ممثلي جيش العدو في اجتماع الناقورة الثلاثي الأخير كانوا قد أبلغوا الجانبين اللبناني والدولي بأن المستوى السياسي في تل أبيب لم يعد للوفد العسكري أية صلاحية بمناقشة ملف الحدود المتنازع عليها.
على هذا الأساس، خرج مجلس الدفاع الأعلى، أمس، بموقف عالي النبرة، يؤكد تمسك لبنان بكل شبر من ترابه ومياهه.
وفي المعلومات، فقد استهل الاجتماع بعرض مفصّل قدمه منسق الحكومة لدى قوات الامم المتحدة العميد الركن مالك شمص حول اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية في الناقورة والمداولات التي حصلت، والتي أكد خلالها لبنان موقفه الثابت من موضوع بناء الجدار الإسمنتي في المناطق المتنازع عليها، أي نقاط التحفظ اللبنانية الـ13، بحيث أبلغ شمص المجلس أنه أبلغ الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي عبر ضباط الأمم المتحدة.
ثم تحدث المعاون العملاني في قطاع جنوب الليطاني العميد الركن جورج يوسف، مقدماً عرضاً شاملاً عن الخط الأزرق وعدد النقاط فيه والنقاط المتنازع عليها، لافتاً إلى أن مساحة الأراضي التي خسرها لبنان تبلغ 485 ألف متر مربع تمتد من الناقورة إلى مزارع شبعا اللبنانية.
وتحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا الموضوع، مؤكداً أن "كل ما تنشئه إسرائيل على أرض متنازع عليها على طول الحدود مع فلسطين المحتلة هو اعتداء على الأرض اللبنانية ولا يمكن القبول به أو تبريره، ومن حق لبنان أن يعمل بكل الوسائل المتاحة لاستعادة كل شبر من أرضه المحتلة".
وتحدث رئيس الحكومة سعد الحريري، مؤكداً أنه "ليس وارداً أن يتخلى لبنان عن أجزاء من أرضه وأن بناء الجدار الإسمنتي هو عدوان واضح سيواجهه لبنان بالطرق المناسبة، شارحاً الاتصالات التي تجري في هذا الصدد والضغط الدولي الذي يمارس على العدو الإسرائيلي".
وعندما توجه قائد الجيش العماد جوزف عون، بسؤال محدد يطلب فيه من المجتمعين اتخاذ قرار حول كيفية تصرف المؤسسة العسكرية إذا واصل الإسرائيليون أعمال الجدار في النقاط الخلافية، بادر الحريري إلى الإجابة بنبرة عالية: "قرارنا واضح بالتصدي الحازم لأي تعدٍّ إسرائيلي على حدودنا".
وعقّب رئيس الجمهورية بالقول: "إن موقف لبنان أبلغ إلى قائد القوات الدولية ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة، وأن الوزير جبران باسيل وجه رسالة بهذا الخصوص إلى الأمم المتحدة".
أما بالنسبة إلى البلوك الرقم 9 الذي تدعي إسرائيل ملكيته، فأكد عون "أنه يقع ضمن المياه البحرية اللبنانية، وهو جزء من ثروتنا ومن سيادتنا، والتهديدات الإسرائيلية مرفوضة، وهي حالة عدائية، فالمياه جزء من البحر اللبناني والسيادة واحدة، والاتصالات تجري عبر القنوات الدبلوماسية لمعالجة هذا الموضوع بالتزامن مع جهوزية لبنان لمواجهة أي عدوان على أرضه ومياهه".
وكان لافتاً قول وزير الخارجية جبران باسيل إنه "كما أن لدينا مشكلات حدودية بحرية مع إسرائيل جنوباً، كذلك لدينا مشكلات حدودية بحرية مع سوريا شمالاً. وفي بحاجة إلى حل. وسبق أن بعثنا برسائل إلى الجانب السوري حول هذه القضية".
ثم حصل نقاش بالإجراءات الواجب اتخاذها جنوباً، وتقرر عرض بعضها على مجلس الوزراء في جلسته اليوم، وعلم أنه على المستوى السياسي ستحصل مواكبة داخلية لأي تطور إسرائيلي معادٍ عبر المؤسسات الدستورية ومن خلال وحدة وطنية بموازاة تحرك دبلوماسي واسع لدى الدول الشقيقة والصديقة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية. أما على المستوى العسكري والأمني، فإن القرار السياسي واضح في اتجاهين: الأول التصدي المباشر لأي عدوان إسرائيلي يهدف إلى قضم أرض أو مياه لبنانية، والثاني يتمثل في التحوّط لجهات قد تتسلل مستغلة التوتر القائم والقيام بأعمال أمنية من شأنها إشعال الجبهة على طرفي الحدود.